من ازمة سياسية خطيرة تعيشها فنزويلا، تفاقمت بشكل كبير بعد بعدما أعلن رئيس البرلمان الفنزويلي الذي تسيطر عليه المعارضة، وكما نقلت بعض المصادر نفسه \"رئيسا مؤقتا، للبلاد، في خطوة رفضها الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ووصف إعلان غوايدو نفسه رئيسا بأنه انقلاب على الشرعية...
من ازمة سياسية خطيرة تعيشها فنزويلا، تفاقمت بشكل كبير بعد بعدما أعلن رئيس البرلمان الفنزويلي الذي تسيطر عليه المعارضة، وكما نقلت بعض المصادر نفسه "رئيسا مؤقتا، للبلاد، في خطوة رفضها الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ووصف إعلان غوايدو نفسه رئيسا بأنه انقلاب على الشرعية. وتشهد فنزويلا توترا متصاعدا يمكن ان يسهم بخلق صراع داخلي، مدعوم من اطراف وجهات خارجية تسعى الى تأمين مصالحها في هذا البلد، حيث سارع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالاعتراف بزعيم المعارضة رئيسا انتقاليا، وتبعته كندا، كولومبيا، بيرو، الإكوادور، باراغواي، البرازيل، تشيلي، بنما، الأرجنتين، كوستاريكا، غواتيمالا وجورجيا ثم بريطانيا. فيما أيدت كل من روسيا وتركيا والمكسيك وبوليفيا ودول اخرى شرعية مادورو.
وعقب ذلك، أعلن الرئيس المنتخب نيكولاس مادورو، قطع العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن، متهما إياها بتدبير محاولة انقلاب ضده. كما اتهم مادورو الولايات المتحدة، بالوقوف وراء الأحداث الأخيرة، كما اتهم رئيس البرلمان خوان غوايدو بانتهاك القانون والدستور، بعد إعلان نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد. وقال مادورو في مقابلة مع قناة "سي إن إن ترك"، إن "إدارة ترامب المتطرفة تستهدف فنزويلا وتضر الحياة الاجتماعية والسياسية". واعتبر أن ما قام به غوايدو يعد "انتهاك للقانون والدستور"، مضيفا: "أنا لست قاضيا. القضاء هو من سيحدد الخطوات المطلوبة لحماية دستورنا وحماية بلدنا".
ووجه الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، خطابا لرئيس أمريكا، دونالد ترامب، بالإنجليزية، طالبه فيه برفع يديه عن فنزويلا وتركها لشأنها، وحمّله مسؤولية أي دماء قد تراق فيها. جاء ذلك خلال كلمة وجهها مادورو بالإنجليزية لنظيره الأمريكي، أثناء ترحيبه بالدبلوماسيين الفنزويليين، الذين عادوا من الولايات المتحدة، قائلا:"دونالد ترامب.. انقلاب في فنزويلا؟ لا! ليس بهذه الطريقة!.. لا تتدخل في شؤون فنزويلا، ارفع يدك عن بلادي فورا!". وقال مادورو الذي بث خطابه على موقع تويتر باللغة الإنجليزية:"ترامب، أنت مسؤول عن أي عنف قد يحدث في فنزويلا، إنها مسؤوليتك.. الدماء التي يمكن أن تراق في فنزويلا هي على يديك، أيها الرئيس دونالد ترامب".
من جانب اخر غرّد مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون بولتون، على تويتر معتبرا إن أي عنف وتهديدات في فنزويلا ضد الدبلوماسيين الأمريكيين وزعيم المعارضة، خوان غوايدو، أو الجمعية الوطنية "سيشكل انتهاكا خطيرا لسيادة القانون وسيلقى ردا كبيرا". وحذّر الكرملين مجددا من العواقب السلبية لأي تدخل عسكري أجنبي في شؤون فنزويلا. وقال دميتري بيسكوف، السكرتير الصحفي للرئيس الروسي: "أما بالنسبة للتدخل العسكري لبلدان ثالثة في الأزمة الفنزويلية، فقد حذرنا منذ البداية من النتائج السلبية للغاية حتما لأي إجراءات متهورة من هذا القبيل".
