q
يواجه مدير المخابرات المركزية السابق مايك بومبيو الذي اصبح اليوم وبعد مصادقة مجلس الشيوخ الأميركي وزيراً للخارجية الأميركية، وكما يرى بعض المراقبين تحديات مهمة وكبيرة خصوصا وان البعض يشكك في قدرات هذا الرجل على إدارة عمل الوزارة بشكل مهني ومستقل، و لن يعارض مواقف الرئيس في اوقات حرجة\"...

يواجه مدير المخابرات المركزية السابق مايك بومبيو الذي اصبح اليوم وبعد مصادقة مجلس الشيوخ الأميركي وزيراً للخارجية الأميركية، وكما يرى بعض المراقبين تحديات مهمة وكبيرة خصوصا وان البعض يشكك في قدرات هذا الرجل على إدارة عمل الوزارة بشكل مهني ومستقل، و لن يعارض مواقف الرئيس في اوقات حرجة". وهو ما اكده السناتور كريس كونز وقال كونز إنه يشعر بالقلق من أن بومبيو "سوف يشجع ميل الرئيس نحو مواقف خطيرة أو عدائية بدلا من تخفيفها أوضبطها". ويعتبر المدير الحالي لوكالة الاستخبارات المركزية القريب من ترامب، من "الصقور" في السياسة الخارجية. ووعد بـ"التصدي لعدوان روسي". وسلط عليه الضوء هذا ي عندما تم الإعلان عن زيارة سرية قام بها إلى كوريا الشمالية للقاء الزعيم كيم جونج أونج للتحضير لقمة مرتقبة له مع ترامب.

ويخشى الديمقراطيون أن يكون بومبيو منحازا بشكل كبير لحزبه وهو ما حاول كروكر الرد عليه. وقال "أرى إن أصدقائي الديمقراطيين في العديد من الحالات يشعرون بأنهم إذا أيدوا بومبيو يمنحون تأييدا غير المباشر لسياسات إدارة ترامب، وهو ما يمقته العديد منهم"، لكنه شدد على أنه أحدا في واشنطن "لديه اطلاع أكبر بشأن التهديدات" اليوم أكثر من بومبيو. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن، في وقت سابق إقالة وزير الخارجية ريكس تيلرسون من منصبه، وتعيين بومبيو خلفا له.

وينتظر مايك بومبيوكما نقلت بعض المصادر، الكثير الملفات شائكة يحمل على عاتقه التعامل معها وتأديتها على أكمل وجه أبرزها ملء الفراغات الشاغرة بالوزارة بما يحافظ على أداء الوزارة لمهامها بشكل صحيح يتناسب مع مصالح الولايات المتحدة الأمريكية الداخلية والخارجية. منها التوتر مع موسكو والمفاوضات كوريا الشمالية وملفات التوتر في الشرق الاوسط والعلاقات مع اوروبا وباقي الدول الحليفة فيما يخص بعض الملفات المهمة.

تنصيب بومبيو

في هذا الشأن وفور تسلّمه مسؤولياته في وزارة الخارجية الاميركية انكبّ مايك مومبيو، الرجل القوي الجديد في واشنطن والذي يحظى بدعم كامل من الرئيس دونالد ترامب، على تفعيل دور هذه الوزارة والعمل على استعادتها "مجدها الغابر" بعد ان ادارها سلفه ريكس تيلرسون بطريقة اثارت انتقادات واسعة. وقال ترامب خلال مشاركته في حفل تنصيب بومبيو وزيرا للخارجية في مقر الوزارة "استطيع ان اقول ان هناك طاقة اضافية تنبعث من وزارة الخارجية لم نر مثيلا لها منذ فترة طويلة جدا".

وردّ عليه بومبيو قائلا "اريد ان تعود الخارجية الاميركية الى مجدها الغابر". ولفت في حفل تنصيب بومبيو ان اسم سلفه لم يذكر ولا حتى مرة واحدة، هو الذي لم يحظ خلال ترؤسه الدبلوماسية الاميركية طيلة 15 شهرا بأي تكريم مماثل والذي أقاله ترامب بطريقة مفاجئة ومُذلّة بمجرد تغريدة نشرها على تويتر.

وهي المرة الاولى التي يزور فيها ترامب مقر وزارة الخارجية منذ وصوله الى البيت الابيض قبل 15 شهرا. وكان الرئيس السابق باراك أوباما زار مقر الخارجية بعد ثلاثة ايام فقط على تنصيبه رئيسا عام 2009. ولا يخفي الرئيس الاميركي إعجابه بالعسكريين وازدراءه للدبلوماسيين، وما التأخر في ملء الكثير من المناصب الاساسية التي ما زالت شاغرة في الوزارة، وسعيه الى خفض عدد العاملين فيها وخفض ميزانيتها بصورة غير مسبوقة، إلا دليل على مدى تقليله من أهمية دورها بالنسبة اليه.

