مع اقتراب الانتخابات التشريعية في اسرائيل والتي ستجرى في 09 نيسان/أبريل، تفاقمت الحرب الانتخابية بين الاحزاب والشخصيات المتنافسة ومنهم رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتانياهو، الذي يواجه وبحسب بعض المصادر تحديات كبيرة بسبب الاتهامات والتحقيقات القضائية، يضاف الى ذلك الاتهامات الجديدة من قبل بعض المنافسين الأقوياء...
مع اقتراب الانتخابات التشريعية في اسرائيل والتي ستجرى في 09 نيسان/أبريل، تفاقمت الحرب الانتخابية بين الاحزاب والشخصيات المتنافسة ومنهم رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتانياهو، الذي يواجه وبحسب بعض المصادر تحديات كبيرة بسبب الاتهامات والتحقيقات القضائية، يضاف الى ذلك الاتهامات الجديدة من قبل بعض المنافسين الاقوياء، وفي خطاب رامات غان بالقرب من العاصمة الإسرائيلية تل أبيب قدم رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو برنامجه الانتخابي، مطلقا بذلك الحملة الانتخابية للانتخابات التشريعية المبكرة. وتعهد نتانياهو في برنامجه بعدم إخلاء أية مستوطنة يهودية.
وقال "نحن نعارض تماما أي تفكيك لبلدات يهودية" في الضفة الغربية المحتلة. وبعد حوالى 13 عاما في السلطة، يسعى نتانياهو (69 عاما) لولاية خامسة لكن التحالف الوسطي الذي يقوده رئيس الأركان السابق بيني غانتز يتقدم على حزب نتانياهو في استطلاعات الرأي. وتحتل إسرائيل الضفة الغربية منذ أكثر من خمسين عاما. وتعتبر الأسرة الدولية المستوطنات التي بنتها إسرائيل عليها غير شرعية.
وبدا نتانياهو وكأنه يرد على غانتز الذي تحدث مؤخرا عن انسحاب إسرائيلي ممكن من بعض قطاعات الضفة الغربية، ما أثار انتقادات حادة من اليمين. وكرر نتانياهو أن اللائحة الوسطية لخصمه الرئيسي هي في الواقع لائحة يسارية. وقال إن "الخيار بسيط: حكومة يمينية قوية لليكود بقيادتي أو حكومة ضعيفة يسارية تدعمها اللوائح العربية". وأضاف "إنه الخيار الحقيقي الذي يجب القيام به، لأن الأمر سيحسم في نهاية المطاف لبيبي (لقب نتانياهو) أو للطيبي"، في إشارة إلى النائب العربي الإسرائيلي أحمد الطيبي الذي قال نتانياهو إنه يمكن أن يدعم حكومة بقيادة غانتز.
وطوال خطابه تحدث نتانياهو عما فعله خلال ولايته، مذكرا خصوصا بـ"صداقته" مع الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين. لكنه لم يلمح إلى إعلان النائب العام الإسرائيلي أفيخاي ماندلبليت حول نيته اتهام نتانياهو بالفساد والاحتيال واستغلال الثقة في ثلاث قضايا. وكان نتانياهو أكد بعد إعلان النائب العام "أنوي مواصلة خدمتكم كرئيس للوزراء لسنوات عديدة أخرى".
المربّع الأخير
وفي هذا الشأن يدخل رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو المربّع الأخير الذي يفصله عن انتخابات تشريعية في التاسع من نيسان/أبريل ستقرّر مستقبله السياسي، بثقة، على الرغم من مواجهته خطر توجيه اليه اتهامات بالفساد. ويخوض نتانياهو البالغ من العمر 69 عاما أمضى قرابة 13 منها في الحكم، معركة غير محسومة سلفا ضد ائتلاف من قوى الوسط يقوده كل من القائد السابق لأركان الجيش بيني غانتز والوزير السابق يائير لابيد.
وغيّر التحالف المبرم في شباط/فبراير بين غانتز ولابيد المشهد، إذ كان نتانياهو قبله شبه متأكد من الفوز. وفي حال فوزه في الانتخابات، سيبدأ نتانياهو ولاية خامسة، ويكون قد سجّل رقما قياسيا في البقاء على رأس الحكومة في تاريخ إسرائيل. وقبل أقل من شهر من الاقتراع، يحل حزب الليكود اليميني الذي ينتمي اليه نتانياهو ثانيا في الاستطلاعات بعد ائتلاف غانتز ولابيد.
