q

الصراعات الداخلية في الولايات المتحدة الامريكية بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي وكما يقول بعض المراقبين هي صراعات دائمة ومتجددة، تزداد حدتها وتتسع مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، تسخر لأجلها كل الامكانات والطاقات الاعلامية والدعائية الضخمة التي تعد من اهم وسائل الحرب السياسية في هذا البلد، خصوصا وانها تستخدم كهدف رئيسي يباح فيها كل شيء من تشهير وانتقادات قاسية واتهامات من اجل إسقاط واقصاء الخصوم، وخلق الازمات والمشكلات التي تلعب دورا بارزا في مثل هكذا احداث مهمة ومصيرية، تلك الصراعات والازمات المستمرة بين رجال السياسة في الولايات المتحدة الامريكية وكما يقول بعض الخبراء اثرت بشكل مباشر على المواطن الامريكي الذي يعاني الكثير من المشاكل والأزمات بسبب تواصل واستمرار الحرب الداخلية بين الديمقراطيين والجمهوريين الساعين الى الوصول الى قمة السلطة و الفوز بكرسي الرئاسة.

والانتخابات الأمريكية وبحسب ما تشير بعض المصادر الإعلامية، تتسم بصفات عدة، وفيها ثوابت لم يخرج عنها صراع انتخابي، فهي لا تغادر المقاييس التقليدية التي تبنى عليها الرأسمالية الأمريكية ولا تغادر مفهوم (المتسيد) الذي يشكل ثقافة الأمريكي والذي يتمركز حول الذات بشكل مفرط يدفع للقول بأن الرئيس الأمريكي ينبغي أن يكون ذا شخصية كاريزمية تشبع روح الناخب في القوة والسيادة على العالم. يضاف إلى ذلك أن من ثوابت الانتخابات الأمريكية دعم صورة (المتسيد) بتعزيز قوة الدفاع، وهم دائما يستخدمون مفردة الدفاع عن الولايات المتحدة. ولا ينسى البرنامج الانتخابي دغدغة مشاعر "اليهود" وهو ثابت ثبات حقيقة أن "لليهود" تأثيرا مباشرا فعالا في انتخابات الرئيس الجديد، وصراعات الانتخابات الرئاسية تصنعها دوائر متخصصة أهمها اللوبي اليهودي الصهيوني وهو المؤثر المهم في السياسة الأميركية وانتخاب الرئيس، وصاحب أقوى حضور إعلامي ومادي في الولايات المتحدة.

اوباما والقرارات المتسرعة

وفي هذا الشأن فقد حذر الرئيس الاميركي باراك اوباما من مغبة اتخاذ قرارات متسرعة على صعيد ادارة الازمات الدولية، داعيا الى التحلي "بصبر استراتيجي"، وقد اعتبر خصومه الجمهوريون هذا الموقف دليل ضعف. وقال اوباما في مقدمة "استراتيجية الامن القومي" "في عالم معقد، لا يحتمل عدد من المسائل الامنية التي نواجهها اجوبة سهلة وسريعة".

وتستعرض هذه الوثيقة الضخمة التي عممتها ادارته، تحديات واولويات الولايات المتحدة، من النزاعات المسلحة الى الجرائم المعلوماتية مرورا بالتصدي للتغيرات المناخية. واضاف اوباما ان "التحديات التي نواجهها تتطلب الصبر الاستراتيجي والمثابرة"، مكررا بذلك احد المواضيع الاساسية لسياسته الخارجية. واعرب الرئيس الاميركي مرة اخرى عن سروره لأنه طوى صفحة الحروب عبر قوات برية في العراق وافغانستان، "اللذين كانا في صلب السياسة الخارجية الاميركية خلال العقد المنصرم".

وذكر بأن حوالى 180 الف جندي كانوا ينتشرون في العراق وافغانستان عندما وصل الى البيت الابيض في 2009، مشيرا الى ان عددهم اليوم يقل عن 15 الفا. واضاف اوباما "يجب ان نقر ايضا بأن استراتيجية للأمن القومي الذكي لا تستند فقط الى القوة العسكرية". واعلن السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، ان اضافة مزيد من الصبر على السياسة الخارجية للرئيس اوباما، لا تؤدي إلا الى "اطالة امد فشل" هذه السياسة.

وقال ساخرا "اشك في ان تكون سياسة الصبر الاستراتيجي للرئيس اوباما قد اخافت تنظيم الدولة الاسلامية والملالي الايرانيين او فلاديمير بوتين". واضاف "من وجهة نظرهم، كلما تحلى اوباما بالصبر، ازدادوا قوة". وهذه المقاربة التي يعتمدها اوباما ودائما ما ينتقدها الحزب الجمهوري، آخذا عليه انه اضعف مكانة الولايات المتحدة في العالم، تسببت في توترات احيانا في اطار حزبه. بحسب فرانس برس.

