تعيش الولايات المتحدة الامريكية ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقررة في 2020، حرب انتخابية جديدة ومبكره في سبيل تحقيق مكاسب سياسية، فعد التحقيقات والاتهامات الخاصة بوجود تدخل الروسي في سير الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016، والتي صبت في صالحه ضد منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون...
تعيش الولايات المتحدة الامريكية ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقررة في 2020، حرب انتخابية جديدة ومبكره في سبيل تحقيق مكاسب سياسية، فعد التحقيقات والاتهامات الخاصة بوجود تدخل الروسي في سير الانتخابات الرئاسية الأميركية عام 2016، والتي صبت في صالحه ضد منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون. عاد الحديث من جديد عن تدخلات اخرى في الانتخابات القادمة، حيث أكد عنصر في الاستخبارات الأميركية وكما نقلت بعض المصادر، في وثيقة كشف النقاب عنها، أن الرئيس دونالد ترامب سعى إلى "تدخل" أوكرانيا في الانتخابات الرئاسية المقررة في 2020 خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي، ومن شأن نشر الوثيقة تكثيف الضغط على الرئيس الأميركي، بعدما باشر الديمقراطيون، آلية لعزله قبل الانتخابات.
ودعا ترامب الجمهوريين في تغريدة إلى "القتال"، مضيفا أن "مستقبل البلاد على المحك"، وسط تنديده منذ يومين بـ"أسوأ حملة مطاردة (يتعرض لها) في تاريخ الولايات المتحدة". وخلال الاتصال الهاتفي الذي يعد محور الأزمة، وجرى في 25 يوليو بين الرئيس الأميركي ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، طلب ترامب من الأخير التحقيق حول جو بايدن، أبرز المرشحين الديمقراطيين لانتخابات الرئاسة. وكتب العميل في الاستخبارات في وثيقة نشرها الكونغرس، أن الرئيس "استخدم منصبه لدعوة بلد أجنبي إلى التدخل في انتخابات 2020 في الولايات المتحدة".
وأضاف أنه في الأيام التي أعقبت المكالمة، فإن محامي البيت الأبيض "تدخلوا لإغلاق كل الوثائق الأرشيفية المرتبطة بهذه المكالمة الهاتفية"، وخصوصا عبر إصدار أمر بالاحتفاظ بها "ضمن نظام إلكتروني منفصل" عن ذلك المستخدم عادة. واعتبر أن ذلك "يثبت أن أوساط الرئيس كانت تدرك خطورة ما حصل"، لافتا بحسب مصادره إلى أن "اثنين من المسؤولين الأميركيين الكبار أصدرا لاحقا تعليمات للسلطات الأوكرانية حول كيفية تجنب طلبات الرئيس".
وأوضح عنصر الاستخبارات، الذي اعتبر المشرف العام على أجهزة الاستخبارات أنه "يتصف بالصدقية"، أنه لم يستمع مباشرة إلى الاتصال بين ترامب وزيلينسكي لكنه التقى أكثر من ستة مسؤولين "أزعجهم" هذا الأمر "كثيرا". وأعلن مدير الاستخبارات الوطنية جوزيف ماغواير خلال استجوابه في الكونغرس، أنه يجهل هوية عنصر الاستخبارات. البيت الأبيض اعتبر من جهته أن "شيئا لم يتغير مع نشر هذه الوثيقة"، متحدثا عن "تجميع روايات مختلقة ومقالات صحافية" لم تظهر شيئا جديدا.
لكن الديمقراطيين أكدوا أن البيت الأبيض حاول "التكتم" على القضية، على قول رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، فيما قال النائب مايك كويغلي إن "الرئيس خان بلادنا وحاول إخفاء" الأمر. وكان نشر مقاطع من مضمون المكالمة الهاتفية، قد أثار ردود فعل مشابهة من جانب الديمقراطيين، في حين وصف ترامب وزيلينسكي حديثهما بأنه "كان عاديا". وفي محاولة للتقليل من أهمية هذه المحادثة التي اعتبرها الديمقراطيون "مروعة" وتضع الرئيس الأميركي في وضع صعب، وصف ترامب السبب الذي استند إليه خصومه لإطلاق إجراءات لعزله بـ"النكتة".
