ان فترة الحكم القادمة ربما ستكون اصعب فترة، مع وجود الرئيس المتشدد، إبراهيم رئيسي، الذي سيحاول فرض اراء وقرارات ايران خصوصا مع وجود دعم ومباركة من المرشد الاعلى الذي سيكون الرئيس الفعلي وصاحب القرار. وهو ما قد يسهم بخلق ازمات ومشكلات جديدة قد تؤثر سلباً على مستقبل ايران...
أدى الرئيس الإيراني المنتخب، المحافظ المتشدد، إبراهيم رئيسي اليمين الدستورية، أمام البرلمان في إيران ليصبح بذلك الرئيس الثامن للجمهورية الإسلامية. الرئيس الايراني الجديد وكما ذكرت بعض المصادر يواجه الكثير من التحديات والازمات الاقتصادية والسياسية والتوتر مع الغرب بخصوص الاتفاق النووي والعقوبات الأمريكية. يضاف الى ذلك ملف وباء فيروس كورونا المتفشي في البلاد بالإضافة والاضطرابات الاخيرة في بعض المناطق نقص الخدمات وشحة المياه. كما وتعد إيران أكثر دول الشرق الأوسط تأثرا بجائحة كوفيد-19، وسجلت رسميا أكثر من 92 ألف وفاة من أصل أكثر من أربعة ملايين إصابة، بينما تمضي حملة التلقيح دون السرعة المأمولة.
ويرى بعض المراقبين ان فترة الحكم القادمة ربما ستكون اصعب فترة، مع وجود الرئيس المتشدد، إبراهيم رئيسي، الذي سيحاول فرض اراء وقرارات ايران خصوصا مع وجود دعم ومباركة من المرشد الاعلى الذي سيكون الرئيس الفعلي وصاحب القرار. وهو ما قد يسهم بخلق ازمات ومشكلات جديدة قد تؤثر سلباً على مستقبل إيران، وقد تكون سببا ايضاً في دفع خصوم طهران (امريكا واسرائيل) الى اتخاذ قرارات ومواقف اكثر تشددا مع إيران، الامر الذي قد يسهم بخلق صراع كارثي في المنطقة خصوصا مع تزايد التهديدات والاتهامات، وفاز رئيسي في انتخابات حزيران/يونيو، ويخلف المعتدل حسن روحاني الذي طبعت عهده سياسة انفتاح نسبي على الغرب.
وأفادت وسائل الإعلام الرسمية عن دعوة شخصيات عدة لحضور أداء اليمين، مثل الرئيس العراقي برهم صالح ورؤساء برلمانات دول مثل سوريا وأوزبكستان وطاجيكستان وأخرى إفريقية. كما حضر إلى طهران الدبلوماسي الأوروبي إنريكي مورا الذي يتولى مهمة التسهيل في المفاوضات النووية في فيينا. ويتولى رئيسي منصبه في ظل توتر متجدد على خلفية توجيه الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل اتهامات لإيران باستهداف ناقلة نفط يشغّلها رجل أعمال إسرائيلي في بحر العرب وهو ما نفته طهران بشدة. ويتوقع أن يؤدي تولي رئيسي للرئاسة إلى تعزيز إمساك التيار المحافظ بهيئات الحكم في الجمهورية الإسلامية.
الملف النووي
في هذا الشأن حثت الولايات المتحدة الرئيس الإيراني الجديد، إبراهيم رئيسي، على العودة إلى المحادثات الرامية إلى إحياء اتفاق تاريخي بشأن برنامج طهران النووي. وحذر متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية من أن نافذة الدبلوماسية لن تبقى مفتوحة إلى الأبد. وتصاعدت حدة التوترات بين الولايات المتحدة وإيران منذ عام 2018، عندما انسحب الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، من الاتفاق النووي وفرض العقوبات على طهران من جديد.
وأدى رئيسي اليمين، وقال إنه سيدعم "أي خطط دبلوماسية" لإنهاء العقوبات المفروضة على إيران. وأضاف: "لابد من رفع جميع العقوبات الأمريكية غير القانونية عن الأمة الإيرانية". وتتهم دول غربية إيران بالسعي إلى صنع أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران. وشهد اتفاق عام 2015 بين إيران وست دول أخرى، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا، تعليق بعض الأنشطة النووية مقابل إنهاء فرض العقوبات التي تضر باقتصادها، بيد أن إيران استأنفت أنشطتها النووية المحظورة بموجب الاتفاق بعد انسحاب ترامب منه.
تُجرى مفاوضات في العاصمة النمساوية فيينا بين إيران ودول أخرى بغية إحياء الاتفاق ورفع العقوبات، بيد أن المحادثات عُلقت لعدة أسابيع. وفي تصريحات أعقبت تنصيب رئيسي، قال نيد برايس، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، للصحفيين: "نحث إيران على العودة إلى المفاوضات قريبا حتى نتمكن من السعي لإنهاء عملنا". وأضاف: "رسالتنا إلى الرئيس رئيسي هي نفس رسالتنا إلى أسلافه (الرؤساء) ... ستدافع الولايات المتحدة عن مصالح أمننا القومي ومصالح شركائنا ودفعها قدما، نأمل أن تغتنم إيران الفرصة الآن لدفع الحلول الدبلوماسية قدما". بيد أنه حذر قائلا: "هذه العملية لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية". بحسب بي بي سي.
