لا تزال الاوضاع الامنية في افغانستان وعلى الرغم من التحركات خاصة بعملية السلام مع حركة طالبان، محط اهتمام كبير خصوصاً مع استمرار العمليات العسكرية في مختلف مناطق البلاد، ويرى بعض المراقبين ان قضية السلام في أفغانستان ومع وجود العديد من الجهات والجماعات المسلحة، ومنها تنظيم داعش الإرهابي...
لاتزال الاوضاع الامنية في افغانستان وعلى الرغم من التحركات خاصة بعملية السلام مع حركة طالبان، محط اهتمام كبير خصوصاً مع استمرار العمليات العسكرية في مختلف مناطق البلاد، ويرى بعض المراقبين ان قضية السلام في أفغانستان ومع وجود العديد من الجهات والجماعات المسلحة، ومنها تنظيم داعش الارهابي الذي يسعى الى تحقيق مصالح عسكرية جديدة في هذا البلد بعد ان تعرض لهزائم كبيرة في سوريا والعراق، ربما تكون قضية صعبة ومعقدة، ولا تعترف طالبان، التي تسيطر الآن على مساحة أكبر من أي فترة قبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2001، بشرعية الحكومة الأفغانية كما رفضت إجراء محادثات مباشرة معها حتى يتم الاتفاق على صفقة مع الولايات المتحدة الامريكية، التي تخوض وبحسب بعض المصارد أطول حروبها في هذا البلد مع استمرار خسائرها المختلفة، وهو ما اجبرها على سلوك طرق اخرى وتقديم تنازلات اضافة في سبيل انهاء هذه الحرب من خلال اجراء مناقشات مع جماعة طالبان. يمثل استمرار الحرب في أفغانستان تكلفة مالية مرهقة للخزينة الأمريكية فضلا عن التكلفة البشرية المتمثلة بالضحايا من العسكريين والمدنيين في هذه الحرب، فبحسب أرقام نشرتها وزارة الدفاع الأمريكية، يبلغ مجموع ما أنفقه الأمريكيون عسكريا في أفغانستان من تشرين الأول / أكتوبر 2001 إلى آذار / مارس 2019 نحو 760 مليار دولار.
لكن دراسة مستقلة أجراها مشروع تكلفة الحرب في جامعة براون الأمريكية خلصت إلى أن الأرقام الرسمية التي نشرتها الحكومة الأمريكية لا تعكس الواقع إلى حد كبير، ورفعت التكلفة إلى أعلى من الرقم المعلن. وأشارت هذه الدراسة إلى أن الأرقام الرسمية لا تشمل تكاليف الانفاق على العناية بالجرحى من العسكريين الأمريكيين ولا الأموال التي أنفقتها وزارات الدولة الأمريكية الأخرى والمتعلقة بالحرب في أفغانستان ولا الفوائد التي تكبدتها الحكومة بسبب القروض التي اخذتها لسد نفقات الحرب. وبتقدير هذه التكاليف، خلصت دراسة جامعة براون إلى تكلفة الحرب في أفغانستان قد تصل إلى تريليون دولار (ألف مليار دولار). أما بالنسبة للتكلفة البشرية فتشير الإحصاءات الأمريكية الرسمية إلى أنه منذ اندلاع الحرب الأمريكية ضد حركة طالبان في عام 2001، تكبدت القوات الأمريكية 3200 قتيلا ونحو 20,500 جريحا.
وفي وقت سابق أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أن الولايات المتحدة ستبقي 8600 جندي في أفغانستان بعد توقيع الاتفاق مع طالبان لإنهاء نزاع مستمر منذ 18 عاما. وقال ترامب في مقابلة مع الإذاعة التابعة لشبكة فوكس نيوز، "سنخفض عديد جنودنا إلى 8600 وسنرى بعد ذلك. سنكون دائما موجودين" في أفغانستان. وأضاف أن الولايات المتحدة "تقترب" من التوصل إلى اتفاق مع طالبان، لكنه ليس متأكدا من إمكانية حدوث ذلك بالفعل. وينتشر في أفغانستان ما بين 13 ألفا و14 ألف جندي أميركي بعدما بلغت ذورة عددهم 98 ألفا في عام 2011. وأكد ترامب أنه في حال تعرضت الولايات المتحدة لهجوم جديد تم تدبيره في أفغانستان، فإن واشنطن ستعود "بقوة" أكبر "من أي وقت مضى". وكان ترامب قد تعهد بطي صفحة الحرب في أفغانستان المستمرة منذ 2001. وتجري واشنطن مفاوضات مباشرة غير مسبوقة مع طالبان في العاصمة القطرية.
