احتدم الصراع الأمريكي الإيراني في العراق بشكل كبير في السنوات الاخيرة، وخصوصا بعد تولي الرئيس الامريكي دونالد ترامب مقاليد الحكم، الذي يسعى الى تحجيم الدور الايراني والحصول على مكاسب اضافية في هذا البلد المهم الذي يعاني اليوم الكثير من المشكلات والازمات بسبب الصراعات السياسية...
احتدم الصراع الأمريكي الإيراني في العراق بشكل كبير في السنوات الاخيرة، وخصوصا بعد تولي الرئيس الامريكي دونالد ترامب مقاليد الحكم، الذي يسعى الى تحجيم الدور الايراني والحصول على مكاسب اضافية في هذا البلد المهم الذي يعاني اليوم الكثير من المشكلات والازمات بسبب الصراعات السياسية والتدخلات الخارجية، ويرى بعض المراقبين ان العراق وبعد دخول العقوبات الامريكية على إيران حيز التنفيذ، ربما سيتحول الى ساحة صراع جديدة خصوصا وان هناك قوى واطراف عراقية حليفة لايران تعارض تواجد و قرارات الولايات المتحدة الامريكية وتعتبر ان مثل هكذا امور ستؤثر سلباً على العراق، الذي تربطة مصالح اقتصادية مهمة مع ايران، وجدير بالذكر، أن التجارة بين العراق وإيران تعادل حاليًا نحو 12 مليار دولار سنويًا، وقد ترتفع إلى 20 مليار سنويًا لتسهيل الاستثمارات وتنمية التجارة الثنائية، بحسب تصريحات الرئيس الإيراني حسن روحاني.
ويستورد العراق كميات كبيرة من مختلف البضائع من إيران، من بينها المنتجات الزراعية والغذائية والأجهزة والمعدات المنزلية فضلًا عن قطع غيار السيارات. يضاف الى ذلك امدادت الطاقة الاخرى كالغاز والبنزين وهو مادفع الولايات المتحدة الامريكية، الى وضع خطط بديلة من اجل ادخال شركات امريكية في العراق من اجل ضرب المصالح الايرانية، ولعل تحركات الرئيس ترامب الاخيرة وزيارته المفاجئة الى العراق بعد قرار الانسحاب من سوريا، خير دليل على ذلك حيث تأتي زيارة ترامب على خلفية تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، مع سعي الولايات المتحدة لمواجهة نفوذ إيران في الشرق الأوسط. وتعثر تشكيل حكومة العراق أيضا في ظل تصاعد الخلاف الكتل السياسية. وعلى غرار غزو العراق في 2003، قد تُعيد الولايات المتحدة احتلالها مرة أخرى لتحجيم الدور الإيراني
أول زيارة
وفي هذا الشأن قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بزيارة مفاجئة للقوات الأمريكية في العراق بمناسبة عيد الميلاد وهي أول زيارة له لمنطقة صراعات بعد عامين تقريبا من رئاسته وعقب أيام من الإعلان عن سحب القوات الأمريكية من سوريا. وهبطت طائرة الرئاسة الأمريكية في قاعدة الأسد الجوية غربي بغداد بعد رحلة ليلية من واشنطن وبصحبته السيدة الأولى ميلانيا ترامب ومجموعة صغيرة من المساعدين ومسؤولي جهاز أمن الرئاسة وعدد من الصحفيين.
وواجه ترامب انتقادات من البعض في الجيش الأمريكي لعدم زيارة الجنود الأمريكيين في مناطق صراع منذ أن تولى منصبه في يناير كانون الثاني 2017 ولا سيما بعد أن ألغى زيارة لمقبرة في فرنسا الشهر الماضي في ذكرى الحرب العالمية الأولى بسبب المطر. ورغم عدم وقوع أعمال عنف على مستوى كبير في العراق منذ أن تكبد تنظيم داعش سلسلة من الهزائم العام الماضي، تقوم القوات الأمريكية بتدريب القوات العراقية وتقديم المشورة لها فيما لا تزال تشن حملة ضد التنظيم المتشدد.
وأمضى ترامب أكثر بقليل من ثلاث ساعات في العراق. وفي طريق عودته إلى الولايات المتحدة، توقف الرئيس الأمريكي لنحو ساعة ونصف في قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا حيث صافح ووقف لالتقاط صور مع البعض من بين مئات الجنود الذين اصطفوا داخل حظيرة للطائرات. وتوجه ترامب بعد ذلك عائدا إلى واشنطن.
