التحرك العسكري المفاجئ للقوات الروسية في سوريا والذي يعد أكبر تدخل في الشرق الأوسط منذ عشرات السنين. من خلال شن ضربات الجوية ضد بعض الاهداف الخاصة بالجماعات المسلحة، لايزال محط اهتما عالمي واسع، خصوصا مع تباين الآراء واختلاف وجهات النظر بين الدول الكبرى حول هذا التدخل، الذي يمكن ان يسهم وكما يقول بعض المراقبين بتفاقم الخلافات والمشكلات الدولية بخصوص قضايا الشرق الأوسط المبنية على تأمين المصالح، فـ"روسيا" اليوم دخلت هذه الحرب من اجل حماية مصالحها في هذه المنطقة المهمة التي تشهد توترات وازمات امنية وسياسية خطيرة، فهي تسعى الى ضرب تحركات وخطط الولايات المتحدة التي نجحت بتحقيق مكاسب مهمه في اسيا واروبا، من خلال الابقاء على تواجدها في منطقة حوض البحر المتوسط، خصوصا وانها لا تملك اي متنفس في هذه المنطقة خلاف قاعدة طرطوس البحرية في سوريا.

فالإعلان الروسي المفاجئ وكما تنقل بعض المصادر، عن بدء الضربات الجوية ضد داعش في سوريا والطلب بسحب الطيران الغربي من اجواء سوريا وهذه الجرأة الروسية الشديدة اصابت الولايات المتحدة والناتو بشيء من الارتباك، فمن كان يتوقع أن الدعم العسكري الروسي لسوريا كان حقيقة تجهيزا واعدادا لشن حرب كاملة ضد التنظيمات الارهابية هناك، حيث تنشر روسيا بحسب مصادر اميركية 32 طائرة حربية في سوريا هي اربع قاذفات سي-34 و12 قاذفة سو-25 و12 طائرة هجوم ارضي سي-24 و4 مطاردات سو-30. وتتمركز الطائرات في مطار تم تحويله الى قاعدة عسكرية قرب اللاذقية. كما تنشر روسيا ميدانيا اكثر من 500 جندي من مشاة البحرية يعتبر الاميركيون ان مهمتهم الرئيسية هي حماية القاعدة. واذا ما اضيف اليهم افراد الطواقم المتعلقة بالطائرات من طيارين وموظفي الصيانة وفرق الدعم، عندها يرتفع عدد العناصر الروس على الارض الى حوالى الفين. كما تنشر روسيا ايضا حوالى عشرين مروحية وعددا من الدبابات والمدرعات لنقل الجند.

واشار قائد قوات الحلف الاطلسي في اوروبا الجنرال فيليب بريدلوف الى ان الروس نشروا في سوريا بطاريات صواريخ مضادة للطائرات سام 15 وسام 22. وتملك الطائرات الروسية ورقة تفتقر اليها قوات الائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة لتوجيه عملياتها الجوية وهو التعاون مع الحكومة واجهزة استخباراته، وهو ما قد يرجح كفة الروس في هذه الحرب التي اوقعت اكثر من 240 الف قتيل، لكن الخبراء العسكريين يشيرون الى محدودية عمليات القصف الروسية في المستقبل في نزاع تجري معاركه في المدن وبين مجموعات تتجنب التنقل في وحدات. ولا يكشف الانتشار العسكري الروسي في الوقت الحاضر عن رغبة في خوض معارك على الارض.

من جهة اخرى اكد بوتين ان التدخل العسكري الروسي في سوريا يقتصر على الضربات الجوية دعما للقوات الحكومية السورية مستبعدا في الوقت الراهن ارسال قوات على الارض. وبحسب بوتين فان التدخل الروسي في سوريا مطابق للقانون الدولي بما انه يستند الى طلب مساعدة رسمي من الرئاسة السورية. في موازاة ذلك دعا بوتين الرئيس السوري الى قبول "تسوية" مع المعارضة التي تتسامح معها دمشق.

روسيا في مواجهة الغرب

في هذا الشأن فقد رفضت روسيا اتهامات الغربيين والمعارضة السورية بخصوص اهداف اولى ضرباتها في سوريا مؤكدة انها تقاتل تنظيم داعش و"المجموعات الارهابية الاخرى". وفي موازاة ذلك اتفق الاميركيون والروس على عقد اجتماع طارئ بعد دخول المقاتلات الروسية الاجواء السورية من اجل ايجاد حد ادنى من التنسيق والحوار لتجنب حوادث بين الطائرات المقاتلة.