وزادت الشكوك حول نوايا الناخبين مع إعلانه النائب العام الإسرائيلي في 28 شباط/فبراير نيته توجيه الاتهام لنتانياهو في قضية فساد. ويزيد من تعقيدات المشهد أن الاستطلاعات تمنح المرتبة الاولى لائتلاف الوسط، لكن توقعات توزيع المقاعد لباقي اللوائح تشير الى ان هذا الائتلاف سيجد صعوبة أكبر من نتانياهو، في تشكيل أغلبية حكم.
ويبدو الاقتراع أشبه باستفتاء مع نتانياهو أو ضده، وهو الشخصية المهيمنة حتى الآن على المشهد السياسي الإسرائيلي. ويؤكد منافسه غانتز المستقوي بماضيه العسكري، أنه يريد مصالحة مواطنيه المنقسمين بسبب أساليب نتانياهو ونزعته التسلطية، كما يقول. وفي حملة لا تترك فيها الشراسة والشتائم مجالا كبيرا للحوار المعمق، يسخر نتانياهو من منافسيه الوسطيين باعتبارهم "ضعفاء" رغم وجود ثلاثة من القادة السابقين لأركان الجيش في المراتب الأربع الأولى للائحة ائتلاف الوسط، وعدم وجود اختلافات واضحة بين برنامجهم وبرنامج الليكود.
وعلق المرشح عن ائتلاف الوسط عوفر شيلاه على حملة الليكود قائلا "من وجهة نظر معينة، أعتقد ان ما يقومون به يخدمنا". وأضاف "لن نتمكن بالتأكيد من اجتذاب الناخب المحسوب على قاعدة الليكود، لكنني أعتقد ان آخرين كثيرون سيفضلون منح ثقتهم لنا". ولا ينوي حزب الليكود تغيير توجهات حملته القائمة على شخصية نتانياهو ونجاحه ونقاط ضعف منافسيه. ويرى مدير الشؤون الخارجية في الحزب إيلي هازان أن "تلك هي الحقيقة وهذا ما لدينا لنقترحه على الرأي العام".
وبادر نتانياهو الى مهاجمة منافسيه ووسائل الاعلام والمحققين إثر إعلان النائب العام نيته توجيه الاتهام اليه، لا سيما أن مستقبله السياسي على المحك. كما اتجه الى مواقف أكثر يمينية. وأثار غضبا في إسرائيل وخارجها من خلال دفع حزبين قوميين دينيين صغيرين الى قبول مرشحي حزب يميني متطرف يُنظر إليه على أنه عنصري، على لوائحهما الانتخابية. والهدف ضمان أكبر عدد ممكن من المقاعد لليمين لتشكيل ائتلاف حكومي لاحقا.
واتصل ب"صديقه" الرئيس الاميركي دونالد ترامب طلبا للدعم. وأظهرت الحملة الانتخابية توجه الرأي العام يمينا، إذ ينظر الى اليساريين في الغالب على أنهم مرادف لتنازلات للفلسطينيين. ويشير برنامج ائتلاف الوسط الى "فصل" مع الفلسطينيين دون الحديث عن دولة فلسطينية. ويتفادى نتانياهو في المقابل الخوض في الموضوع إلا للتأكيد على الجانب الأمني الذي يعزز شعبيته. وكان أيد في السنوات الاخيرة تمكين الفلسطينيين من كيان بدون صلاحيات كاملة تحتفظ فيه اسرائيل بالسلطات الأمنية.
ويبقى الأمن أولوية في إسرائيل التي خاضت ثماني حروب منذ قيامها في 1948، دون احتساب العمليات العسكرية العديدة التي لا ترقى الى حرب. لكن الاسرائيليين ينظرون أيضا الى شخصية الزعماء ومدى تجاوبهم معهم. ويمكن أن يُحدث موقف ناخبي الوسط من حملة نتانياهو العدائية ومتاعبه القضائية، الفارق في اقتراع التاسع من نيسان/أبريل. ويقول أستاذ العلوم السياسية جدعون راحات "إذا فقد نتانياهو اليمين المعتدل، تكون استراتيجيته قد فشلت".