عدد غير مسبوق
وفي هذا الشأن قُتل وأصيب عدد "غير مسبوق" من المدنيين في أفغانستان من شهر تموز/يوليو حتى أيلول/سبتمبر من هذا العام، بحسب ما ذكرت الأمم المتحدة واصفة هذا العنف بأنه "غير مقبول بتاتا". والتقرير الذي يوثق أيضا أعمال العنف خلال 2019، يرصد "تعرض الأفغان لمستويات مفرطة من أعمال العنف لسنوات عدة" رغم وعود من جميع الأطراف "بمنع وتخفيف الأذى عن المدنيين".
ويلفت التقرير أيضا إلى "سخافة الثمن المتزايد باستمرار الذي يدفعه المدنيون وخصوصا أن معظم الأطراف يدركون أن الحرب في أفغانستان لا يمكن ان يكسبها أي من الجانبين". وقال الممثل الخاص للأمم المتحدة في أفغانستان تاداميشي ياماموتو إن سقوط "ضحايا من المدنيين غير مقبول بتاتا" مضيفا أن ذلك يؤكد أهمية المحادثات التي تهدف إلى وقف لإطلاق النار وحل سياسي دائم. وقالت مسؤولة حقوق الانسان في بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان فيونا فريز "تأثير النزاع في أفغانستان على المدنيين فظيع".
وتمثل الأرقام 1174 قتيلا و3139 جريحا من الأول من تموز/يوليو إلى 30 أيلول/سبتمبر زيادة بنسبة 42 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وحملت الأمم المتحدة القسم الاكبر من المسؤولية في ارتفاع عدد القتلى والجرحى إلى "عناصر معادية للحكومة" مثل حركة طالبان المسلحة، التي تشن تمردا داميا في أفغانستان منذ أكثر من 18 عاما. وشهد شهر تموز/يوليو وحده عددا أكبر من القتلى والجرحى من أي شهر منذ أن بدأت "بعثة المساعدة الدولية في أفغانستان" توثيق العنف في 2009.
وشهدت الأشهر الستة الأولى من 2019 انخفاض عدد القتلى والجرحى مقارنة مع السنوات الماضية. إلا أن العنف تصاعد في الربع الثالث من العام بحيث رفع إجمالي حصيلة القتلى والجرحى لهذا العام لتكون الأعلى منذ انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي القتالية في نهاية 2014. وسجلت الأمم المتحدة 8239 قتيلا وجريحا مدنيا في الإجمال في الأشهر التسعة الأولى من 2019 -- 2563 قتيلا و5676 جريحا غالبيتهم قتلوا أو جرحوا في هجمات انتحارية او انفجار عبوات ناسفة. وقالت بعثة المساعدة الدولية في أفغانستان إن نحو 41% من هؤلاء من النساء والأطفال.
كما وثقت الأمم المتحدة ارتفاعا مقلقا في عدد القتلى والجرحى بايدي القوات الموالية للحكومة منذ مطلع العام. وبين 8239 قتيلا وجريحا، قتل 1149 واصيب 1199 بايدي القوات الموالية للحكومة، وخصوصا في اشتباكات برية وضربات جوية -- أي بزيادة بنسبة 26 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن في أيلول/سبتمبر أن أعمال العنف التي ترتكبها طالبان هي سبب الوقف المفاجئ للمحادثات بين الحركة وواشنطن، التي كان من المتوقع أن تمهد الطريق أمام سلام أوسع في أفغانستان. بحسب فرانس برس.
