عكفت الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ استلام السلطة على تطبيق بعض الخطط والقرارات المثيرة للجدل، منها خطة اعادة السلام و لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، والتي جاءت بعد قرارات واعترافات غريبة ومنحازة الى الجانب الاسرائيلي، هذه الخطة التي اثارت الكثير من الاسئلة اصبحت تعرف بـ صفقة القرن...
عكفت الرئيس الأميركي دونالد ترامب منذ استلام السلطة على تطبيق بعض الخطط والقرارات المثيرة للجدل، منها خطة اعادة السلام و لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، والتي جاءت بعد قرارات واعترافات غريبة ومنحازة الى الجانب الاسرائيلي، هذه الخطة التي اثارت الكثير من الاسئلة اصبحت تعرف اليوم وكما نقلت بعض المصادر بـ( صفقة القرن ) تهدف إلى حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، وتشمل الخطة إنشاء صندوق استثمار عالمي لدعم اقتصادات الفلسطينيين والدول العربية المجاورة، خطة وصفها البعض بانها تجارية اعدها رجل يفكر بعقلية رجل الأعمال يجهل كثيرا العمل السياسي، فقضية الصراع الاسرائيلي الفلسطيني قضية صعبة ومعقدة خصوصا مع وجود قوى قوى مسلحة تسعى الى تحرير الارض المغتصبة، هذا بالاضافة الى ان قضية فلسطين بشكل عام وبحسب بعض المراقبين تعد قضية عربية واسلامية ومن الصعب تغير تلك المفاهيم من خلال صفقة تجارية يتم الاتفاق عليها مع قادة وملوك المنطقة.
بعد اشهر من التخطيط قام المسؤولون الأمريكيون بتطوير اقتراح ترامب من خلال زيارة أربعة عواصم عربية. وتفاصيل الصفقة الحالية مبهمة ففي الوقت الذي صرَّح فيه ترمب أنه تم إحراز تقدم كبير في تلك الصفقة، مايزال بعض القادة والمسؤولين العرب ينادي بشعارات التحرير وعدم التطبيع مع اسرائيل، وهناك تقارير صحفية عديدة تتناول تلك الصفقة، ويمكن تلخيصها في حل القضية الفلسطينية بإقامة دولة فلسطينية بدون جيش في الضفة الغربية وقطاع غزة. وستقوم مصر بمنح أراض إضافية للفلسطينيين من أجل إنشاء مطار ومصانع وللتبادل التجاري والزراعة دون السماح للفلسطينيين في العيش فيها. وسيتم الاتفاق على حجم الأراضي وثمنها. كما سيتم إنشاء جسر معلق يربط بين غزة والضفة لتسهيل الحركة. بعد عام من الاتفاق تجرى انتخابات ديمقراطية لحكومة فلسطين وسيكون بإمكان كل مواطن فلسطيني الترشح للانتخابات. سيتم فرض عقوبات على جميع الأطراف الرافضة للصفقة بما في ذلك إسرائيل. وحتى الآن ترفض إسرائيل تطبيق حل الدولتين وعودة اللاجئين، وأنه من الصعب إجلاء المستوطنين من أراضي الضفة الغربية.
50 مليار دولار
وفي هذا الشأن قال مسؤولون أمريكيون ووثائق إن خطة إدارة الرئيس دونالد ترامب الاقتصادية للسلام في الشرق الأوسط التي يبلغ حجمها 50 مليار دولار تدعو لإقامة صندوق استثمار عالمي لدعم اقتصاديات الفلسطينيين والدول العربية المجاورة وبناء ممر بتكلفة خمسة مليارات دولار يربط بين الضفة الغربية وقطاع غزة. وقالت الوثائق إن خطة ”السلام من أجل الازدهار“ تشمل 179 مشروعا للبنية الأساسية وقطاع الأعمال. ومن المقرر أن يقدم جاريد كوشنر صهر ترامب الخطة خلال مؤتمر دولي في البحرين. ولن تطبق خطة الإنعاش الاقتصادي إلا إذا تم التوصل لحل سياسي للمشكلات التي تعاني منها المنطقة منذ فترة طويلة. وسيتم إنفاق أكثر من نصف الخمسين مليار دولار في الأراضي الفلسطينية المتعثرة اقتصاديا على مدى عشر سنوات في حين سيتم تقسيم المبلغ المتبقي بين مصر ولبنان والأردن.
