يواصل المرشح الجمهوري المحتمل لانتخابات رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية والمثير للجدل، دونالد ترامب، ومنذ انطلاق حملته الانتخابية مقولاته وتصريحاته النارية، التي اثارت انتقادات حادة داخل وخارج الولايات المتحدة الامريكية، خصوصا وانها تناولت بعض المواضيع والقضايا الحساسة ومنها التصدى للهجرة ومنع منع المسلمين والمكسيكيين من دخول أمريكا، وغيرها من التصريحات التى يعتبرها الكثيرون تحمل قدرا من العنصرية كما يقول بعض المراقبين، الذين اكدوا على ان هذه التصريحات كانت سببا في احراج قادة الحزب الجمهوري الذين سارعوا الى ادانة مثل هكذا تصريحات حيث اكد رئيس مجلس النواب الأمريكي، بول رايان في وقت سابق ان تصريحات ترامب لا تمثلنا كحزب وأنها خرق للدستور.
كما صف الممثل الأمريكي جورج كلوني المرشح الجمهوري المحتمل، دونالد ترامب، في مقابلة أجراها مع صحيفة "جارديان" البريطانية، بأنه "شخصية فاشية كارهة للأجانب. وأضاف كلوني أن الاحتمالات المتزايدة لأن يكون مرشحا في الانتخابات تعد أمرا جنونيا. وأعلن كلوني تأييده للمرشحة الديمقراطية المحتملة لانتخابات الرئاسة الأمريكية، هيلاري كلينتون، مؤكدا قيامه بتنظيم مؤتمرات لجمع الأموال من أجلها.
من جانب اخر قالت باحثة أمريكية بمركز (وودرو ويلسون) وكما نقلت بعض المصادر، إن مؤيدي المرشح الجمهوري دونالد ترامب ظلوا على مدى أشهر غير عابئين بتصريحاته الخارجة عن المألوف مقارنة بحملات السياسيين التقليدية. وأضافت ليندا كيليان - في مقال نشرته صحيفة (وول ستريت جورنال)- "لكن استطلاعات الرأي الأخيرة تقول إن ما يروق لمؤيدي ترامب يضرّ المرشح فيما يتعلق بتكتلات تصويتية أخرى، لا سيما من السيدات". ورصدت كيليان نتائج استطلاع للرأي نشرتها منظمة "جالوب" تُظهر أن نسبة 70 % من السيدات لديهن نظرة سلبية لترامب .. وفي أكثر من عشر استطلاعات للرأي أجريت على مدار الشهر الماضي، حصل ترامب على تصنيف "سلبي" بنسبة 60 % على الأقل، لافتة إلى أن "ترامب لا يبلي بلاء حسنا مع السيدات ولا جيل الألفية ولا الأقليات ولا أصحاب الأصوات المرّجحة ولا الناخبين المستقلين وهي تكتلات يحتاجها لكي يفوز في حملة انتخابات عامة.
وقالت الباحثة "إن هذه الأرقام تعلل قلق مسئولي الحزب الجمهوري ليس فقط لأن ترامب قد يصبح ممثل الحزب ومن ثم يخسر الانتخابات العامة، ولكن أيضا لأن وجود اسمه على رأس قائمة الحزب كفيل بأن يكلف الجمهوريين أغلبيتهم في مجلس الشيوخ وربما مجلس النواب." واختتمت كيليان قائلة "في وقت سابق من العام الجاري، قال مدير حملة ترامب كوري ليواندووسكي إن الخطة هي أن ندع ترامب يكون ترامب .. هذه الاستراتيجية نجحت مع بعض فئات الناخبين لكنها حملت أخطارا متنامية مع فئات أخرى."
تهديد عالمي
وفيما يخص اخر التطورات فقد اعتبرت وحدة المعلومات التابعة لمجلة الايكونوميست البريطانية ان وصول دونالد ترامب الى رئاسة الولايات المتحدة سيشكل خطرا عالميا بمستوى الخطر الذي يمثله التطرف الجهادي الذي يزعزع الاقتصاد العالمي. وفي تقييمها الاخير لمستوى المخاطر العالمية، صنفت الوحدة المرشح الجمهوري الاوفر حظا في المرتبة 12 في قائمة احتل فيها "الهبوط المتعثر" للاقتصاد الصيني المرتبة 20. وفي تبريرها لمستوى الخطر، القت وحدة المعلومات الضوء على مواقف ترامب ضد الصين وتصريحاته في شأن التشدد الاسلامي وذلك عندما دعا الى منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، قائلا انهم "يشكلون اداة تجنيد قوية للمجموعات الجهادية".