والمجال الجوي السوري اصبح يعج بحركة كثيفة بين الطلعات الجوية لدول التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والغارات المنتظمة للجيش السوري والان المقاتلات والقاذفات التابعة لسلاح الجو الروسي والتي نشرت في ايلول/سبتمبر في قاعدة بنيت في مطار اللاذقية، معقل الموالين للرئيس السوري بشار الاسد في شمال غرب البلاد. وبعد لقائه في الامم المتحدة نظيره الاميركي جون كيري للمرة الثالثة خلال ايام، رفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الشكوك والاتهامات التي عبر عنها كل من البنتاغون والخارجية الفرنسية ورئيس الائتلاف السوري المعارض خالد خوجا ومفادها ان الطيارين الروس لم يستهدفوا جهاديي التنظيم.

وقال لافروف ان "الشائعات التي تفيد بان اهداف هذه الضربات لم تكن تنظيم داعش عارية عن الصحة تماما" مضيفا انه لم يتلق "اي معلومات" عن وقوع ضحايا مدنيين جراء القصف، وفق ما جاء في بيان. واكد ان الطيران الروسي "يعمل جاهدا لتنفيذ ضربات محددة الاهداف". واوضح لافروف انه اكد "بكل صدق" لنظيره الاميركي ان روسيا تتدخل بطلب من الرئاسة السورية ضد "تنظيم داعش والجماعات الارهابية الاخرى حصرا".

وطالب من جهة اخرى الاميركيين بتقديم "ادلة" تثبت شكوكهم بخصوص خيار الاهداف. وقد اعلنت وزارة الدفاع الروسية انها نفذت 20 طلعة جوية لتدمير ثمانية اهداف لمواقع تنظيم داعش بموجب الاستراتيجية التي حددها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والقائمة على "التحرك بشكل استباقي ضد الارهابيين وتدمير مواقعهم في سوريا قبل وصولهم الى بلادنا".

لكن الفارق في تقييم "الارهابيين" بين روسيا والغرب لا يزال قائما ويتوقع ان يستمر. فالاوروبيون والعرب والاميركيون يميزون بين تنظيم داعش وجبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، و ما يسمى المعارضة السورية المعتدلة التي يدعمونها، فيما تعتبر موسكو ان كل مسلح معارض لنظام الرئيس السوري بشار الاسد هو "ارهابي". وقال وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر ان الغارات "حصلت على ما يبدو في مناطق لا توجد فيها على الارجح قوات لتنظيم داعش معتبرا ان الحملة الروسية "ستكون محكومة بالفشل" اذا ركزت على هدف واحد وهو الدفاع عن نظام الرئيس السوري. بحسب فرانس برس.

واكد التلفزيون الرسمي السوري حصول ضربات في محافظتي حماة (شمال غرب) وحمص (وسط). لكنما يسمى الائتلاف السوري المعارض ندد بشدة بـ"القصف الوحشي الذي نفذته طائرات حربية روسية لمواقع مدنية سورية في ريفي حمص وحماة، وأدى إلى إيقاع ضحايا مدنيين، بينهم أطفال ونساء". واعلن رئيس الائتلاف خالد خوجا ان 36 مدنيا قتلوا في ضربة جوية روسية في منطقة حمص. وتسارع التدخل الروسي يندرج في اطار خلاف جذري بين الاميركيين والروس حول الرئيس السوري الذي يصفه الرئيس الاميركي باراك اوباما ب"المستبد" فيما يعتبره فلاديمير بوتين حصنا منيعا في مواجهة تنظيم داعش.

توسيع الضربات

في السياق ذاته قال قائد لواء صقور الجبل السوري المعارض إن غارتين روسيتين استهدفتا معسكر تدريب تابعا لهم. وتلقى لواء صقور الجبل تدريبا عسكريا أشرفت عليه المخابرات المركزية الأمريكية في قطر والسعودية. وقال حسن الحاج علي قائد اللواء إن نحو 20 صاروخا سقطوا على المعسكر الواقع في محافظة إدلب خلال الغارتين.

وانشق الحاج علي عن الجيش السوري بعد بدء الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأشار إلى أن عددا من حراس المعسكر أصيبوا بجراح طفيفة في الهجوم. وقال "روسيا تتحدى الجميع وتقول إنه لا بديل لبشار." وأضاف أن أفرادا من اللواء عملوا فيما سبق كطيارين في سلاح الجو السوري تعرفوا على المقاتلات الروسية. ويعتبر لواء صقور الجبل نفسه جزءا من الجيش السوري الحر الذي شكله منشقون عن الجيش السوري.

