q

ناقش ملتقى النبأ للحوار موضوعا بعنوان تصورات ورؤى لما بعد داعش من تاريخ 20 الى 24 ايار 2017، شارك في الحوار مجموعة من الناشطين والسياسيين من بينهم: (عضو مجلس النواب فردوس العوادي، عضو مجلس النواب تافكه احمد، عضو مجلس النواب محسن عثمان، الدكتورة مهدية صالح حسن، الدكتور سليم كاطع علي، الدكتور سردار رشيد، الدكتور خالد حنتوش، الاستاذ حميد مسلم الطرفي، الأستاذ جواد العطار، الأستاذ سعيد ياسين، الحقوقي حسن الطالقاني، الاستاذة حمدية الجاف).

افتتح مدير الملتقى الكاتب الصحفي علي الطالقاني الحوار بمقدمة منوها عن ادارة النقاش والحوار، حيث أجرى الحوار الأستاذ عدنان الصالحي. وملتقى النبأ للحوار هو مجتمع يسعى إلى تحفيز المناقشات بهدف توليد الأفكار من أجل دعم المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني وإسداء النصح لها من خلال عدة فعاليات يقوم بها الملتقى.

(محاور البحث)

الأستاذ عدنان الصالحي:

يكثر الحديث هذه الايام عن مابعد داعش والتحذيرات تأتي مرة من شخصيات سياسية داخلية او من قيادات عسكرية من دول خارجية والسؤال يأتي هنا:

- ماذا بعد داعش؟

- هل هنالك تهديد أمني اخر حقيقي ام ازمة سياسية خانقة تلوح بالأفق ام انها مجرد تكهنات وحديث يتداول رجم بالغيب؟

(المداخلات)

عضو مجلس النواب فردوس العوادي:

عودتنا الدول الصهيوامريكية ومن يدور في فلكهم ان يخلقوا الأزمات للعراق والمنطقة بغية تفتيتها لصالح الكيان الصهيوني والأزمات تتوالى ولن تنتهي لأنها ليست أزمة سياسية بل عقائدية تروم القضاء على خط المقاومة والإسلام الواعي وبعد كل نصر يخطط هؤلاء لخلق أزمة جديدة ومخطط جديد للتقسيم وسلب الثروات وليس معنى ذلك أن تسير الأمور حسب ما يرومون الوطن فيه مخلصون وخذ المقاومة الذي يتمثل بالحشد الشعبي في أوج قوته والأبناء هذا الوطن خططهم ومشاريعهم التي تفشل ما يخططه الأعداء وسيد الله معهم ( ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم) ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) وهذا التهويل بما يحصل بعد داعش ما هو إلا حرب نفسية لإضعافنا.

عضو مجلس النواب تافكه احمد:

لا يختلف اثنان ان العملية السياسية في العراق تمر بأزمات متراكمة ليس لها أول ولا أخير فولادة العملية السياسية مسبقا جاءت بعملية قيصرية منذ 2003 اعتمدت على التحزب والتوافق الهش وتسيس اطياف المجتمع العراقي. ان معركة تحرير المناطق المحتلة من قبل الداعش قد فجر ازمة انسانية وتتطلب مليارات من دولار للاستعداد لها مع ترجيحات بنزوح مئات الالاف. مرحلة ما بعد تنظيم داعش، بشكل عام إبعاد العراق عن النفوذ الإيراني.

ان تدخل دول الجوار الأخرى في الواقع السياسي العراقي مما يؤدي الى كثرة المشاكل وتهديم البنية التحتية الاقتصادية، وتفكيك المجتمع العراقي والعودة الى اقتتال داخلي وعدم استقرار الأمن والسلم والابتعاد عن الاصلاح السياسي المرجو وذلك كخطوة أولية للإصلاح الاقتصادي والإصلاح الاجتماعي.

وهناك افكار وآراء حول كيفية المتغيرات الجيولتيكية في الشرق الأوسط والأديان بنظام عالمي جديد بين القوى الكبيرة وتقسيم الثروات الكونية كل حسب اجتهاده ومصلحته. وفق المعطيات السياسية والعسكرية فأن مستقبل العراق ينظر اليها وفق ما قاله (جوبايدن) وهو تقسيم العراق الى ثلاثة أقاليم (الشيعية، الكوردية، السنية).

