لاحظ مدافعون عن الحقوق ارتفاعا في معدلات رهاب الإسلام (إسلاموفوبيا) والتحيز ضد الفلسطينيين في الولايات المتحدة وأماكن أخرى منذ اندلاع الحرب في الشرق الأوسط. ومن بين الوقائع التي حدثت في الولايات المتحدة وأثارت القلق، إطلاق النار في نوفمبر في ولاية فيرمونت على ثلاثة طلاب من أصل فلسطيني وقتل طفل...
يُرجّح أن يكلّف غضب الأميركيين من أصول عربية من سياسة إدارة جو بايدن حيال إسرائيل الرئيس الديموقراطي ثمنًا باهظًا في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر، مع انقلاب شريحة تتمتع بنفوذ انتخابي في الولايات المتأرجحة الرئيسية ضده.
في وقت تم تلقي 3578 شكوى خلال آخر ثلاثة أشهر من 2023 وسط ما وصف بأنه موجة مستمرة من الكراهية المعادية للمسلمين والفلسطينيين.
منها ما وجه الى جامعة هارفارد من اتهامات انها لم تحم طلاب من المضايقات والتهديدات "المستندة فقط" إلى هويتهم المؤيدة للفلسطينيين
فقد قال مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) يوم الاثنين إن الشكاوى من التمييز والكراهية ضد المسلمين والفلسطينيين في الولايات المتحدة ارتفعت بنحو 180 بالمئة خلال الأشهر الثلاثة التي تلت السابع من أكتوبر تشرين الأول بعد هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل والحملة العسكرية الإسرائيلية التي تلتها على قطاع غزة الذي تديره حماس.
ولاحظ مدافعون عن الحقوق ارتفاعا في معدلات رهاب الإسلام (إسلاموفوبيا) والتحيز ضد الفلسطينيين في الولايات المتحدة وأماكن أخرى منذ اندلاع الحرب في الشرق الأوسط.
ومن بين الوقائع التي حدثت في الولايات المتحدة وأثارت القلق، إطلاق النار في نوفمبر تشرين الثاني في ولاية فيرمونت على ثلاثة طلاب من أصل فلسطيني وقتل طفل أمريكي من أصل فلسطيني يبلغ من العمر ستة أعوام طعنا في ولاية إلينوي في تشرين أكتوبر تشرين الأول.
وقال مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) يوم الاثنين إنه تلقى 3578 شكوى خلال آخر ثلاثة أشهر من 2023 وسط ما وصفه بأنه "موجة مستمرة من الكراهية المعادية للمسلمين والفلسطينيين".
ويمثل هذا الرقم زيادة بنسبة 178 بالمئة مقارنة بعدد الشكاوى في نفس الفترة من العام السابق.
وذكر المجلس أن الشكاوى من التمييز في العمل تصدرت القائمة بواقع 662 حالة بينما جاءت 472 شكوى عن جرائم ووقائع كراهية كما تلقى المجلس 448 شكوى من التمييز في التعليم.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، قالت رابطة مكافحة التشهير إن الأشهر الثلاثة التي تلت السابع من أكتوبر تشرين الأول شهدت ارتفاعا في وقائع معادية للسامية في الولايات المتحدة بنسبة 360 بالمئة مقارنة بالعام السابق.
وأصدرت الحكومة الأمريكية مؤخرا توجيهات أمنية تتعلق بالمجتمعات المؤسسة على عقائد دينية في وقت تصاعدت فيه معاداة السامية ورهاب الإسلام منذ هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول، والذي قالت إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200، والحملة العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، التي تقول وزارة الصحة في القطاع إنها أدت إلى مقتل أكثر من 26 ألفا بما يشكل ما يزيد على واحد بالمئة من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
وتراقب وزارة العدل الأمريكية التهديدات المتزايدة ضد اليهود والمسلمين في ظل استمرار الأزمة. وأدان الرئيس جو بايدن معاداة السامية ورهاب الإسلام.
