الأزمة الخليجة بين قطر والسعودية وباقي دول الحصار، وعلى الرغم من التحركات والوساطات التي تقوم بها الكويت ودول اخرى، ما تزال وبحسب بعض المصادر ترواح مكانها، فبعد ان توقع الكثير من المراقبين، حدوث انفراجه في الموقف المتأزم بسبب اتصال أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بعد تدخل الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أعلنت الرياض من جديد عن مسؤول في وزارة الخارجية السعودية أنها أوقفت الحوار مع قطر، متهما إياها بتحريف الحقائق وقال المصدر إن الاتصال كان بناء على طلب قطر وطلبها للحوار مع الدول الأربع حول المطالب، وليس كما ذكرت الدوحة أن الاتصال تم بتنسيق أميركي.
ويرى بعض الخبراء ان المملكة العربية السعودية، تحول وبشتى الوسائل اجبار قطر على الرضوخ لقراراتها ومطالبها، من خلال ايجاد واختلاق المشكلات، التي قد تكون سببا في تعقيد الازمة الحالية، ومنذ الخامس من يونيو/حزيران 2017، وتعيش منطقة الخليج أزمة دبلوماسية لم تشهدها المنطقة من قبل، إذ أقدمت 3 دول خليجية وهي السعودية والإمارات والبحرين إضافة إلى مصر، على قطع العلاقات الدبلوماسية والسياسية مع قطر، وفرض حصار بري وبحري وجوي على الدوحة، بزعم دعم قطر للإرهاب، التهمة التي نفتها الدوحة. وفي يوم 23/06/2017 قدمت السعودية والإمارات والبحرين ومصر للسلطات القطرية، عبر وساطة كويتية، قائمة تتضمن 13 مطلبا، محددة تنفيذها كشرط لرفع المقاطعة عن قطر، ومن أبرز المطالب خفض مستوى العلاقات الدبلوماسية مع إيران وطرد جميع عناصر الحرس الثوري الإيراني من الأراضي القطرية، وإغلاق القاعدة العسكرية التركية في قطر، التي لم يتم إقامتها رسميا بعد، وإغلاق قناة "الجزيرة"، وقطع جميع الصلات مع جماعة "الإخوان المسلمون" وتنظيمي "داعش" و"القاعدة" و"حزب الله" اللبناني. ورفضت السلطات القطرية الاستجابة لهذه المطالب.
تعطيل أي حوار
وفي هذا الشأن علقت السعودية أي حوار مع قطر متهمة إياها ”بتحريف الحقائق“ بعد أن أشار تقرير عن اتصال هاتفي بين أمير قطر وولي العهد السعودي إلى انفراجة في الأزمة. وذكرت وسائل الإعلام الرسمية في البلدين أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تلقى اتصالا هاتفيا من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وأنهما ناقشا الخلاف. وكانت السعودية والإمارات ومصر والبحرين قطعت العلاقات الدبلوماسية مع قطر في الخامس من يونيو حزيران وعلقت مسارات النقل الجوي والبحري مع أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم. وتستضيف قطر أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في المنطقة.
وتقول الدول الأربع إن الدوحة تؤيد غريمتهم إيران وتدعم إسلاميين الأمر الذي تنفيه الدوحة. وتحاول الكويت التوسط لحل الأزمة. وقالت وكالة الأنباء السعودية ”أبدى سمو أمير دولة قطر خلال الاتصال رغبته بالجلوس على طاولة الحوار ومناقشة مطالب الدول الأربع بما يضمن مصالح الجميع“. وأضافت الوكالة ”سيتم إعلان التفاصيل لاحقا بعد أن تنتهي المملكة العربية السعودية من التفاهم مع دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية“. والمكالمة الهاتفية هي أول اتصال علني بين الزعيمين منذ بداية الأزمة.
وقالت وكالة الأنباء القطرية إن الاتصال جاء بناء على تنسيق من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي تحدث في وقت سابق مع الشيخ تميم. وأبدى ترامب استعداده للتدخل والوساطة في الخلاف الأسوأ منذ عقود بين قطر ودول عربية أخرى معربا عن اعتقاده في إمكان التوصل إلى اتفاق سريعا. وذكرت وكالة الأنباء القطرية أن أمير قطر وولي العهد السعودي أكدا على ”حل الأزمة بالجلوس إلى طاولة الحوار لضمان وحدة مجلس التعاون“ الخليجي. بحسب رويترز.
وفيما بعد أصدرت السعودية بيانا ثانيا منسوبا لمسؤول بوزارة الخارجية ينفي ما ورد في تقرير وكالة الأنباء القطرية. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن المصدر قوله ”ما نشرته وكالة الأنباء القطرية لا يمت للحقيقة بأي صلة وإن ما تم نشره في وكالة الأنباء القطرية هو استمرار لتحريف السلطة القطرية للحقائق“. وأضاف المصدر ”السعودية ليس لديها أي استعداد للتسامح مع تحوير السلطة القطرية للاتفاقات والحقائق وذلك بدلالة تحريف مضمون الاتصال الذي تلقاه سمو ولي العهد من أمير دولة قطر بعد دقائق من اتمامه، فالاتصال كان بناء على طلب قطر وطلبها للحوار مع الدول الأربع حول المطالب“. وتابع ”ولأن هذا الأمر يثبت أن السلطة في قطر ليست جادة في الحوار ومستمرة بسياستها السابقة المرفوضة، فإن المملكة العربية السعودية تعلن تعطيل أي حوار أو تواصل مع السلطة في قطر حتى يصدر منها تصريح واضح توضح فيه موقفها بشكل علني“.