في نهاية المطاف ان القرن الواحد والعشرين سوف يكون آسيويا، اي صينيا وهنديا بالدرجة الاولى مثلما كان القرن التاسع عشر المانيا والقرن العشرون اميركيا وان الاتحاد الاوروبي سوف يعاني من الشيخوخة أكثر فأكثر.

الكاتب الصحفي علي الطالقاني:

رؤية جيدة تحمل قراءة جديدة خصوصا عندما يتعلق الامر بمعطيات التقسيم وربط الوقائع بالمتغيرات الجيولتيكية والنظام العالمي الجديد فعلا نحتاج الى هكذا قراءة جديدة.

عضو مجلس النواب محسن عثمان:

اعتقد ان فكرة داعش موجود قبل ظهر داعش، ولكن ظهور داعش كمجموعة/ كحالة تعبر عن فراغ الدولة او بشكل آخر تأسيس الدولة في المنطقة على اسس غير سليمة (طائفة، مذهب، عائلة). اي اننا نحتاج الى مراجعة جدية لتحديد الخلل البنيوي للدولة وللشخصية!

لأنه حسب توصيات مؤتمر فيستفاليا للسلام/ ١٦٤٨، انه لكل قومية الحق في تأسيس دولة، ولكن بعد الحرب العالمية الاولى اسس ٢٢ دولة لقومية واحدة/ العرب، ولهذا أصبح الان الدولة في المنطقة عبأ على المواطنين. فراغ دولة المؤسسات أدی إلی ظهور المجامیع.

اعتقد حسب کل السیناریوهات، العراق بعد داعش تتجه إلى حكم الاقالیم او الفدرالیات، لأنه منذ تأسیس الدولة العراقیة، عاش البلد من ازمات وصراعات سواء کانت قومیة او مذهبیة اما الآن فتحول الصراع إلی درجات أدنی (الصراع بین العشائر) و اذا استمرت الحالة یتحول الصراع بین العوائل أیضا. لذا فالحل الامثل للعراق هو عراق تعددي وفدرالي.

ان أکثر شعوب العالم مرت بنفس وضعیة العراق، ولکن الشعوب اخذو الدروس والعبر وحدد وشخص خلل الاندماج والتطور. باعتقادي مصير قبل ــ بعد داعش مرهون بالفکرة التي إنبنت علیها داعش، لذا یمکن ان نتخلص قريبا من داعش کقوة ولکن کفکرة دوعش باقية فالحل الجذري هو محاربة وتجفیف مصادر أفکار داعش وبالنتیجة الحل الامثل لمشاکل المجتمعات هو فصل الدین عن السیاسة، لذا العراق وبقیة دول المنطقة بحاجة ماسة الی نظام حکم مدني.

الدكتورة مهدية صالح حسن:

بعيدا عن السياسية والحديث عنها لأنها عندنا ولدت عقيمة ولم تلد لا فارا ولا فحلا. وعذرا لكم إخوتي الأعزاء عن بعض الالفاظ والمصطلحات التي قد استخدمها لأننا لم نعد نتحمل السكوت والوطن يمر بمرحلة خطيرة وسياسي البلد اكثرهم في حالة الليبرالية كل يوم يخرج من جعبتهم مسرحية جديدة لإلهاء الشعب اما بالافتقار وملاحقة لقمة العيش أو محاربة الإرهاب والفساد ومرة لحرب القاعدة ثم داعش المسرحيات التي تكتب فصولها في عواصم بعض دول الجوار وفي غيرها.

ولدينا من ينفذ تلك المسرحيات والاجندات متطوعا قابضا اموال السحت الحرام ايها السادة لقد حولتم البلاد إلى ضياع ما بعده ضياع الم يكفيكم انهار الدماء التي سالت ولم تزل تجري في ربوع الرافدين. لو كان هناك عقل سياسي راجح لما وقع العراق بهذه المأساة واستمرار نزيف الدم والقتل.

