يشهد قطاع غزة وعلى الرغم التحركات المصرية الاخيرة توتر جديد وازمة خطيرة، يمكن ان تسهم في اندلاع حرب اخرى خصوصا مع اصرار اسرائيل التي تعيش ايضا حرب انتخابية على ارتكاب جرائم اضافية، ويعيش هذا القطاع منذ 30 آذار/مارس 2018 حالة من التوتر الشديد، كثيرا ما تخللتها...

يشهد قطاع غزة وعلى الرغم التحركات المصرية الاخيرة توتر جديد وازمة خطيرة، يمكن ان تسهم في اندلاع حرب اخرى خصوصا مع اصرار اسرائيل التي تعيش ايضا حرب انتخابية على ارتكاب جرائم اضافية، ويعيش هذا القطاع منذ 30 آذار/مارس 2018 حالة من التوتر الشديد، كثيرا ما تخللتها مواجهات بين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية قرب السياج الفاصل بين القطاع وإسرائيل. ومنذ هذا التاريخ، قتل 258 فلسطينيا وأصيب أكثر من6557 آخرين برصاص الجيش الإسرائيلي، معظمهم خلال المواجهات على طول الحدود، أو في ضربات إسرائيلية على القطاع. كما قتل جنديان إسرائيليان وأصيب سبعة إسرائيليين بجروح.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وكما نقلت بعض المصادر، إن إسرائيل مستعدة لشن حملة عسكرية موسعة في قطاع غزة إذا لزم الأمر وذلك بعد اشتباكات عبر الحدود استمرت ليومين، مما سلط الضوء على سياساته الأمنية قبل الانتخابات الإسرائيلية. وشنت إسرائيل ضربات جوية ونقلت جنودا وتعزيزات مدرعة لحدود غزة بعدما أسفر هجوم صاروخي فلسطيني من القطاع الذي يخضع لسيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن إصابة سبعة إسرائيليين في قرية إلى الشمال من تل أبيب.

وقال نتنياهو بعد زيارة الحدود مع قطاع غزة ولقاء قادة عسكريين إسرائيليين ”ليعلم كل الإسرائيليين أنه إذا تطلب الأمر القيام بحملة شاملة فإننا سنقوم بها بقوة وأمان وبعد أن نستنفد كل الخيارات الأخرى“.وقال مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إن قوات الأمن الإسرائيلية ربما ارتكبت جرائم حرب باستخدام القوة المفرطة في الاحتجاجات. وتقول إسرائيل إن الاحتجاجات تستخدم كغطاء من قبل نشطاء لمهاجمة الحدود وإن هناك حاجة لاستخدام القوة المميتة لحماية البلدات الحدودية من التسلل.

وقال أرييه درعي الوزير بمجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي لراديو الجيش ”الجيش سيلجأ إلى اليد الباطشة ضد أي شخص يحاول مواجهة قواتنا... لا أحد يلوم إسرائيل بعد ذلك“. واحتلت إسرائيل غزة في حرب عام 1967 وسحبت قواتها ومستوطنيها في عام 2005. وبعد عامين، تولت حماس، التي تدعو إلى تدمير إسرائيل، السلطة في القطاع. وخاضت إسرائيل ثلاث حروب ضد حماس في الفترة من 2007 إلى 2014. ومنذ الحرب الأخيرة قبل خمس سنوات، تراجع الطرفان مرارا من شفا صراع كبير آخر. وباتت الاحتجاجات الحدودية الأسبوعية محورا للمواجهة. والأمن قضية أساسية لنتنياهو في انتخابات التاسع من أبريل نيسان.

ويواجه رئيس الوزراء المحاصر بمزاعم فساد تحديا انتخابيا قويا من ائتلاف ينتمي للوسط بزعامة جنرال سابق. ويعتقد الكثير من المحللين أن نتانياهو يود تفادي اندلاع حرب جديدة لا يمكن توقع نتائجها في غزة، ستكون الرابعة منذ العام 2008، قبيل الانتخابات. لكنه يواجه تحديا صعبا من تحالف سياسي وسطي يقوده رئيس الأركان السابق بيني غانتس، ويتوقع أن يتعرض إلى ضغوط سياسية كبيرة للرد بحزم.

قصف إسرائيلي

وفي هذا الشأن أعلن الجيش الإسرائيلي أن دباباته قصفت مواقع عسكرية لحركة حماس في قطاع غزة ردا على خمسة صواريخ أطلقت من القطاع الفلسطيني باتجاه الدولة العبرية من دون أن تسفر عن إصابات. وأفاد الجيش في تغريدة على تويتر بأن "خمسة صواريخ أطلقت من غزة على إسرائيل". مضيفا في تغريدة ثانية أنه "ردا على الصواريخ التي أطلقت من غزة على إسرائيل في وقت سابق ، قصفت دبابات الجيش عددا من المواقع العسكرية لحركة حماس في قطاع غزة".