وكان من المفترض أن يلتقي ترامب برئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي لكنهما في النهاية تحدثا هاتفيا فقط. وقال مكتب عبد المهدي في بيان ”تباين في وجهات النظر لتنظيم اللقاء أدى إلى الاستعاضة عنه بمكالمة هاتفية تناولت تطورات الأوضاع“. وقال نواب عراقيون إن رئيس الوزراء رفض طلب ترامب الاجتماع معه في القاعدة العسكرية.
وقالت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض إن الاجتماع ألغي بسبب مخاوف أمنية وبسبب الإخطار بالزيارة قبل موعدها بقليل. لكنها أضافت أنهما أجريا ”اتصالا رائعا“ وأن عبد المهدي قبل دعوة ترامب لزيارة البيت الأبيض في العام القادم. ويتطلع ترامب لأنباء إيجابية عنه في الصحف بعد أيام من الاضطرابات بسبب قراراته سحب كل القوات الأمريكية من سوريا وسحب نحو نصف القوة الأمريكية في أفغانستان وقوامها 14 ألف جندي وإجبار وزير الدفاع جيم ماتيس على الرحيل قبل شهرين من الموعد المقرر.
ووجه كثير من المشرعين الجمهوريين والديمقراطيين انتقادات لاذعة لترامب بسبب أمره المفاجئ سحب القوات من سوريا. وفي زيارته للعراق دافع ترامب عن قراره سحب ألفي جندي أمريكي من سوريا وقال إن ذلك بات ممكنا بعد هزيمة داعش. وقال ترامب للقوات لدى ختام زيارته ”نريد السلام وأفضل سبيل لتحقيق السلام هو من خلال القوة“. وقال إن بعض القوات ”بوسعها الآن العودة إلى عائلاتهم في الوطن“. وأضاف ”وجودنا في سوريا لم يكن بلا نهاية ولم تكن النية أبدا أن يكون دائما“.
ويقول منتقدو ترامب إن المعركة أبعد ما تكون عن النهاية وإن الانسحاب يضع الحلفاء في مأزق. وكان أحد هؤلاء المنتقدين ماتيس، الذي قال في خطاب استقالة اتسم بالصراحة إن آراءه لا تتوافق مع آراء الرئيس وخاصة فيما يتعلق بمعاملة حلفاء الولايات المتحدة. وكان ماتيس يعتزم الرحيل عن منصبه بنهاية شهر فبراير شباط لكن ترامب أجبره على الرحيل يوم الأول من يناير كانون الثاني بعد خطاب الاستقالة.
كما واجه ترامب انتقادات بسبب رغبته في سحب جنود من أفغانستان، حيث توجد القوات الأمريكية منذ 2001. وتساءل ترامب إلى متى سيتعين على القوات الأمريكية أن تظل موجودة فيما أصبحت أطول حرب تخوضها الولايات المتحدة. جاءت زيارة ترامب غير المعلنة مسبقا إلى العراق على خطى الرئيسين السابقين الجمهوري جورج دبليو بوش والديمقراطي باراك أوباما، إذ قام كل منهما بزيارة مفاجئة إلى القوات. ولأسباب أمنية، عادة ما تبقى الزيارات سرية إلى ما بعد وصول الرئيس.
وقال ترامب إن شاغله الأمني الرئيسي كان على السيدة الأولى وتحدث كيف اتخذت طائرة الرئاسة إجراءات احترازية خاصة لدى هبوطها في العراق. وقال ”رأيتم ما تعين علينا المرور به في الطائرة المظلمة التي تم إطفاء جميع أضوائها“. وقالت ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض إن ترامب تحدث وهو في العراق مع القادة العسكريين والسفير الأمريكي وإنهم ”عرضوا خطة محكمة ستسمح لنا بمواصلة طريقنا نحو النصر التام“ على تنظيم داعش. بحسب رويترز.
