q

تصاعدت حدة الانتقادات الموجة لمرشح الرئاسة الأمريكية عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب، داخل وخارج الولايات المتحدة الامريكية بسبب تصريحاته المثيرة للجدل، والتي اثارت الكثير من الشكوك حول اهلية وقدرة دونالد ترامب الذي دخل السياسة من بوابة المال والإعلام، حيث اكد العديد من السياسيين الأمريكيين بان ترامب شخص عنصري غير صالح لقيادة أمريكا، وسيكون سببا في خلق الازمات والمشكلات كبيرة ستثر سلبا على الولايات المتحدة، فيما يخص اخر تطورات الحرب الانتخابية فبعد المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي وكما نقلت بعض المصادر، بدأت مؤشرات الاستطلاع ترتفع لصالح المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بواقع تسع نقاط بحسب آخر استطلاع للرأي حيث حظيت هيلاري بـ 52% من الأصوات مقابل 43% لدونالد ترامب. ويرى 60% من المستطلعة آراؤهم أن ترامب غير مهيّأ لمهام الرئاسة مقابل 60% يرون أن كلينتون مهيأة لذلك.

وواجه دونالد ترامب في الفترة الاخيرة حملة انتقادات واسعة، بسبب سجاله مع والدي جندي أميركي مسلم قتل في العراق وكذلك صرخات من أبناء حزبه ضده بسبب أسلوبه الفج والعنصري مع الزوجين المسلمين. واعتبر تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن لقاء الزوجين خضر وغزالة خان مع ترامب شكل نقطة محورية في مساره الانتخابي، فلقد تلعثم ترامب في رده على تأنيب الأسرة له، وتهكم عليهما، أولاً بزعمه أن والدة خان منعت من الكلام في مؤتمر الحزب الديمقراطي، ثم بإعلانه أنه لا يحقّ لوالد خان مساءلة ترامب حول معرفته بالدستور الأميركي.

ووفقاً للتقرير فقد فشلت قريحة ترامب هذه المرة في إنقاذه. ولم يستطع أن يكسب تعاطفاً بزعمه أن خان لم يكن منصفاً معه، حيث نشر على حساب تويتر أن خان قد هاجمه بشراسة، في حين حاول ترامب ومستشاروه صرف الانتباه عما حدث بالحديث عن الإرهاب لكن دون جدوى. لقد بدا أن ترامب قد وقع في أكبر أزمة خلال حملته الانتخابية، تفوّقت على الضجة التي حدثت في يونيو/حزيران 2016، بعد أن ألمح إلى أن القاضي جونزالو كوريل غير محايد بسبب جذوره المكسيكية. بهجومه على أسرة الجندي وخوضه في الحديث عن الأعراق، خرق ترامب مرة أخرى ثوابت السياسة الأميركية، مما يضاعف الضغط على زملائه الجمهوريين للاختيار بين الدفاع عن تعليقاته أو التبروء من مرشحهم. وأدان العديد من الجمهوريين معاملة ترامب لأسرة خان، ووصفوا سلوكه بأنه خارج عن حدود السياق السياسي.

وفقد أعرب كل من جب بوش، حاكم فلوريدا السابق، وجون كاسيش، حاكم أوهايو، عن استنكارهما لتلك التعليقات. وذهب جمهوريون آخرون إلى أبعد من ذلك في توبيخ ترامب. إذ قال السناتور كيلي أيوت، ممثل ولاية نيو هامبشاير، الذي يسعى لإعادة انتخابه، أن أسرة خان تستحق كل التقدير والاحترام، "لقد هالني أن يذمهم دونالد ترامب، وأنه يمتلك من الوقاحة ما يجعله يقارن تضحياته الخاصة بتضحيات تلك العائلة. وقال السناتور ليندسي غراهام، الجمهوري من ولاية كارولينا الجنوبية، أن السيد ترامب قد عبر خطاً أحمر آخر. وقال غراهام أن رد ترامب على أسرة خان غير مقبول، تماماً مثل تعليقاته على القاضي كوريل.

وأضاف، "لقد وصل إلى مرحلة لم يصل إليها أحدٌ من قبل، لقد تعدى على عائلات الجنود الذين ضحوا في الحرب. أقل ما يقال أن هذا غير مقبول". وقال مايك كوفمان، نائب كولورادو، الجمهوري الذي خدم في القتال في سلاح مشاة البحرية، وهو الآن نائب عن منطقة حاسمة في ضواحي دنفر، أن ترامب أظهر عدم احترام للجنود الأميركيين. وأضاف، "بعد أن خدمت في العراق، أشعر بالإهانة العميقة بسبب عدم تقدير دونالد ترامب لتضحيات كل من جنودنا البواسل الذين سقطوا في تلك الحرب".