وقال ترامب لزيلينسكي في المكالمة "ثمة حديث كثير عن نجل بايدن وعن أن بايدن أوقف التحقيق، ويريد أناس كثيرون أن يعرفوا المزيد عن هذا الموضوع، لذلك فإن أي شيء ممكن أن تفعلوه مع النائب العام سيكون رائعاً". وعندما كان بايدن يشغل منصب نائب الرئيس الأميركي باراك أوباما، مارس مع عدد من القادة الغربيين ضغطا على كييف للتخلص من النائب العام الأوكراني فيكتور شوكين باعتبار أنه لم يكن شديدا بما يكفي ضد الفساد. ويحقّق الديمقراطيون في ما إذا كان ترامب قد استغل مساعدات لأوكرانيا تبلغ قيمتها 400 مليون دولار لممارسة ذلك الضغط.
وأكد ترامب في الآونة الأخيرة، أنه أمر بتجميد مساعدات لأوكرانيا بنحو 400 مليون دولار قبل أيام قليلة من الاتصال الهاتفي مع رئيسها. ولم يتضح من ملخص المكالمة الهاتفية، ما إذا كان زيلينسكي يدرك أن ترامب جمد المساعدات. ولا يطلق ترامب في الاتصال أي تهديد ولا يقترح أي مقابل لطلبه بشكل واضح. لكنه يدعو الرئيس الأوكراني إلى زيارة البيت الأبيض بعدما استمع إلى رده. وعلى الرغم من هذا النفي، قال الديمقراطيون إن نص المحادثة يعكس "بلا لبس استغلالا فاضحا ومقلقا لمنصب الرئيس من أجل تحقيق مكسب سياسي شخصي".
إجراءات عزل ترامب
وفي هذا الشأن طالب النواب الديمقراطيون في الكونغرس الأمريكي بالحصول على تسجيلات من رودي جولياني، المحامي الشخصي للرئيس دونالد ترامب، في أحدث خطوة ضمن الجهود التي يبذلها الديمقراطيون لعزل الرئيس من منصبه. وقد اعترف جولياني بأنه طلب من المسؤولين الأوكرانيين التحقيق في مزاعم الفساد ضد جو بايدن، المنافس الديمقراطي لترامب في انتخابات الرئاسة المقبلة.
وأصدر المشرعون الديمقراطيون مذكرة استدعاء للحصول على تلك التسجيلات من جولياني. ويعد هذا الطلب جزءا من إجراءات محاكمة ترامب، وهو مدفوع بشكوى تقدم بها شخص للإبلاغ عن المخالفات التي ارتكبها الرئيس. وتم الكشف عن نسخة من تلك المكالمة الهاتفية بين ترامب وزيلينسكي، وأكد المخبر أن ترامب حث زيلينسكي على التحقيق في الادعاءات المشكوك فيها ضد بايدن، وهو مرشح ديمقراطي لإنتخابات الرئاسة عام 2020، وكذلك التحقيق في مزاعم تتعلق بنجله.
وأصبحت هذه المكالمة الهاتفية محركا رئيسيا لتحقيق يهدف إلى عزل ترامب من جانب الديمقراطيين، وهي الجهود التي قد تتسبب في طرد الرئيس الأمريكي من منصبه، ولكن هذا الإجراء يتطلب موافقة أعضاء من حزبه الجمهوري للوقوف ضده. وكان هذا الاستدعاء متوقعا لشخصية هامة في القضية، وقال الديمقراطيون في وقت سابق إنهم يريدون استجواب جولياني. وفي المكالمة الهاتفية مصدر الأزمة، طلب ترامب من الرئيس الأوكراني التنسيق مع محاميه بشأن أي تحقيق في اتهامات فساد ضد بايدن وابنه هانتر.
خلال ظهوره في 19 سبتمبر/ أيلول على شبكة سي إن إن، قال جولياني "لقد طلبت من أوكرانيا النظر في الادعاءات المتعلقة بموكلي، والتي تزعم تورط جو بايدن بشكل عرضي في مخطط رشوة ضخم". وفي خطاب الاستدعاء لجولياني، قال رؤساء اللجان الديمقراطيون: "بالإضافة إلى هذا الاعتراف الصارخ، صرّحت مؤخرا أنك بحوزتك أدلة، رسائل نصية وتسجيلات هاتفية ورسائل أخرى، تشير إلى أنك لم تتصرف بمفردك. وأن مسؤولين آخرين في إدارة ترامب ربما شاركوا في هذا المخطط أيضا".