وجاء هذا التصعيد بعيد ساعات على مقتل أربعة فلسطينيين وإصابة أكثر من 300 آخرين بنيران القوات الإسرائيلية قرب الحدود بين غزة وإسرائيل حيث احتشد عشرات آلاف الفلسطينيين على طول السياج الحدودي في الذكرى السنوية الأولى لبدء "مسيرات العودة". وبالتزامن مع الاحتجاجات أعلن مسؤولون من الفصائل الفلسطينية التوصل إلى تفاهمات جديدة مع تل أبيب بوساطة مصرية، بهدف المحافظة على الهدوء على السياج الحدودي الفاصل بين قطاع غزة والدولة العبرية. حيث زار وفد أمني مصري مخيم العودة شرق غزة لتفقد الأوضاع قبل مغادرته المكان، فيما شوهد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية لدى وصوله إلى المخيم الواقع في منطقة ملكة شرق القطاع.

وحشد الجيش الإسرائيلي عشرات المدرعات على طول الحدود، ووضع عشرات القناصة على أهبة الاستعداد، فيما شوهدت المدفعية والدبابات شرق غزة. وتزامن ذلك مع "يوم الأرض" الذي يتم إحياؤه سنويا في 30 مارس/آذار في ذكرى مقتل ستة عرب إسرائيليين على أيدي القوات الإسرائيلية خلال مظاهرات خرجت عام 1976 احتجاجا على مصادرة أراض.

تحذيرات اممية

الى جانب ذلك حذر مبعوث الامم المتحدة إلى الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف من التبعات الكارثية لتصعيد العنف في غزة بعد تبادل إطلاق النار بين حركة حماس الاسلامية وإسرائيل رغم اتفاق وقف إطلاق النار. وقال ملادينوف أمام مجلس الأمن الدولي إن "الهدوء الهش" عاد إلى المنطقة، ولكن الوضع لا يزال "متوترا للغاية" بعد تقارير بأن حماس وافقت على هدنة.

وأضاف في اجتماع المجلس حول الشرق الأوسط "أنا قلق بأننا ربما نواجه مرة أخرى تصعيداً خطيراً للغاية في العنف في غزة قد تترتب عليه تبعات كارثية". وتابع "أظهر اليومان الماضيان مدى اقترابنا الخطير من حافة الحرب مرة أخرى". وواصلت إسرائيل غاراتها الجوية على غزة فيما أطلق المقاتلون الفلسطينيون صواريخ جديدة رغم إعلان حماس التوصل لوقف إطلاق النار. وتعمل الأمم المتحدة مع مصر لضمان تثبيت الهدنة وتجنب اندلاع حرب رابعة في القطاع المحاصر.

ودعا ملادينوف المجلس إلى إدانة "إطلاق حماس العشوائي المستمر للصواريخ باتجاه إسرائيل" داعيا جميع الأطراف إلى ضبط النفس. وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من أنه مستعد لاتخاذ مزيد من الإجراءات ضد غزة مؤكدا "سنقوم بكل ما في وسعنا للدفاع عن شعبنا والدفاع عن دولتنا". ولكن ملادينوف حذر من أن "أي نزاع جديد سيكون مدمرا للشعب الفلسطيني. وسيكون له تبعات على الإسرائيليين الذين يعيشون بالقرب من غزة، ومن المرجح أن يكون له تبعات إقليمية". بحسب فرانس برس.

وقال المبعوث للمجلس إن توسيع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس استمر رغم قرار 2016 الذي طالب بإنهاء بناء المستوطنات اليهودية. واضاف أنه تمت الموافقة أو طرح عطاءات لبناء أكثر من 3000 وحدة سكنية في الضفة الغربية المحتلة، وهو أكبر عدد من هذه الوحدات الجديدة منذ أيار/مايو 2018.

وساطة جديدة

في السياق ذاته أعادت إسرائيل فتح معبر كرم أبو سالم التجاري مع قطاع غزة لكنها أبقت على نشر تعزيزات عسكرية على الحدود المضطربة بعد يوم من خروج احتجاجات فلسطينية حدودية أصغر من المتوقع. وفي مؤشر آخر على تهدئة المواجهة قال فلسطينيون إن إسرائيل ستضاعف تقريبا، نطاق المساحة المسموح لهم بالصيد فيها من مياه البحر المتوسط. تأتي هذه الخطوة فيما يسعى وسطاء مصريون لوقف كامل لإطلاق النار.