انتقادات ومخاوف

من جانب اخر وجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما انتقادات حادة إلى المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب، ووصفه بأنه "غير مؤهل ليصبح رئيسا". وأضاف أوباما خلال مؤتمر صحفي عقده في واشنطن منددا بقادة الحزب الجمهوري الذين يواصلون دعم ترامب، أن الأخير "غير جاهز مطلقا" لكي يكون رئيسا، وندد أوباما أيضا بقادة "الحزب القديم الكبير" الذين يواصلون دعم ترامب في إشارة إلى الحزب الجمهوري مضيفا "نصل إلى مرحلة لا بد معها من أن نقول "كفى".

وذكر أوباما بالانتقادات العنيفة التي وجهها ترامب إلى والدي ضابط أمريكي مسلم قتل في العراق عام 2004. وأضاف أوباما خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس حكومة سنغافورة لي هسين لونغ، أن مجرد قيام دونالد ترامب بانتقاد عائلة "قدمت تضحيات عظيمة إلى هذا البلد، وواقع عدم إلمامه على ما يبدو بما هو بديهي حول أمور أساسية في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، يعني أنه غير جاهز مطلقا لهذا المنصب". بحسب فرانس برس.

وتابع أوباما "من المهم ملاحظة الانتقادات المتكررة من قبل قادة جمهوريين وبينهم رئيس مجلس النواب ورئيس الغالبية في مجلس الشيوخ وجمهوريين آخرين على مستوى عال مثل جون ماكين" المرشح السابق للانتخابات الرئاسية عام 2008. وقال الرئيس الأمريكي أيضا "لا بد من أن تدفعك إلى القول "إنه ليس شخصا بإمكاني أن أدعمه ليصبح رئيسا للولايات المتحدة ".

الى جانب ذلك عبر مسؤولون بالمخابرات الأمريكية عن قلقهم من أن الأسلوب المندفع لدونالد ترامب قد يشكل خطرا على الأمن القومي مع استعدادهم لإطلاعه على معلومات في إفادة روتينية تسبق الانتخابات بمجرد حصوله رسميا على ترشيح الحزب. وأبلغ ثمانية مسؤولين أمنيين كبار أن لديهم مخاوف بشأن إطلاع ترامب على معلومات والذي كان أسلوبه المتهور الذي لا يمكن التنبؤ به خلال حملته الانتخابية سمة ميزت صعوده كمرشح "متمرد."

ورغم مخاوفهم قال المسؤولون إن الإفادة التي توصف بأنها سرية للغاية ويحصل عليها كل مرشح لن تخرج عن المعتاد لتجنب أي شكل من أشكال التحيز. وطلب المسؤولون عدم ذكر أسمائهم. وأشار مسؤولون حاليون وسابقون إلى أن الفضيحة المتعلقة بالبريد الإلكتروني لهيلاري كلينتون تثير القلق بشأن أسلوب تعاملها مع معلومات حساسة. وتخضع المرشحة الديمقراطية المحتملة لتحقيق بمكتب التحقيقات الاتحادي بشأن استخدامها بريدها الإلكتروني الخاص لأغراض العمل خلال توليها لمنصب وزيرة الخارجية.

وقال المسؤلون إن عدم امتلاك ترامب لخبرة في السياسة الخارجية وأسلوبه المتقلب وقلة المعلومات عن فريق مستشاريه في السياسة الخارجية يجعلونه حالة فريدة. وقال مسؤول أمني أمريكي كبير "الناس يشعرون بتوتر شديد." وقال المسؤول إن مسؤولين بالمخابرات والسياسة الخارجية والأمن يحاولون تحديد "من هم جديرون بالثقة في فريقه (ترامب)." وأضاف قائلا "لم نشهد موقفا مثل هذا من قبل." وهون مسؤولون آخرون من المخاوف وأشاروا إلى أن الإفادة التقليدية والتي تصنف "سرية للغاية" تقدم في أغلب الأحوال نظرة عامة على قضايا الأمن القومي ولا تشمل أشد الأسرار الحكومية حساسية بشأن مصادر المعلومات والعمليات.

تطهير الحكومة

في السياق ذاته قال كريس كريستي حليف المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب إن ترامب في حال فوزه سيعمد إلى تطهير الحكومة الاتحادية من المسؤولين الذين عينهم الرئيس الديمقراطي باراك أوباما وقد يطالب الكونجرس بإقرار تشريع يسهل فصل الموظفين الحكوميين. وذكر كريستي- وهو حاكم نيوجيرزي ويقود الفريق الانتقالي لترامب إلى البيت الأبيض- إن الحملة تعد قائمة بالموظفين الحكوميين لإقالتهم إذا هزم ترامب المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية في الثامن من نوفمبر تشرين الثاني.