وفي هذا الصدد قال ترامب في تشرين الثاني/نوفمبر لشبكة فوكس نيوز بنبرة استهزاء "لسنا بحاجة الى كل هؤلاء الناس، فكما تعرفون هذا يسمّى تقشفا"، مضيفا "الشخص الوحيد المهم هو أنا". وباعتراف كبار الموظفين فيها كانت الخارجية الاميركية تعاني كثيرا من الجمود، وما زاد الازمة حدة هو شخصية الوزير السابق تيلرسون الذي تجنّب مواجهة مشاكل الوزارة مفضّلا البقاء بعيدا عنها. وكان دبلوماسي اجنبي معتمد في واشنطن قال عن طريقة عمل الوزارة في عهد تيلرسون "ان وزارة الخارجية لا تعمل على الاطلاق، ولا يوجد مُحاور لنا".

وما زاد من مشاكل تيلرسون مناكفاته المتواصلة والعلنية مع ترامب حيث ظهرا مرارا على طرفي نقيض من مسائل عدة. وبدا واضحا ان هناك صفحة جديدة فتحت، وما الاحتفال الضخم بتنصيب بومبيو بحضور ترامب الا دليل على ذلك. واشاد ترامب في كلمته لدى تنصيب بومبيو بـ"الوطني الاميركي الحقيقي" الذي يكنّ له "عميق الاحترام" والتقدير" ويمنحه "كامل ثقته". وكان ترامب خصّ وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي آي ايه" ومديرها المغمور في حينه مايك بومبيو بأول زيارة له في الداخل بعد تسلّمه مهامه الرئاسية في كانون الثاني/يناير 2017.

وبومبيو البالغ من العمر 54 عاما تم تثبيته وزيرا للخارجية باكثرية ضئيلة في مجلس الشيوخ (57 صوتا مقابل 42) بعدما أخذ عليه الديموقراطيون ميوله الحربية وتصريحاته المعادية للمسلمين وللمثليين. بحسب فرانس برس.

وفي حفل تنصيبه الذي شارك فيه وزراء آخرون كثيرون جاؤوا لتحية زميلهم الجديد ذكّر بومبيو بأن الادارة امامها العديد من الاستحقاقات الدبلوماسية ابرزها مصير الاتفاق النووي الايراني "السيئ" ونقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس و"المعاملة بالمثل" في العلاقة الاقتصادية مع الصين والتمكن "من دون تأخير" من "تفكيك" البرنامج النووي الكوري الشمالي. وقال الوزير الجديد "لدينا فرصة غير مسبوقة لتغيير مسار التاريخ في شبه الجزيرة الكورية" التي زارها سرا قبل شهر حين كان لا يزال مديرا لوكالة الاستخبارات المركزية والتقى في بيونغ يانغ الزعيم الكوري الشمالي كيم جون-اون من اجل التحضير للقمة التاريخية التي ستجمع بين الاخير والرئيس الاميركي في غضون شهر.

تعهدات بومبيو

على صعيد متصل ذكر وزير الخارجية الأمريكي الجديد مايك بومبيو لدى وصوله في أول يوم له إلى مقر الوزارة إنه سيساعد الدبلوماسية الأمريكية على ”استعادة كبريائنا“، لكنه لم يقدم تفاصيل تذكر بشأن خططه للوزارة. وقال بومبيو مازحا إنه سجل رقما قياسيا لأطول جولة خارجية في أول يوم عمل. وكان بومبيو قد شرع فور تصديق الكونجرس على ترشيحه للمنصب في الجولة التي التقى خلالها بحلفاء الولايات المتحدة في أوروبا والشرق الأوسط متجنبا قضاء اليوم الأول في الوزارة وهو تقليد معتاد.

وأضاف بومبيو وسط تصفيق من عدة مئات من العاملين في السلك الدبلوماسي ”تحدثت بشأن استعادة كبريائنا وسأوضح ما أعنيه بذلك، لكنه مهم. السلك الدبلوماسي الأمريكي بحاجة لأن يكون في كل ركن من أركان العالم ينفذ المهام نيابة عن هذا البلد وهذا دوري المتواضع والنبيل أن أنجز ذلك“. وفي إدارة ترامب، تعرضت وزارة الخارجية لهزة جراء استقالة عدد من كبار الدبلوماسيين وتجميد التعيين ووجدت نفسها مهمشة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية بعد أن اضطلع البيت الأبيض بهذا الدور.