ويعد رئيسي، البالغ من العمر 60 عاما، مقربا من المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، وقد وُصف بأنه خليفته المحتمل. ووجهت إلى رئيسي، رئيس القضاء السابق، انتقادات شديدة بسبب سجله في مجال حقوق الإنسان، واتهمته جماعات نشطة بالتورط في إعدام آلاف السجناء السياسيين عام 1988. وكان رئيسي أحد أربعة قضاة شاركوا في محاكم سرية، أصبحت تُعرف باسم "لجنة الموت"، والتي حكمت على السجناء بالإعدام. وقال إن الأحكام كانت مبررة لأن المرشد الأعلى في ذلك الوقت، آية الله روح الله الخميني، أصدر فتوى دينية. وكانت الولايات المتحدة قد فرضت عقوبات على رئيسي في عام 2019 بسبب انتهاكات منسوبة له في سجل حقوق الإنسان.
تهديدات وتحديات
يبدأ رئيسي عهده بمواجهة تحديات أزمة اقتصادية وبتجاذب مع الغرب لا سيما بشأن العقوبات الأمريكية والمباحثات النووية. كما يبدأ عهده مع تصاعد التهديدات مع إسرائيل بعد الهجوم المميت بطائرة بدون طيار على ناقلة النفط "ميرسر ستريت"، والذي تتهم إسرائيل ودول غربية أخرى إيران بتنفيذه.
فقد هدد وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، بأن بلاده مستعدة لضرب إيران عسكريا إن لزم الأمر. وقال غانتس، في مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرنوت" إن إسرائيل تعمل على حشد المجتمع الدولي لكبح جماح طهران "لأننا لا نستطيع تصنيف إيران على أنها مشكلة إسرائيلية فقط وإعفاء بقية العالم من هذه القضية". وأشار غانتس إلى أن "إيران تسعى إلى خلق تحديات لإسرائيل على أكثر من ساحة وجبهة"، مؤكدا أنهم يواصلون تطوير القدرات لمواجهة مختلف التحديات.
وقال إن "العالم بحاجة إلى التعامل مع إيران، والمنطقة بحاجة إلى التعامل مع إيران، كما يجب على إسرائيل أن تقوم بدورها في هذا الجانب". وكان غانتس ووزير الخارجية يائير لابيد قد كشفا، خلال إحاطة لمبعوثي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدول، عن هوية المسؤول الإيراني المسؤول عن الهجوم على السفينة بخليج عمان نهاية الشهر الماضي. كما حذر غانتس السفراء من أن إيران على بعد حوالي 10 أسابيع من الوصول إلى المواد التي تمكن البلاد من تطوير سلاح نووي.
وقال غانتس لمبعوثي دول مجلس الأمن إن "أمير علي حاجي زاده قائد سلاح الجو في الحرس الثوري الإيراني يقف وراء عشرات الهجمات الإرهابية في المنطقة باستخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ". وتأتي تصريحات غانتس بعد يوم من سيطرة قوات مدعومة من إيران على ناقلة نفط أخرى في خليج عمان خلال حادث وصفته السلطات البريطانية بأنه "اختطاف محتمل"، قبل أن تستعيد السفينة سيطرتها بعد هروب المهاجمين. وكانت ثلاثة مصادر أمنية بحرية أكدت أن قوات مدعومة من إيران استولت على الناقلة، بينما تنفي إيران ذلك.
كما توعد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إيران "برد جامعي" بسبب هجوم استهدف ناقلة نفط يشغلها رجل أعمال إسرائيلي تحمل واشنطن طهران مسؤولية الوقوف ورائه. وتعهدت الولايات المتحدة بـ"ردّ جماعي" مع حلفائها على إيران. ووجهت إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا ورومانيا أصابع الاتهام إلى إيران، فيما هددت إسرائيل بإجراءات انتقامية.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن "نحن على اتصال وثيق وتنسيق مع المملكة المتحدة وإسرائيل ورومانيا ودول أخرى. وسيكون الرد جماعيا". ووصف الحادث بأنه "تهديد مباشر لحرية الملاحة والتجارة"، لكنه قلل من شأن الاقتراحات القائلة إنه يعكس طابع التشدد الذي يتسم به رئيسي. وصرح قائلا "رأينا سلسلة أفعال قامت بها إيران على مدى أشهر عدة، بما فيها ضد حركة الشحن، لذا لست متأكدا من أن هذا الفعل بالتحديد هو أمر جديد أو يُنذر بشيء ما، بطريقة أو بأخرى، بالنسبة إلى الحكومة الجديدة". وأضاف "لكن ما يقوله هو أن إيران تواصل التصرف بقدر هائل من اللامسؤولية".
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن إيران لاعب "سيئ على الساحة الدولية (..) لكننا ما زلنا نعتقد أن البحث عن قناة دبلوماسية (...) يصب في مصلحتنا الوطنية"، مكررة رغبة إدارة بايدن في إنقاذ الاتفاق النووي مع إيران. وأشارت ساكي في مؤتمر صحافي إلى أن الرجوع إلى هذا الاتفاق سيجعل الولايات المتحدة "في موقع أفضل للاستجابة لهذه المشاكل الأخرى". بحسب فرانس برس.
من جانبها نفت طهران أي صلة لها بالهجوم الذي استهدف ناقلة النفط "أم/تي ميرسر ستريت" والذي أسفر عن سقوط قتيلين، في تصعيد جديد يفاقم التوتّر بين واشنطن وطهران.. وقالت إنها سترد على أي "مغامرة" في حقها، بعد تهديدات إسرائيلية وأمريكية وبريطانية بالرد على الهجوم. وأسفر الهجوم عن مقتل شخصين هما موظف بريطاني في شركة "أمبري" للأمن وآخر روماني من أفراد الطاقم، بحسب شركة "زودياك ماريتايم" المشغلة للسفينة والمملوكة لرجل الأعمال الإسرائيلي إيال عوفر.
اضف تعليق