جامعة هارفارد لم تحمي المسلمين
وفي هذا السياق زعم أكثر من عشرة طلاب يوم الاثنين أن جامعة هارفارد لم تحمهم من المضايقات والتهديدات "المستندة فقط" إلى هويتهم المؤيدة للفلسطينيين.
وقال الصندوق القانوني للمسلمين في الولايات المتحدة إن إدارته القانونية قدمت شكوى يوم الاثنين إلى مكتب الحقوق المدنية التابع لوزارة التعليم الأمريكية نيابة عن هؤلاء الطلاب. وحثت الشكوى على إجراء تحقيق مع جامعة هارفارد.
ويلحظ المدافعون عن حقوق الإنسان ارتفاعا في معدلات كراهية الإسلام والتحيز ضد الفلسطينيين ومعاداة السامية في الولايات المتحدة منذ اندلاع الحرب في الشرق الأوسط.
ومن بين الحوادث المعادية للفلسطينيين التي أثارت القلق إطلاق النار على ثلاثة طلاب من أصل فلسطيني بولاية فيرمونت في نوفمبر تشرين الثاني، وطعن حتى الموت لطفل أمريكي من أصل فلسطيني يبلغ من العمر ست سنوات في ولاية إيلينوي في أكتوبر تشرين الأول.
وقال الصندوق إن طلاب جامعة هارفارد زعموا أن "المضايقات والترهيب والتهديدات وغيرها مبنية فقط على كونهم فلسطينيين وعربا ومسلمين وداعمين لحقوق الفلسطينيين". وأضاف أن الطلاب تعرضوا أيضا لهجمات عنصرية ومطاردة واعتداءات، لأسباب منها وضع الكوفية الفلسطينية.
وقال متحدث باسم جامعة هارفارد إن الجامعة ليس لديها تعليق على الشكوى المقدمة يوم الاثنين، لكنه أضاف أن لديها الموارد اللازمة لدعم الطلاب بما في ذلك فريق عمل أُعلن عنه يوم الجمعة لمكافحة الرهاب من الإسلام والتحيز ضد العرب.
ويسود التوتر هارفارد وغيرها من الجامعات الأمريكية بشأن ردود الفعل على هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول والهجوم الإسرائيلي اللاحق على غزة.
وكانت كلودين جاي استقالت هذا الشهر من رئاسة جامعة هارفارد بعد تعرضها لانتقادات شديدة عقب شهادتها أمام الكونجرس بخصوص معاداة السامية. ورفضت هي واثنان من رؤساء الجامعات الأخرى إعطاء إجابة محددة على سؤال عما إذا كانت الدعوة إلى الإبادة الجماعية لليهود تنتهك قواعد السلوك في جامعاتهم فيما يتعلق بالتنمر والتحرش.
وقال الصندوق القانوني للمسلمين يوم الاثنين إن بعض الطلاب زعموا أن جامعة هارفارد هددت "بالحد من الفرص الأكاديمية المستقبلية للطلاب أو سحبها".
وقالت المجموعة إن هؤلاء الطلاب يدرسون في كلية هارفارد وكلية هارفارد للدراسات العليا في الآداب والعلوم وكلية هارفارد اللاهوتية وكلية الحقوق بجامعة هارفارد.
ولبعض هؤلاء الطلاب عائلات في غزة.
المسلمون يخشون الانتقام
من جهته قال سام ألتمان الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه.آي إنه يعتقد أن أعضاء المجتمعات الإسلامية والعربية العاملين في قطاع التكنولوجيا لا يشعرون بالارتياح إزاء التحدث عن تجاربهم، في إشارة واضحة إلى تأثير الحرب المستمرة في قطاع غزة.
وكتب ألتمان على منصة إكس للتواصل الاجتماعي "الزملاء المسلمون والعرب (خاصة الفلسطينيون) في مجتمع التكنولوجيا الذين تحدثت معهم يشعرون بعدم الارتياح إزاء التحدث عن أحدث تجاربهم، غالبا بسبب الخوف من الانتقام والإضرار بفرصهم الوظيفية".