وطلب النواب الديمقراطيون من جولياني تقديم جميع المراسلات ذات الصلة بحلول 15 أكتوبر/تشرين أول. ولم يرد جولياني والبيت الأبيض على المذكرة حتى الآن، على الرغم من أن جولياني قال إنه لن يتعاون مع النائب الديمقراطي آدم شيف. ويواجه ترامب اتهامات من خصومه السياسيين بالسعي بشكل غير صحيح إلى مساعدة أجنبية لمحاولة تشويه بايدن واستخدام المساعدات العسكرية لأوكرانيا كأداة للمساومة.
أخبر المدعي العام الأوكراني السابق يوري لوتسينكو، بي بي سي أنه لا يوجد سبب للتحقيق مع بايدن أو ابنه هانتر بايدن، الذي كان يعمل لدى شركة طاقة أوكرانية. وتفاخر بايدن بأنه كان سببا في طرد المدعي العام الأوكراني السابق فيكتور شوكين، من منصبه بمزاعم تورطه في فساد، رغم أنه لم يكن المشرع الوحيد في ذلك الوقت الذي دعا إلى إقالة السيد شوكين.
وقد أيد الاتحاد الأوروبي خطوة عزل المدعي العام الأوكراني في إطار جهوده لمكافحة الفساد. ورغم أن الكونغرس الآن في عطلة، إلا أن الديمقراطيين يخططون للبقاء في واشنطن خلال فترة الاستراحة للمضي قدما "بسرعة" من خلال إجراءات الإقالة ومذكرات استدعاء إضافية ضد ترامب. بحسب بي بي سي.
وقال الزعيم الأوكراني زيلينسكي للصحفيين إنه لا يخطط للكشف عن تسجيل لمكالمته الهاتفية مع ترامب. وقال زيلينسكي "هناك بعض الأمور الدقيقة والأشياء التي أعتقد أنه سيكون من الخطأ نشرها". و كشف مسؤول كبير لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أن وزير الخارجية مايك بومبيو كان بين من استمعوا إلى مكالمة ترامب وزيلينسكي في 25 يوليو/تموز. كما تم استدعاء بومبيو للسؤال عن الوثائق المتعلقة بأوكرانيا من جانب نواب ديمقراطيين في مجلس النواب.
مساعدة استرالية
في السياق ذاته أكد مسؤولون أستراليون أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، طلب من رئيس الوزراء، سكوت موريسون، مساعدته في التخلص من تحقيق مولر بشأن مزاعم باستفادة ترامب من دعم روسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وجاء في وسائل إعلام أمريكية وأسترالية أن ترامب طلب من موريسون مساعدته في إيجاد أدلة تطعن في مصداقية التحقيق ضده. وأكدت أستراليا أن موريسون تلقى فعلا طلبا بذلك، وأنه وافق على المساعدة.
ويواجه ترامب، تزامنا مع هذه القضية، تحقيقا يقوده الديمقراطيون بهدف عزله، بسبب مكالمة هاتفية أجراها مع رئيس أجنبي آخر. وتخضع مكالمات الرئيس واتصالاته مع القادة الأجانب إلى تدقيق شديد منذ بدء تحقيق الديمقراطيين. ونظر تحقيق مولر في مزاعم باستفادة ترامب من دعم روسي في انتخابات 2016، التي فاز بها ترامب أمام هيلاري كلنتون. ولم تثبت نتيجة التحقيق، التي نشرت في أبريل/ نيسان، ضلوع حملة ترامب في جريمة التأثير على نتيجة الانتخابات.