ورفعت ايضا خطر قيام حرب تجارية في ظل رئاسة ترامب، مشيرة إلى أن سياسته "متقلبة". وقالت "لقد كان ترامب عدائيا بشكل استثنائي ازاء التجارة الحرة بما فيها اتفاق نافتا (اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية)، واتهم الصين مرارا وتكرارا بأنها "تتلاعب بالعملة". واضافت "اتخذ ترامب ايضا موقفا يمينيا في ما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط والإرهاب الجهادي، بما في ذلك الدعوة إلى قتل عائلات الإرهابيين والقيام بعملية برية في سوريا للقضاء على تنظيم داعش (والاستيلاء على المنشآت النفطية التي يسيطر عليها)".
بالمقارنة، وضعت وحدة المعلومات احتمال اندلاع نزاع مسلح في بحر الصين الجنوبي في المرتبة الثامنة، وقارنته بمستوى الخطر نفسه الذي قد يشكله خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، فيما صنفت ازمة ديون الاسواق الناشئة في المرتبة 16. وقالت ان فوز ترامب سيفسد اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ بين الولايات المتحدة و11 دولة اميركية وآسيوية اخرى والذي تم توقيعه في شباط/فبراير، في حين أن "موقفه العدائي ازاء التجارة الحرة، وعدائه الظاهر للمكسيك والصين، يمكن أن يؤدي إلى حرب تجارية سريعا". واضاف "تزداد خطورة هذه التوقعات في حال حصول هجوم ارهابي على اراضي الولايات المتحدة او حصول انكماش اقتصادي مفاجئ". بحسب فرانس برس.
واشارت وحدة المعلومات الى انها لا تتوقع ان يهزم ترامب منافسته الديموقراطية المحتملة هيلاري كلينتون في الانتخابات، كما لا تتوقع ان يقر الكونغرس مقترحات ترامب الاكثر راديكالية في حال فوزه في اقتراع تشرين الثاني/نوفمبر. وفي المرتبة 12، يأتي خطر تنظيم داعش الذي تعتبر وحدة معلومات الايكونوميست ان ترجمته الى هجمات ارهابية من شانه ان يضع حدا لخمس سنوات من النمو في الاسواق الاوروبية والاميركية، خصوصا اذا تزامن هذا الخطر مع وصول ترامب الى الرئاسة، اما تفكك منطقة اليورو جراء خروج اليونان منها فصنفتها الوحدة في المرتبة 15 من المخاطر، فيما صنفت اندلاع "حرب باردة" جديدة بسبب التدخلات الروسية في اوكرانيا وسوريا في المرتية 16.
سياسة ترامب الخارجية
على صعيد متصل اعتبر المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب أن سياسته الخارجية ستتبع نهج "الولايات المتحدة أولا" التي ستمنع "استغلال" بلاده، ملمحا في مقابلة مطولة إلى إمكانية وقف شراء النفط من السعودية. وهذه المقابلة الهاتفية مع صحيفة "نيويورك تايمز" هي المحادثة المعمقة الأولى حتى الآن حول السياسة الخارجية للمرشح الجمهوري الذي قضى حياته في مجال الأعمال.
وفصل ترامب خلال المقابلة وجهات نظره حول قضايا تمتد من الأمن في شرق آسيا إلى سوريا، وتنظيم داعش والعلاقات مع حلفاء كالمملكة العربية السعودية. وقال ترامب إنه لم يكن انعزاليا، لكنه وصف الولايات المتحدة بأنها أمة فقيرة مديونة تمول بصورة غير متكافئة تحالفات دولية مثل حلف شمال الأطلسي والأمم المتحدة. وانتقد إدارة الرئيس باراك أوباما في البحث عن مخرج سياسي لرحيل الرئيس السوري بشار الأسد في الوقت الذي تقاتل فيه تنظيم داعش، واصفا الأمر بـ"الجنون والحماقة".