ففي آب/اغسطس 2014، سخرت هيلاري كلينتون المرشحة المحتملة الى البيت الابيض في 2016، من غياب عقيدة حقيقية للسياسة الخارجية لدى الرئيس اوباما. واعتبرت كلينتون التي اشارت الى عبارة غالبا ما تعد ركيزة ادارة اوباما على صعيد السياسة الخارجية "لا تقوموا بأمور حمقاء، ان البلدان الكبيرة تحتاج الى "مبادىء اساسية" وان هذه الصيغة لا تعد واحدة من هذه المبادىء. ورد فريق اوباما مذكرا هيلاري كلينتون بأن هذه العبارة كانت تتحدث بنوع خاص عن الاحتلال في العراق، الذي كان "قرارا سيئا جدا". وعندما كانت سيناتورة، صوتت كلينتون لمصلحة شن الحرب في العراق، قبل ان تؤكد بعد ذلك انها ارتكبت خطأ.

حملة مبكرة

مع ان الانتخابات الرئاسية الاميركية ستجرى اواخر عام 2016، تدفق مرشحون جمهوريون الى البيت الابيض الى ولاية نيوهامشر ليبدأوا حملتهم في وقت مبكر. وكثف اربعة منهم بينهم جيب بوش نجل وشقيق الرئيسين الاسبقين جورج بوش الاب والابن، اللقاءات مع الناخبين في هذه الولاية الصغيرة في نيوانغلند (شمال شرق) التي تنظم تقليديا اول انتخابات تمهيدية في السباق الى البيت الابيض.

فالولاية الصغيرة جدا غير المكتظة سكانيا والمعروفة باسم "ولاية الغرانيت" تلعب دور منصة انطلاق المرشحين نحو الانتخابات الرئاسية المرتقب اجراؤها في تشرين الثاني/نوفمبر 2016. وقد شارك جيب بوش الذي لم يزر نيوهامشر منذ 15 سنة، في اجتماعات انتخابية عدة. ولم يعلن حاكم ولاية فلوريدا السابق رسميا بعد ترشيحه على غرار الاخرين، لكنه شكل لجنة تحضيرية وصرح انه "يفكر بامكانية خوض" الانتخابات.

ومن المتوقع ان يشارك النجم الصاعد في الحزب الجمهوري حاكم ويسكونسن سكوت واكر في خمسة لقاءات مع مناصرين محتملين ومتبرعين. وفي مانشستر هاجم جيب بوش مؤكدا في مقابلة مع صحيفة تامبا باي "ان الناخبين سيقولون ان واجهنا هيلاري كلينتون، نحتاج لاسم للمستقبل وليس للماضي من اجل الفوز". وقال فرغس كولن الرئيس السابق للجمهوريين في نيوهامشر الذي استقبل جيب بوش في منزله "ان الاثنين يسعيان للظهور بشكل جيد". واضاف "ان كلا منهما يعلم اهمية اعطاء الانطباع الاول. فكثير يتوقف على ذلك".

وتيد كروز يعلم ذلك ايضا. فالسناتور المحافظ الذي لا يخفي هو ايضا طموحاته الرئاسية، سيصل الى هذه الولاية. اما ريك بيري الذي يكثف تنقلاته في البلاد بعد ان غادر قصر الحاكم في تكساس في كانون الثاني/يناير شارك ايضا في ثمانية لقاءات. كذلك قام طامحون جمهوريون اخرون امثال سناتور كنتاكي راند بول وحاكم نيوجرزي كريس كريستي في الاونة الاخيرة بزيارة نيوهامشر وقبل ذلك ايوا الولاية الصغيرة الاخرى التي تلعب دورا اساسيا في الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.

ورأى كولن "انه السباق الاكثر انفتاحا الذي شاهدته في حياتي. لم يسجل اي منهم تقدما كافيا ليشعر بالارتياح او ليستحق لقب المرجح. وهذا امر غير عادي". كذلك الديمقراطيون يعلمون هم ايضا ان نيوهامشر توفر امكانية مواجهة الناخبين المقبلين في وقت مبكر جدا. بحسب فرانس برس.