والمحادثات التي عقدت بشكل رئيسي في الدوحة اعتبارا من أيلول/سبتمبر 2018، كانت قد أفضت إلى مسودة اتفاق يتيح بدء الولايات المتحدة بسحب قواتها من أفغانستان مقابل عدد من الوعود الأمنية. وكان يؤمل أن يؤدي ذلك إلى محادثات واتفاق في نهاية الأمر بين المتمردين والحكومة المدعومة من الولايات المتحدة في كابول. وبعدما نسف ترامب المحادثات في اللحظة الأخيرة، هددت طالبان بمواصلة القتال، غير أنها أبقت الباب مفتوحا أمام محادثات في المستقبل.
حرب مستمرة
واجهت المزارعة الأفغانية جلنار مالك صعابا كثيرة خلال الحرب التي تعصف ببلدها، لكن كل ما خبرته لم يعدها لما شاهدته بعد وصول جهاديي تنظيم داعش إلى قريتها. استولى جهاديو التنظيم على قريتها في ولاية ننغارهار في شرق أفغانستان، المحاذية لباكستان، قبل نحو خمس سنوات، ما اشعل سلسلة مذابح وعمليات قتل في إطار سعيهم لنشر "الخلافة" المعلنة في سوريا والعراق حتى افغانستان.
وقالت مالك (55 عاما) إنّ الجهاديين "ارتكبوا الكثير من الفظائع"، وذلك في مقابلة بعد وقت قصير من طرد الجيش الأفغاني للجهاديين من منطقة أشين، بعد أسابيع من قتال شرس من منزل لأخر وضربات للمدفعية وضربات جوية أميركية. واسترجعت مأساة مرت بها "قتلوا أحد ابنائي بالرصاص وأصابوا آخر. ابني القتيل كان يحاول الهرب حين اطلقوا النار عليه"، وأضافت أن زوجها اعتقل وعُذب لأكثر من ثلاثة أسابيع.
وعادت الى منزلها الشهر الفائت بعد ان قضت سنوات في بلدة مجاورة آمنة نسبيا، اثر اعلان مسؤولين عسكريين أفغان أنّ جهاديي الفرع الأفغاني لتنظيم داعش والمعروف أيضا باسم "ولاية خرسان" تم دحرهم تماما من ولاية ننغارهار. وفي حين يشكك بعض المسؤولين المحليين في إلحاق هزيمة شاملة بالتنظيم، فإنّ استعادة ننغارهار، إذا تم الحفاظ عليها، تشكّل انجازا رئيسيا لقوات الأمن الأفغانية.
ولا تزال طبيعة الروابط بين التنظيم في أفغانستان والشرق الأوسط غير واضحة، لكن "ولاية خرسان" ظهرت للمرة الأولى في العام 2014 عبر استقطاب مقاتلين ساخطين من حركة طالبان وتنظيمات جهادية أخرى في أفغانستان وباكستان وآسيا الوسطى. واستولى مقاتلو "ولاية خرسان" على منطقة أشين الجبلية في ننغارهار في العام 2015، لتصبح اول منطقة يسيطرون عليها داخل أفغانستان. وقد خيبوا توقعات أميركية أنه ستتم هزيمتهم سريعا، إذ صمدوا أمام الضربات الجوية بالإضافة لمعارك خاضوها مع حركة طالبان المنافسة.
وقال أحد السكان ويدعى همة الله (36 عاما) "تم إجبارنا على مغادرة منازلنا. والآن عدنا لنجد كل منازلنا ومتعلقاتنا دُمرت". وروى أنه حين وصل الجهاديون للقرية أجبروا سكانا على الجلوس على قنابل وفجروهم. وفي يوم أخر، قطعوا رأس رجل متهم بالزندقة. ورغم تحرير القرية الآن من عناصر "ولاية خرسان"، سيستغرق الأمر بعض الوقت ليشعر السكان بالامان فالكثيرون لا يزالون خائفين. وقال همة الله إنّ الجهاديين "زرعوا ألغاما في كل مكان في المدارس والعيادات والبيوت".
