أُقيمت المسيرات مرة أخرى هذا العام، خلال جائحة دمرت سبل العيش وقلبت الاقتصادات في جميع أنحاء العالم، ونشرت السلطات في العديد من البلدان أعدادا كبيرة من قوات الشرطة، للتعامل مع الاضطرابات المحتملة والتأكد من مراعاة القيود المفروضة بسبب فيروس كورونا، وأقيمت مسيرات في العديد من دول العالم...
حال عيد العمال لعام 2021 في ظروف استثنائية تتمثل بوجود جائحة كورونا والتي تسببت في تعطيل عجلة الانتاج وركود الاقتصاد العالمي وليس فقط على المستوى العالمي، وللسنة الثانية على التوالي، تغيب الوضعية الوبائية، سيما المخاطر التي تشكلها التجمعات في الفضاءات العامة، مظاهر الاحتفالية بالعيد الأممي وبشكل خاص تنظيم المسيرات التقليدية، لذلك وجد العمال والنقابات أنفسهم مضطرين لإيجاد بدائل أخرى رغم مخاوفهم من تداعيات الأزمة الحالية على عالم الشغل، من خلال اختيار التعبئة الافتراضية.
وفي العديد من البلدان، تقام مسيرات، يقودها العمال والنقابات، في الأول من مايو/ أيار من كل عام ضمن احتفالات يوم العمال العالمي، وأُقيمت المسيرات مرة أخرى هذا العام، خلال جائحة دمرت سبل العيش وقلبت الاقتصادات في جميع أنحاء العالم.
ونشرت السلطات في العديد من البلدان أعدادا كبيرة من قوات الشرطة، للتعامل مع الاضطرابات المحتملة والتأكد من مراعاة القيود المفروضة بسبب فيروس كورونا، وأقيمت مسيرات في ألمانيا وروسيا وإسبانيا والسويد والمملكة المتحدة والفلبين وإندونيسيا، والعديد من البلدان الأخرى. وكانت معظم المظاهرات سلمية، لكن تركيا كانت ضمن عدة دول تدخلت فيها الشرطة خلال الاحتجاجات التي تحولت إلى أعمال عنف.
مثل هذه المناسبة في الظروف العادية، قبل جائحة كورونا، تشهد مسيرات ومهرجانات شعبية في مختلف المدن العالم، تحمل شعارات تشيد بدور العمال، وتطالب بحقوقهم، وبالعدالة في أجورهم، وتنظم هذه الفعاليات المليونية عادة الهيئات النقابية. وتنخرط في تلك الفعاليات أيضا الأحزاب السياسية الرئيسية تأكيدا على اهتمامها بأوضاع العمال وحقوقهم.
ويعتبر عيد العمال من الأعياد الأكثر انتشارا في العالم، حيث يتم الاحتفال به في 130 دولة تقريبا، ويعتبر في معظم دول العالم عطلة رسمية.
وبين دعم الأشخاص المتضررين من تداعيات جائحة الفيروس التاجي وبلورة خطط انعاش اقتصادي مختلفة، تظل مطالب وانتظارات الطبقة العاملة عديدة، مما يحتم العمل على الاستعداد لمرحلة ما بعد "كوفيد-19" بنجاح لمستقبل أفضل.
تركيا تعتقل العشرات العمال
ألقت الشرطة التركية القبض على أكثر من 200 شخص بسبب تنظيمهم احتجاجات غير مصرح بها بمناسبة عيد العمال، الذي شهد مسيرات في شتى أنحاء العالم، على الرغم من استمرار انتشار فيروس كورونا، وانتهك المتظاهرون في اسطنبول، أكبر مدن تركيا، القيود المفروضة للحد من موجة انتشار ثالثة للفيروس.
وقال مكتب حاكم إسطنبول إن 212 شخصاً اعتقلوا بعد أن ابتعدوا عن المسيرات وحاولوا دخول ساحة "تقسيم"، التي تعد منطقة رمزية للاحتجاجات، وأظهرت صور مشاهد فوضوية، استخدمت فيها الشرطة دروعها لصد الحشود وسحبت بعض المتظاهرين بعيداً عن الساحة، ودخلت تركيا في أول إغلاق كامل بسبب الوباء مساء الخميس، في محاولة للحد من زيادة أعداد حالات الإصابة والوفاة، وفي فرنسا، ألقي القبض على ما لا يقل عن 34 شخصاً في العاصمة باريس، بعد أن ألقى بعض المتظاهرين متعلقات واشتبكوا مع شرطة مكافحة الشغب.
