q

ان المجتمع الأمريكي بات مؤخرا مجتمع هش وباتت قواه الديمقراطية تخور وتختفي شيء فشيء من خلال الحوادث المتكررة والمشاهد العنيفة التي انتشرت في شوارعه وعلى العلن أيضا ولا يوجد أدنى شك في ان انتشار هذه الجرائم واعمال العنف الدموية الاخيرة التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية يعود سببها الرئيسي الى تنصيب الرئيس الشعبوي دونالد ترامب رئيسا لأمريكا والذي كانت خطاباته في حملته الانتخابية وبعد فوزه بالانتخابات تدعي الى العنف والتمييز.

منذ حملته الانتخابية والولايات المتحدة بدت تشهد حالات عنف كبيرة ومكثفة ووفقا لأحدث التقارير الصادرة عن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "إف بي آي" فإن البلاد شهدت مليونا و195 ألفا و704 جرائم عنف، قتل فيها 15 ألفا و696 شخصا. وبلغ عدد الأمريكيين الذين قتلوا على يد الشرطة في أول 5 أيام من العام الحالي 2017 نحو 16 شخصا.

تعكس هذه الأرقام وبحسب بعض الخبراء تصاعد ظاهرة التطرف والتفرقة العنصرية في المجتمع الأمريكي الذي انقسم ما بين مؤيد الى ترامب ومعارض له وهنالك أيضا تصاعد وتصاعد مضاد مابين أعضاء الكونغرس الأمريكي منهم من يرى ان حوادث العنف من اجهها بالأساس الرئيس الأمريكي السابق اوباما ومنهم من يرمي أصابع الاتهام حول الرئيس الحالي دونالد ترامب.

ان هجوم فرجينيا يوجه الضوء حول هذا الخلاف الدائر وأيضا يبين مدى كراهية الشعب الأمريكي لرئيسهم الجديد. خاصة ان التحقيقيات قد بينت ان القائم بالهجوم معارض كبير لترامب وقد شارك في التوقيع على عريضة من نشطاء مجموعة "تشينغ. اورغ" اليسارية التي وصفت ترامب ب"الخائن" الذي "دمر ديموقراطيتنا".

حادثة عنف

حيث فتح الرجل، الذي كان قد نشر رسائل غاضبة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وجمهوريين آخرين على وسائل التواصل الاجتماعي، النار على مشرعين من الحزب الجمهوري خلال تدريب استعدادا لمباراة بيسبول خيرية في الاسكندرية بولاية فرجينيا خارج واشنطن. وأصيب المهاجم في تبادل إطلاق النار مع الشرطة وتوفي بعد ذلك. وفق رويترز

صلوا من أجل ستيف

أصيب ستيف سكاليز ثالث أكبر أعضاء الحزب الجمهوري بمجلس النواب بالرصاص في فخده الأيسر مما أدى إلى كسور بالعظام وجروح بالأعضاء الداخلية ونزيف حاد. وقال مستشفى ميدستار واشنطن إنه أجريت له جراحة ولكن سيحتاج لجراحات أخرى. وكتب ترامب على تويتر بعد أن زار المستشفى يقول "النائب ستيف سكاليز، أحد العظماء حقا، في حالة سيئة للغاية، لكنه محارب حقيقي. صلوا من أجل ستيف!". بحسب رويترز.

تنافس الجمهوريون والديمقراطيون

وسارع زملاؤه لإسعافه ومنهم براد وينستراب وهو عضو بالكونجرس عن ولاية أوهايو ويعمل طبيبا. وجرى نقل سكاليز بعد ذلك إلى مستشفى. وقال مسؤولون إن مساعدا حاليا بالكونجرس وآخر سابقا أصيبا في الحادث أيضا. وقال مسؤول إن ضابطا بشرطة الكونجرس أصيب بالرصاص. وفق رويترز.

وقال مو بروكس عضو مجلس النواب عن الاباما إن ما بين 25 و30 عضوا جمهوريا في مجلسي النواب والشيوخ تجمعوا للمشاركة في تدريب في الصباح الباكر قبل يوم من مباراة خيرية في البيسبول يتنافس فيها الجمهوريون والديمقراطيون كل عام.