وخلال الاسابيع الاخيرة، اجبرت العمليات العسكرية الأفغانية المدعومة بضربات جوية من التحالف الدوليّ الذي تقوده الولايات المتحدة، أكثر من 1400 مقاتل من تنظيم داعش وأسرهم على الانسحاب، على ما أفاد مسؤول عسكري أميركي. وسعت مباحثات بين الولايات المتحدة وحركة طالبان للتوصل لاتفاق تسحب بموجبه واشنطن آلافا من جنودها من أفغانستان في مقابل ضمانات أمنية، مع إبقاء قوات محدودة لمحاربة الإرهاب لملاحقة "ولاية خرسان" وتنظيمات جهادية أخرى. لكنها توقفت.
ومنذ العام 2015، اظهرت "ولاية خرسان" مرونة في تحرك مقاتليها، إذ استخدموا أنفاقا للاحتماء من ضربات جوية شملت استخدام الولايات المتحدة ما عرف باسم "أم القنابل" في العام 2017. ولم يعد المسؤولون الأميركيون يقدمون تفاصيل عن عديد عناصر التنظيم، لكن واشنطن قدرت عددهم لسنين بين 400 و 2500 مقاتل. وقال المسؤول العسكري الأميركي "نقيس تهديد التنظيم بالنوايا والقدرات والمسارات وليس بالأعداد". واوضح انه رغم هزيمة التنظيم في ننغارهار، فإن مقاتليه سيختبئون في جيوب يمكنهم منها شنّ هجمات فيما ستحاول عناصر أخرى إعادة تنظيم صفوفها. وأضاف "بحد أدنى، يبقى تنظيم داعش تهديدا ... لديهم الإرادة والنيّة لتصدير الإرهاب خارج أفغانستان". بحسب فرانس برس.
وقال هرات خان القيادي القبلي في أشين إنّ 10 بالمئة من سكان المنطقة ظلوا فيها اثناء احتلال مقاتلي "ولاية خرسان" لها. وصرّح أنّ الحكومة يجب أن "تساعدنا على إعادة بناء المدارس والبيوت والعيادات والمساجد"، مشيرا إلى أن آلاف المنازل تحولت ركاما. وأوضح أن جهاديي "ولاية خرسان" لا يزالوا في موقعين في أشين، لكن قائد الجيش نجيب الله قال إنهم دحروا تماما خارج المنطقة. وقال نجيب الله إنّ "المنطقة بأكملها تم تطهيرها من مقاتليهم"، وتابع "لن يعودوا وسكان المنطقة العائدون يجب أن يواصلوا حياتهم الاعتيادية". ولا يزال الجهاديون في ولاية كونار المحاذية لننغارهار بالإضافة للعاصمة كابول.
الى جانب ذلك أعلنت السلطات الأفغانية أن اعتداء بسيارة مفخخة في كابول اسفر عن مقتل 12 شخصا بينهم ثلاثة أطفال، وجرح عشرين آخرين بينهم أربعة أجانب كانوا هدف الهجوم. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية نصرت رحيمي إن الاعتداء الذي نفذ بواسطة "حافلة صغيرة مفخخة بالمتفجرات استهدف سيارة رباعية الدفع تابعة لشركة أمنية أجنبية تحمل اسم غاردا-وورلد".
واعلنت ناطقة أخرى باسم وزارة الداخلية تدعى مروة أميني أن "12 شخصا بينهم ثلاثة أطفال قتلوا وجرح عشرون آخرون بينهم أربعة من أعضاء شركة غاردا-وورلد". وكانت الحصيلة السابقة سبعة قتلى وعشرة جرحى. ولم تكشف الوكالة جنسيات أعضاء الشركة الأمنية. ولم تعلن أي جهة في الوقت الحاضر مسؤوليتها عن الاعتداء الذي وقع في ساعة ازدحام. وتنشط حركة طالبان وتنظيم داعش في المدينة.
استهدافات وهجمات
على صعيد متصل قتل طبيب ياباني سبعيني عمل في أفغانستان منذ عقود لمساعدة السكان من خلال منظمة غير حكومية يرأسها، في اعتداء مسلح ا أودى كذلك بحياة خمسة أفغان كانوا برفقته في جلال أباد في شرق البلاد. وجريمة قتل الطبيب تيتسو ناكامورا في ولاية نانغرهار (شرق)، هي ثاني حادث يستهدف عاملا انسانيا في أقل من شهر. وكان موضع إدانات من الجميع في أفغانستان والخارج.