وقال "أنا لا أقول الأسد رجل جيد، لأنه ليس كذلك، ولكنا مشكلتنا الكبيرة ليست الأسد، بل تنظيم داعش". وفي هذا السياق، لفت قطب العقارات إلى أنه سيقوم بدلا من ذلك باستهداف النفط الذي يوفر جزءا كبيرا من تمويل التنظيم المتطرف، وتضييق الخناق على القنوات المصرفية السرية لقطع تدفق الأموال. ولمح ترامب، الذي دعا مرارا الحلفاء في الشرق الأوسط إلى نشر قوات برية في المعركة ضد تنظيم داعش، إلى "إمكانية" التوقف عن شراء النفط من دول مثل السعودية في حال لم تقم بذلك، أو أن تدفع للولايات المتحدة مستحقاتها لدورها في الحرب.
من جهة ثانية، أشار إلى أن هناك علاقات غير متوازنة موجودة مع حلفاء مثل اليابان وكوريا الجنوبية والسعودية. وأوضح "لقد تم التقليل من احترامنا، والسخرية منا واستغلالنا لسنوات عدة من قبل أناس كانوا أكثر ذكاء ومكرا وصلابة". وأضاف "وعليه فإن الولايات المتحدة أولا، نعم، لن نستغل بعد الآن. سنكون ودودين مع الجميع، ولكن لن نكون لقمة سائغة لأحد". وردا على سؤال عما إذا كان ينبغي السماح لليابان بامتلاك أسلحة نووية لحماية نفسها من كوريا الشمالية، اعتبر ترامب أن الوضع سيكون مقبولا. بحسب فرانس برس.
وقال "هل أفضل أن تمتلك كوريا الشمالية (تلك الأسلحة) واليابان تجلس هناك مع الأسلحة نفسها؟ قد يكون هذا هو الأفضل في تلك الحالة". وأشار ترامب إلى أنه سيسحب القوات الأميركية من اليابان وكوريا الجنوبية ما لم يقدم البلدان الآسيويان زيادة كبيرة في مساهماتهما لواشنطن حيال الوجود العسكري. وقال "لا يمكننا أن نتحمل خسارة مبالغ كبيرة من مليارات الدولارات على كل هذا". وأضاف ترامب أنه جمع غالبية المعلومات حول سياسته الخارجية من خلال قراءة صحف عدة بينها "نيويورك تايمز"، التي نشرت النص الكامل للمقابلة.
ترامب يتهم المسلمين
من جانب اخر اتهم المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة الأمريكية دونالد ترامب المسلمين بعدم بذل جهد كاف للمساعدة في منع هجمات كتلك التي هزت بلجيكا وحصدت أرواح 30 شخصا على الأقل في تعليق أثار انتقادات من الحكومة البريطانية. وفي مقابلة مع قناة (آي.تي.في) التلفزيونية البريطانية سئل ترامب عن الرسالة التي يود إبلاغها للمسلمين البريطانيين بعد هجمات بروكسل التي وقعت وهجمات باريس في نوفمبر تشرين الثاني الماضي.
وقال ترامب "عندما يستشعرون مشكلة ما عليهم أن يبلغوا عنها. لكنهم لا يبلغون. لا يبلغون عنها إطلاقا وهذه مشكلة كبيرة." وردت على تعليقاته وزيرة الداخلية البريطانية تيريسا ماي التي قالت إن ترامب أخطأ "خطأ بينا" باتهام مسلمي بريطانيا بعدم الإبلاغ عن أنشطة المتطرفين المريبة. ويتصدر ترامب السباق الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية التي تجري في نوفمبر تشرين الثاني. وأدلى بالكثير من التصريحات المثيرة للجدل خلال حملته الانتخابية والتي زادت من شعبيته بين أنصاره الذين يرون أنه يتحدث عن حقائق وإن كانت غير مريحة لكنه أغضب الملايين داخل الولايات المتحدة وفي أنحاء العالم.
وقال ترامب الذي دعا إلى فرض حظر مؤقت على دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة إنه "من العار" ضبط أحد المشتبه بهم في هجمات باريس في نوفمبر تشرين الثاني بعد مطاردة طويلة من الشرطة في المنطقة التي يعيش فيها في بروكسل. وقال ترامب "كان في الحي الذي نشأ به ولم يسلمه أحد ومن المفترض أن هذه (الهجمات) للثأر من ذلك (اعتقاله). هذا عار." وصرح ترامب بأن هناك مؤشرات على أن الهجوم الذي نفذه اثنان في كاليفورنيا في ديسمبر كانون الأول وقتل فيه 14 شخصا كان من الممكن منعه. بحسب رويترز.