وأضاف كريستي في اجتماع مغلق مع عشرات المانحين في المؤتمر الوطني الجمهوري في كليفلاند وفقا لتسجيل صوتي "مثلما تعرفون من مهنته الأخرى فإن دونالد يحب إقالة الناس." وكان كريستي يشير إلى دور ترامب الرئيسي في البرنامج التلفزيوني "ذا أبرينتايس" (المبتدئ) والذي استمر لفترة طويلة والذي كان دوما ما يكرر فيه عبارة "أنت مفصول". ولم ترد حملة ترامب على طلبات للتعليق.

ويخشى مستشارو ترامب الانتقاليون من أن يحول أوباما المعينين إلى موظفين حكوميين ممن لديهم أمان وظيفي أكبر من المسؤولين المعينين سياسيا. وتابع كريستي أن من شأن ذلك أن يسمح للمسؤولين بالاحتفاظ بوظائفهم في ظل الإدارة الجديدة والتي ربما تكون جمهورية. ومضى يقول "هذا يسمى تنقيبا. أنت تأخذهم من جانب المعينين السياسيين إلى جانب الخدمة المدنية لكي تحاول أن تضع.. عقبات لخلفك من نوعية ما قام به أشخاص كلينتون عندما أزالوا جميع حروف الدبليو من لوحات المفاتيح عندما دخل جورج بوش البيت الأبيض."

وكان كريستي يشير إلى الأعمال الطائشة التي ارتكبت خلال عملية الانتقال السياسي من بيل كيلنتون إلى جورج بوش في 2011. وخلال تلك الفترة أزال العاملون في البيت الأبيض حرف الدبليو من لوحات مفاتيح أجهزة الكمبيوتر وتركوا علامات ومصلقات مهينة في المكاتب وفقا لتقرير لمكتب المحاسبة العامة وهو ذراع التحقيقات للكونجرس. وتابع كريستي "أحد الأشياء التي اقترحتها على دونالد هو أن لدينا وقتا لنطلب على الفور من الكونجرس الجمهورس تغيير قوانين الخدمة المدنية. لأنه إذا فعلوا ذلك فسيسهل ذلك كثيرا إقالة هؤلاء الأشخاص." وقال إن إقالة الموظفين الحكوميين "مرهق" و"يستهلك وقتا كبيرا".

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست إن السماح للمعينين السياسيين بالتقدم لمناصب في الجهاز الحكومي "سابقة قديمة". وأضاف "إذا أردت وضع السجل الأخلاقي للرئيس أوباما ومعينيه السياسيين أمام السجل الأخلاقي للحاكم كريستي ومعينيه السياسيين فإننا نرحب بمقارنة من هذا النوع." وقال الاتحاد الأمريكي للموظفين الحكوميين - وهو أكبر اتحاد للموظفين الاتحاديين في الولايات المتحدة - إنه في الوقت الذي يدين فيه ممارسة "التنقيب" هذه - لأنها قادت إلى المحسوبية وتسييس الخدمة العامة - فإن إضعاف إجراءات الحماية للموظفين الحكوميين ليس حلا.

وقال جيه. ديفيد كوس الرئيس الوطني للاتحاد "أفضل سبيل لمنع التنقيب هو عدم تخفيف جميع قوانين الخدمة المدنية ولكن تعزيز تلك التي تضمن حصول المرشح الأكثر تأهيلا على الوظيفة بناء على ميزاته الموضوعية وليس ميوله أو علاقاته السياسية." كما أبلغ كريستي أن تغيير قيادة وكالة حماية البيئة - والتي كانت لفترة طويلة هدفا للجمهوريين القلقين بشأن لوائحها - سيكون أولوية أولى لترامب إذا فاز في نوفمبر/تشرين ثان. بحسب رويترز.

وسبق أن تعهد ترامب بإلغاء الوكالة وإعادة بعض من أكثر السياسيات والأفعال البيئية الطموحة في الولايات المتحدة والتي يقول إنها ستحيي صناعتي النفط والفحم الأمريكيتين وستعزز الأمن الوطني. وأضاف كريستي أن فريق ترامب يريد أن يدع رجال الأعمال يخدمون في الحكومة بنظام نصف الوقت من دون الاضطرار إلى التخلي عن وظائفهم في القطاع الخاص. وكثيرا ما يقول ترامب إنه الافضل استعدادا للرئاسة بسبب خبرته في مجال الأعمال. وعلى الرغم من سؤال كريستي مرار خلال الاجتماع عن المرشحين للحكومة فقد رفض أن يذكر أيا منهم بالاسم. وقال إن ترامب ليس مستعدا لفعل ذلك بعد.