أمر مؤلم

وصف الحادث مو بروكس / نائب جمهوري من ولاية ألاباما: "كان هناك ما بين 50 إلى 100 طلقة نارية أطلقت خلال الهجوم. وبدأ المهاجم بالاقتراب من موقعنا، وما أفهمه أنه في ذلك الوقت أصيب بعض حراس أمننا وهم لا يزالون يدافعون عنا.. وعندما أخبرونا بإسقاط المهاجم، هرعنا إلى ستيف سكاليس." وفق CNN.

وعندما وصلت إلى ستيف كان براد وينستروب يحاول قطع سرواله وكنت أضغط بقطعة قماش على الجرح للمساعدة على وقف النزيف ولكن كان هناك سيل من الدم يمتد على مسافة حوالي 10 إلى 15 يارداً من مكان إصابته إلى المكان الذي زحف إليه." وبطبيعة الحال كان الأمر مؤلماً أن ترى الموقف الذي هو فيه.

ضجة شديدة

قال أعضاء الكونجرس الموجودون في الملعب إنهم سمعوا ضجة شديدة تشبه دوي الألعاب النارية ورأوا ما بين 15 و20 شخصا راقدين على الأرض بعد أن أدركوا أن ليس بأيديهم سوى مضارب البيسبول يدافعون بها عن أنفسهم في مواجهة الرصاص. وقال النائب الجمهوري جو بارتون ومدير الفريق "عندما بدأ في إطلاق النار كان يطلق النار ليقتل. وحمدا للرب لم يكن راميا جيدا." وفق وكالة رويترز الإخبارية. وقال مايك براون من شرطة الاسكندرية "لم تكن مجرد حالة من الفوضى بل حالة قتال".

يهاجم ترامب

حسب مكتب التحقيقات الاتحادي من المعتقد أن المهاجم البالغ من العمر 66 عاما موجود في منطقة الاسكندرية منذ مارس آذار. وهو من ولاية إيلينوي. وكان المهاجم جيمس هودكينسون يهاجم ترامب على مواقع التواصل الاجتماعي وأظهر بحث لحسابه على فيسبوك انه عضو في مجموعات مناهضة للجمهوريين منها "الطريق إلى الجحيم مفروش بالجمهوريين" و"اقضوا على حزب الجمهوريين" و"دونالد ترامب ليس رئيسي". وفق رويترز.

تحديد الدافع

لقي المشتبه في قيامه بالهجوم جيمس تى هودجكينسون، مصرعه متأثرا بجراحه بعد تبادل لإطلاق النار مع رجال الشرطة. تخرج هودجكينسون من جامعة سذرن ايلينوي في ادواردسفيل، وعمل في نهاية العام الماضي لصالح شركة "جاي تي اتش انسبكشينز". بحسب فرانس24.

وقد كشفت السلطات عن معلومات من صفحته على فيسبوك فإن هودجكينسون هو من أشد مؤيدي ساندرز المرشح الذي كاد أن يتغلب على هيلاري كلينتون العام الماضي في المعركة الصعبة للحصول على ترشيح الحزب الديموقراطي لدخول البيت الأبيض. وكان متطوع سابقا في حملة السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز، في الانتخابات الرئاسية الماضية 2016.

رد فعل سريع

وفي رد فعل سريع على هذه التقارير، قال ساندرز أنه يشعر "بالاشمئزاز" من ما وصفه ب"العمل المشين". ذً وقال ساندرز، المرشح السابق للرئاسة عن الحزب الديموقراطي، في بيان "لقد تم إبلاغي للتو أن مطلق النار على النواب الجمهوريين الذين كانوا يتدربون على لعبة البيسبول هو شخص تطوع على ما يبدو في حملتي للرئاسة". وفق فرانس برس.

وأضاف "أشعر بالاشمئزاز من هذا العمل المشين. دعوني أكون واضحاً قدر الإمكان. إن أي شكل من اشكال العنف غير مقبول في مجتمعنا وأدين هذا العمل باشد العبارات".

هجوم بدوافع سياسية

وقالت الشرطة ومكتب التحقيقات الاتحادي إن من السابق لأوانه الجزم بأنه كان هجوما بدوافع سياسية لكن الهجوم يزيد المخاوف بشأن الانقسام الحاد في السياسة الأمريكية. ورفض تيم سلاتر المسؤول بمكتب التحقيقات الاتحادي التعليق على ما إذا كان المهاجم يحمل ضغائن ضد الجمهوريين.