وأدارت وكالة المخابرات المركزية برنامج تدريب سريا ضم عددا منتقى بعناية من الفصائل السورية المسلحة المعارضة للنظام التي تصفها الحكومات الغربية التي تعارض بقاء الأسد بأنها معتدلة. وأشار الحاج علي إلى أن مقاتليه تلقوا دورات تدريبية عديدة في قطر والسعودية. وهذا هو الفصيل الثالث على الأقل المنضوي تحت لواء الجيش السوري الحر الذي يعلن استهدافه في الغارات الجوية التي تشنها روسيا وتقول إنها تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية.

الى جانب ذلك أكد السناتور الأمريكي جون مكين إن الضربات الروسية الجوية الأولى في سوريا استهدفت أفرادا من الجيش السوري الحر الذي تدعمه الولايات المتحدة. وقال مكين رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ في مقابلة مع شبكة (سي.إن.إن) التلفزيونية الأمريكية "يمكنني أن أؤكد تماما أنهم (الروس) يشنون غارات على مجندينا المنتمين للجيش السوري الحر الذي سلّحته ودربته وكالة المخابرات المركزية الأمريكية لأننا نملك اتصالا مع أشخاص هناك."

من جانب اخر قال الكرملين إن الضربات الجوية الروسية في سوريا تستهدف قائمة من المنظمات الارهابية المعروفة وليس تنظيم داعش وحسب. وكانت موسكو قد أعلنت في البداية أن حملتها تستهدف في الأساس متشددي تنظيم داعش قائلة إنها تخشى من أن يخطط مواطنون من روسيا ودول سوفيتية سابقة ينتمون للتنظيم لهجمات في بلادهم اذا لم يتم تحجيمهم في سوريا.

ولكن وبعد أن أشارت الولايات المتحدة ومقاتلون من المعارضة في سوريا الى أن الضربات الروسية لم تركز حتى الآن على داعش قالت موسكو إن العملية ستكون أوسع. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين عند سؤاله اذا كان هناك تباين في وجهتي نظر روسيا والغرب بشأن ما يعتبر تنظيما إرهابيا "هذه المنظمات (المدرجة في قائمة الأهداف) معروفة وتم اختيار الأهداف بالتنسيق مع القوات المسلحة السورية." وقال إن آليات تنسيق الضربات مع الدول الأخرى تسير على ما يرام.

وردا على سؤال عما إذا كان بوتين يشعر بالرضا عن الطريقة التي تسير بها الحملة الجوية الروسية قال بيسكوف إن من السابق لاوانه الحديث عن هذا. وتمثل الضربات الجوية الروسية أكبر تدخل لموسكو في الشرق الأوسط منذ عقود وهو ما يضيف بعدا جديدا معقدا للحرب السورية بينما يتحرك بوتين بقوة لتعزيز نفوذ بلاده في منطقة مضطربة بشدة.

وأكدت عدة صحف روسية قريبة من الكرملين تصريحات بوتين عن أن موسكو لم تكن تنوي المشاركة في الصراع السوري وأن تدخل روسيا قانوني لأنه يجري بناء على طلب الرئيس بشار الأسد. وفي حدث نادر عبرت صحيفة موسكوفسكي كومسوموليتس عن قدر من التشكك وتحدثت عن الصعوبات التي واجهها الاتحاد السوفيتي بعد ان ذهب الى افغانستان عام 1979 وعن خطر أن يصدر رد فعل عنيف عن الإسلاميين المتشددين داخل روسيا. بحسب رويترز.

وكتب ميخائيل روتوفكسي المعلق بالصحيفة "الخطر الأول هو احتمال رد غير متناسق من داعش في صورة هجمات إرهابية كبيرة على أراضينا. ويبدو الرأي العام الروسي منقسما إزاء هذا الموضوع. وأظهر استطلاع للرأي أجراه مركز ليفادا لاستطلاعات الرأي في 28 سبتمبر ايلول أن 69 في المئة من الروس اما يعارضون تماما او ربما يرفضون إرسال قوات الى سوريا. لكن 67 في المئة قالوا إنهم يؤيدون "الدعم السياسي والدبلوماسي" الروسي.