وأضاف "كثير من الناس في الحي كانوا يعرفون أنهما سيفعلان ذلك لأنه كانت توجد في شقتهما قنابل على الأرض... ولم يبلغوا عنهما. "لا أعرف ما هذا. وكأنهم يحمون بعضهم البعض لكنهم في واقع الأمر يوقعون ضررا كبيرا جدا. عليهم أن ينفتحوا على المجتمع وعليهم أن يبلغوا عن الاشرار." وقالت ماي في البرلمان البريطاني إن ترامب مخطئ. وأضافت "فهمت أنه قال إن المسلمين في المملكة المتحدة لا يبلغون عن الأشياء المثيرة للقلق. بالطبع ليس هذا هو الوضع... إنه مخطئ خطأ بينا."
الإيهام بالغرق
الى جانب ذلك قال دونالد ترامب أبرز المرشحين الجمهوريين المحتملين للرئاسة الأمريكية إن الولايات المتحدة عليها استخدام طريقة الإيهام بالغرق وغيرها من طرق الاستجواب العنيفة أثناء استجواب مشتبه فيهم في جرائم إرهابية وجدد دعوته لتشديد الرقابة الأمنية على الحدود الأمريكية بعد هجمات بروكسل. وأضاف ترامب في مقابلة بثتها شبكة (إن.بي.سي) التلفزيونية إن على السلطات "امتلاك القدرة على فعل أي شيء تريده" للحصول على معلومات سعيا لإجهاض هجمات مستقبلية.
وقال ترامب "لا بأس باستخدام طريقة الإيهام بالغرق. إذا كان بوسعهم توسيع القوانين فسأفعل أكثر بكثير من طريقة الإيهام بالغرق" مضيفا أنه يعتقد بأن التعذيب قد يساعد في استخلاص أدلة مفيدة للمسؤولين. وقال "عليك أن تحصل على معلومات من هؤلاء الأشخاص." وحظر الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعد توليه المنصب في 2009 طريقة الإيهام بالغرق التي يتم فيها صب الماء على وجه شخص ما ليشعر وكأنه يغرق كأسلوب للتحقيق يصفه منتقدون بأنه تعذيب. وقال ترامب "أنا أقف في المعسكر الذي يريد الحصول على المعلومات.. وبسرعة" مضيفا أن القوانين "الليبرالية" في أوروبا جعلت من الصعب التصدي للهجمات المحتملة. بحسب رويترز.
ولم تنكر المرشحة الديمقراطية المحتملة هيلاري كلينتون على الأمريكيين الخوف بعد سلسلة الهجمات التي وقعت في الفترة الأخيرة لكنها قالت إن القادة العسكريين اكتشفوا عدم جدوى أساليب بينها الإيهام بالغرق. وأضافت في مقابلة مع (إن.بي.سي) "يجب أن نعمل بطريقة تتسق مع قيمنا. لسنا بحاجة للجوء للتعذيب لكنهم سيحتاجون مزيدا من المساعدة." وجدد تيد كروز الذي ينافس ترامب على بطاقة ترشيح الحزب الجمهوري الدعوة لوقف فوري لخطة أوباما لإدخال آلاف اللاجئين السوريين إلى الولايات المتحدة.
السخرية من ترامب
من جانب اخر تعددت ألوان السخرية من المنافس الأوفر حظا لنيل بطاقة ترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب تارة من شعره المنتفخ وتارة أخرى من بشرته البرتقالية اللون وربما يديه الصغيرتين.. لكن أحدث صيحة في السخرية منه هي استخدام فنان بريطاني قطعا نيئة من خنزير وخروف لعمل مجسم لترامب بهدف عرضه في معرض فني بهونج كونج. ويتكون هذا المجسم من صورة لإنسان يضع شعرا فوق وجه مكون من أنف خنزير حقيقية وعيني خروف حقيقيتين إلى جانب إكمال العمل بقطعة كرواسون نصف مأكولة وسمك نيئ ووجنتين من النفايات المغطاة برقائق ذهبية وبذلة نثر عليها نفط خام.