العلاقات مع الحلفاء

من الرقابة المشددة على دخول الفرنسيين والالمان، الى خروج محتمل من منظمة التجارة العالمية، مرورا بالتشكيك في حلف شمال الاطلسي، يعمل دونالد ترامب على تفكيك تحالفات والتزامات بلاده في جميع انحاء العالم. هذا على الاقل ما يعد به المرشح الجمهوري في حال انتخابه الرئيس الاميركي ال45 في تشرين الثاني/نوفمبر بعد ايام قليلة من رسمه صورة قاتمة للوضع في الولايات المتحدة في خطاب تنصيبه مرشحا.

وفي مقابلة استغرق الملياردير في تفصيل مواضيعه المفضلة: الهجرة ومراقبة الحدود، عودة الوظائف الى الاراضي الاميركية، والمنافسة غير العادلة بسبب التجارة الدولية. ووعد بان يخضع الفرنسيون الذين يعاني بلدهم من الارهاب "بشكل تام" لضوابط مشددة اذا ارادوا دخول الولايات المتحدة ردا على موجة من الاعتداءات اعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها في اوروبا. وقال "هناك مشاكل في المانيا ومشاكل في فرنسا" مؤكدا انه "سيكشف النقاب في الاسابيع المقبلة عن قائمة البلدان" التي سيشملها تشدد معايير الدخول الى بلاده.

وهذه التصريحات ليست الاولى من نوعها لقطب العقارات بعد دعوات متكررة الى "تحقيق معمق" في مواطني البلدان التي تتعرض للارهاب، والاقتراح المثير للجدل بحظر دخول المسلمين الولايات المتحدة. لكنها المرة الاولى التي يثير فيها مثل هذه التدابير بحق حلفاء مقربين مثل فرنسا والمانيا. وقال خلال المقابلة "تذكر هذا" مضيفا ان "دستورنا رائع، لكنه لا يعطينا الحق في الانتحار". وشدد ترامب في المقابلة على ان الولايات المتحدة في ظل قيادته، ستقرر "اعادة التفاوض او الخروج" من منظمة التجارة العالمية، اذا لم تسمح له بفرض ضرائب على الشركات التي تتخذ من بلاده مقرا وتقوم بنقل وظائفها في وقت توزع منتجاتها في الولايات المتحدة. وتابع "هذه الاتفاقات التجارية كارثة، ومنظمة التجارة العالمية كارثة ايضا".

وهذه ليست اول انتقادات يوجهها الملياردير الى التجارة الدولية. وكان صرح قبل بضعة اشهر "لا يمكننا الاستمرار في السماح للصين بان تنتهك بلدنا". لكنه وجه انتقادات الى اوروبا، التي تم بناؤها من اجل ان "تتغلب على الولايات المتحدة في ما يتعلق بالتجارة". وقال ترامب "الآن نحن نتحدث عن اوروبا كما لو انها رائعة (...) انا احب اوروبا واقول فقط ان السبب في انها مجتمعة هو التحالف من اجل التنافس مع الولايات المتحدة".

كما جدد المرشح الشعبوي انتقاد حلف شمال الاطلسي، منددا بالدول الاعضاء في الحلف "التي تستفيد من الولايات المتحدة". وكان اعلن مؤخرا انه اذا هوجمت دول البلطيق من قبل روسيا، فهو لن يقرر التدخل الا بعد التحقق من ان هذه الدول "قد وفت بالتزاماتها"، الامر الذي اعتبره زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونل "خطأ يرتكبه مبتدئون". وتابع ان "العديد من الدول لا تدفع ما يتوجب عليها دفعه وهو قليل جدا (...) ونحن نقدم لهم مجانا"، مشيرا الى ان الولايات المتحدة تنفق على دول كثيرة. واعتبر ان هذا الامر ينطبق على ما "وراء" حلف شمال الاطلسي، "فنحن نهتم باليابان (...)، وكوريا الجنوبية، والسعودية، ونخسر على جميع الجبهات". بحسب فرانس برس.