وكانت تصريحات بومبيو مقتضبة ولم تحمل تفاصيل بشأن التغييرات المحتملة في الوزارة. وكان ترامب أقال ريكس تيلرسون أول وزير خارجية في إدارته في مايو أيار بعد خلافات علنية بشأن كوريا الشمالية وإيران وروسيا. وتعد الولايات المتحدة لاجتماع تاريخي بين ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، وتضغط واشنطن من أجل تعديل الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015، والذي هدد ترامب بإلانسحاب منه. بحسب رويترز.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستنشر أدلة تقول إنها بحوزتها بشأن أنشطة نووية إيرانية سابقة. وفي حين أشار بومبيو إلى أن الولايات المتحدة لا تزال تعمل على ”إصلاح“ اتفاق 2015، فإن نتنياهو قال إن الأدلة أظهرت أن إيران كذبت بشأن أنشطتها النووية قبل الاتفاق. وبالإضافة إلى ذلك، زاد التوتر بين واشنطن وموسكو بشأن مزاعم أجهزة المخابرات الأمريكية بأن روسيا تدخلت في انتخابات 2016 الرئاسية في الولايات المتحدة، فضلا عن دعم موسكو للرئيس السوري بشار الأسد في الحرب التى دخلت عامها الثامن.

ولا تزال مناصب رئيسية عدة شاغرة في الوزارة المذكورة وقد وعد بومبيو امام مجلس الشيوخ بتسريع عملية ملء الشواغر. واضاف "انا واثق بامر واحد، ان اميركا لا تستطيع بلوغ اهدافها من دونكم جميعا، من دون سياسة خارجية اميركية حاضرة في كل ركن من العالم". وتابع "علي ان اتعلم كثيرا منكم (...) سأستمع اليكم"، مؤكدا ان "الغرض النهائي" هو "تنفيذ السياسة الخارجية للرئيس ترامب واميركا حول العالم، وان نكون الوجه الدبلوماسي الوحيد الذي يحقق نتائج تبدو اميركا في حاجة ماسة اليها في العالم".

قلق أمريكي

من جانب اخر قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لنظيره التركي إن الولايات المتحدة قلقة بشدة إزاء قرار أنقرة شراء بطاريات صواريخ أرض-جو روسية من طراز إس-400 والتي لا تتوافق مع دفاعات حلف شمال الأطلسي. وقال مسؤول أمريكي كبير عقب اجتماع بين بومبيو ووزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو على هامش اجتماع وزراء خارجية الحلف ”سلط الوزير الضوء على جدية المخاوف الأمريكية... إذا مضوا قدما“. وأضاف ”طلب من تشاووش أوغلو أن يدرس عن كثب أنظمة حلف شمال الأطلسي القابلة للتوافق“.

وبعد ساعات من تأكيد تعيينه وزيرا للخارجية في إدارة الرئيس دونالد ترامب توجه بومبيو إلى بروكسل للمشاركة في اجتماعات الحلف التي ركزت على سياسات روسيا العدائية وسبل تعزيز الحلف. وخلال الاجتماع طرح بومبيو أيضا المخاوف بشأن اعتقال القس أندرو برانسون المسجون منذ ديسمبر كانون الأول 2016 وأمريكيين آخرين تحتجزهم تركيا. ووقعت تركيا اتفاقا مع روسيا للحصول على صواريخ إس-400 أفادت تقارير بأنها بقيمة 2.5 مليار دولار في أواخر ديسمبر كانون الأول ضمن خطط أنقرة لتعزيز قدراتها الدفاعية في ظل تهديدات تتمثل في المسلحين الأكراد والإسلاميين المتشددين في الداخل والصراعات على الجانب الآخر من الحدود في سوريا والعراق.

وقال تشاووش أوغلو لإذاعات تركية عقب الاجتماع إن صفقة صواريخ إس-400 اكتملت لكن تركيا مستعدة لشراء أنظمة دفاع أخرى من حلفائها. وأضاف ”أكملنا عملية (الصواريخ) إس-400. المسألة محسومة... لكننا نحتاج لمزيد من الدفاعات الجوية. يمكننا بحث ما يمكن عمله بشأن عمليات شراء أخرى“. بحسب رويترز.

ولا يتوافق النظام مع أنظمة الحلف وأغضب شراء تركيا له الدول أعضاء حلف شمال الأطلسي التي تشعر بالقلق بالفعل من وجود موسكو العسكري في الشرق الأوسط. وحذر مسؤولو الحلف تركيا من عواقب لم يحددوها لشراء نظام إس-400 لكن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قال إن العلاقات مع الحلف لا تزال قوية.

اضف تعليق