والطبيب القتيل (73 عاما) أسس وأدار "منظمة الخدمات الطبية للسلام" التي تخصصت في قطاع الري. وبدأ العمل في المنطقة في 1984 بعلاج اللاجئين الافغان والباكستانيين من الجذام. وقال المتحدث باسم حاكم ولاية ننغرهار عطا الله خوجاني إن الهجوم بالأسلحة الآلية الذي وقع في جلال أباد، استهدف سيارة (بيك اب) تقل الطبيب تيتسو ناكامورا، وقتل فيه على الفور ثلاثة من الحراس والسائق ومساعد للطبيب.
وأكد لاحقاً أنه "بعد علاج أولي تلقاه (الطبيب) في مستشفى جلال أباد، تقرر نقله إلى باغرام (قاعدة جوية شمال كابول) لكنه للأسف توفي في مطار جلال أباد". ووصل جثمانه الى قاعدة باغرام التابعة للجيش الاميركي. ونفت حركة طالبان أي علاقة لها بالهجوم. وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسمها عبر واتساب "الهجوم الذي استهدف مدير المنظمة اليابانية في جلال أباد لا علاقة له بمجاهدي الإمارة الإسلامية". وينتشر في ولاية ننغرهار المحاذية لباكستان عدد كبير من مقاتلي طالبان وأيضا من مسلحي داعش.
ويأتي هذا الاعتداء بعد هجوم استهدف سيارة للامم المتحدة في كابول في 24 تشرين الثاني/نوفمبر، قتل فيه أميركي يعمل لحساب برنامج الامم المتحدة للتنمية. وعبرت بعثة الامم المتحدة في افغانستان عن "اشمئزازها" من جريمة اغتيال الطبيب. ونددت "بعنف مجنون استهدف رجلا كرس قسما كبيرا من حياته لمساعدة" المعوزين. وبعد ان فتح عيادة في شرق افغانستان في 1991، وجه ناكامورا نشاط منظمته غير الحكومية الى مجال الري لمكافحة أسباب اعتلال الصحة على غرار المياه الملوثة وسوء التغذية.
وقال في مقابلة مع شبكة ان اتش كي اليابانية "الجوع والجفاف ..هذه مشاكل لا يمكن للطبيب أن يعالجها. وأدركنا أنه علينا التوجه الى أبعد من مجال الطب الضيق". وعملت منظمته بشكل وثيق مع منظمة الاغذية العالمية في مشاريع ري وتدريب على ادارة المياه. وكان مناهضا بوضوح للغزو الاميركي لافغانستان في 2001. وكتب حينها "لست غبيا لاقبل تبرير العنف باسم الديمقراطية والحداثة... السعادة الحقيقية للانسان لا يجب أن نصل اليها بالعنف او المال بل بطريقة انسانية". بحسب فرانس برس.
وقال المتحدث باسم طالبان أن "المنظمات التي تسهم في إعادة إعمار أفغانستان هي على علاقة جيدة مع الدولة الإسلامية (أي طالبان) ولا يعدون هدفاً للمجاهدين". لكن ذلك لم يمنع طالبان في ايار/مايو من تبني هجوم على منظمة "كونتريبرت انترناشنل" الممولة من واشنطن والذي أوقع تسعة قتلى. والطبيب ناكامورا وزملاؤه تعرضوا على ما يبدو لهجوم استهدفهم تحديدا. وقال أعوذ بالله وهو شاهد من المكان إنه سمع "أصوات إطلاق نار" ورأى "المسلحين يهاجمون الياباني وحراسه الشخصيين ثم غادر مطلقو النار المكان عبر طريق فرعي". وتظهر صورٌ شاحنةً بيك اب غير مصفحة على ما يبدو في وسط الطريق ونوافذها الجانبية محطمة، فيما تظهر آثار ثلاث رصاصات على زجاجها الأمامي.
اضف تعليق