وسيتم إقامة بعض المشروعات في شبه جزيرة سيناء المصرية التي يمكن أن تفيد الاستثمارات فيها الفلسطينيين الذين يعيشون في قطاع غزة المجاور. وتقترح الخطة أيضا نحو مليار دولار لبناء قطاع السياحة الفلسطيني وهي فكرة تبدو غير عملية في الوقت الحالي في ضوء المواجهات التي تندلع بين الحين والآخر بين القوات الإسرائيلية ومقاتلي حركة حماس التي تحكم غزة والأمن الهش في الضفة الغربية المحتلة.
وقال كوشنر إن إدارة ترامب تأمل بأن تغطي دول أخرى، وبشكل أساسي دول الخليج الغنية، ومستثمرو القطاع الخاص قدرا كبيرا من هذه الميزانية. وقال كوشنر لتلفزيون ”الفكرة كلها هنا هي أننا نريد أن يوافق الناس على الخطة ثم نجري بعد ذلك مناقشات مع الناس كي نعرف من منهم مهتم بماذا“. ويأتي الكشف عن الخطة الاقتصادية بعد مناقشات استمرت عامين وتأخير في الكشف عن خطة أوسع للسلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين
وقال الأردن إنه سيوفد نائب وزير المالية لحضور المؤتمر. وقالت الخارجية الأردنية في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية إنها سترسل رسالة توضح ”موقف الأردن الراسخ والواضح بأنه لا طرح اقتصادياً يمكن أن يكون بديلاً لحل سياسي ينهي الاحتلال ويلبي جميع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق“. وفي القاهرة نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن متحدث باسم وزارة الخارجية المصرية قوله إن وفدا مصريا برئاسة نائب وزير المالية سيشارك في مؤتمر البحرين. وأوضح كوشنر إنه يرى أن خطته المفصلة ستغير قواعد اللعبة على الرغم من أن كثيرين من خبراء الشرق الأوسط يرون أنه لا توجد أمامه فرصة تذكر للنجاح حيث أخفقت جهود السلام التي دعمتها الولايات المتحدة على مدى عقود. وقال كوشنر عن الزعماء الفلسطينيين الذين رفضوا خطته بوصفها محاولة لإنهاء طموحاتهم بإقامة وطن ”أضحك عندما يهاجمون ذلك بوصفها ’صفقة القرن‘. ” تلك ستكون ’فرصة القرن‘ إذا كانت لديهم الشجاعة للالتزام بها“.
وقال كوشنر إن بعض المسؤولين التنفيذيين من قطاع الأعمال الفلسطيني أكدوا مشاركتهم في المؤتمر ولكنه امتنع عن كشف النقاب عنهم. وقال رجال أعمال في مدينة رام الله بالضفة الغربية إن الغالبية العظمى من أوساط قطاع الأعمال الفلسطيني لن تحضر المؤتمر. وقال البيت الأبيض إنه قرر عدم دعوة الحكومة الإسرائيلية نظرا لعدم تواجد السلطة الفلسطينية في المؤتمر ليشارك بدلا من ذلك وفد صغير من قطاع الأعمال الإسرائيلي.
وهناك شكوك عميقة في استعداد الحكومات المانحة المحتملة لتقديم مساهمات في أي وقت قريب ما دامت الخلافات السياسية الشائكة التي تمثل لب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود لم تحل. ويقول محللون ومسؤولون أمريكيون سابقون إن كوشنر (38 عاما) يتعامل مع إحلال السلام بطرق مشابهة لصفقات الأعمال. ودخل كوشنر لعالم السياسة، مثل ترامب، بعد أن توغل في عالم صفقات المال والعقارات في نيويورك. ويرفض مسؤولون فلسطينيون جهود السلام التي تقودها الولايات المتحدة في المجمل بوصفها منحازة بشدة لصالح إسرائيل ولأنها ستحرمهم على الأرجح من قيام دولة ذات سيادة كاملة.
ويقول العديد من الخبراء إن محاولة كوشنر تحديد الأولويات الاقتصادية أولا وتهميش الجوانب السياسية تتجاهل حقائق الصراع. وقال آرون ديفيد ميلر وهو مفاوض سابق في ملف الشرق الأوسط وعمل مع إدارات أمريكية جمهورية وديمقراطية ”هذا خارج عن السياق تماما لأن جوهر القضية الإسرائيلية الفلسطينية يكمن في جروح تاريخية ومطالبات متناقضة بالسيادة على الأرض وعلى مواقع مقدسة“. ويعترف كوشنر بأن ”من غير الممكن أن تدفع بخطة اقتصادية قدما دون حل القضايا السياسية أيضا... (سنناقش) ذلك في وقت لاحق“ في إشارة إلى المرحلة الثانية من الكشف عن خطة السلام والتي ليس من المتوقع أن يحل موعدها قبل نوفمبر تشرين الثاني.