وقالت ديبي واسرمان شولتز رئيسة اللجنة الوطنية الديمقراطية لصحافيين ان الناخبين في هذه الولاية "يعرفون كيف يضعون اولئك الذين يطمحون الى اعلى مسؤولية في البلاد في امتحان". وهيلاري كلينتون التي فازت في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في نيوهامشر في 2008 قبل ان تخسر خيار الحزب امام باراك اوباما، هي المرشحة المرجحة لدى الديمقراطيين للفوز في غياب اي منافس جدي. ونيوهامشر هي كما يفترض في مرماها. وذكرت محطة التلفزة المحلية دبليو ام يو ار نقلا عن مصادر من داخل الحزب ان هيلاري كلينتون بدأت توظيف طاقم فريقها المحلي تحسبا لترشيحها المحتمل.

جيب بوش

على صعيد متصل استعان جيب بوش الذي ينافس على الفوز بترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية بعدد كبير من العاملين في الإدارتين السابقتين في عهد شقيقه ووالده في اختيار فريقه من مستشاري السياسة الخارجية. غير أن هذه الاختيارات قد تضعف سعيه لتأكيد استقلاله فيما يتعلق بالسياسة الخارجية عن شقيقه ووالده.

ويقول مسؤولون سابقون وأساتذة جامعات إن القائمة التي تضم 21 مستشارا أولية ولن تشكل بالضرورة الأساس الذي تقوم عليه الرئاسة الثالثة لعائلة بوش إذا فاز في الانتخابات. كذلك فمن الشائع للمرشحين البارزين للرئاسة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي أن يستفيدوا على نحو مكثف من خبرات الإدارات السابقة. غير أنه بإدراج 19 مستشارا ضمن القائمة ممن خدموا في عهد الرئيس جورج دبليو بوش ووالده جورج اتش دبليو بوش يغامر جيب بإثارة انتقادات خلال حملة انتخابات الرئاسة لعام 2016 أنه يمثل استمرارا لتركة عائلته في السياسة الخارجية.

ومن بين مستشاريه بول ولفويتز النائب السابق لوزير الدفاع الأمريكي الذي قام بدور رئيسي في التخطيط لغزو العراق عام 2003 وأكد ذات مرة أن العراق سيتمكن من تمويل جهود الاعمار بعد الحرب بالاعتماد على موارده الذاتية. كذلك اختار في القائمة جون هانا الذي كان من كبار مساعدي ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي السابق وكذلك ستيفن هادلي نائب مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس بوش الابن.

لكن اختياره وقع أيضا على جيمس بيكر وزير الخارجية في عهد الرئيس بوش الأب والذي شارك في رئاسة لجنة خاصة وصفت الوضع في العراق عام 2006 بأنه "خطير ومتدهور" وأوصت بانسحاب القوات الأمريكية من هناك على مراحل. وقال جمهوريون إن ذلك يوضح إلى أي مدى يسعى جيب بوش لنهج عريض القاعدة يجمع بين مجموعة كبيرة من الآراء المختلفة في الحزب وهو يحاول أن يصور نفسه على أنه أكثر تشددا فيما يتعلق بالأخطار الخارجية من الرئيس باراك أوباما قبل الانتخابات الحزبية التي تبدأ أوائل العام المقبل.

عائلة كلينتون

في السياق ذاته تواجه الآلة الانتخابية لعائلة بيل وهيلاري كلينتون التي اوصلتهما الى مناصب حاكم ولاية وعضو مجلس شيوخ والرئاسة، سلسلة فضائح فيما يتبين ان ارثهما الطويل وشبكة علاقاتهما المتينة قد تصبح عبئا عليها. ويغادر اعضاء بارزون في ادارة باراك اوباما البيت الابيض للانضمام الى حملة هيلاري كلينتون - مثلما حصل مع العائلات السياسية الاميركية العريقة مثل روزفلت وكينيدي او بوش - لكن الايام الاخيرة قد تكون دفعت بكثيرين منهم الى اعادة النظر في قرارهم.

فمؤسسة بيل وهيلاري وتشيلسي كلينتون متهمة باخذ ملايين الدولارات كهبات من دول خليجية تعتبر سجلاتها في مجال حقوق الانسان موضع شكوك. كما ان الفنان الذي رسم لوحة شهيرة لبيل كلينتون وصف الرئيس الاسبق بانه "قد يكون اشهر كاذب في التاريخ". ثم جاء الكشف عن ان هيلاري كلينتون كانت ترسل رسائلها الالكترونية الرسمية من حساب خاص مرتبط بجهاز موجود في منزلها الواقع في ولاية نيويورك.

