تطورات جديدة تعيشها بريطانيا التي صوتت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي وذلك بعد 43 عاماً من العضوية، حيث ستصبح وزيرة الداخلية البريطانية تيريزا ماي (59 سنة) إحدى اكثر الأعضاء خبرة في الحكومة وكما تنقل بعض المصادر، ثاني امرأة تتولى رئاسة الوزراء في بريطانيا بعد مارجريت ثاتشر التي تولت الحكم في البلاد من 1979 إلى 1990 ، وذلك بعد الانسحاب مفاجئ لمنافستها على زعامة حزب المحافظين وزيرة الدولة للطاقة أندريا ليدسوم، وإعلان رئيس الوزراء المستقيل ديفيد كامرون تنحيه لمصلحتها. وتُعتبر ماي التي تولت حقيبة الداخلية الصعبة منذ عام 2010، منتهجةً خطاً متشدداً جداً، ما أكسبها لقب مارغريت ثاتشر الجديدة، وستواجه ماي تحديات صعبة ومهمة تتمثل في الإشراف على انفصال البلاد عن الاتحاد الأوروبي.
وخلال الحملة التي سبقت الاستفتاء على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي في 23 يونيو حزيران أيدت ماي بقاء البلاد في التكتل الأوروبي لكنها أوضحت منذ ذلك الحين أن من الضروري الانفصال امتثالا لإرادة الشعب. لكنها قالت أيضا إن من الضروري ألا تبدأ بريطانيا إجراءات الانفصال إلى أن تصبح مستعدة لبدء المفاوضات. فطلب الانفصال بمقتضى المادة 50 من معاهدة لشبونة للاتحاد الأوروبي يطلق شرارة بدء تلك المحادثات غير أن رجال القانون والسياسة يختلفون فيمن يملك السلطة لإعلان رغبة بريطانيا تطبيق هذه المادة كما يختلفون فيما إذا كان من الممكن الرجوع عنها.
وفي أواخر الشهر الماضي قالت ماي عندما بدأت مسعى خلافة ديفيد كاميرون في رئاسة الوزراء "يجب ألا يصدر قرار بالاحتجاج بالمادة 50 إلى أن يتم الاتفاق على استراتيجية التفاوض البريطانية وتصبح واضحة الأمر الذي يعني أنه يجب عدم المطالبة بتطبيق المادة 50 قبل نهاية العام الجاري. وهذا الأمر يضع ماي في صدام مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي تعتبر في نظر الكثيرين أكثر الساسة نفوذا في الاتحاد الاوروبي باعتبارها زعيمة أقوى اقتصاد في القارة. وقالت ميركل إن المحادثات مع بريطانيا لن تكون سهلة. وسبق أن قالت إنها تتوقع أن تبدأ لندن الإجراءات الرسمية للانفصال عن الاتحاد الاوروبي بمجرد اختيار رئيس جديد للوزراء.
ويرى كامرون أن ماي هي الشخص المثالي لتنفيذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بأفضل الشروط التي تخدم الشعب البريطاني. ويقول أنصار ماي إن لديها عزما لا يلين وإنها تهتم بالتفاصيل وتركز على إنجاز المهام الموكلة لها. كما وصفها كين كلارك وهو من كبار قيادات حزب المحافظين بأنها امرأة في غاية الصعوبة. ونالت سريعاً مساندة القياديين المناهضين للاتحاد في الحزب، اذ أعلن وزير العدل مايكل غوف دعماً كاملاً لها، فيما اعتبر بوريس جونسون، الرئيس السابق لبلدية لندن، أن وزيرة الداخلية ستنجح في "توحيد الحزب ودفع البلاد إلى أمام. وطرحت ماي رؤيتها الاقتصادية، داعية إلى "دولة تعمل من أجل الجميع، ليس فقط من أجل قلّة تتمتع بامتيازات". وتعهدت تشكيل حكومة تخدم لناس العاملين العاديين، وزادت: كان الاستفتاء تصويتاً على مغادرة الاتحاد، ولكن أيضاً على تغيير جدي. لن أتجاهل الشعب حين يقول إنه سئم من السياسة المعتادة.