ويقول كوشنر إن نهجه يهدف إلى عرض الحوافز الاقتصادية ليظهر للفلسطينيين إمكانية وجود مستقبل مزدهر لهم إذا عادوا إلى طاولة التفاوض من أجل التوصل لاتفاق سلام. وقلل مسؤولون في البيت الأبيض من التوقعات المعلقة على ورشة المنامة التي ستأتي بكوشنر إلى الضفة الأخرى من الخليج الذي تطل عليه إيران في وقت تتصاعد فيه التوترات بين واشنطن وطهران.
ويطلق كوشنر على سبيل المثال على ما سيعقد في المنامة ”ورشة“ بدلا من أن يطلق عليها مؤتمرا ويصفها بأنها ”رؤية“ بدلا من أن تكون خطة فعلية. وشدد كوشنر على أنه لا يتوقع من الحكومات المشاركة تعهدات مالية فورية. وقال ”حضورهم جميعا للمشاركة والاستماع انتصار صغير. في الأيام الخوالي كان الزعماء الفلسطينيون سيتحدثون ولن يعارضهم أحد“.
وسوف يدير صندوق الاستثمار الجديد الذي اقترحه كوشنر للفلسطينيين والدول المجاورة ”مصرف للتنمية متعدد الأطراف“. وتعتزم جهات إقراض عالمية من بينها صندوق النقد الدولي والبنك الدولي حضور الاجتماع. وأحد المشروعات الرئيسية المقترحة إقامة ممر لتنقل الفلسطينيين بين الضفة الغربية وقطاع غزة يمر عبر إسرائيل. ويشمل ذلك طريقا سريعا وربما يشمل أيضا مد خط للسكك الحديدية.
وتبلغ أقصر مسافة بين الضفة الغربية وقطاع غزة نحو 40 كيلومترا. وفصلت القيود الأمنية الإسرائيلية التي تحد من تنقلات الفلسطينيين بين المنطقتين منذ فترة طويلة. ويصر كوشنر على أن الخطة ستوفر، إذا نفذت، مليون وظيفة في الضفة الغربية وقطاع غزة وستقلل من الفقر بين الفلسطينيين إلى النصف فيما ستزيد الناتج الإجمالي المحلي الفلسطيني للمثلين. لكن خبراء يقولون إن أغلب المستثمرين الأجانب سيؤثرون البقاء بعيدا ليس فقط بسبب مخاوف أمنية ومخاوف من الفساد لكن أيضا بسبب العراقيل التي يواجهها الاقتصاد الفلسطيني بسبب الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية بما يعيق حركة الأفراد والبضائع والخدمات.
ويرى كوشنر أن نهجه الاقتصادي في التعامل مع المشكلة يماثل خطة مارشال التي طرحتها واشنطن في عام 1948 لإعادة إعمار أوروبا الغربية من دمار الحرب العالمية الثانية. لكن على خلاف تمويل الولايات المتحدة لخطة مارشال تعتمد المبادرة المطروحة على إلقاء أغلب العبء المالي على دول أخرى. وقال كوشنر إن ترامب سوف ”يبحث ضخ استثمار كبير فيها“ إذا توفرت آليات الحوكمة الجيدة. لكنه لم يحدد المبلغ الذي قد يساهم به الرئيس الذي يشتهر بعزوفه عن المساعدات الأجنبية.
وشملت جهود السلام التي قادتها الولايات المتحدة من قبل ومنذ وقت طويل برامج اقتصادية لكنها أخفقت بسبب الافتقار لتحقيق تقدم على الصعيد السياسي. إلا أن نهج كوشنر المقترح ربما هو الأكثر تفصيلا حتى الآن. وقال كوشنر إن الشق السياسي الذي لم يكشف عنه بعد لن يطرح للمناقشة في المنامة. ولا تطرح تلك الوثائق الاقتصادية أي مشروعات للتنمية في القدس الشرقية التي يريدها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم في المستقبل. بحسب رويترز.
وما يأمله كوشنر هو أن تروق الخطة لوفود السعودية ودول الخليج الأخرى بما يكفي لحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس على دراسة الخطة. والرسالة التي يريد كوشنر منهم نقلها إلى رام الله هي ”نود أن نراكم تذهبون للطاولة وتتفاوضون لمحاولة التوصل لاتفاق من أجل تحسين حياة الشعب الفلسطيني“. ورغم كل الوعود الباهظة التكلفة يخشى مسؤولون فلسطينيون من أن الصيغة الاقتصادية التي يطرحها كوشنر ما هي إلا مقدمة لخطة سياسية ستقضي على حل الدولتين وهو حجر الزاوية منذ فترة طويلة لجهود السلام الأمريكية والدولية.