وحث رئيس الشركة المطورة لروبوت الدردشة شات جي.بي.تي قطاع التكنولوجيا على التعامل مع أعضاء المجتمعات العربية والمسلمة بتعاطف.
وفي رد على المنشور، سأل أحد مستخدمي منصة إكس ألتمان عن شعوره إزاء تجارب المجتمع اليهودي.
وأجاب ألتمان "أنا يهودي. وأعتقد أن معاداة السامية مشكلة كبيرة ومتنامية في العالم، وأرى الكثير من الأشخاص في قطاعنا يدعمونني، وهو ما أقدره بشدة. وأرى ما هو أقل من ذلك بكثير تجاه المسلمين".
ويشير المدافعون عن حقوق الإنسان إلى أن وقائع معاداة السامية ورهاب الإسلام (الإسلاموفوبيا) ازدادت بشكل حاد في الولايات المتحدة وأماكن أخرى منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول عندما هاجمت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) جنوب إسرائيل مما أسفر عن مقتل 1200 شخص، وفقا للإحصائيات الإسرائيلية.
ازدراء لبايدن في صفوف العرب الأميركيين
يُرجّح أن يكلّف غضب الأميركيين من أصول عربية من سياسة إدارة جو بايدن حيال إسرائيل الرئيس الديموقراطي ثمنًا باهظًا في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر، مع انقلاب شريحة تتمتع بنفوذ انتخابي في الولايات المتأرجحة الرئيسية ضده.
وزارت مديرة الحملة الانتخابية لبايدن جولي تشافيز رودريغيز الجمعة مدينة ديربورن في ولاية ميشيغن التي تضمّ أكبر عدد من الأميركيين المتحدّرين من أصول عربية في الولايات المتحدة، لكن أكثر من عشرة مسؤولين محليين تجاهلوا زيارتها بمن فيهم رئيس بلدية ديربورن.
وطلب بايدن من الكونغرس مليارات الدولارات كمساعدات عسكرية إضافية لإسرائيل في حربها ضدّ حركة حماس، فيما استخدمت حكومته حق النقض ضد دعوات متعددة في مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ما خيّب آمال العديد من المسلمين وذوي الأصول العربية في الولايات المتحدة في الحزب الديموقراطي الذي كان ملجأهم السياسي في الماضي.
وكتب رئيس بلدية ديربورن عبدالله حمّود على منصة "إكس" بشأن عدم لقائه مديرة حملة بايدن "حين ينظر المسؤولون المنتخبون إلى الفظائع في غزّة على أنها مشكلة انتخابية فقط، فإنّهم يحوّلون آلامنا التي لا توصف إلى حسابات سياسية".
ولاقت تعليقات حمّود ترحيبًا من سكان ديربورن الذين عبروا عن معاناتهم من الفظائع اليومية في غزة منذ أن شنّت إسرائيل هجومًا عسكريًا عقب هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس ضدها في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
ويقول الأستاذ في القانون والممثل الكوميدي عامر زهر (46 عامًا) لوكالة فرانس برس "هناك إبادة بحق عائلاتنا وشعبنا، وشعبنا يردّ بقوة".
ويضيف "لن ندعم جو بايدن تحت أي ظرف، أو أي سياسي آخر لن يكون مستعدًا للدعوة ببساطة إلى وقف لإطلاق النار".
في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر، يُرجّح أن يواجه بايدن منافسه المحتمل دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية، وقد تكون الولايات المتأرجحة مثل ميشيغن وأريزونا وجورجيا وبنسلفانيا وفرجينيا التي تضمّ نسبًا كبيرة من المسلمين والعرب الأميركيين حاسمة في نتائج الانتخابات.
وكان يُنظر إلى هؤلاء تقليديًا على أنهم ينتخبون الجمهوريين، غير أن ولاءاتهم تغيّرت بعد هجمات 11 أيلول/سبتمبر نتيجة لسياسات المراقبة والخوف من الإسلام التي اتبعتها إدارة جورج بوش الابن.