ونُظمت حوالي 300 مسيرة في باريس ومدن أخرى، بما في ذلك ليون ونانت وليل وتولوز، وأعرب المتظاهرون عن معارضتهم لخطط الحكومة للتقليل من إعانات البطالة، وطالبوا بالعدالة الاقتصادية، وأُثيرت مطالب مماثلة في ألمانيا، حيث نُظّمت احتجاجات بمناسبة يوم العمال العالمي في شتى أنحاء البلاد، على الرغم من بدء تنفيذ قيود أكثر صرامة بسبب كوفيد-19 الأسبوع الماضي.
وفي العاصمة برلين، نُشر الآلاف من رجال الشرطة لمراقبة عدة مظاهرات، بما في ذلك واحدة نظمتها مجموعة تعارض استراتيجية الحكومة بشأن التعامل مع فيروس كورونا، وكان فيروس كورونا أحد الموضوعات التي أُثيرت خلال المظاهرات في إندونيسيا أيضاً، وفي أحد التجمعات، نصب المتظاهرون في العاصمة جاكرتا مقابر وهمية في الشارع تعبيرا عن الخسائر البشرية التي أسفر عنها الوباء.
وفي المملكة المتحدة، كان أحد الموضوعات الرئيسية في الاحتجاجات قانون مقترح يمنح الشرطة سلطات إضافية لكبح الاحتجاجات، وتجمع المئات في لندن للاحتجاج على مشروع القانون، الذي يخشى النشطاء من استخدامه لكبح المعارضة.
مواجهات واعتقالات في باريس
شارك آلاف الفرنسيين في أنحاء متفرقة من البلاد في تظاهرات بمناسبة عيد العمال شهدت اشتباكات مع الشرطة التي اضطرت الى استخدام الغاز المسيل للدموع، وأفاد مصدر في الشرطة وكالة فرانس برس أن متظاهرين من جماعة "الكتلة السوداء" اليسارية المتطرفة حاولوا عرقلة تظاهرة لنقابات عمالية في العاصمة الفرنسية حيث جرى اعتقال 34 شخصا.
وحطم بعض المتظاهرين نوافذ مصارف وأضرموا النيران في صناديق قمامة كما ألقوا مفرقعات على الشرطة التي ردت باطلاق الغاز المسيل للدموع والقنابل اللاسعة. وشاهد مراسل وكالة فرانس برس شرطيا مصابا يتم اجلاؤه.
وذكرت نقابة الاتحاد العمالي العام الفرنسية إنه تم التخطيط لتنظيم نحو 300 تظاهرة في عيد العمال في جميع أنحاء البلاد، وتوقعت السلطات مشاركة نحو 100 الف شخص فيها بالاجمال، وحمل المتظاهرون لافتات تطالب بإنهاء حظر التجول الليلي الساري لمكافحة فيروس كورونا ووقف برنامج إصلاحات البطالة المقرر أن يدخل حيز التنفيذ في تموز/يوليو الى جانب مطالب أخرى، وفي معظم التظاهرات أمكن رؤية مشاركين من حركة "السترات الصفر" التي هزت ولاية ايمانويل ماكرون الرئاسية قبل عامين ثم تراجعت الى حد كبير.
وألقت الشرطة القبض على خمسة أشخاص في مدينة ليون في جنوب شرق البلاد عقب مواجهات مع متظاهرين من "الكتلة السوداء" ايضا خلال تظاهرة اجتذبت نحو ثلاثة آلاف شخص على الرغم من هطول الأمطار، وقالت متقاعدة مشاركة في تظاهرات عيد العمال عرفت عن نفسها باسم باتريسيا "هناك دوافع كثيرة تتراكم للقيام بثورة (...) إدارة وباء كوفيد وما يسمى الإصلاحات التي ستقضي على القدرة المعيشية للناس وفقدان الباحثين عن عمل لإعاناتهم"، وأضافت المرأة البالغة 66 عاما "نحن بحاجة للتعبير عن أنفسنا بالتأكيد".