وردا على سؤال حول المساعدات العسكرية المحتملة من قبل روسيا للسلطات في فنزويلا؟، أكد ممثل الكرملين، أن"أي منطق في نهاية المطاف غير مقبول هنا". وأضاف: "إنها مسألة حساسة جدا. مثل هذه التصريحات لا تساهم في تطبيع الوضع في فنزويلا ولا في حل المشاكل الداخلية لهذا البلد". وازدادت الشكوك حول احتمالات قيام أمريكا بتدخل عسكري في فنزويلا ليس فقط بعدما تكاثرت تلميحات المسؤولين حول ذلك، بل أيضا بعدما انكشفت مسألة إرسال وحدة عسكرية أمريكية إلى كولومبيا المجاورة لفنزويلا، وبرزت هذه المسألة إلى العلن بعد أن ظهرت صورة مستشار الأمن القومي جون بولتون في إحاطة بشأن الوضع في فنزويلا، وهو يقف على المنصة مع مفكرة، كتبت فيها عبارتان :"أفغانستان - نرحب بالحوار" و " 5000 جندي في كولومبيا ". وعندما سأله الصحفيون حول احتمالات التدخل العسكري الأمريكي في الشؤون الفنزويلية؟ رد بولتون قائلا: "كل الخيارات مطروحة".
توتر يتصاعد
وفي هذا الشأن يتصاعد التوتر في فنزويلا بين المعارضة بقيادة خوان غوايدو الذي أعلن نفسه "رئيسا"، ونظام الرئيس نيكولاس مادورو الذي عرض عليه عفو ومغادرة البلاد. وبعد تلقيه دعما حاسما من قادة الجيش يتوقع ان يتحدث مادورو للصحافيين للتنديد بمحاولة انقلاب مدبرة من واشنطن وحلفائها. كما ينتظر ان يقدم النائب العام طارق وليام صعب اليوم موقفه من قرار المحكمة العليا بفنزويلا (التي تقول المعارضة انها قريبة من النظام) فتح تحقيق جنائي ضد البرلمان الذي تهيمن عليه المعارضة، بتهمة "اغتصاب" سلطات رئيس الدولة.
من جهته قال خوان غوايدو (35 عاما) رئيس البرلمان الشاب الذي أعلن نفسه "رئيسا" بالوكالة لقناة يونفيجن أنه سيعلن قريبا اجراءات. وأضاف من مكان سري في كراكاس "مستمرون في العمل لانهاء اغتصاب السلطة (واقامة) حكومة انتقالية وانتخابات حرة". كما دعا غوايدو الفنزويليين الى الاستمرار في التظاهر ضد نظام مادورو. وخلفت هذه التظاهرات منذ ايام بحسب "المرصد الفنزويلي للنزاعات الاجتماعية" 26 قتيلا. لكن غوايدو ترك أيضا المجال لخروج مادورو، متحدثا عن احتمال اصدار عفو.
وردا على سؤال بشأن امكانية عفو يشمل الرئيس نيكولاس مادورو قال غوايدو "في الفترات الانتقالية حدثت أمور من هذا النوع (..) لا يمكن أن نستبعد شيئا لكن علينا أن نكون حازمين جدا في المستقبل (..) وذلك أساسا لمواجهة الطوارىء الانسانية". وتابع "يتعين أيضا اعادة النظر في ذلك (العفو) و(مادورو) هو أيضا موظف، للاسف دكتاتور ومسؤول عن ضحايا الامس في فنزويلا". ووعد البرلمان في 15 كانون الثاني/يناير بعفو عن الجنود الذين ينشقون عن نظام نيكولاس مادورو.
واقترح نائب الرئيس البرازيلي هاملتون موراو الذي كانت بلاده اعترفت مع دول اخرى، بخوان غويدو، اقامة "ممر اجلاء" لخروج مادورو ول "توفير مخرج" له ولشعبه. في الاثناء يتفاقم التوتر بشدة. وقال المحلل مايكل شيفتر "ان وجود حكومتين متوازيتين أمر خطير". وكانت واشنطن اعترفت على الفور بخوان غوايدو ولحقت بها عدة دول من أميركا اللاتينية وكندا. لكن مادورو يعول على دعم الجيش الذي أعاد تأكيده وزير الدفاع الجنرال فلادمير بادرينو. وشكر مادورو الجيش على مواجهته "الانقلاب القائم" الذي تقوده "الامبراطورية الاميركية".