أوباما يأجج الانقسامات

اتهم النائب الجمهوري بالكونغرس الأمريكي ستيف كينغ، الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بتأجيج الانقسامات السياسية في البلاد إبان حكمه، والتي قادت إلى الهجوم المسلح على نواب جمهوريين. وقال عضو الكونغرس عن ولاية أيوا: "ركز (أوباما) على اختلافاتنا بدلا من الأشياء التي توحدنا".

وكان النائب كينغ قد قال لمحطة إذاعة WHO في ولاية ايوا: "الرئيس أوباما يتحمل مسؤولية بعض ما حدث". موضحا "ساهم (أوباما) بشكل كبير في انقسامنا، "وركز على اختلافاتنا بدلا من الأشياء التي توحدنا، وهذه هي بعض ثمار هذا العمل". وفق موقع BBC الاخبار.

الديمقراطيون وحوش

كما ألقى شون هانيتى، المذيع في شبكة فوكس نيوز باللوم على الديمقراطيين لاطلاق النار فى ولاية فرجينيا، قائلا إن اليسار "قام بتشوية" الجمهوريين وتصويرهم على أنهم "وحوش". وادعى أيضا أنه "لم يتصد أحد من اليسار ويندد بهذا السلوك الخسيس".

حرب كلامية

وقد أدى الهجوم إلى مشاحنة كلامية في العاصمة الأمريكية، ودعا نواب جمهوريون وديمقراطيون إلى التهدئة. ويُتهم الرئيس ترامب نفسه بتأجيج الحرب الكلامية، سواء أثناء حملته الانتخابية أو من خلال تغريداته اللاذعة على موقع تويتر التي انتقدت المعارضين منذ تولي السلطة. إلا أن المتحدثة باسم البيت الابيض نفت، أية مسؤولية للرئيس ترامب حول ما حدث، قائلة إنه (ترامب) هو الذي تعرض للهجوم. وفق موقع BBC الاخبار.

اتحاد نادر

تسبب هذا الحادث في ظهور نوع من الاتحاد النادر الحدوث تحت قبة الكونغرس في الكابيتول هيل بين الجمهوريين والديمقراطيين، وسارع قادة كلا الطرفين إلى إدانة الهجوم. واستغل الجمهوريون والديمقراطيون الهجوم للإشارة إلى الخطاب الحاد الذي أدى إلى انقسامات سياسية عميقة في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وفق موقع BBC.

شراء أسلحة بطرق قانونية

قالت الشرطة، انه تم العثور على مسدس عيار 9 ملم وبندقية هجومية طراز 7.62، يعتقد انها استخدمت في الهجوم وتم شراء تلك الأسلحة بطرق قانونية. قدم السيناتور الجمهوري توماس ماسى، مشروع قانون قد يسمح لمن يحملون أسلحة مرخصة فى ولاياتهم الأساسية بحملها فى واشنطن العاصمة. وقال ماسي إن هذا الإجراء يهدف إلى مساعدة أعضاء النواب الموجودين في العاصمة على حماية أنفسهم و"تجنب وضع مأساوى". بحسب بي بي سي.

حيازة السلاح

في الوقت الذي تعهد به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحماية حق الأمريكيين في حيازة السلاح وذلك في مؤتمر حضره آلاف الأشخاص تعهد ترامب بالولاء للاتحاد الوطني للبنادق وهو أكبر جماعة مدافعة عن حقوق حيازة السلاح في الولايات المتحدة. حسب رويترز.

وترامب أول رئيس يلقي كلمة في الاتحاد أثناء وجوده في المنصب منذ الرئيس الجمهوري رونالد ريجان الذي فعل ذلك في 1983. وقال للحضور في المؤتمر السنوي للاتحاد في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا "كرئيسكم فإنني لن انتهك أبدا حق الناس في امتلاك وحمل الأسلحة".

وقال سلاتر للصحفيين "نواصل بهمة التحقيق في دوافع المهاجم ومعارفه وأماكن تواجده التي قادت إلى واقعة اليوم". وتابع أن الشرطة لا تحتجز أحدا بهذا الخصوص حاليا. وفق رويترز.

اضف تعليق