لكن الرئيس باراك اوباما رد على ترامب قائلا "هناك فرق شاسع بين دفع حلفائنا الاوروبيين الى الوفاء بالتزاماتهم من حيث الانفاق على الدفاع والقول لهم هل تعرفون؟ نحن قد لا نحترم الالتزام الاساسي للتحالف الاكثر اهمية في التاريخ". وتابع ان هذه التصريحات تبرهن انعدام الخبرة لدى ترامب، وافتقاره الى المعرفة في السياسة الخارجية.

ترامب والكراهية

في السياق ذاته وقعت نحو مئة شخصية من الاوساط الموسيقية والسينمائية عريضة تدعو "الى رص الصفوف ضد الكراهية" من خلال التصويت لمنع وصول المرشح الجمهوري دونالد ترامب الى البيت الابيض. وجاء في نص العريضة التي نشرت عبر موقع "يونايتد اغانست هايت" (متحدون ضد الكراهية) "نحن ائتلاف فنانين ينضم اليوم الى ملايين الاميركيين الملتزمين منع وصول المرشح الجمهوري دونالد ترامب" الى رئاسة الولايات المتحدة.

ومن الموقعين على العريضة الممثلون مارك رافالو وكيري واشنطن وجوليان مور ولينا دانام والفنانون راسل سايمنز ومايكل ستايب وموبي ودي جاي سبوكي. واضاف النص "نرى ان من مسؤوليتنا استغلال شهرتنا للفت الانتباه الى مخاطر ان يصبح ترامب رئيسا". وقال الموقعون وبينهم ايضا جاين فوندا وباتريسيا اركيت ووودي هارلسون "خطابه واقتراحاته السياسية تقصي وتهين وتلحق الاذى بالمكسيكيين واصحاب الاصول الاميركية اللاتينية والسود والمسلمين والمثليين جنسيا ومزدوجي الميل الجنسي والمغايري الهوية الجنسانية والنساء والاسيويين واللاجئين".

وختمت العريضة تقول "ندعو الاميركيين كافة الى الانضمام الينا واستخدام اصواتنا لافشال دونالد ترامب وايديولوجية الكره التي يجسدها". واتت العريضة في خضم مؤتمر الحزب الديموقراطي العام وبعد ايام قليلة على تعيين الملياردير دونالد ترامب مرشحا رسميا للحزب الجمهوري. بحسب فرانس برس.

والكثير من هؤلاء المشاهير مثل لينا دانام، يدعمون بقوة حملة هيلاري كلينتون للرئاسة. وقد اختيرت كلينتون رسميا مرشحة للحزب الديموقراطي. وكان دونالد ترامب لحق لا بل تجاوز قليلا منافسته الديموقراطية في استطلاعين للرأي اجريا بعد اختياره رسميا مرشحا جمهوريا. وحتى الان كانت الغالبية العظمى لاستطلاعات الرأي تظهر تقدم هيلاري كلينتون بنقاط عدة.

الى جانب ذلك اكد المرشح الجمهوري للرئاسة الاميركية دونالد ترامب ان على بلاده التفكير جديا في اجراءات تستند الى فرز نمطي للاقليات، ومنها المسلمون، لاحتواء الهجمات الجهادية الطابع. وفي برنامج على قناة "سي بي اس" قال الملياردير "اعتقد ان الفرز النمطي خيار سيتوجب علينا ان نبدأ بحثه كبلد". وكان ترامب تباهى بانه كان "محقا بشأن الارهاب الاسلامي" تعليقا على الاعتداء الدامي الذي شهده ملهى للمثليين في اورلاندو.

واتت تعليقاته في معرض الكلام عن منفذ الهجوم، المسلم من اصل افغاني عمر متين، وتصريحات سابقة له قال فيها انه سيفرض "بكل احترام" مراقبة على المساجد. وقال "الواقع انني اكره مفهوم الفرز النمطي. لكن علينا ان نبدا باعتماد المنطق واستخدام عقولنا، ونحن الان لا نفعل" لافتا الى ان "عددا من الدول تلجا اليه، كاسرائيل وغيرها، وهو مفيد بالنسبة اليها". كما تحدث عن فرنسا كمثال على كيفية "ضبط المساجد بكل احترام". واضاف "انهم يطبقونه في فرنسا. في الواقع، انهم يعمدون في بعض الحالات الى اغلاق مساجد. لا احد يريد الحديث عن ذلك، لكن انظروا الى ما يفعلون في فرنسا، انهم فعليا يغلقون مساجد". وسبق ان اثار قطب العقارات الطامح الى الرئاسة حفيظة كثيرين في الولايات المتحدة عندما دعا الى منع المسلمين من دخول البلاد واعتبر ان المكسيك ترسل مغتصبين وتجار مخدرات عبر الحدود الى الاراضي الاميركية.

اضف تعليق