وقال مادورو الذي حظي بدعم روسيا والصين والمكسيك "ما من شك في أن دونالد ترامب نفسه هو من يريد فرض حكومة أمر واقع". وأمر الرئيس الفنزويلي الدبلوماسيين الاميركيين بمغادرة بلاده في غضون 72 ساعة. وردت واشنطن بأنه لم يعد يملك "السلطة القانونية" لاتخاذ مثل هذه القرارات لكنها أمرت مع ذلك بمغادرة الموظفين "غير الاساسيين" في بعثاتها الدبلوماسية في فنزويلا.
وياتي تفاقم الازمة السياسية في أوج تدهور اقتصادي في هذا البلد النفطي الذي كان مزدهرا وبات اليوم يشهد نقصا كبيرا في الغذاء والادوية وسط ارتفاع هائل لنسبة التضخم. ورأى خبير العلاقات الدولية ماريانو البا ان "ما يؤثر حقيقة على قدرة مادورو على الحكم، هي اجراءات التضييق الاقتصادي او المالي". وتشتري واشنطن من كراكاس ثلث انتاجها النفطي الذي تراجع الى 1,4 مليون برميل يوميا ويمثل 96 بالمئة من موارد الدولة من العملة الاجنبية. ويؤكد مادورو أن الاعداء يريدون الاستحواذ على احتياطي فنزويلا من الخام وهو الأكبر في العالم. اما مكتب "اوراسيا غروب" فاعتبر أن "ترامب سيستطلع على الارجح امكانية تجميد ارصدة (فنزويليين) ويمكن أن يضيف الى ذلك في المستقبل عقوبات نفطية".
من جانب اخر وبعد أن أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو استعداده للقاء منافسه على الرئاسة خوان غوايدو، قال الأخير إنه لن يشارك في "حوار شكلي". ودعا غوايدو أنصاره لمواصلة المظاهرات في الشارع حتى رحيل الرئيس اليساري. ويخوض الرجلان صراعا على السلطة بعد أن أعلن رئيس البرلمان غوايدو نفسه "رئيسا بالوكالة" متحديا مادورو، ومعتبرا أن تنصيب مادورو هذا الشهر رئيسا لولاية جديدة مدتها ست سنوات إجراء غير شرعي.
وقال مادورو (56 عاما) في مؤتمر صحافي إنه مستعد لإجراء محادثات مع غوايدو (35 عاما) الذي أشار إليه بـ"هذا الشاب". وأضاف الرئيس اليساري "أنا ملتزم بإجراء حوار وطني. اليوم وغدا ودائما، أنا ملتزم ومستعد أن أذهب إلى أي مكان يجب أن أذهب إليه. وشخصيا إذا كان علي أن ألتقي هذا الشاب ... فسأذهب". إلا أن غوايدو سارع إلى رفض هذا العرض. وصرح "عندما لا يحصلون على النتائج التي يريدونها من خلال القمع، فإنهم يعرضون بدلا من ذلك إجراء حوار شكلي". وأضاف خلال مؤتمر صحافي عقده في ساحة كراكاس في أول ظهور علني له منذ أعلن نفسه رئيسا بالوكالة "أريد أن أوضح للعالم ولهذا النظام أن لا أحد هنا مستعد لإجراء حوار شكلي".
ترامب يتدخل
على صعيد متصل تدخل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل قوي على غير العادة في الأزمة السياسية التي تعصف بفنزويلا، لكن يتوجب التريّث لمعرفة إن كان بإمكان الولايات المتحدة تغيير الحكم في كراكاس. واعترف ترامب، الذي كثيرا ما تجنب الترويج للديموقراطية في الخارج وأعلن سحب قوات بلاده من سوريا وأفغانستان كجزء من شعاره "أميركا أولا"، بزعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو كرئيس مؤقت لفنزويلا.
وبدعم من معظم القوى في أميركا اللاتينية، قال ترامب إن اليساري نيكولاس مادورو غير شرعي رغم مواصلة القيادة العسكرية دعمها له كرئيس فنزويلا الشرعي. وقال مستشار ترامب للأمن القومي جون بولتون إن "فنزويلا تقع في مجالنا من العالم، وأعتقد أن علينا مسؤولية خاصة هنا، وأعتقد أن لدى الرئيس مشاعر قوية للغاية في ما يتعلق بها". وجاء تعليق بولتون ردا على السؤال بشأن السبب الذي دفع ترامب للتخلي عن مادورو بخلاف موقفه من قادة استبداديين آخرين.