قطر ودول المقاطعة
الى جانب ذلك قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إنه "ما زالت دولة قطر مستمرة على موقفها على أن هذه الأزمة لا يمكن الخروج منها إلا عن طريق حوار بناء يتم الوصول فيه إلى تسويات بالتزامات جماعية على كافة الدول وليس عن طريق إملاءات... ومن الواضح أن هذه الدول فشلت في تقديم أي سند لهذه الأزمة".
وأضاف الوزير في مؤتمر صحفي في الدوحة مع نظيره الروسي سيرجي لافروف "المبادرة الكويتية وإرسال الرسائل التي قام بها صاحب السمو أمير الكويت إلى كافة الأطراف في دول مجلس التعاون والتي يدعو فيها أن يكون هناك حوار بشكل مباشر وغير مشروط، والدولة الوحيدة التي ردت على الرسالة هي دولة قطر، ولكن في المقابل لم ترد أي من دول الحصار على هذه الرسالة والتي بات لنا أنه نهج متبع لديهم بعدم الرد والتجاهل لأي جهود للوساطة سواء من الكويت أو من أي الدول الصديقة الأخرى". وقال الشيخ محمد إن قطر تعتزم تعزيز التجارة مع روسيا ولن تعتمد بعد الآن على الدول المجاورة لدعم اقتصادها أو ضمان الأمن الغذائي.
من جانبه ذكر وزير الخارجية الروسي لافروف أنه إذا بدأت المفاوضات المباشرة فستكون روسيا مستعدة للمشاركة في الوساطة وإنه من مصلحة روسيا أن تكون "دول مجلس التعاون الخليجي متحدة وقوية". وكانت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر قد قطعت العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع قطر في الرابع من حزيران/ يونيو متهمة إياها بدعم الإرهاب وهي مزاعم تنفيها الدوحة. بحسب رويترز.
وتحاول الكويت والولايات المتحدة إيجاد حل للأزمة. ولم تظهر زيارة يقوم بها وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف للإمارات وقطر أي مؤشر على تهدئة حدة التوتر بين الدول الخليجية العربية. وكان يوسف العتيبة سفير الإمارات لدى الولايات المتحدة قال في مقابلة مع مجلة أتلانتيك الأمريكية إن بلاده ستتفاوض مع قطر عندما لا تضع الدوحة أي شروط مسبقة.
من جانب اخر قالت الدول الأربع المقاطعة لقطر وهي السعودية والإمارات والبحرين ومصر، في بيانها المشترك إن موقف قطر يظهر عدم جديتها في الحوار ومكافحة الإرهاب. وأعربت هذه الدول عن تقديرها لوساطة أمير الكويت والرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أجل حل الأزمة. وأكدت الدول الأربع في بيانها أن الحوار حول تنفيذ مطالبها الثلاثة عشر يجب ألا تسبقه أي شروط وقالت "إن تصريحات وزير الخارجية القطري بعد تصريح أمير الكويت تؤكد رفض قطر للحوار إلا برفع إجراءات المقاطعة التي اتخذتها الدول الأربع لحماية مصالحها بشكل قانوني وسيادي، ووضعه لشروط مسبقة للحوار يؤكد عدم جدية قطر في الحوار ومكافحة وتمويل الإرهاب والتدخل في الشأن الداخلي للدول".
وأكد البيان استبعاد الخيار العسكري إذ قال "الخيار العسكري لم ولن يكون مطروحا بأي حال". وكان الشيخ صباح قد قال في تصريحاته "الحمد لله يعني المهم أننا عسكريا أوقفنا إنه يكون شيء عسكري". ورغم استبعاد طرفي النزاع استخدام القوة المسلحة، أعرب بعض المواطنين القطريين عن خشيتهم من حدوث عمل عسكري في ضوء شراسة الانتقادات لبلدهم في وسائل إعلام الدول الأربع.
وقال بيان الدول الأربع إن الأزمة مع قطر "ليست خلافا خليجيا فحسب، لكنها مع عديد من الدول العربية والإسلامية التي أعلنت موقفها من التدخلات القطرية ودعمها للإرهاب، ودول أخرى كثيرة في العالم أجمع لم تتمكن من إعلان موقفها بسبب التغلغل القطري في شانها الداخلي، مما جعلها تخشى من عواقب ذلك خصوصا مع السوابق القطرية في دعم الانقلابات واحتضان وتمويل الإرهاب والفكر المتطرف وخطاب الكراهية".
وكشف البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بحثا في اتصال هاتفي بعد لقاء ترامب أمير الكويت "التهديد المتواصل" من قبل إيران. وجاء في بيان البيت الأبيض بخصوص المكالمة الهاتفية بين ترامب وأمير قطر أن الرئيس الأمريكي شدد خلال الحديث على "أهمية التزام جميع الدول التي شاركت في قمة الرياض بالحفاظ على الوحدة في مكافحة الإرهاب ووقف تمويل الجماعات الإرهابية ومواجهة الايديولوجيا المتطرفة". وأضاف البيان أن ترامب وأمير قطر بحثا أيضا "التهديد المتواصل الذي تمثله إيران على استقرار المنطقة".
اضف تعليق