وقال الفنان جيمس أوسترر "أردت أن أصنع أيقونة مرئية لجنون العظمة تصل إلى النقطة حيث تطغى حاجته (ترامب) للفت الأنظار على أي نوع من العلاقة أو الاهتمام بأي شخص آخر في العالم." وفي بيان مكتوب منفصل أوضح أوسترر أن ذلك كان ردا منه على "انقسام هائل بين ما يباع إلينا وما نحصل عليه فعليا" وقال إنه لم يتمكن من رؤية ترامب سوى "باحث مختل لا يسترعي الاهتمام." ولم يرد فريق ترامب على رسالة بريد إلكتروني تطلب التعليق على كاريكاتير أوسترر.
وأدلى الملياردير الذي يعمل في مجال العقارات ونجم تلفزيون الواقع السابق بسلسلة من التصريحات المثيرة للجدل تتعلق بموضوعات مثل الهجرة غير المشروعة والأمن القومي. وعززت تلك التصريحات من شعبية ترامب لدى أنصاره الذين يرونه شخصا يفصح بالحقائق المُرَّة لكنها في الوقت نفسه أغضبت الملايين داخل الولايات المتحدة وفي مختلف أنحاء العالم.
على صعيد متصل احرقت دمى تمثل دونالد ترامب الذي يكرهه المكسيكيون، في شوارع مكسيكو ومدن اخرى بمناسبة اسبوع الآلام الذي يسبق عيد الفصح. وفي حي شعبي في وسط مكسيكو تجمع حوالى مئتي شخص لاحراق "يهوذا ترامب" في اشارة الى احد حواريي المسيح الذي خانه وقام بتسليمه مقابل حفنة من المال. واحرقت دمية يبلغ ارتفاعها مترين للمرشح الاوفر حظا للفوز في انتخابات الحزب الجمهوري للسباق الى الرئاسة.
ومثل كل سنة بمناسبة اعياد الفصح، يحرق المكسيكيون دمى من الورق تمثل الشيطان او ترمز الى انتصار الخير على الشر. واختار فيليبي ليناريس الذي ينتج منذ نحو خمسين عاما دمى ليهوذا من الورق المقوى، دونالد ترامب بسبب الكره الذي يكنه عدد كبير من المكسيكيين لشخصه بسبب انتقاداته لهم. وقد اتهم المهاجرون منهم في الولايات المتحدة بانهم مجرمون ويرتكبون جرائم اغتصاب. بحسب فرانس برس.
وقال ليناريس الذي يصور يهوذا للمرة الاولى بشكل سياسي اميركي، "سنحرق ترامب لاننا لا نحبه. انه يقول اشياء سيئة بحق المكسيكيين". واحرقت دمى على شاكلة ترامب في مدن مكسيكية اخرى مثل مونتيري (شمال) وبويبلا (وسط). وكشف استطلاع للرأي اخيرا ان 61 بالمئة من المكسيكيين عبروا عن آراء سلبية حيال ترامب الذي وعد بان يجبر المكسيك، اذا اصبح رئيسا، على دفع نفقات بناء جدار على طول الحدود مع الولايات المتحدة.
ترامب والنساء
اقترح المرشح الاوفر حظا للفوز بترشيح الحزب الجمهوري الى الانتخابات الرئاسية الاميركية دونالد ترامب معاقبة النساء اللواتي يلجأن الى الاجهاض، قبل ان يتراجع عن تصريحاته التي اثارت موجة انتقادات واسعة. وقال الميلياردير لقناة "ام اس ان بي سي" التلفزيونية الاميركية "يجب ان يكون هناك نوع من العقاب". وكان يرد على سؤال لمقدم البرامج كريس ماثيوز حول "ما اذا يعتقد بوجوب معاقبة الاجهاض" طالما "تعتبره جريمة". واكد ترامب انه يجب "حظر" الاجهاض، وهو امر مشروع في كل انحاء الولايات المتحدة منذ قرار تاريخي بتشريعه اصدرته المحكمة العليا في 1973.