ولم يبد ترامب أي تردد في التحالف مع دول يثير سجلها في حقوق الإنسان الكثير من الشكوك على غرار السعودية ومصر، كما أظهر حماسة كبيرة للتفاوض مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون. لكن مادورو، على غرار سلفه هوغو تشافيز، لم يتوان عن استفزاز الولايات المتحدة ومهاجمة "إمبرياليتها" في أميركا اللاتينية. وبرر مسؤول من إدارة ترامب الاعتراف بغوايدو بالقول إن فنزويلا، التي رافقت انتخاباتها العام الماضي انتقادات واسعة بالتزوير، مرتبطة بالتزام بالديموقراطية قطعته على نفسها في ميثاق الديموقراطية لمنظومة الدول الأميركية الموقع عليه عام 2001.
لكن المحامي الفنزويلي والخبير في الشؤون الدولية الذي يقيم في واشنطن ماريانو دي ألبا، أشار إلى أن ترامب يواجه ضغوطات من الجالية الفنزويلية الكبيرة والمناهضة بمعظمها لمادورو في فلوريدا، والتي تشمل مواطنين حاصلين على الجنسية الأميركية. وقال دي ألبا الذي يعمل لدى موقع "برودافنسي" للتحليلات الإخبارية إن الأزمة الفنزويلية توفر لترامب كذلك وسيلة "للتأكيد على تأثيرات الاشتراكية وأهمية الرأسمالية".
وتولى السناتور ماركو روبيو من فلوريدا قيادة سياسة حزب ترامب الجمهوري الخاص بأميركا اللاتينية، وضغط من أجل تشديد المواقف حيال كل من فنزويلا وكوبا، بينما يعدّ بولتون صقرا جمهوريا مخضرما. وقال مدير برنامج الولايات المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية ومستشار الرئيس السابق باراك أوباما في شؤون حقوق الإنسان ستيفن بومبر إن "إدارة (ترامب) لا تختار الأصدقاء بناء على إذا كانوا استبداديين، بل تختار أي الاستبداديين تنتقد بناء على إن كانوا أصدقاء أم لا".
وقال بولتون إن الولايات المتحدة تركز بشكل أساسي على "قطع نظام مادورو غير الشرعي عن مصدر عائداته". وتعد فنزويلا أكبر منتج في أميركا اللاتينية للنفط الذي تسبب تراجع سعره بتفاقم الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد حيث يفتقر الكثير من السكان إلى الأساسيات كالغذاء والدواء. وأشار بولتون إلى أن الولايات المتحدة تبحث عن وسائل لتوجيه العائدات إلى الحكومة "الشرعية" في فنزويلا رغم إقراره بأن العملية معقدة. وتضغط واشنطن على مزيد من الدول لقطع العلاقات مع مادورو.
وأفادت بريطانيا أن مادورو "ليس القائد الشرعي لفنزويلا" رغم اتخاذ حلفائها الأوروبيين مواقف أقل وضوحا، وفي وقت يتمتع مادورو بدعم من روسيا. وأعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن الولايات المتحدة تحضر 20 مليون دولار كمساعدات إنسانية عاجلة تنوي توجيهها عبر الجمعية الوطنية (البرلمان) التي تهيمن عليها المعارضة عندما يصبح ذلك "ممكنا من الناحية اللوجستية". وبإمكان الولايات المتحدة كذلك أن تشدد العقوبات التي طالت مادورو حتى الآن أكثر من استهدافها الاقتصاد بشكل أوسع.
وقال جيف رامسي من "مكتب واشنطن لأميركا اللاتينية" للدفاع عن حقوق الإنسان، إنه من الضروري للغاية أن لا تؤدي العقوبات إلى زيادة التأثير الاقتصادي على الناس العاديين، مشيرا إلى أن فرض حظر نفطي على فنزويلا سيحمل نتائج عكسية. وحذر رامسي من "التهديد بالقوة العسكرية" الذي أشار إلى أنه قد يحدث انقسامات في صفوف المعارضة الفنزويلية التي اتحدت مؤخرا. وكان ترامب تحدث علنا عن التدخل العسكري قائلا إن "جميع الخيارات مطروحة". بحسب فرانس برس.