اتهامات ومطالب
في السياق ذاته طالب بيني غانتس، خصم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في الانتخابات المقررة، بإجراء تحقيق في تسريب بعض محتويات هاتفه الخليوي، ما أظهر تعرضه للقرصنة. وكانت القناة 12 في التلفزيون الإسرائيلي قد ذكرت أن هاتف غانتس أخترق من قبل الاستخبارات الإيرانية.
وأكد غانتس عملية الاختراق، وأضاف "أن الهاتف لا يحتوي على ما يمكن أن يستخدم لابتزازه". وفي رسالة وجهها إلى النائب العام الإسرائيلي أفيخاي ماندلبيت، دعا محامي رئيس الأركان الإسرائيلي السابق إلى إجراء تحقيق عاجل حول المعلومات المسربة، موجها اتهاما ضمنيا الى مقربين من نتانياهو. وجاء في الرسالة "لا ننكر وجود مؤشرات جدية الى أن التسريب مصدره مكتب معين يقع في القدس".
وأضاف المحامي "من اجل مصلحة أمن اسرائيل، يجب أن يكون هناك تحقيق وليس مجرد تكهنات بشأن مصدر التسريب". وطالب معدو الرسالة النائب العام بالتأكد من احترام رئيس الوزراء، المسؤول عن أجهزة الامن الالكتروني، للقانون وعدم استخدام هذه الاجهزة "لأغراض سياسية". وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن جهاز الأمن الداخلي "شين بيت" أبلغ غانتس باختراق هاتفه قبل نحو خمسة أسابيع. بحسب فرانس برس.
وقال يئير لابيد الذي تحالف مع غانتس وشكل معه قائمة "أزرق أبيض" إن "استخدام نتانياهو للمواد الأمنية الحساسة محاولا تشويه صورة غانتس يثبت أنه يخشاه". من جهته، أوضح مكتب نتانياهو أن رئيس جهاز الشين بيت لم يطلع رئيس الوزراء على مستجدات القضية. وتظهر استطلاعات الرأي أن تحالف غانتس الوسطي مؤهل للفوز بأكبر عدد من المقاعد في انتخابات التاسع من نيسان/أبريل، ولكن من غير الواضح ما إذا كان سيتمكن من التوافق مع عدد كافِ من الأحزاب لتشكيل ائتلاف حكومي.
ونفى بيني جانتس ما ذكرته تقارير إعلامية عن مزاعم اختراق المخابرات الإيرانية لهاتفه المحمول ووصفها بأنها ”نميمة سياسية“. وقال ”بينما نحن وسط حدث أمني مستمر ... ينشر شخص ما قصة (تحتوي على) نميمة سياسية“. وأضاف ”لا أعتقد أن بيني جانتس هو (محور) القصة الآن. لا توجد قضية أمنية فيها. لا تهديد ولا ابتزاز“. وكان نتنياهو قال في مؤتمر عن أمن الانترنت في يناير كانون الثاني ”إن إيران تهاجم إسرائيل بشكل يومي“. ويشتبه على نطاق واسع أن إسرائيل والولايات المتحدة وراء فيروس الكمبيوتر ستاكسنت الذي اكتشف في عام 2010 بعدما تسبب في تخريب بعض مكونات البرنامج النووي الإيراني.
المساواة في إسرائيل
الى جانب ذلك أشعل تعليق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل دولة لليهود فقط جدلا انتخابيا بشأن المساواة في الحقوق، دفع الرئيس الإسرائيلي وممثلة مشهورة للتعليق بشأن التحامل المزعوم ضد عرب إسرائيل. وقال أحمد الطيبي النائب العربي المخضرم في الكنيست الإسرائيلي لإذاعة الجيش إن يوم الانتخابات هو اليوم الوحيد الذي يكون فيه ”الناخبون اليهود والعرب سواسية“ وإن على المواطنين العرب التصويت ضد ما وصفه بالتحيز المستمر.
ودعا الطيبي عرب إسرائيل، الذين يشكلون 20 في المئة من مواطني إسرائيل وغالبا ما يصوتون لصالح أحزاب عربية، إلى التوجه إلى صناديق الاقتراع في التاسع من أبريل نيسان، قائلا إنهم يعانون من التحامل ضدهم وفجوات واسعة مع اليهود الإسرائيليين في باقي أوقات السنة. وبرز موقف نتنياهو تجاه عرب إسرائيل، الذين يَعتبر كثير منهم أنفسهم فلسطينيين أيضا، كموضوع رئيسي للنقاش في السباق الانتخابي المحتدم.