برلين - صدامات عنيفة
وقعت اشتباكات عنيفة بين متظاهرين من الجماعات اليسارية ومتعاطفين مع اليسار وبين قوات الأمن في العاصمة الألمانية؛ إذ هاجم المتظاهرون الشرطة بالزجاجات الفارغة والحجارة وردت الشرطة برذاذ الفلفل وقبضت على عدد من المتظاهرين.
اندلعت اشتباكات عنيفة بين متظاهرين وأفراد الشرطة خلال مظاهرة بمناسبة الأول من مايو في برلين نظمتها جماعات يسارية ومتعاطفين مع اليسار في حي برلين-نويكولن بالعاصمة الألمانية مساء اليوم السبت (الأول من أيار/مايو 2021).
وقال مراسلون لوكالة الأنباء الألمانية إن المتظاهرين رشقوا الشرطة بوابل من الزجاجات الفارغة والحجارة، وتعرض أفراد الشرطة لهجوم أثناء إخراجهم مثيري الشغب من بين المتظاهرين، ما دفعهم إلى استخدام رذاذ الفلفل ضدهم. وأضرمت النيران في مقالب القمامة والمنصات النقالة. وقام المسعفون بعملهم خلال المظاهرة، وتم القبض على العديد من المتظاهرين، وألقت الشرطة القبض على المشاركين في مظاهرة أخرى كما صادرت مكبراً للصوت من المتظاهرين وأخلت أحد تقاطعات الشوارع بعد احتلالهم له.
وكان الاحتجاج قد تعطل لكثافة المشاركين فيه في البداية ولم يتمكن من مواصلة السير، وكانت الشرطة عزلت قسما من المتظاهرين الذين يرتدون ملابس سوداء في قاعة بلدية نويكولن ونتيجة لذلك انقسم الاحتجاج إلى قسمين، وذكرت الشرطة أن حوالي خمسة آلاف شخص شاركوا في الاحتجاج، بينما قال المنظمون إن العدد تجاوز عشرين ألفاً.
ونشرت الشرطة الألمانية الآلاف من رجالها استعداداً لمتابعة مظاهرات "عيد العمال" في عموم البلاد، حيث تعم حالة من القلق بسبب تداعيات الموجة الحالية من وباء كورونا وارتفاع عدد الإصابات، والمخاوف من خطر العدوى.
تستعد الشرطة الألمانية اليوم السبت (الأول من مايو/ أيار 2021) لمتابعة المسيرة الرئيسية التي ينظمها اتحاد النقابات العمالية الألماني (دي جي بي) بمناسبة عيد العمال، والتي ستقام هذا العام في هامبورغ. كما تستعد الشرطة لمواجهة مظاهرات أخرى في العديد من الأماكن بأنحاء البلاد، وتتركز استعدادات الشرطة اليوم مجدداً على العاصمة برلين حيث من المحتمل نشر نحو 5000 من عناصر الشرطة لتأمين المظاهرات. وفي هذا السياق قالت رئيسة شرطة برلين، باربارا سلوفيك، إنها تتوقع مهمة شاقة ذات متطلبات كثيرة. كما يتعين على الشرطة في هامبورغ أيضاً الاستعداد لمواجهة العديد من التجمعات التي كان تم الإعلان عنها.
وتشعر نقابة الشرطة بالقلق حيال مظاهرات عيد العمال هذا العام بالنظر إلى وضع جائحة كورونا في البلاد. وقال الرئيس التنفيذي للنقابة، يورغ راديك، لصحف مجموعة "فونكه" الألمانية الصادرة اليوم: "خطر العدوى في هذه المهام يمثل عبئا إضافيا لعناصر الشرطة".
وحذر راديك من أنه في حال انتهك المتظاهرون قواعد الحماية من العدوى، سيزيد ذلك من خطر العدوى بالنسبة للقوات المنتشرة. وتم الإبلاغ في برلين عن مظاهرة لاتحاد النقابات العمالية (دي جي بي) واحتجاج لمناوئي قواعد كورونا في فترة الظهر، ومظاهرة أخرى مخصصة للسخرية والاستمتاع بالرقص والعدو والاستعراض بعد الظهر، بالإضافة إلى المظاهرة الثورية التقليدية الخاصة بعيد العمال لمجموعات يسارية، ويسارية متطرفة، في المساء.