وعلى خلاف سوريا، قال ترامب إنه ليست لديه خطط لسحب القوات من العراق. وتحدث ترامب مع الجنود الذين تجمعوا في قاعة للطعام زُينت من أجل العطلة ومازح الجنود بشأن فرق كرة القدم التي يشجعونها. وفي حديثه مع الصحفيين عبر ترامب عن حزنه بسبب شرور الصراعات في الخارج. وقال ”حان الوقت لإخراج شبابنا“. وأضاف ”وكنت أوقع كثيرا من الرسائل وأنا لا أحب إرسال تلك الرسائل إلى الوالدين لأقول إن ابنكم، أو بنتكم، قد قتل“. وأضاف ”لا أحب فعل ذلك. نفعل ذلك منذ فترة طويلة“.
شرطي العالم
الى جانب ذلك أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن بلاده لن تكون "شرطي العالم". ودافع ترامب عن قراره بسحب قواته من سوريا معتبرا أن قادته كان لديهم ما يكفي من الوقت لإنجاز مهمتهم في هذا البلد. واستغل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجوده بين الجنود الأمريكيين خلال زيارته المفاجئة إلى العراق، لتبرير قراره سحب قوات بلاده من سوريا وأيضا للتأكيد على انتهاء دور الولايات المتحدة كـ"شرطي" العالم.
وفي القاعدة العسكرية العراقية دافع ترامب عن سياسة "أمريكا أولا" التي يتبعها بالانسحاب من التحالفات المتعددة الجنسيات، بما في ذلك الحروب التي لا تنتهي في الشرق الأوسط، وأكد أن الولايات المتحدة تخوض معارك نيابة عن دول أخرى منذ فترة طويلة. وقال في هذا السياق "لا نريد أن نكون عرضة للاستغلال أكثر من جانب دول تستغلنا وتستخدم جيشنا القوي لحمايتها، لأنها لا تدفع في مقابل ذلك لكنها ستكون مضطرة إلى ذلك".
وأضاف "نحن منتشرون في جميع أنحاء العالم. نحن في بلدان لم يسمع بها معظم الناس. بصراحة، هذا أمر سخيف". وأكد "لا تستطيع الولايات المتحدة أن تبقى شرطي العالم. إنه أمر غير عادل عندما يقع العبء علينا، على الولايات المتحدة". وقال ترامب للصحافيين إنه عارض جنرالات طلبوا تمديد الانتشار في سوريا، حيث يوجد نحو ألفي جندي إلى جانب جنود من جنسيات أخرى يساعدون المسلحين المحليين الذين يحاربون تنظيم داعش. بحسب فرانس برس.
وأضاف أنه أبلغ القادة العسكريين أنه "لا يمكنكم الحصول على مزيد من الوقت. كان لديكم ما يكفي من الوقت". وأقر ترامب بوجود مخاوف أمنية رافقت زيارته إلى العراق، معربا عن "حزنه الشديد" لحاجته إلى كل هذه السرية للقاء الجنود الأمريكيين هناك. وقال "من المحزن جدا عندما تنفق 7 تريليونات دولار في الشرق الأوسط أن يتطلب الذهاب إلى هناك كل هذه السرية الهائلة والطائرات حولك، وأعظم المعدات في العالم، وأن تفعل كل شيء كي تدخل سالما".
إيران وزيارة ترامب
على صعيد متصل قال بهرام قاسمي، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب اضطر للدخول إلى العراق بصورة سرية و"لصوصية" على حد تعبيره، تحت إجراءات أمنية واستخباراتية مشددة. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية على لسان قاسمي قوله: "كما قال السید ترامب فی خطابه في حشد العسكریین الامیركیین فی قاعدة 'عین الاسد' (الجویة غرب العراق) فانه ورغم تدخلاتهم التي لا تحصي ونفقاتهم بالاف ملیارات الدولارات والاثمان الباهظة التي دفعوها على حساب سمعتهم التي لا تعوض للشعب الأمیركي، والتي ادت إلى التواجد العسكري اللاقانوني وغیر المشروع في المنطقة خاصة العراق، فانه مضطر لان یدخل ارض احدى دول المنطقة بصورة سریة تماما او بالاحري بلصوصیة وتحت اشد الاجراءات الاستخباریة – الامنیة وان یتعرض هكذا للانتقاد من المحللین وعدم اكتراث من المسؤولین العراقیین والمعارضة من الشعب العراقي".