ولكن النتيجة لم تبرئ ساحة ترامب من التواطؤ. وتطرق تقرير مولر بإسهاب إلى محاولة ترامب عرقلة إجراءات العدالة. وطعن التقرير في مصداقية ترامب، الذي وصف العملية برمتها بأنها استهداف باطل لشخصه. وأعلن في مايو/ أيار أن المدعي العام الأمريكي، وليام بار، سينظر في خلفيات هذا التحقيق. وجاء في بيان للحكومة الأسترالية أنها "على استعداد للمساعدة والتعاون في الجهود الرامية إلى توضيح القضايا التي يشملها التحقيق". وأضاف البيان أن رئيس الوزراء "جدد استعداده للمساعدة". بحسب بي بي سي.
ويعد موريسون زعيم حزب المحافظين الأسترالي من حلفاء ترامب المقربين. من بين أسباب فتح تحقيق مولر معلومات بلغها مسؤولون أستراليون لمكتب التحقيق الفيدرالي أف بي آي. وصرح سفير أستراليا في بريطانيا وقتها، ألكسندر دونر، أن مستشار ترامب السابق، جورج بابادوبولوس، قال له في عام 2016 إن موسكو بحوزتها "وثائق تدين" هيلاري كلينتون. وقال دونر، في تصريح لشبكة تلفزيون أستراليا، إن بابادوبولوس أخبره وقتها أن الروس "قد ينشرون وثائق تضر بمصداقية هيلاري كلينتون". ونفى بابادوبولوس أنه تحدث في هذه التفاصيل مع أي كان. وقضى عقوبة عامين في السجن في عام 2018 بعد اعترافه بالكذب على أف بي آي بشأن اجتماعه مع وسطاء لفائدة الروس.
الخيانة و الحرب الأهلية
من جانبه دعا الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في تغريدة على حسابه بموقع تويتر، إلى القبض على رئيس لجنة المخابرات في مجلس النواب، آدم شيف، بتهمة الخيانة. وقال ترامب في تغريدته إن "النائب شيف اختلق كلاما خطيرا ونسبه لي زورا في مكالمتي مع الرئيس الأوكراني، وقرأه في الكونغرس على مسامع النواب والشعب الأمريكي". وأضاف: "لا علاقة لي بذلك الكلام مطلقا. أوقفوه بتهمة الخيانة العظمى".
وكان ترامب هاجم في سلسلة من التغريدات الديمقراطيين والشخص الذي رفع شكوى سرية ضده وطالب بمواجهته. وجاءت تغريدات ترامب بعدما أعلنت رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، فتح تحقيق رسمي في تصرفات ترامب من أجل عزله. وكان شيف انتقد مكالمة ترامب مع الرئيس الأوكراني وقال إن الرئيس الأمريكي تحدث كأنه "زعيم مافيا" إلى رئيس دولة أجنبية "بحاجة إلى مساعدة الولايات المتحدة العسكرية".
وإذا قرر مجلس النواب بالأغلبية البسيطة عزل ترامب فإنه سيمثل أمام مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون، ولابد من موافقة ثلثي الأعضاء ليكون عزل الرئيس نهائيا. وأثار ترامب استغراب الكثيرين عندما شارك تصريحات القس روبرت جيفرس لقناة فوكس نيوز يحذر فيها من مخاطر "حرب أهلية" إذا تم عزل الرئيس ترامب. وقال جيفرس، حسب ما نقله ترامب: "إذا نجح الديمقراطيون في عزل الرئيس ترامب (وهو ما لن يفلحوا فيه) فإن ذلك سيؤدي إلى انقسام هذه الأمة مثلما كان في الحرب الأهلية". وتعرض ترامب للانتقاد أيضا بسبب إشارته إلى الحرب الأهلية. بحسب بي بي سي.
ويقول معارضو ترامب بأنه استخدم صلاحيات الرئاسة في الضغط على رئيس أوكرانيا بهدف الحصول على معلومات تضر بمنافسه السياسي الديمقراطي جو بايدن. وفي الوقت نفسه، يزعم ترامب وأنصاره أن نائب الرئيس السابق، جو بايدن، استغل سلطته للضغط على أوكرانيا لوقف تحقيق جنائي قد يورط ابنه هانتر. وجو بايدن هو المرشح الأول عن الحزب الديمقراطي لمنصب الرئاسة للعام المقبل، وسيكون في مواجهة ترامب في السباق على الوصول إلى البيت الأبيض.
اضف تعليق