ماي ستخلف كاميرون
في هذا الشأن وبعد أن تأكد فوزها بزعامة حزب المحافظين الحاكم وستخلف ماي البالغ عمرها 59 عاما رئيس الوزراء الحالي ديفيد كاميرون الذي أعلن أنه سيترك المنصب بعد تصويت البريطانيين على نحو غير متوقع لصالح الخروج من الاتحاد في قرار أصاب التكتل بالضعف وخلق موجة هائلة من عدم اليقين في مجالات التجارة والاستثمار وسبب هزة في أسواق المال.
وساد ترقب لمنافسة بين ماي ووزيرة الدولة لشؤون الطاقة أندريا ليدسوم في تصويت لنحو 150 ألفا من أعضاء حزب المحافظين وكان مقررا أن تعلن النتيجة في التاسع من سبتمبر أيلول. لكن ليدسوم انسحبت فجأة لتنعدم الحاجة لانتظار تسعة أسابيع قبل إجراء استفتاء على القيادة. وأعلن جراهام بريدي رئيس اللجنة الحزبية التي تولت إدارة التصويت على الزعامة أن ماي انتخبت زعيمة جديدة بأثر فوري.
وقال كاميرون أنه سيجيب على أسئلة البرلمان قبل تقديم استقالته للملكة إليزابيث. وأضاف "سيكون لدينا رئيس جديد للوزراء. وستصبح ماي ثاني امرأة تتولى رئاسة وزراء بريطانيا بعد مارجريت ثاتشر. وسيعني انتصارها أن تتولى شخصية أيدت بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي عملية الخروج منه. وقالت إن بريطانيا تحتاج لبعض الوقت للاتفاق على استراتيجية للتفاوض ويجب ألا تبدأ الإجراءات الرسمية للخروج قبل نهاية العام لكنها أيضا أكدت أن "الانفصال عن الاتحاد الأوروبي يعني الانفصال عنه." وفي خطاب ألقته في مدينة برمنجهام استبعدت ماي عقد استفتاء ثان ورفضت أي محاولة للانضمام مرة أخرى للاتحاد. وقالت "حين أصبح رئيسة للوزراء سأعمل جاهدة على تنفيذ الخروج من الاتحاد الأوروبي."
وبعد حسم قضية زعامة الحزب قبل الوقت المتوقع تعافى الجنيه الاسترليني الذي تراجع لأدنى مستوياته في 31 عاما منذ الاستفتاء الذي جرى في 23 يونيو حزيران الماضي وسط مخاوف من أثر ذلك على الاقتصاد البريطاني. وقال وزير المالية جورج أوزبورن عبر تويتر "نرحب بالأنباء عن وجود مرشحة واحدة تحظى بتأييد واسع لتصبح رئيسة الوزراء التالية. تيريزا ماي تتمتع بالقوة والنزاهة والتصميم على القيام بالعمل المطلوب."
وبدا كاميرون في حالة مزاجية جيدة وهو يضع جدولا زمنيا لرحيله عن المنصب. والتقطته ميكروفونات التلفزيون لدى عودته إلى مقر رئيس الوزراء وهو يدندن بصوت خفيض قبل أن يغلق وراءه الباب الأسود الشهير للمقر في 10 داونينج ستريت. وأصاب تصويت البريطانيين بنسبة 52 بالمئة مقابل 48 لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي صدمة للساسة البريطانيين خاصة كاميرون الذي حذر من كارثة اقتصادية في حالة الخروج.
لكن البريطانيين تجاهلوا تحذيراته وأنصتوا لشعارات حملة الخروج بأن ذلك سيمكنهم من استعادة "الاستقلال" عن مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل والحد من مستويات الهجرة العالية وهو أمر يصعب تحقيقه في ظل قوانين الاتحاد التي تسمح لأي شخص بالعيش والعمل في أي بلد من أعضائه. وبدت آمال ماي في زعامة الحزب في خطر بعد فشلها كوزيرة للداخلية في السيطرة على موجة الهجرة وكذلك بعد فشل حملة البقاء في الاتحاد التي كانت أحد أصواتها.
لكن آمالها تعززت بخروج أبرز منافسيها على الزعامة من بين أعضاء حملة الخروج من المنافسة وهما مايكل جوف وزير العدل وبوريس جونسون رئيس بلدية لندن السابق. وفي خطابها ببرمنجهام حددت ماي ملامح رؤيتها للاقتصاد ودعت "لبلد يناسب الجميع وليس فقط لقلة محظية." وقالت إن الأولوية ستكون لبناء منازل والتصدي للتهرب الضريبي من قبل الأفراد والشركات ولخفض تكلفة الطاقة وتقليص الفجوة "الضارة" بين رواتب الموظفين وأرباح الشركات. وأضافت "تحت قيادتي سيصبح حزب المحافظين نفسه بشكل كامل ومطلق في خدمة الفئة العاملة العادية.. وسنجعل من بريطانيا بلدا يناسب الجميع." بحسب رويترز.