من جهته، قال مدير مركز أبحاث "الحوار الأميركي الداخلي" مايكل شيفتر إن تحركات إدارة ترامب تكثّف الضغط على مادورو لكنها تحمل مخاطر كذلك في حال نفذت الحكومة حملة قمع. وتجاهلت الولايات المتحدة أوامر مادورو لدبلوماسييها بمغادرة البلاد في غضون 72 ساعة، وقالت إنه لم يعد رئيسا -- وهو ما يشكل اختبارا مبكرا بشأن إن كانت واشنطن قادرة على الاستمرار في سياستها. وقال دي ألبا "وفي النهاية فإن المهم هو أي كيان سيكون بإمكانه حشد أكبر دعم لفرض كلمته وسلطته في فنزويلا". وأضاف "طالما أن لدى نظام مادورو السيطرة على الأراضي والدعم المتماسك من الجيش، فستكون له الأفضلية".
انقسامات ومطالب
من جانب اخر اتهمت روسيا الولايات المتحدة بمحاولة اغتصاب السلطة في فنزويلا وحذرت من تدخل الجيش الأمريكي هناك مما وضعها في مواجهة احتجاجات تدعمها واشنطن والاتحاد الأوروبي ضد أحد أقرب حلفاء موسكو. وفكرة الإطاحة بمادورو من حكم فنزويلا مبعث قلق شديد من الناحية السياسية والاقتصادية لموسكو التي أصبحت هي والصين الملاذ الأخير لكراكاس إذ يقرضها البلدان مليارات الدولارات مع انهيار اقتصادها الاشتراكي. وتستثمر روسيا في قطاع النفط في فنزويلا كما قدمت دعما لجيشها.
واتهمت روسيا واشنطن بالتحريض على الاحتجاجات في الشوارع وبمحاولة تقويض سلطة مادورو الذي وصفته بأنه الرئيس الشرعي للبلاد. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ”نعتبر محاولة اغتصاب السلطة ذات السيادة في فنزويلا مناقضة لأساس ومبادئ القانون الدولي وانتهاكا لها“. وأضاف أن روسيا لم تتلق طلبا من فنزويلا بتقديم مساعدة عسكرية وأحجم عن الإفصاح عن كيفية رد موسكو إذا ما تلقت ذلك الطلب. وقال بيسكوف إن مادورو هو الرئيس الشرعي. والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ديسمبر كانون الأول بمادورو في موسكو.
كما علقت وزارة الخارجية الروسية على الأمر واتهمت واشنطن بمحاولة تحديد مصير دول أخرى من خلال استخدام استراتيجية مجربة جيدا بمحاولة الإطاحة بحكومة غير مرغوب فيها. وأضافت الوزارة أنها طلبت من واشنطن عدم التدخل عسكريا محذرة من أن التدخل الخارجي هو الطريق لإراقة الدماء. وقالت ”نحذر من مثل تلك المغامرة المحفوفة بالتبعات الكارثية“.
أما الاتحاد الأوروبي الذي فرض عقوبات على فنزويلا وقاطع تنصيب مادورو لولاية ثانية هذا الشهر فقد انتهج سياسة مغايرة. ولم يتبع التكتل نهج واشنطن في الاعتراف بالرئيس المؤقت جوايدو فيما دعا السلطات في فنزويلا لاحترام ”الحقوق المدنية والحريات والأمن“ وبدا أنه يدعم دعوات الانتقال السلمي للسلطة. وحيا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شجاعة الفنزويليين في مسيراتهم من أجل الحرية ووصف فوز مادورو في انتخابات العام الماضي بأنه باطل. بحسب رويترز.
وقال متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إن الانتخابات في فنزويلا لم تكن حرة ولا نزيهة وعبر عن دعم بلاده لجوايدو باعتباره رئيس الجمعية الوطنية. وقال مصدر حكومي إسباني إن رئيس الوزراء بيدرو سانتشيث يعتزم الاتصال بجوايدو بعد محادثات مع زعماء أمريكا اللاتينية في دافوس.
وقال متحدث باسم الرئاسة التركية إن الرئيس رجب طيب أردوغان اتصل بنظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو معبرا عن دعمه بعد أن أعلن زعيم المعارضة في فنزويلا نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد. وكتب المتحدث إبراهيم كالين على تويتر ”اتصل رئيسنا وعبر عن مساندة تركيا للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو وقال: أخي مادورو! انهض، نحن بجانبك“.
اضف تعليق