ليست للبيع
على صعيد متصل رفض مسؤولون فلسطينيون المقترحات التي كشف النقاب عنها جاريد كوشنر صهر الرئيس دونالد ترامب بإقامة مشروعات بتكلفة ضخمة لتمثل الشق الاقتصادي لخطة إدارة ترامب للسلام في الشرق الأوسط والتي طال انتظارها. وقالت حنان عشراوي المسؤولة البارزة بمنظمة التحرير الفلسطينية إن خطط كوشنر كلها مجرد ”وعود نظرية“ مشيرة إلى أن الحل السياسي فقط هو الذي يحل الصراع. وكانت حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة أكثر وضوحا بالقول ”فلسطين ليست للبيع“.
لكن عشراوي وهي مفاوضة فلسطينية مخضرمة وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قالت إن الحل السياسي الذي ينهي الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية هو فقط الذي سيحل الصراع. وقالت عشراوي ”إن كانوا يهتمون حقا بالاقتصاد الفلسطيني فعليهم أن يبدأوا برفع الحصار عن غزة، ومنع إسرائيل من سرقة أموالنا ومواردنا وأراضينا وفتح مياهنا الإقليمية ومجالنا الجوي وحدودنا حتى نتمكن من الاستيراد والتصدير بحرية“. وقالت إن موقف إدارة ترامب ”نهج خاطئ بالمرة“ مضيفة ”بوسعهم إنهاء الاحتلال وهو أهم شرط للازدهار. لا يمكن تحقيق الازدهار تحت الاحتلال“.
لكن وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز قال إن الخطة تبدو واعدة. وقال الوزير في تصريحات تلفزيونية ”ما نشر حتى الآن يبدو جيدا أو حتى جيدا جدا. نحن دوما نؤيد تطوير الاقتصاد الفلسطيني، وإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة، وتوفير الازدهار الاقتصادي في المناطق الفلسطينية“. بحسب رويترز.
وفي غزة، رفض إسماعيل رضوان المسؤول في حماس مقترحات كوشنر. وقال رضوان ”نحن نرفض صفقة القرن بكل أبعادها الاقتصادية والسياسية والأمنية“. وأضاف ”قضية شعبنا الفلسطيني هي قضية وطنية، هي قضية شعب يريد أن يتحرر من الاحتلال، فلسطين ليست للبيع وهي ليست قابلة للمساومة، فلسطين أرض مقدسة وليس أمام الاحتلال إلا الرحيل“.
من جانبه قال وزير المالية الفلسطيني شكري بشارة إن الفلسطينيين لا يحتاجون لاجتماع البحرين الذي تقوده الولايات المتحدة لبناء بلدهم، بل يحتاجون إلى السلام. وقال بشارة ”نحن لسنا بحاجة لاجتماع البحرين لبناء بلدنا.. نحن بحاجة لسلام.. وتسلسل الأحداث أنه انتعاش اقتصادي من ثم يأتي سلام هذا غير حقيقي وغير واقعي“. وأضاف ”قبل كل شيء يحررولنا أراضينا ويعطونا الحرية“.
ووصف بشارة أوضاع الفلسطينيين منذ تفاهمات أوسلو الموقعة عام 1993 بأنها ”التجربة المريرة“ بما تضمن قرارا أمريكيا لقطع المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا). وقال بشارة ”إننا حذرون ونشكك في كل ما يوصف بصفقة القرن أو كما سمي بفرصة القرن“.
مصطلح صفقة القرن
منجانب اخر فصفقة القرن" مصطلح غالبا ما تنسبه وسائل الإعلام، ومن بينها وسائل إعلام دولية إلى الرئيس الأميركي وإدارته لوصف خطة السلام المنتظرة التي أعلن دونالد ترامب عن طرحها لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. وتوحي هذه العبارة بنهج غير تقليدي في الدبلوماسية مستوحى من ماضي الرئيس الأميركي كرجل أعمال صاحب مشاريع عقاريّة. لكن الواقع أنه لم يعثر على أي تصريح أو تسجيل له استخدم فيه مثل هذه العبارة، أقلّه علنا. وأول من استخدم مصطلح "صفقة القرن" كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عام 2017، في اعقاب اجتماع مع ترامب.