وقع أكثر من 1000 محام بريطاني بارز خطابا لحث رئيس الوزراء ديفيد كاميرون على السماح للبرلمان بالبت في مسألة انسحاب البلاد من الاتحاد الأوروبي. وبعد تعيين ماي طالب نواب المعارضة في البرلمان بانتخابات عامة. وقال جون تريكيت منسق الانتخابات العامة بحزب العمال "من الضروري بالنظر لحالة عدم الاستقرار التي سببها التصويت بالخروج من الاتحاد الأوروبي أن ينتخب البلد رئيسا جديدا للوزراء بصورة ديمقراطية." وتأثر حزب العمال هو الآخر بنتيجة الاستفتاء إذ يواجه زعيمه جيريمي كوربين انتقادات حادة لفشله في الترويج بشكل كاف للبقاء في الاتحاد الأوروبي. وقبل دقائق من الإعلان عن انسحاب ليدسوم أعلنت النائبة البرلمانية عن حزب العمال أنجيلا إيجل أنها ستنافس كوربين على زعامة الحزب. وقالت "جيريمي كوربين عاجز عن توفير الزعامة التي يحتاجها هذا الحزب. أعتقد أني أملك القدرة على ذلك."
تاتشر جديدة
من جانب اخر بدأت ابنة القس الانغليكاني تيريزا ماي حياتها السياسية في 1986 بعد دراسات في الجغرافيا بجامعة اكسفورد وفترة قصيرة في بنك انكلترا (البنك المركزي). وانتخبت يومها مستشارة في مجلس منطقة ميرتون الميسورة. بعد فشل ترشيحين الى الانتخابات التشريعية، انتخبت في 1997 نائبة عن المحافظين في دائرة ميدنهيد المزدهرة في بيركشير (جنوب انكلترا). في 2002 و2003، كانت ماي السيدة الاولى التي تتولى الامانة العامة للحزب المحافظ. وبرزت خصوصا في خطاب وصفت فيه المحافظين الذين كانوا اكثر يمينية آنذاك بانه "حزب اشرار"، ما عاد عليها ببعض العداوات.
وبين 1999 و2010، تولت ماي مناصب عدة في حكومة الظل للمحافظين الذين كانوا وقتها في صفوف المعارضة، وكلفت حقائب البيئة والعائلة والثقافة وحقوق المرأة والعمل. وفي 2005، دعمت ديفيد كاميرون بشكل كبير. لاحقا عند انتخابه رئيسا للحكومة في 2010، اصبحت وزيرة للداخلية، الحقيبة التي ستحتفظ بها مع اعادة انتخاب رئيس الوزراء في 2015. اطلق عليها نتيجة مواقفها الحازمة لقب "مارغريت تاتشر الجديدة"، في اشارة الى رئيسة الوزراء البريطانية الراحلة التي كانت توصف ب"المرأة الحديدية". بحسب فرانس برس.
واشارت صحيفة "ديلي تلغراف" التي تعتبرها اقوى سيدات الساحة السياسية في البلاد الى انها "بلغت القمة بفضل تصميم شرس". لكنها تلقى الاشادات اولا بفضل اندفاعها في العمل اكثر من الكاريزما، ما قد يضر بها احيانا بالمقارنة مع بوريس جونسون الذي قاد حملة الخروج من الاتحاد الاوروبي والذي يحسن ادارة ظهوره التلفزيوني ولقاءاته العامة. وتيريزا ماي متزوجة بفيليب جون ماي منذ 1980 وليس لديهما اولاد. وهي تهوى رياضة المشي والطبخ.
اخر اجتماع
على صعيد متصل ترأس ديفيد كاميرون وبحسب بعض المصادر اخر مجلس وزراء له، قبل ان تحل محله وزيرة الداخلية تيريزا ماي على راس الحكومة البريطانية وتتولى مهمة تنفيذ قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي. وسيقدم كاميرون استقالته الى الملكة اليزابيث الثانية ويجيب على أسئلة نواب مجلس العموم صباحا. وذلك بعد اقل من ثلاثة اسابيع على تصويت البريطانيين للخروج من الاتحاد الاوروبي خلافا لتوصياته، ما حمله للاعلان فورا عن استقالته. واثر ذلك ستنصب ماي رئيسة للحكومة وقال كاميرون انه مسرور لكون ماي ستخلفه واصفا اياها بانها شخصية قوية وكفؤة. وفي اول تصريحات لها بعد الاعلان انها ستعين رئيسة للوزراء اكدت ماي، ان بلادها ستتفاوض للتوصل الى افضل اتفاق وستبني لنفسها دورا جديدا في العالم.