اليوم يتحدثون عنما بعد داعش حتما انهم يخططون لمصيبة اخرى يضعون البلاد في أتونها مرة يقولون ان الحشد عندما تنتهي معركة الموصل سيقوم بتصفية السنة وسيعيد هندسة المدن وفق ما تريده القيادات الشيعة ومرة أخرى يقولون ان القيادات السياسية السنية تعتزم إقامة دولة سنية في المناطق السنية.

قبل ايام طرحوا قضية استقلال إقليم كردستان العراق والذي هو مستقل على ارض الواقع يوم أمس وفي إحدى قاعات الدراسات العليا ولدى مناقشة أوضاع البلاد الراهنة ظهر المشهد مأساويا وأن الوضع في البلاد ميؤوس من إصلاحه بعد ان استشرى الفساد في كل مفاصل الحياة وأصبح الدم العراقي أرخص من التراب.

اننا وإزاء الحالة البائسة التي يمر بها الوطن والمواطن نحذر من الاستمرار في الانجرار لتنفيذ مشاريع تشظية وتمزيق العراق والحذار من ثورة شعبية عارمة. يتحمل المتمسكون بالسلطة ونتائجها لا لتقسيم البلاد لا لمخططات الطائفية السنية ولا شيعية لا كردية لا مسيحة ولا صابئية لا يزيدية.

نعم لعراق موحد في ظل دولة مدنية يسودها العدل والمساواة أمام القانون في عراق تحترم فيه ادمية الإنسان باعتباره قيمة عليا لأن الإنسان الذي كرمه الله سبحانه وتعالى.

وبكل اطمئنان نقول ان العراق سيبقى موحدا وعصيا على الاعداء والطامعين بهمة وعزم جميع أبنائه المخلصين ونود هنا ان ذكر بحديث رسولنا الكريم لا ترجعوا من بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض. سيبقى العراق موحدا على الرغم من كل الظروف القاسية التي يمر بها العراقيون بوحدتهم سيشيعون كل الاعداء. لاسيما بعد ما تبين لهم ان ما يمرون به هو مخطط اجرامي لتقسيمهم ان كل ذلك سيزول من خلال إقامة دولة مدنية ديمقراطية تحترم حقوق الانسان وتوفر اسباب العيش الكريم لكل المواطنين تحياتي للجميع.

الأستاذ عدنان الصالحي:

نفهم من كلامك بان ما يطلقه السياسيون من تصريحات انما هي مجرد استهلاك اعلامي حسب فهمي لكلامك ولا يوجد شيء اسمه ما بعد داعش.

الدكتورة مهدية صالح حسن:

نعم هناك تهويل اعلامي هدفه إرهاب الناس او قد يكون قد اتفق هؤلاء سرا مع الاعداء قاتلهم الله.

الدكتور سليم كاطع علي:

بالاستناد إلى معطيات المرحلة وما ستفرزه في المستقبل المنظور بعد القضاء على تنظيم داعش الإرهابي نجد ان التحدي الأكبر الذي سيواجه الدولة العراقية سيكون نابعا من الداخل قبل الخارج، والذي قد يهدد وجود العراق كدولة في مرحلة لاحقة، والذي يتمحور حول إمكانية إيجاد مشتركات بين مكونات الشعب العراقي موحدة جامعة لا مجزئة من عدمها يمكن ان يتفق ويتوحد حولها الشعب.

فتقسيم المجتمع وتجزئته استنادا إلى الانتماءات الفئوية الضيقة هو بالضد من وجود الدولة الجامعة الشاملة، ولن يساهم في تحقيق الثبات والاستقرار فيها، وهو ما يستدعي بالضرورة العمل على خلق جيل جديد من النخب السياسية القادرة على بلورة وعي اجتماعي وطني وتطوير تنظيمات مؤسساتية تسهم في إنتاج عقد اجتماعي يقوم على تحريم ذهنية التجزئة والمحاصصة الطائفية والقبلية والمحلية وتقسيم الغنائم والمكاسب فيما بينها. مع خالص الاحترام والتقدير.