وتابع قاسمي قائلا: "حكومات وشعوب المنطقة لا تسمح ابدا للاجانب المعتدین والمنبوذین باستغلال الامور لاثارة التفرقة بین دول المنطقة.. لیست أمريكا الطامعة والداعمة للإرهاب بكل معنى الكلمة بل ان شعوب المنطقة الواعیة هي التي تمكنت بإدراكها الصائب للظروف توقیتها الصحیح ومراكمتها لامكانیاتها المادیة والمعنویة من دحر وهزیمة الارهابیین الذین تم اعدادهم وتسلیحهم وتمویلهم من قبل أمريكا والصهیونیة".
وأردف: "لاشك انه سوف لن یمر وقت طویل لتدرك جمیع دول المنطقة بان استتباب الاستقرار والامن بالمنطقة غیر ممكن دون الاعتماد علي مصادرها وطاقاتها الداخلیة والاقلیمیة والدولیة وان القوات الاجنبیة ستضطر لمغادرة المنطقة كلها عاجلا ام آجلا".
انتهاك للسيادة
من جانب اخر ندد زعماء سياسيون وزعماء فصائل مسلحة بالعراق بزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاجئة إلى القوات الأمريكية في العراق واصفين إياها بأنها انتهاك لسيادة العراق. وقال نواب إن اجتماعا بين ترامب ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي ألغي بسبب خلاف حول المكان. ودعا صباح الساعدي زعيم كتلة الإصلاح النيابية في بيان إلى جلسة طارئة لمجلس النواب لبحث ”هذا الانتهاك الصارخ لسيادة العراق وإيقاف هذه التصرفات الهوجاء من ترامب الذي يجب أن يعرف حدوده فإن الاحتلال الأمريكي للعراق انتهى“.
واعترض أيضا على زيارة ترامب تحالف البناء، منافس كتلة الإصلاح في البرلمان. ويقود تحالف البناء هادي العامري. وقال بيان لتحالف البناء ”زيارة ترامب انتهاك صارخ وواضح للأعراف الدبلوماسية وتُبين استهتاره وتعامله الاستعلائي مع حكومة العراق“. وقال مكتب عبد المهدي في بيان إن السلطات الأمريكية أبلغت القيادة العراقية بزيارة الرئيس قبل موعدها. وأضاف أن اجتماعا بين القيادة العراقية والرئيس الأمريكي أُلغي بسبب خلافات حول تنظيم اللقاء.
وقال البيان ”تباين في وجهات النظر لتنظيم اللقاء أدى إلى الاستعاضة عنه بمكالمة هاتفية تناولت تطورات الأوضاع“. وقال نواب عراقيون إنهما اختلفا حول مكان الاجتماع، حيث طلب ترامب الاجتماع في قاعدة عين الأسد الجوية وهو ما رفضه عبد المهدي. واتهم فالح الخزعلي، وهو سياسي متحالف مع كتلة البناء، الولايات المتحدة بأنها ترغب في زيادة وجودها في العراق. وقال ”القيادات الأمريكية التي انهزمت في العراق تريد العودة مجددا تحت أي ذريعة وهذا ما لا نسمح به مطلقا“.
وقالت كتلة البناء إن زيارة ترامب ”تضع الكثير من علامات الاستفهام حول طبيعة التواجد العسكري الأمريكي والأهداف الحقيقية له وما يمكن أن تشكل هذه الأهداف من تهديد لأمن العراق“. ورغم عدم وقوع أعمال عنف على نطاق واسع في العراق منذ أن تكبد تنظيم داعش سلسلة من الهزائم العام الماضي، تقوم القوات الأمريكية البالغ قوامها نحو 5200 جندي بتدريب القوات العراقية وتقديم المشورة لها بينما لا تزال تشن حملة ضد التنظيم المتشدد. ويقود كتلة الإصلاح رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر. بحسب رويترز.
وقال قيس الخزعلي، زعيم فصيل عصائب أهل الحق، على تويتر ”رد العراقيين سيكون بقرار البرلمان بإخراج قواتك العسكرية رغما عن أنفك وإذا لم تخرج فلدينا الخبرة والقدرة لإخراجها بطريقة أخرى تعرفها قواتك“. غير أن بعض العراقيين كانوا أقل اهتماما بزيارة الرئيس الأمريكيين. وقال محمد عبد الله المقيم في بغداد ”لن نحصل على أي شيء من أمريكا“. وأضاف ”كانوا في العراق على مدى 16 عاما، ولم يقدموا أي شيء للبلد سوى الدمار والخراب“.