وقال الرئيس الإسرائيلي ريئوفين ريفلين، في تعليقات على تويتر اعتُبرت على نطاق واسع في إسرائيل انتقادات موجهة إلى رئيس الوزراء اليميني، إن هناك ”خطابا غير مقبول تجاه المواطنين من عرب إسرائيل“ خلال الحملة الانتخابية. وأضاف ريفلين، الذي يتولى منصبا شرفيا إلى حد بعيد، على تويتر باللغتين العبرية والعربية ”لا يوجد مواطنون درجة أولى، ولا يوجد مُنتخِبون درجة ثانية! في صناديق الاقتراع كلّنا مُتساوون؛ اليهود والعرب. كلّنا مُمَثّلون في الكنيست، يهودا وغير اليهود“.
وكتب ريفلين التعليقات بعدما قال نتنياهو ”إسرائيل ليست دولة لكل المواطنين“ في إشارة إلى قانون مثير للخلاف جرى تمريره العام الماضي ونص على أن إسرائيل هي ”دولة قومية“ للشعب اليهودي وحده. وكتب نتنياهو هذه العبارة نصا تقريبا في تعليق على موقع انستجرام. وانتقد عرب إسرائيل وغيرهم هذا القانون واصفين إياه بأنه عنصري. وقال نتنياهو إن تعريف ”دولة قومية“ لا يعني أن العرب لا يحظون فيها بحقوق متساوية مع غيرهم.
وشهد السباق الانتخابي تحولا في عندما انتقدت روتيم سيلا المذيعة التلفزيونية الشهيرة والممثلة الإسرائيلية عبر انستجرام ما اعتبرتها تعليقات مناهضة للعرب صدرت عن وزيرة الثقافة ميري ريجيف المعروفة بتأييدها لنتنياهو. وكتبت سيلا ”وما هي المشكلة مع العرب؟؟؟... يا إلهي. يوجد أيضا مواطنون عرب في هذا البلد“. بحسب رويترز.
ورد نتنياهو عبر حسابه على انستجرام على سيلا موبخا إياها، وقال ”تصحيح مهم“ يجب القيام به. وذكر نتنياهو في ذلك المنشور تصريحه عن أن إسرائيل ليست دولة لكل المواطنين بها. ودفع كل ذلك الممثلة الإسرائيلية جال جادوت، بطلة فيلم هوليوود المرأة الخارقة (وندر وومان) إلى الدفاع عن سيلا. وقالت بالعبرية على انستجرام ”أختي روتيم، أنت مصدر إلهام لنا جميعا“. ودعت إلى ”السلام والمساواة والتسامح“ من أجل الجميع.
قرار الانفصال
من جانب اخر تعهد حزب الأزرق والأبيض الإسرائيلي بتبني سياسة ”الانفصال“ عن الفلسطينيين في الأراضي المحتلة دون الإشارة إلى دعم هدف الفلسطينيين إقامة دولتهم المستقلة. ويمثل الحزب المنتمي لتيار الوسط أكبر تهديد لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الانتخابات المقبلة. لكن الرجل الثاني في الحزب، وهو وزير المالية السابق يائير لابيد، توقع أن يؤدي الانفصال عن الفلسطينيين في نهاية المطاف إلى إقامة دولتهم المستقلة إلى جانب إسرائيل.
ويصور نتنياهو وأتباعه اليمينيون أنفسهم على أنهم حائل دون أي مبادرة لتسليم أراض للفلسطينيين. ويتكتم حزب الأزرق والأبيض بقيادة رئيس الأركان السابق بالجيش بيني جانتس على هذه القضية منذ أسابيع بينما تزداد قبولا في استطلاعات الرأي قبل الانتخابات المقررة في التاسع من أبريل نيسان المقبل. بحسب رويترز.
وفي برنامجه الانتخابي الذي أعلنه، قال حزب الأزرق والأبيض إنه بمجرد أن يصل إلى السلطة سيجري محادثات مع دول عربية ”ويكثف عملية الانفصال عن الفلسطينيين مع ضمان الالتزام التام بأمن إسرائيل القومي“. وينص البرنامج على أن تحتفظ إسرائيل بسيطرتها على غور الأردن وكتل استيطانية في الضفة الغربية، لكنه لم يوضح ما قد يتم اتخاذه بشأن البؤر الاستيطانية الأكثر انعزالا في الأراضي التي احتلتها في حرب عام 1967.
اضف تعليق