من جانبها انتقدت صحيفة دايلي ميرور اليسارية هذا التنصيب ودعت الى انتخابات تشريعية جديدة على غرار حزب العمال وحزب الخضر والحزب الليبرالي الديموقراطي. واضافت الصحيفة من غير المقبول ان تصبح تيريزا ماي رئيسة للوزراء بعد ان اختارتها مجموعة صغيرة من 199 نائبا محافظا اي 0,0004% من الناخبين البريطانيين.
واستبعدت ماي تنظيم انتخابات مبكرة قبل الاستحقاق المقبل في العام 2020. اما صحيفة تايمز فذكرت ان امام ماي اقل من يومين لتشكيل اول حكومة لها. وبحسب الاعلام قد يتولى وزير الخارجية الحالي فيليب هاموند منصب وزير المال خلفا لجورج اوزبورن الذي سيحل مكانه في وزارة الخارجية. كما ستتضمن حكومتها شخصيات عديدة مؤيدة لخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي في محاولة لتخفيف انقسامات الحزب المحافظ حول بريكست ولان تثبت للبريطانيين انها تنوي تطبيق ما صوتوا له. ويبقى مصير الزعماء الرئيسيين الثلاثة الذين صوتوا لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي بوريس جونسون ومايكل غوف واندريا ليدسوم غير محسوم.
حملة وانتقادات
الى جانب ذلك شهدت الحملة السياسية لخلافة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون جدلا محتدما، عندما صرحت أندريا ليدسوم، وهي وزيرة الطاقة وإحدى المرشحتين للمنصب أن لها نصيبا أكبر في مستقبل البلاد، كونها أما، ولديها أبناء، في حين أن منافستها تيريزا ماي لم ترزق بأطفال. وصرحت ليدسوم، وهي وزيرة الطاقة- لصحيفة تايمز التي أعلنت تأييدها لماي "أنا متأكدة أنها ستكون حزينة جدا من أن ليس لديها أطفال لذلك لا أريد أن يكون ذلك على غرار ’أندريا لديها أطفال وتيريزا ليس لديها أطفال’ لأنني أظن أن ذلك سيكون فظيعا حقا." وتابعت "لكن بصراحة أشعر أن كونك امرأة أما يعني أن لك نصيب حقيقي جدا في مستقبل البلاد.. نصيب ملموس. قد يكون لديها أبناء أخت أو أخ والكثير من الناس. لكن أنا لدي أبناء سيكون لديهم أبناء سيكونون بشكل مباشر جزءا فيما يحدث بعد ذلك." بحسب رويترز.
وأدانت ليدسوم المقالة التي نشرتها تايمز ووصفتها عبر حسابها على تويتر بأنها "صحافة صفراء" وأدلت ببيان بثه التلفزيون خارج منزلها قالت فيه إنها أوضحت أن قضية أمومتها لن تكون جزءا من حملتها للترشح للمنصب. وقالت "أريد أن أكون شديدة الوضوح لدى الجميع نصيب متكافئ في مجتمعنا ومستقبل بلادنا." وتمسكت الصحيفة بالقصة التي نشرتها وأصدرت تسجيلا صوتيا لليدسوم وهي تدلي بتلك التصريحات وهو ما قامت بإعادة بثه كل نشرات الأخبار الصباحية في محطات الإذاعة والتلفزيون الرئيسية. ولم تعلق ماي على مقابلة ليدسوم ولم تكتب على تويتر سوى دعوة قالت فيها "بالأمس أطلقت حملتي النظيفة وأدعو أندريا ليدسوم للانضمام إلي في توقيعها". وكان ذلك إشارة لخمسة التزامات تعهدت بها ماي أمس الجمعة منها أن تبقى الحملات "في الحدود المقبولة للنقاش السياسي.