من جانب آخر منعت مدينة لايبزيغ ثلاثة مظاهرات أُعلن عن انطلاقها في الأول من مايو/ أيار. وتشمل هذه المظاهرات واحدة للحزب اليميني المتطرف "الطريق الثالث" كان يعتزم 150 شخصاً المشاركة فيها. وأخرى لموكب دراجات هوائية، تقدمت بطلب إقامتها حركة مواطني لايبزيغ 2021 المعارضة لإجراءات الحكومة لألمانية لمواجهة تداعيات وباء كورونا.
الآلاف يشاركون في مسيرات عيد العمال في إسبانيا
انضم الآلاف إلى مسيرات عيد العمال في أكثر من 70 مدينة إسبانية السبت، في أول مرّة يتم تنظيم تجمّعات إحياء للمناسبة السنوية منذ ازمة كوفيد، وسار المحتجون الذين وضعوا الكمامات والتزموا بالتباعد الاجتماعي في الشوارع بينما فرض حد أقصى لأعداد الأشخاص الذين يمكن أن يشاركوا في أماكن عدة لضمان احترام قواعد كوفيد.
واقصرت التظاهرة الرئيسية في مدريد على ألف مشارك ساروا من مقر البلدية وصولا إلى ساحة بويرتا ديل سول تحت شعار "حان وقت تطبيق" الالتزامات، وحضر سبعة وزراء المسيرة من بينهم وزيرة العمل يولاندا دياز وممثلون عن ثلاثة أحزاب يسارية تخوض المنافسة في انتخابات مدريد المحلية، وحضّ رئيس اتحاد العمال العام بيبي ألفاريز وأوناي سوردو من نقابة اللجان العمالية الحكومة على الإيفاء بالتزاماتها التي تأخّر تطبيقها جرّاء الوباء، مثل إلغاء إصلاح مثير للجدل لقانون العمل ورفع الحد الأدنى للأجور وإقرار قانون يضمن التساوي في الأجور، وأكدت دياز في خطاب ألقته خلال التجمّع أن التوظيف أساسي لتجاوز الأزمة.
وقالت في تصريحات تم بثها عبر إذاعة "آر إن إي" إن "الأزمة وضعتنا في مواجهة نموذج عمل عفا عليه الزمن قائم على العمل بشكل غير رسمي والتوظيف الموسمي وغياب المساواة... وهو تماما ما بدأت وزارة العمل بتغييره"، وأضافت أن "الأول من أيار/مايو هذه المرة لا يشبه أي يوم آخر على اعتبار أن قيم التوظيف الذي يحفظ الكرامة والتضامن والمساواة والعدالة الاجتماعية - المتجسّدة اليوم - هي بلا شك الرد الأكثر فعالية على الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي نعيشها"، وتأثّرت إسبانيا بدرجة كبيرة بالوباء ومن المقرر أن تحصل على تمويل من الاتحاد الأوروبي قدره 140 مليار يورو (167 مليار دولار) بين العامين 2021 و2026 كدعم لاقتصادها المتضرر جرّاء كوفيد.
وشارك نحو ثلاثة آلاف شخص في مسيرات عيد العمال في برشلونة، وفق ما أفادت نقابات، بينما انضم متظاهرون إلى موكب بالسيارات في بالما، عاصمة مايوركا، جرّاء هطول الأمطار، وفق ما أوردت محطة "آر تي في إي" التلفزيونية.
عمال تايوان يطالبون بتحسين الأجور وخطط المعاشات
خرج حوالي ثلاثة آلاف عامل تايواني إلى الشوارع، بمناسبة عيد العمال، مطالبين بتحسين أجورهم ووضع خطط أفضل للمعاشات، ودعا المتظاهرون من مختلف الصناعات من مختلف أنحاء تايوان، والذين كانوا يرتدون كمامات ويهتفون بشعارات، الحكومة لإجراء إصلاحات، ويشار إلى أنه في ديسمبر الماضي، زادت الإدارة في عهد الرئيس تساي إينج وين الحد الأدنى للأجور الشهرية بواقع 84. 0%، لتصل إلى 24 ألف دولار تايواني(857 دولار)، متعهدة بزيادته إلى 30 ألف دولار تايواني في غضون ثلاث سنوات.