العقوبات على إيران
الى جانب ذلك قال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة مددت إعفاء للعراق من عقوبات إيران لمدة 90 يوما، وهو ما يسمح لبغداد بمواصلة استيراد الغاز الإيراني الحيوي لانتاج الكهرباء. وتم التوصل للاتفاق أثناء زيارة وفد عراقي إلى واشنطن، حسبما قال مسؤولان عراقيان على دراية مباشرة بالمفاوضات. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ”تم منح إعفاء لمدة 90 يوما للسماح للعراق بمواصلة المدفوعات لواردات الكهرباء من إيران“، مضيفا أن الإعفاء سينطبق على الكهرباء والغاز كليهما.
وأعادت إدارة ترامب فرض عقوبات على صادرات الطاقة من إيران مشيرة إلى برنامجها النووي وتدخلها في الشرق الأوسط، لكنها منحت إعفاء لبضعة مشترين لتلبية حاجات الطاقة للمستهلكين. ومنحت واشنطن العراق إعفاء لمدة 45 يوما لواردات الغاز من إيران عندما أعادت فرض العقوبات على القطاع النفطي الإيراني في الخامس من نوفمبر تشرين الثاني. وقال مسؤولون عراقيون إنهم يحتاجون إلى عامين تقريبا لإيجاد مصدر بديل. ويعتمد العراق على الغاز الإيراني لتغذية محطاته لتوليد الكهرباء ويستورد حوالي 1.5 مليار قدم مكعبة يوميا عبر خطوط أنابيب في الجنوب والشرق.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن واشنطن تواصل العمل مع العراق لإنهاء اعتماده على الغاز الطبيعي الإيراني وزيادة استقلاله في الطاقة. وأضاف قائلا ”هذه الجهود ستستمر لتعزيز استخدام الموارد الطبيعية العراقية وتقوية الاقتصاد والتنمية في العراق وتشجيع عراق متحد وديمقراطي ومزدهر بمعزل عن النفوذ الإيراني الضار“. وأبلغ مسؤول بارز بالحكومة العراقية ومسؤول بالبنك المركزي أن المحادثات مع الولايات المتحدة مستمرة لوضع التفاصيل النهائية بما في ذلك كيفية الدفع لإيران مقابل واردات الطاقة. وقالت إدارة ترامب إنه يجب على العراق ألا يدفع لإيران بالدولار الأمريكي أو اليورو. وانضم فريق من البنك المركزي العراقي إلى الوفد لإيجاد حل.
وتقول واشنطن إنها تريد كبح نفوذ إيران في الشرق الأوسط، بما في ذلك العراق حيث لطهران سطوة في المجالين السياسي والتجاري. وقال رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي في الحادي عشر من ديسمبر كانون الأول إن الولايات المتحدة تعمل مع العراق بشأن الغاز الإيراني لأنه ”مرتبط بمسألة حساسة جدا هي الكهرباء“. وغذت انقطاعات متكررة للكهرباء احتجاجات في صيف هذا العام في جنوب العراق. بحسب رويترز.
من جانب اخر اعتبر وزير الطاقة الأميركي ريك بيري أن على العراق أن يفتح الأبواب أمام الشركات الأميركية لتحقيق الاستقلالية في مجال الطاقة. وقال الوزير "بالعمل معا، يمكن للولايات المتحدة والعراق تطوير صناعات النفط والغاز والمياه". وفي إشارة إلى إيران، العدو اللدود للولايات المتحدة، اعتبر بيري أن "الوقت قد حان كي ينهي العراق اعتماده (...) على دول أقل جدارة بالثقة تسعى إلى الهيمنة والسيطرة".
ويستورد العراق ما يصل إلى 28 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي من طهران، كما يشتري بشكل مباشر 1300 ميغاواط من الكهرباء الإيرانية. وتسعى واشنطن إلى دفع الشركات الأميركية بقوة للاستثمار في السوق العراقية، داعية حكومة بغداد إلى فتح الأبواب. وكانت السفارة الأميركية في بغداد، نشرت تسجيل فيديو الأسبوع الماضي شدد من خلاله على ضرورة أن تكون الولايات المتحدة "شريكا اقتصاديا للعراق".
اضف تعليق