وبعد وقت قصير من فوز ترامب المفاجئ في الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين ثاني/نوفمبر 2016 ، أجرت صحيفة "وول ستريت جورنال" معه، وصف فيها النزاع الإسرائيلي الفلسطيني بأنه "حرب لا تنتهي"، مبديا أمله في التوصل إلى إحلال السلام بين الطرفين. وقال "إنّها الصفقة الأهمّ" مضيفا "بصفتي صانع صفقات، أودّ أن أنجز الصفقة التي لا يمكن إنجازها، والقيام بذلك من أجل الإنسانيّة".
وفي الثالث من نيسان/أبريل 2017 ، استقبل ترامب الرئيس المصري في البيت الأبيض. وفي تصريحاته الصحافية باللغة العربية، عبد الفتاح السيسي لترامب "ستجدوني وبقوة داعما بشدة كل الجهود التي ستبذل من أجل إيجاد حل لقضية القرن في صفقة القرن"، مبدياً ثقته في أن الرئيس الأميركي "سيستطيع انجازها." لكن ترجمة تصريحات السيسي إلى الإنكليزية تحدثت عن إيجاد حل "لمشكلة القرن" بدون ذكر كلمة "صفقة".
وبعد ذلك، ظهر مصطلح "صفقة القرن" في وسائل الإعلام العربيّة وعلى الإنترنت وبدأ بالانتشار. وفي ايار/مايو 2017، التقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ترامب في البيت الأبيض، لكنه أشار فقط إلى "صفقة سلام تاريخية" دون استخدام عبارة "صفقة القرن". وعند لقائهما مجدّدا في أيلول/سبتمبر، شدّد عباس في باللغة العربية خلال مؤتمر صحافيّ على "جدية الرئيس ترامب بأنه سيأتي بصفقة العصر للشرق الأوسط خلال العام او الأيام القادمة".
لكن الترجمة الفورية إلى الإنكليزيّة والتي البيت الأبيض نقلت عن عباس كلامه عن "صفقة القرن"، وهي كانت ربّما أول مرّة سمع فيها ترامب هذه العبارة علنا. وفي تشرين ثاني/ نوفمبر 2017 ، تحدثت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية بدورها عن "صفقة القرن". وفي كانون اول/ ديسمبر 2017،علّقت القيادة الفلسطينية الاتصالات مع البيت الأبيض بعدما اعترف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل. وبعد ذلك اتخذت عبارة "صفقة القرن" طابعا سلبيا في الخطاب الرسمي الفلسطيني، إذ أخذ المسؤولون الفلسطينيون يستخدمونها لانتقاد مقترحات ترامب والتنديد بالنهج الدبلوماسي لقطب العقارات السابق.
وباتت العبارة تستخدم للإشارة إلى خطة السلام المرتقبة التي أعلن ترامب أنه يعتزم طرحها لتسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. كما تسرّبت إلى الصحافة باللغات الأجنبيّة، بدءا بالإنكليزيّة، منسوبة لترامب. وفي كانون الثاني/يناير 2019 ، كتبت صحيفة وول ستريت جورنال أن ترامب "تحدث مرارا وتكرارا عن رغبته في إنجاز صفقة القرن لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني". كما أشارت وكالة رويترز إلى "الجهد الدبلوماسي الذي أشرف عليه ترامب" لإتمام "صفقة القرن".
وكتبت صحيفة نيويورك تايمز في 9 ايار/مايو أن ترامب وصهره جاريد كوشنر الذي عينه مستشارا له وكلفه ملف الشرق الأوسط "مستعدان للكشف عن الجزء الأول مما وصفه الرئيس بـصفقة القرن". وفي الاول من حزيران/يونيو 2019، أوردت وكالة فرانس برس في خبر "الخطة التي يصفها ترامب بصفقة القرن".
الواقع لم يعثر على أي تصريحات، سواء لترامب أو لأي من كبار مسؤوليه، يستخدمون فيه هذه العبارة، أقلّه علنا. وقد ترد هذه العبارة بشكل متكرّر خلال المؤتمر الاقتصادي الذي تنظمه الولايات المتحدة في البحرين حول الشق الاقتصادي لخطة السلام في الشرق الأوسط. وأعرب العديد من المسؤولين في واشنطن عن دهشتهم وحذرهم حيال نسب التعبير لترامب وحيال انتشاره بهذا الشكل. بحسب فرانس برس.
ونأى مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات بنفسه عن عبارة "صفقة القرن". وقال غرينبلات، أحد مهندسي مؤتمر المنامة، "ليست تسمية نود استخدامها. استُخدمت بطريقة تحقيريّة في بعض وسائل الإعلام وغيرها"، مضيفا "سنقدم رؤية واقعية قابلة للتنفيذ من أجل السلام".
اضف تعليق