وقال هوانج يو-تي، الأمين العام لاتحاد "نقابات العمال في تاينان" ومقره جنوب تايوان لوكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ": "كان بإمكان الحكومة أن تقوم بالمزيد لزيادة الأجور وإصلاح سياسات العمل"، مضيفا أن قضية النمو السلبي للأجور في الأعوام الـ15 الماضية مازالت بدون حل، وحث هوانج الحكومة على تقاسم ثمار التنمية الاقتصادية مع العمال بسخاء، مستشهدا بمعدل الناتج المحلي الإجمالي لتايوان عام 2020، الذي بلغ 11. 3% وتوقع حكومي بنمو يصل إلى 64. 4%، في عام 2021.
لا يمكن للمجلس العسكري أن يحكمنا
خرج متظاهرون إلى الشوارع في العديد من المدن في ميانمار، في عيد العمال العالمي، اليوم السبت، للمطالبة بالحرية والعدالة، بعد الانقلاب العسكري الذي شهدته البلاد في الأول من فبراير الماضي، وحمل كثيرون في مناطق "ماندالاي" و"يانجون" و"باجو" لافتات عليها شعارات مكتوب عليها: "نحن نواصل القتال حتى النهاية" و"لا يمكن للمجلس العسكري أبدًا أن يحكمنا"، وأشاد المتظاهرون في يانجون بهؤلاء الذين انضموا إلى حركة "العصيان المدني" على الرغم من التهديد المستمر بالعنف ضد المدنيين.
وقال سيت ناينج، أحد المتظاهرين من يانجون لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) "طاقم حركة العصيان المدني هم الأشخاص الأهم، خلال القتال ضد الانقلاب العسكري"، وطبقًا لرابطة مساعدة السجناء السياسيين، فقد قتل 759 شخصًا على الأقل، وتم اعتقال أكثر من 4500 شخص منذ انقلاب الأول من شباط/فبراير الماضي، فيما يواصل الجيش اتخاذ إجراءات عنيفة ضد المظاهرات السلمية في الغالب.
وكانت الأمم المتحدة قد حذرت أمس الجمعة من أن الوضع في ميانمار يتدهور على جميع الجبهات، حيث ينتشر الفقر وفيروس كورونا بشكل متزايد، وطبقًا لتقديرات الأمم المتحدة، ربما يتعرض نحو 3.4 مليون شخص للتهديد بسبب الجوع، بينما اضطر نحو عشرة آلاف لمغادرة البلاد بسبب العنف المستمر ونزح 20 ألف داخليًّا.
إحتجاجات في الجزائر
طالب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أمس بمراعاة مصالح المواطنين خلال التظاهرات والاحتجاجات العمالية في مختلف القطاعات، مؤكدا حرص الدولة على التخفيف التدريجي من نسبة البطالة من خلال دعم اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة.
وقال تبون، في رسالة قرأها وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي الهاشمي جعبوب بمناسبة عيد العمال اليوم، إن الانتخابات التشريعية المقررة في 12 يونيو المقبل تعتبر فرصة لبناء مؤسسات قوية وذات مصداقية، داعيا الشعب الجزائري لاختيار ممثليه من النساء والرجال، وأضاف: "حرصنا على إدماج أصحاب عقود ما قبل التشغيل"، متعهدا بالحفاظ على القدرة الشرائية للمواطن، وأكد تبون حرصه على توجيه الحكومة للحفاظ على مناصب الشغل بالرغم من الظروف الذي تعيشها البلاد في ظل انتشار وباء كورونا.
اتحاد الشغل في تونس يطالب الحكومة بتوخي الشفافية في مفاوضاتها مع صندوق النقد
دعا الاتحاد العام التونسي للشغل النقابة الأكبر في تونس، الحكومة، بتوخي "الشفافية والوضوح" بشأن المفاوضات المرتقبة مع صندوق النقد الدولي حول برنامج تمويل جديد لتمويل إصلاحات اقتصادية، وطالب الأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي، في كلمة له اليوم بمناسبة عيد العمال، الحكومة، بألا تتخذ أي قرار اثناء المفاوضات مع صندوق النقد "دون الرجوع إلى الشركاء الاجتماعيين والشعب".