انجيلا ايغل
على صعيد متصل تتميز النائبة العمالية انجيلا ايغل البالغة من العمر 55 عاما بوفائها لحزبها وخبرتها التكتيكية وقدرتها على المجادلة وهي باتت اليوم مستعدة لمنافسة رئيس حزب العمال جيريمي كوربن الذي يلقى معارضة كبيرة داخل الحزب منذ بريكست. وبعد فشل المفاوضات مع النقابات بهدف تسوية الانقسامات داخل الحزب، اعلنت ايغل السبت انها ستقدم ترشيحها الاثنين لرئاسة حزب العمال ضد كوربن الذي بات يعارضه 80% من نواب الحزب.
وكتبت صحيفة "دايلي ميرور" ان "ولاءها للحزب والقدرات التي اظهرتها (خلال المناقشات) في مجلس العموم افضيا الى اعتبارها المرشحة الوحدة القادرة على جمع اعضاء حزب العمال من نواب وقيادة بعد الازمة". وولدت ايغل في 17 شباط/فبراير 1961 في يوركشاير من اب كان موظفا في مطبعة وام خياطة. وتلقت دروسها في مدرسة حكومية قبل ان تتخصص في الفلسفة والسياسة والاقتصاد في جامعة اوكسفورد.
وبرزت في شبابها بفوزها في مسابقات الشطرنج. واعتبرت صحيفة "ايفنينغ ستاندرد" ان ذلك يؤشر الى قدرتها الذهنية على التعامل مع الاوضاع المتأزمة على غرار ما يواجهه حزب العمال حاليا. وبعد عملها في النشاط النقابي عبر كونفدرالية موظفي الخدمات الصحية، دخلت المعترك السياسي وانتخبت نائبة للمرة الاولى في 1992 في دائرة والاسي بشمال غرب بريطانيا. وفي 2001، انضمت الى حكومة توني بلير لكنها خرجت منها في العام التالي بعد تغيير وزاري.
وفي 2007 عادت الى الحكومة وخصوصا بعدما عهد اليها غوردن براون حقيبة الدولة لشؤون العمل والتقاعد بين 2009 و2010. لكنها فشلت في تلك المرحلة في توقع انفجار الازمة العقارية في 2008، معتبرة امام البرلمان ان مخاوف الليبراليين الديموقراطيين من الانكماش محض "خيال كارثي". ومع انتقال حزب العمال الى صفوف المعارضة، كانت عضوا في حكومة الظل مع ايد ميليباند ثم جيريمي كوربن منذ ايلول/سبتمبر 2015.
وعرف عن ايغل انها منضبطة الى حد كبير وتلتزم دائما تعليمات قيادتها على صعيد التصويت. لكنها خرجت عن القاعدة نهاية العام الفائت حين ايدت توجيه ضربات الى تنظيم داعش في سوريا، علما بان استقالتها من حكومة الظل شكلت صدمة وتسببت بانسحاب ثلثي الاعضاء الاخرين. وكتبت صحيفة "دايلي تلغراف" المحافظة انه بمقدار ما كان جيريمي كوربن غير مقنع في مواجهة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون خلال جلسات المساءلة امام البرلمان، كانت انجيلا ايغل التي قارعت وزير المال جورج اوزبورن "صادمة". بحسب فرانس برس.
واضافت الصحيفة ان ايغل التي تمثل الجناح اليساري في الحزب بعيدا من النهج الاشتراكي الديموقراطي لبلير او براون، "يمكنها فعلا ان تقنع اعضاء الحزب بانها حاولت العمل مع كوربن ولكن من دون جدوى". وتابعت "ايغل مرتاحة حيث هي ويمكن ان تخاطب جميع انواع الناخبين والطبقات الشعبية في شكل مقنع. انها تحديدا ما يحتاج اليه حزب العمال". وبعدما توقع الجميع ان تتحدى ايغل كوربن، فضلت في مرحلة اولى تبني موقف هادىء لتفسح له مجال الانسحاب من دون مشاكل، ما يؤشر الى حذر وايضا الى ولاء حيال الحزب. وصرحت في شباط/فبراير لمجلة "ذي اوبزرفر" ان "حزب العمال اكثر اهمية من اي شخص". ومع شقيقتها ماريا، النائبة منذ 1997، تشكل ايغل اول توأمين ينتخبان في مجلس العموم البريطاني. وايغل التي اعلنت مثليتها العام 1997 تقيم في اطار شراكة مدنية مع ماريا ايكزال منذ 2008.
اضف تعليق