ولا شيء من هذه الفضائح قد يكون كافيا لنسف سعي كلينتون للحصول على ترشيح الحزب الديموقراطي لخوض السباق الرئاسي في 2016. لكنها تثبت ان الترشيح الدائم غالبا ما يترافق مع اعباء ثقيلة. ويساهم الخصوم السياسيون لعائلة كلينتون في مساعدة الناخبين على الربط بين الفضائح لكي يثبتوا اهمالا في السلوك واستغلالا للوصول الى السلطة. ونقاط القوة الانتخابية مثل المسيرة الرائعة للرئيس السابق ونجاح هيلاري كلينتون الباهر كوزيرة للخارجية، قد لا تصب في مصلحتها.

وقال شون تريند المحلل في معهد "ريل-كلير-بوليتيكس" ان "السبب الجزئي لخسارة هيلاري كلينتون عام 2008 في الانتخابات التمهيدية للحزب، لان القوى الديموقراطية اعتبرت انها مثيرة للانقسام وتحمل اعباء كثيرة من الماضي". واضاف "هذا الامر يعيد ذكريات الماضي وقد يدفع البعض الى البحث عن بديل". وحتى الان عجزت الالة الانتخابية لكلينتون عن ايجاد مبررات كما حصل في سباق 2008.

الخارجية ورسائل كلينتون

من جانب اخر قالت وزارة الخارجية الاميركية انها ستدقق في الرسائل الالكترونية التي كتبتها هيلاري كلينتون على حسابها الخاص عندما كانت تشغل منصب وزيرة الخارجية لكنها نفت ان تكون واجهت ضغوطا لإخفاء معلومات. ووجدت كلينتون نفسها وسط زوبعة اعلامية اثر الكشف عن انها كانت ترسل رسائلها الالكترونية الرسمية من حساب خاص مرتبط بجهاز موجود في منزلها الواقع في ولاية نيويورك.

وعندما سأل صحافيون المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف ان كان البيت الابيض او مقربون من هيلاري يمارسون بعض الضغوط لاخفاء معلومات واردة في الرسائل الالكترونية المعنية والتي قد تسيء الى السباق الرئاسي في 2016، نفت بشدة قائلة "لا، لا". وبعد تعرضها لهجوم الجمهوريين الذين ينتقدونها لاستخدامها هذا الموقع الشخصي لارسال الرسائل عندما كانت وزيرة للخارجية، طلبت كلينتون ان تنشر رسائلها الالكترونية سعيا لقطع الطريق امام الجدل.

وقالت هارف "اننا نتفحص هذه الرسائل الالكترونية للتمكن من نشرها". ويتم هذا الاجراء بناء لتوصيات قانون حرية الاعلام. وعلى سؤال لمعرفة ما يعتزم الاشخاص المكلفون دراسة هذه الرسائل الالكترونية فعله ان عثروا على معلومات حساسة او مصنفة سرية، بدت هارف غامضة بقولها "لا اريد التكهن عما يمكن ان يحدث في هذا الوضع". واضافت "لا اريد استباق نتيجة هذا التدقيق قبل بث الصفحات ال55 الفا". بحسب فرانس برس.

واثناء سنواتها الاربع على رأس الخارجية الاميركية من 2009 الى 2013، لم تستخدم كلينتون مطلقا عنوانا الكترونيا حكوميا (ينتهي ب+ستيت.غوف+) ما يمكن ان يشكل انتهاكا للقوانين المعمول بها ويطرح مشكلة امن الاتصالات الحساسة. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز ان 50 الف رسالة الكترونية لهيلاري سلمت مؤخرا الى وزارة الخارجية بهدف ارشفتها، لكن الجمهوريين يؤكدون انه لا يوجد اي ضمانة على ان جميع الرسائل المهمة قد ارسلت لوضعها في قسم المحفوظات. ويلزم القانون الاميركي ارشفة كل الرسائل المهنية لمسؤولي الادارة الاميركية في قسم المحفوظات الوطنية. ومنذ 2014 يتوجب ايضا نقل اي رسالة يتم ارسالها من عنوان خاص الى العنوان الحكومي لوضعها في المحفوظات.

السخرية والانتقاد

من جانب آخر وجه الرئيس الأمريكي باراك أوباما انتقادات لخصومه الجمهوريين ونائبه جو بايدن في خطاب ساخر تضمن أيضا السخرية من وزيرة خارجيته السابقة هيلاري كلينتون فيما يتعلق بمشاكل تعرضت لها في الآونة الأخيرة بشأن بريدها الالكتروني. وانضم أوباما إلى سكوت ووكر حاكم ولاية ويسكونسن وهو منافس جمهوري محتمل في الانتخابات الرئاسية عام 2016 وتيري ماك أوليف حاكم ولاية فرجينيا الديمقراطي في حفل عشاء نادي ومؤسسة جريديرون السنوي الذي يتضمن سهرة من الأغاني والفقرات الكوميدية التي تسخر من أبرز الشخصيات في المشهد السياسي الأمريكي.