ويأتي تحذير الطبوبي قبل زيارة وفد حكومي إلى واشنطن بعد غد الاثنين لإطلاق مشاورات مع صندوق النقد الدولي حول برنامج تمويل لإصلاحات تشمل أساسا المالية العمومية والمؤسسات الكبرى والدعم، ويتمتع الاتحاد بنفوذ قوي وهو شريك رئيسي للحكومة في المشاورات المرتبطة بالإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية.
وفي خطوة استبقاية قبل الزيارة طالب أمين عام الاتحاد الحكومة بإنهاء معضلة التشغيل الهش وبدء المفاوضات المرتبطة بالزيادات في القطاعين الخاص والعام والوظيفة العمومية لتعديل القدرة الشرائية للمواطنين.
ويتوقع أن تمثل كتلة الأجور العالية أحد أبرز نقاط التفاوض بين الوفد الحكومة وصندوق النقد، وأوضح الطبوبي أن "على الحكومة أن تلاحق المتهربين ضريبيا والمضي قدما في إصلاح المؤسسات العمومية بمقتضى اتفاق موقع منذ يوم 30 مارس"، وتعاني تونس من أسوأ أزمة اقتصادية منذ استقلالها عام 1956 ضاعفتها تداعيات وباء كورونا وأزمة سياسية بين مؤسسات الحكم، وقال الطبوبي إن الاتحاد "لن يكتفي بدور المتفرج وسيتحمل مسؤوليته التاريخية".
ملايين الصينيين يسافرون خلال عيد العمال
سافر الملايين عبر مناطق الصين مع بدء عطلة عيد العمال السبت وتجمعوا في المواقع السياحية وزاروا عائلاتهم، بينما ازدحمت المطاعم مع اقتراب البلاد المترامية من فتح صفحة ما بعد كوفيد-19.
وقال مسؤول في وزارة النقل هذا الأسبوع إن ثاني أكبر اقتصاد في العالم يتوقع نحو 265 مليون رحلة برية أو بحرية خلال العطلة التي تستمر خمسة أيام -- وهي أرقام سجّلت آخر مرة عام 2019 قبل انتشار الفيروس.
واحتشد مئات من المتنزهين على طول الجزء العلوي من سور الصين العظيم في بادالينغ على بعد حوالى 60 كيلومترا وسط العاصمة بكين من دون وضع العديد منهم كمامات، وقبيل عطلة الجمعة، احتشد الركاب في محطات القطارات في جميع أنحاء البلاد، وامتدت الطوابير عبر صالات المغادرة المزدحمة.
وعلى الرغم من أن الاقتصاد الصيني حقق انتعاشا بعد التباطؤ الناجم عن فيروس كورونا في العام الماضي، إلا أن النشاط الاستهلاكي لم يحقق انتعاشا كما الإنتاج الصناعي، لكن مبيعات التجزئة انتعشت منذ ذلك الحين، اذ قفزت بنسبة 34,2 في المئة على أساس سنوي في آذار/مارس، لتعكس صورة أكثر تفاؤلا للطلب الاستهلاكي.
وقال مسؤول النقل لي هوا تشيانغ إنه يتوقع أن تشهد المدن الرئيسية مثل بكين، وكذلك شنغهاي وغوانزو، إقبالا أكبر خلال عطلة عيد العمال، وأضاف أن "عدد الأشخاص سيعود بشكل أساسي إلى المستويات التي شهدتها الفترة نفسها من عام 2019"، لكن السلطات الصينية وجهت تحذيرا قبيل العطلة، مشددة على ضرورة أن تفرض مواقع الجذب السياحي قيودا على أعداد الزوار وأن يكون لديها أنظمة تذاكر للتحكم بتدفقهم.
وسيحتاج المسافرون أيضا إلى تسجيل الأسماء في تلك المواقع وإظهار "الرموز الصحية" الخاصة بهم - وهي شهادة إلكترونية على هواتفهم لإثبات أنهم ليسوا معرضين لخطر نقل العدوى الى الآخرين، وفي حين تمت السيطرة على تفشي فيروس كورونا إلى حد كبير في الصين، دفع ظهور إصابات جديدة مطلع العام السلطات إلى حث العمال الوافدين من مدن وبلدات غير مدنهم على البقاء في منازلهم خلال عطلة العام القمري الجديد.
اضف تعليق