خلافات قائمة

الى جانب ذلك لا تزال الخلافات قائمة بين الرئيسين الأمريكي باراك أوباما، والروسي فلاديمير بوتين، حول وسائل إنهاء النزاع الدائر في سوريا، وحول دور الرئيس السوري بشار الأسد. وقال بوتين إن "الرئيسين الأمريكي والفرنسي ليسا مواطنين سوريين ولا يتوجب عليهما إذن الضلوع في اختيار قادة بلد آخر". والتقى الرئيسان الأمريكي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين في الأمم المتحدة للبحث عن حلول في مواجهة الأزمة في سوريا لكنهما لم يحققا أي اختراق خصوصا حول مكانة الرئيس بشار الأسد.

وإثر هذا اللقاء تحدث الرئيس الروسي عن "لقاء بناء وعلى قدر كبير من الانفتاح" مع نظيره الأمريكي وأشار إلى تعاون ممكن. لكنه شدد في الوقت نفسه على وجود خلافات حقيقية حول وسائل إنهاء حرب أودت بحياة أكثر من 240 ألف شخص. وفي إشارة إلى التوتر القائم مع الغربيين، لم يتردد بوتين في انتقاد أوباما والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. وقال "أكن احتراما كبيرا لنظيري الأمريكي والفرنسي لكنهما ليسا مواطنين سوريين وعليهما ألا يشاركا في اختيار قادة دولة أخرى".

وتعقيبا على تصريحات بوتين، تحدث أوباما عن "إرادة مشتركة" في ايجاد حلول في مواجهة الحرب في سوريا التي أدت إلى أزمة هجرة غير مسبوقة. لكنه أشار إلى خلاف حقيقي حول نهاية عملية انتقالية سياسية محتملة. وقال مصدر قريب من اللقاء إن الرجلين أكدا أهمية الاتصالات على المستوى العسكري لتجنب أي نزاعات بين البلدين في المنطقة.

وقبل ساعات من ذلك، تحدث بوتين وأوباما عن خلافاتهما علنا على منبر الأمم المتحدة وتبادلا الاتهامات بالمساهمة في التوتر في المنطقة. ففي خطاب ركز فيه على قوة الدبلوماسية وذكر إيران وكوبا مثالين على ذلك، أكد أوباما أنه يجب طي صفحة الأسد. وقال "بعد كل هذه الدماء التي نزفت والمجازر لا يمكن أن تكون هناك عودة إلى الوضع الذي كان قائما قبل الحرب".

وفي إشارة واضحة إلى موسكو، دان أوباما المنطق الذي يقضي بدعم "طاغية يقتل أطفالا أبرياء" تحت ذريعة أن البديل "سيكون أسوأ". لكن في نظر بوتين يمثل الرئيس السوري حكومة شرعية سيكون رفض التعاون معها "خطأ فادحا". ولمواجهة تنظيم داعش، دعا بوتين على منبر الأمم المتحدة إلى تشكيل "تحالف واسع لمكافحة الإرهاب" يشبه ذاك الذي شكل "ضد هتلر" خلال الحرب العالمية الثانية.

وقال الرئيس الروسي في خطابه الأول في الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ عشر سنوات "علينا أن نعترف أن لا أحد سوى القوات المسلحة للرئيس (السوري) يقاتل فعليا داعش". واقترحت روسيا في مجلس الأمن الدولي قرارا يدعم تحالفا سياسيا وعسكريا. وقال السفير الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين للصحافيين أن هذا التحالف يفترض أن يشمل إيران والنظام السوري أيضا.

ويؤكد البيت الأبيض الذي فاجأه التحرك الدبلوماسي الروسي أن الامتناع عن محاولة استخدام ورقة الحوار مع فلاديمير بوتين سيكون أمرا غير مسؤول. وأكد هولاند الذي أعلن أن فرنسا وجهت ضربة جوية أولى إلى تنظيم داعش في سوريا، أن الانتقال في سوريا يمر عبر رحيل الرئيس السوري لكن بدون تحديد موعدا لذلك.

وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند "لا يمكن أن نجعل الضحايا والجزار يعملون معا"، مؤكدا أن "الأسد هو أصل المشكلة ولا يمكنه أن يكون جزءا من الحل". وتعمل واشنطن ونحو ستين دولة أوروبية وعربية منذ سنة في إطار تحالف عسكري يوجه ضربات ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق. وطالبت فرنسا بضمانات بشأن الهدف الحقيقي للضربات الجوية الروسية في سوريا، وتحدثت عن اشارات تفيد بان الضربات لم تستهدف تنظيم داعش كما وضعت شروطا للقبول بالتحالف الموسع التي تدعو اليه موسكو.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مؤتمر صحافي "بالطبع يجب محاربة داعش بكل قوة وجماعيا. وجميع اولئك الذين يريدون الانضمام الينا مرحب بهم، بثلاثة شروط". واوضح "ان الضربات يجب ان توجه الى داعش والمجموعات الارهابية الاخرى وليس الى المدنيين والمعارضة المعتدلة". واضاف "كما يجب التحقق من ان الضربات الروسية التي شنت تستوفي هذا الشرط"، نافيا ان يكون لديه الرغبة باجراء "محاكمة نوايا" للروس، لكنه تحدث عن "اشارات تفيد بان الضربات التي قامت بها موسكو لم تستهدف تنظيم داعش".

وتابع "يجب بعد ذلك وقف عمليات القصف العشوائية" التي تقوم بها القوات السورية كما طالب امام مجلس الامن الدولي ب"منع استخدام سوريا للبراميل المتفجرة والكلورين". واضاف "واخيرا يجب معالجة الازمة السورية من جذورها والذهاب نحو انتقال كمخرج يمكن ان يعطي الامل مجددا للشعب السوري". بحسب فرانس برس.

واعتبر فابيوس ايضا "ان مصير هذا الشعب لا يمكن ان يقتصر على بديل رعب: اما نظام اجرامي (نظام الرئيس الاسد) او الارهاب الوحشي". وتكرر باريس ان الرئيس السوري بشار الاسد لا مستقبل له في سوريا. وستتقدم روسيا، بمشروع قرار لمكافحة الارهاب امام مجلس الامن يرمي الى "تنسيق كل القوى التي تواجه داعش والبنى الارهابية الاخرى".

تنسيق الاعمال العسكرية

في السياق ذاته اتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو على آلية لتنسيق الاعمال العسكرية بين البلدين بهدف تجنب اي احتكاك في سوريا. وتوصل بوتين ونتانياهو الى اتفاق خلال محادثاتهما في روسيا فيما اشارت وسائل اعلام اسرائيلية الى ان المحادثات شملت تجنب احتكاك بين طائرات الجيشين فوق سوريا.

وقال نتانياهو بعد اللقاء بحسب بيان صدر عن مكتبه ليل ان "المحادثات تمحورت اولا حول المسالة التي بحثتها بخصوص سوريا وهي مهمة جدا لامن اسرائيل". واضاف ان "المحادثات كانت جوهرية وتم الاتفاق ايضا على آلية مشتركة لمنع اي سوء تفاهم بين قواتنا". وبحسب وسائل الاعلام الاسرائيلية اتفق رئيس الاركان الاسرائيلي غادي ايزنكوت الذي رافق نتانياهو الى موسكو، مع نظيره الروسي فاليري غيراسيموف على ان يتولى نائبا رئيسي اركان البلدين ادارة هذه الالية.

ويخشى مسؤولون عسكريون اسرائيليون ان يؤدي التواجد الجوي الروسي الى قطع هامش مناورتهم بعد الحديث عن عدة ضربات استهدفت عمليات نقل اسلحة الى حزب الله عبر سوريا في الاشهر الماضية ولم تعترف بها السلطات الاسرائيلية رسميا. كما تخشى اسرائيل امكانية ان تضاعف ايران من دعمها لحزب الله وتنظيمات مسلحة اخرى في سياق الرفع التدريجي للعقوبات المفروضة على طهران بموجب الاتفاق النووي الذي ابرم في تموز/يوليو الماضي مع القوى الكبرى التي كانت موسكو بينهم. بحسب فرانس برس.

وقبل محادثاته مع بوتين شدد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايضا على اهمية ان توقف سوريا وايران تسليم الاسلحة لحزب الله، متهما هذين البلدين بأنهما يريدان "فتح جبهة ثانية" ضد اسرائيل. من جهته صرح وزير الدفاع الاسرائيلي موشي يعالون للاذاعة العامة "لدينا خطوط حمراء واضحة جدا مثل نقل الاسلحة المتطورة او الاسلحة الكيميائية الى منظمات ارهابية مثل حزب الله". من جهته اكد الرئيس الروسي ان السياسة الروسية في الشرق الاوسط "كانت على الدوام وستبقى مسؤولة جدا" وقلل من اهمية التهديد الذي يمكن ان تشكله القوات السورية لاسرائيل.

اضف تعليق