وقال أوباما على سبيل المزاح إن سمعته كشخص ضالع في أمور التكنولوجيا طغت عليها سمعة كلينتون التي تعرضت لانتقادات حادة بسبب استخدام بريدها الالكتروني الشخصي لأغراض العمل عندما كانت وزيرة للخارجية. وقال "إذا فكرتم في الكيفية التي تغيرت بها الأمور منذ 2008.. في ذلك الوقت كنت أنا مرشح المستقبل الشاب البارع في أمور التكنولوجيا. أما الآن فقد أصبحت في خبر كان وأصبحت هيلاري تمتلك جهاز خادم كمبيوتر في منزلها." بحسب رويترز.

وأشار أوباما إلى الانتقادت التي وجهت له بسبب التقاط صورة ذاتية (سيلفي) في مقطع فيديو منتشر كان يروج فيه لبرنامجه للتأمين الصحي لكنه قلب الطاولة على الجمهوريين الذين بعثوا رسالة إلى إيران يحذرونها فيها من الاتفاق النووي الذي يأمل أوباما في إبرامه. وقال "أنت لا تضر بمنصبك عندما تلتقط صورة ذاتية (سيلفي). لكنك تضر به عندما تبعث برسالة مكتوبة بشكل رديء إلى إيران." كما سخر أوباما من نائبه بايدن الذي وجهت له انتقادات لانه قام بتدليك كتف زوجة وزير الدفاع الجديد أشتون كارتر خلال مراسم تنصيبه. وقال أوباما "جو يدلك لي كتفي أيضا."

في السياق ذاته انتقد تحقيق طال الجهاز السري الأمريكي، المكلف بحماية الرئيس الأمريكي باراك أوباما، مديره الجديد جيمس كلانسي، الذي اعترف بأن بعض عناصره يلجأون إلى الكحول لتخفيف الضغط النفسي في ظل ثغرات أمنية محرجة. وواجه جيمس كلانسي، الرئيس الجديد للجهاز السري الأمريكي المكلف بحماية الرئيس الأمريكي باراك أوباما، تحقيقا قاسيا أمام أعضاء الكونغرس الأمريكي الغاضبين من إخفاقه في ملء الثغرات الأمنية المحرجة في عمل الجهاز وإقراره بأن بعض عناصر الجهاز يلجأون إلى الكحول لتخفيف الضغط النفسي.

واضطر جيمس كلانسي الإجابة عن قضية أخرى تتعلق باقتحام اثنين من عناصر الجهاز الحواجز الأمنية للبيت الأبيض في وقت سابق بعد إفراطهما في تناول الكحول، إلا أنه لم يتم اعتقالهما ولم يخضعا لاختبار الكحول. وأعرب أعضاء لجنة المخصصات في مجلس النواب الأمريكي عن استيائهم من إقرار كلانسي بأنه لم يعلم بالحادث إلا بعد خمسة أيام. وقال كلانسي أن هذا "أول اختبار" له منذ توليه منصبه وأضاف "كان يجب أن يتم إبلاغي" فورا، مؤكدا "نحن نتابع المسألة وستتم محاسبة المسؤولين عنها".

وجاء هذا الحادث بعد سلسلة من الحوادث المحرجة للجهاز من بينها انتهاك أمني كبير في أيلول/سبتمبر الماضي عندما اقتحم شخص البيت الأبيض وهو يحمل سكينا. كما أعرب المشرعون عن غضبهم من قول كلانسي إن تغيير "ثقافة" الجهاز سيستغرق وقتا مع سعيه لكسب ثقة عناصر الجهاز. ورد عليه النائب الجمهوري كريس ستيوارت بالقول "يا صاحبي، ليس عليك أن تكسب ثقتهم، فأنت رئيسهم ... فهم الذين يجب أن يكسبوا ثقتك ولم يفعلوا ذلك. والطريقة التي تكسب فيها ثقتهم هي أن تحاسبهم".

وتكثفت انتقادات النواب عندما قال كلانسي إن بعض العناصر يتعاملون مع الضغط من خلال تناول الكحول، مؤكدا أن الجهاز أطلق مؤخرا مبادرة لمعالجة الضغط النفسي. وقال "علينا أن نجد طريقة لمساعدة من يتجهون إلى الكحول كوسيلة للتعامل مع الضغط النفسي". وأثار ذلك غضب عدد من أعضاء الكونغرس، وصاح رئيس اللجنة هال روجرز في وجه كلانسي قائلا "لا يمكنك أن تدير جهازا بهذه الطريقة".

اضف تعليق