ورغم هذا القرار، يبقى هذا الموضوع ساخنا في الولايات المتحدة ويثير جدلا بين انصار حق النساء في الاجهاض والمعارضين له. ولم تتأخر تصريحات ترامب في اغضاب المؤيدين للاجهاض وفي مقدمتهم المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون التي دانت في تغريدة تصريحات "مخيفة وفاضحة". وكتبت في تغريدة ثانية على خلفية تصريحات ترامب "لا يمكنكم ان تسمحوا لشخص يحتقر المرأة الى هذه الدرجة ان يقترب حتى من البيت الابيض".
واعتبرت شبكة "التخطيط الاسري" التي تدير عيادات متخصصة في الاجهاض ان هذه التصريحات "تحرض على العنف ضد النساء". ودان خصما ترامب في المعسكر الجمهوري تيد كروز وجون كاسيك المعارضان ايضا للاجهاض، هذه التصريحات. واكد كروز ضرورة "احترام" المرأة. وازاء هذا الجدل، تراجع ترامب عن تصريحاته، مضيفا بذلك ارباكا على حملة تتسم بكثير من الارباك والفوضى. ونشر ترامب بيانا اول ليوضح ان "هذه المسالة ليست واضحة"، قبل ان يقول في بيان ثان انه لا ينوي معاقبة النساء كما قال للقناة التلفزيونية بل الاطباء، وفقط اذا صدر قانون يحظر الاجهاض.
وقال اذا تبنى الكونغرس او ولاية معينة قانونا يحظر الاجهاض، "فان الطبيب او اي شخص آخر يمارس هذا العمل غير القانوني سيحاسب، وليس المرأة التي هي ضحية في هذه الحالة كما الجنين الذي تحمله". لكن تغيير موقفه هذا لم يقنع كلينتون، فقالت في تغريدة على موقع تويتر "يمكن لترامب ان يحاول التراجع عن تصريحاته. لكننا سمعناه وبوضوح". وكان ترامب في الماضي مدافعا عن الاجهاض قبل ان يغير موقفه ويعلن رفضه له خلال حملته الانتخابية. وحظي منذ ذلك الحين بدعم فيليس شلافلي الناشطة المعروفة في مجال رفض الاجهاض والتي تعارض ادراج مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في الدستور.
وقال ترامب "انني مثل رونالد ريغن (الرئيس الاميركي السابق)، أدعم الحياة مع استثناءات"، ما يعني انه قد يؤيد الاجهاض مثلا في حال تعرض المرأة للاغتصاب. واحصت صحيفة "وول ستريت جورنال" ثلاثين مرة ادلى فيها ترامب بتصريحات مثيرة للجدل او تتضمن تغييرات في مواقفه، ومن شأنها في "أزمنة اخرى"، ان تقضي على حملته الانتخابية. فقد اقترح ترامب منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، قبل ان يؤكد انه يدعو الى اغلاق "موقت" للحدود. وحول القطاع الصحي، دعم اولا مبدأ تأمين تغطية عالمية، قبل ان يتراجع.
الا ان الجدل حول الاجهاض أتاح له الحصول على وقت قياسي عبر قنوات التلفزيون. وغرد ترامب بانه حصل على نسبة مشاهدة قياسية على شبكة "سي ان ان" التلفزيونية الاميركية، وهنأ القناة "على حكمتها في اختياره" لبرنامج تم بثه. لكن مواقفه الاخيرة قد تكلفه خسارة قسم من الناخبات خلال الانتخابات الرئاسية المقررة في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر والتي يرجح ان يخوضها عن الحزب الجمهوري في مواجهة مرشحة الحزب الديموقراطي او مرشحه. بحسب فرانس برس.
وليست المرة الاولى التي يتعرض فيها ترامب للنساء، وقد تخطى مؤخرا عتبة جديدة بمهاجمته زوجة خصمه تيد كروز. وتمثل النساء اكثر من نصف الناخبين الاميركيين، وهن اكثر التزاما بالمشاركة في عمليات الاقتراع من الرجال. ووفقا لاستطلاع رأي نشرته "سي ان ان"، فان 73% من الناخبات لهن رأي سلبي بترامب، بينهن 39% من الناخبات الجمهوريات. وفي نشاط الديموقراطيين، زارت كلينتون حي هارلم للسود في نيويورك، مشددة على اهمية التنوع في هذه المدينة. واعربت كلينتون عن سرورها للعودة الى الولاية التي مثلتها في مجلس الشيوخ بين عامي 2001 و2009 وحيث تملك منزلا.
اضف تعليق