وصوّت العرب والمسلمون في الولايات المتحدة على نطاق واسع لبايدن في انتخابات العام 2020. غير أن الكثير منهم قد يمتنعون عن التصويت أو يصوّتون لطرف ثالث في انتخابات العام 2024، وفقًا لتحليل أجراه عالم الاجتماع الكمّي في جامعة كريستوفر نيوبورت يوسف شهود الذي استند إلى بيانات استطلاعات الرأي من عدة مصادر بينها منظمة Emgage غير الربحية ومجلس العلاقات الأميركية الإسلامية.
وكتب يوسف شهود على موقع "ذا كونفرسيشن" الذي ينشر مقالات أكاديمية وأخبارًا "في ميشيغن على سبيل المثال، قد يُترجم ذلك في أن يخسر بايدن نحو 55 ألف صوت أي نحو ثلث الهامش الذي بلغ 154 ألف صوت الذي سمح له بالفوز على ترامب في العام 2020".
في غضون ذلك، يحضر خطابات بايدن وتجمّعاته الانتخابية ناشطون داعمون للفلسطينيين، في انعكاس للتصدّع في بعض الصفوف الديموقراطية وصعود أفراد أكثر تقدميين في الحزب ينتقدون بشدّة الرئيس الأميركي الحالي.
ولن يكفي حتى احتمال ولاية ثانية لترامب الذي كان قد اتبّع سياسة للهجرة تم التنديد بها على نطاق واسع باعتبارها "حظرًا على المسلمين" والذي يقول إنه سيعيدها بقوة إذا تم انتخابه، لثني الناخبين مثل عامر زهر.
ويقول زهر "لن نردّ على حجّة أهون الشرّين، سنرفض ذلك"، مضيفًا "لن نتحمّل مسؤولية البديل".
وتعتبر سمراء لقمان (41 عامًا) التي تشارك في إدارة حركة "تخلّوا عن بايدن" Abandon Biden في ميشيغن، أن بعض العرب قد يصوّتون لترامب احتجاجًا على سياسة بايدن.
وتقول لوكالة فرانس برس "الهدف في نهاية المطاف ليس مجرد التخلي عن بايدن، بل ضمان الإطاحة به"، مشيرة إلى أنها فخورة ببعض الديموقراطيين مثل رئيس بلدية ديربورن عبدالله حمّود وعضو الكونغرس الأميركي رشيدة طليب.
ويقول البيت الأبيض إن الاستراتيجية، وهي عمل مشترك بقيادة مجلس السياسة الداخلية ومجلس الأمن القومي، ستسعى إلى وضع خطة مع أصحاب المصلحة لحماية المسلمين، وكذلك من يُعتقد أنهم مسلمون بسبب عرقهم والبلد الذي ولدوا به ونسبهم، من التمييز أو التعرض للكراهية والتعصب والعنف.
وأظهر استطلاع للرأي أجراه المعهد العربي الأمريكي أنه وللمرة الأولى منذ إنشائه عام 1997 لا يعتبر غالبية الأمريكيين العرب أنفسهم ديمقراطيين. وقال 37 بالمئة فقط إنهم ديمقراطيون حاليا، و32 بالمئة جمهوريون، و31 بالمئة مستقلون.
وقال 40 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع إنهم سيصوتون لصالح الرئيس السابق دونالد ترامب المرشح الجمهوري المحتمل لانتخابات 2024، بزيادة خمس نقاط مئوية عن عام 2020.
وهذا الاستطلاع هو أحدث دليل على أن حملة بايدن للفوز بولاية ثانية تفقد بسرعة تأييد المسلمين والعرب الأمريكيين بسبب دعمه القوي لإسرائيل.
وللإشارة، واجه شخص من ولاية إيلينوي تهما بارتكاب جرائم كراهية بعدما تسبب في مقتل طفل مسلم يبلغ من العمر ست سنوات بعد طعنه، كما تسبب في إصابة والدته في هجوم استهدفهما بسبب دينهما في أعقاب اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، بحسب مسؤولين ونشطاء حقوقيين مسلمين.
اضف تعليق