وقال مسؤولون طبيون في غزة إن أربعة فلسطينيين قتلوا بنيران إسرائيلية خلال المظاهرات التي خرجت بماسبة إحياء للذكرى الأولى لاحتجاجات ”مسيرة العودة الكبرى“. وذكر الجيش الإسرائيلي أن نحو 40 ألف شخص شاركوا في الاحتجاج وبعضهم ألقى قنابل يدوية وعبوات ناسفة لكن ثمة إشارات عديدة إلى تراجع عن مواجهة أوسع. وأشار متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إلى أن الاحتجاجات شهدت ”عنفا أقل بكثير“ من المظاهرات السابقة التي خرجت أسبوعيا. ووصف المنظمون المسيرة بأنها مليونية.

وعلاوة على ذلك، انتشر مئات الرجال الفلسطينيين، بعضهم من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مرتدين سترات برتقالية لمنع المحتجين من الاقتراب من السياج الحدودي مع إسرائيل. وقال مسؤول بالحركة التي تدير قطاع غزة إن من المتوقع أن يجري وسطاء مصريون محادثات في إسرائيل لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق. والتزمت إسرائيل، التي تعتبر حماس تنظيما إرهابيا، الصمت رسميا تجاه أي اتفاق قيد البحث وذلك قبل انتخابات تشهد منافسة حامية وأصبحت هجمات الصواريخ من غزة على البلدات الحدودية الإسرائيلية قضية أساسية فيها.

ودخلت شاحنات تحمل الغذاء والوقود غزة عبر معبر كرم أبو سالم بعد أن أعادت إسرائيل فتحه على الرغم من إطلاق عدد من الصواريخ على جنوب إسرائيل ورد دبابات إسرائيلية بإطلاق النار على مواقع لحماس. ولم ترد أنباء عن إصابات على جانبي الحدود. وكان المعبر أُغلق بعد سقوط صاروخ أسفر عن إصابة سبعة إسرائيليين شمالي تل أبيب مما أدى إلى تصعيد في العنف عبر الحدود استمر يومين.

وقُتل نحو 200 من مواطني غزة بنيران القوات الإسرائيلية منذ بدء الاحتجاجات في 30 مارس آذار من العام الماضي وفقا لأرقام وزارة الصحة الفلسطينية. وقُتل جندي إسرائيلي برصاص قناص فلسطيني في يوليو تموز. ويطالب المحتجون بحق العودة إلى الأرض التي فر منها أجدادهم أو أجبروا على الفرار منها أثناء قيام اسرائيل عام 1948. وذكر ثلاثة مسؤولين فلسطينيين مطلعين على المحادثات أن اتفاقا محتملا يشمل إمدادات وقود ثابتة لغزة بتمويل من قطر ومشروعات لتوفير فرص عمل.

وقال اتحاد الصيادين الفلسطينيين إن المياه التي يمارسون فيها الصيد، والتي تحددها البحرية الإسرائيلية حاليا بما يتراوح بين ستة وتسعة أميال (9 و 15 كيلومترا) قبالة ساحل غزة، سيتم توسيع نطاقها إلى ما بين 12 و15 ميلا. وقال فلسطينيون إن آخر مرة جرى فيها توسيع المنطقة كانت عام 2007. وأكد مسؤول إسرائيلي توسيع منطقة الصيد لكنه أحجم عن ذكر أرقام بشأن نطاق التوسيع. بحسب رويترز.

ومن جانبهم قال المسؤولون إن جماعات النشطاء الفلسطينيين في غزة وافقت قبل الاحتجاجات على إبقاء المظاهرات بعيدا عن السياج الحدودي ووقف إطلاق البالونات الحارقة التي أحرقت مزروعات في جنوب إسرائيل. وقال خليل الحية نائب رئيس مكتب حماس في قطاع غزة لقناة الأقصى التلفزيونية التابعة للحركة ”أيام تفصلنا عن تحقيق مطالبنا.

نحن صابرون والاحتلال تحت اختبار“. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يتهمه خصومه من أقصى اليمين بأنه يتساهل كثيرا مع حماس، إنه أمر القوات الإسرائيلية بالبقاء ”بأقصى قوة“ على حدود غزة. لكنه قال في تصريحات علنية إن إسرائيل لن تشن حملة عسكرية واسعة في قطاع غزة إلا بعد استنفاد كل الخيارات الأخرى. وكانت آخر حرب بين حماس وإسرائيل في عام 2014.

اضف تعليق