إن أية محاولة موضوعية لتحديد طبيعة التهديدات التي تواجه العراق بعد القضاء على تنظيم داعش يتطلب الإجابة أولا عن ماهية الأزمات التي سيواجهها العراق؟، ولا شك فإن سرعة ووضوح الإجابة عليه غالبا ما يجنب الدولة العراقية الأزمات ويحقق لها الثبات والاستقرار.

فالواقع العراقي الحالي يمثل نموذجا لمجتمع تتفاعل فيه الكثير من الهواجس والصراعات والمخاوف التي تغذيها بعض الأطراف الداخلية فضلا عن أطراف خارجية أخرى. وهذا الواقع وللأسف أصبح عاملا مشجعا على خلق الأزمات بدلا من حلها، فهناك ازمة فقدان الثقة بين الشركاء، وأزمة الاندماج مع الإقليم، وأزمة النازحين وازمة الفساد وتقاسم المكاسب والمغانم.

فضلا عن الخلافات والتناحر بين قوى واحزاب سياسية في إطار منطقة او محافظة معينة، وفوضى السلاح خارج نطاق الدولة. الأمر الذي يتطلب فهم حقيقة الصراع الحاصل في المجتمع وصولا إلى بلورة وخلق رؤية وطنية تتسع للجميع للمساهمة في بناء الوطن، ووضع المصلحة الوطنية العراقية في المقدمة وان يعمل الجميع في إطار تلك المصلحة مع مراعاة واحترام خصوصية الهويات الفرعية الأخرى في المجتمع، فضلا عن الحاجة إلى تطوير مؤسسات الدولة بهدف إنتاج عقد اجتماعي جديد يقوم على تحريم ذهنية التجزئة والمحاصصة الطائفية والقبلية والمناطقية وتقسيم المكاسب بين الأحزاب السياسية، وهو السبيل الوحيد للوصول بالبلد إلى بر الأمان.

الدكتور سردار رشيد:

معلوم لدى كل العراقيين بأن هناك مؤامرات لتدمير لعراق أو إضعاف العراقيين ومحاولات إشعال نار الفتنة بين مكونات هذا الشعب العريق. ولكن العراقيين الشرفاء قد أدركوا هذه الحقيقة ويقومون بالتصدي لتلك المحاولات الخبيثة. ومن جانب آخر هناك عملاء وضعفاء النفوس يقومون بالتخريب والعمل وفق تلك المؤامرات فيحصل بعض الخروقات. فأملنا بالعراقيين كبير. ومع ذلك لا نأمن شر الأشرار وكيد الأعداء.

الدكتور خالد حنتوش:

اعتقد ان هناك ملف خطير سيطفو على السطح قريبا وهو ملف المخدرات التي (احلت مدن الجنوب) فمن خلال المعطيات الميدانية المتوفرة لدي يمكنني القول إن مدن الجنوب احتلتها تجارة المخدرات في نفس الفترة التي احتلت داعش مدن أخرى، وإذا كانت داعش إلى زوال فالمخدرات (باقية وتتمدد) ومن يذهب إلى البصرة يمكنه التأكد بنفسه.

عراق ما بعد داعش في جنوب هو تغييب جديد للوعي ما بين (الطقوسية الدينية والمخدرات) وما بين أسر فقدت الآلاف من أبناؤها في الحرب ضد داعش او في المخدرات .... الموضوع كبير وخطير واتمنى ان يتم إلقاء الضوء عليه بملف خاص.

الاستاذ حميد مسلم الطرفي:

لا تمثل داعش في تقديري الا وجه من وجوه إدارة الصراع المحلي والاقليمي والدولي بعد عام 2003 وأعني أن ما حصل في عام 2003 من احتلال العراق وتغيير النظام فيه وبناء نظام آخر أبرز معطيات جديدة هذه المعطيات لم تكن محل رضا لدى الفاعلين المحليين والاقليميين مما استدعى استخدام كل الأدوات المتاحة في الضغط على النظام السياسي البديل إن لم يكن للإجهاز عليه وعلى عموم مؤسسات الدولة فلا أقل من إضعافه وإتعابه لإعادة تشكيل النظام بما يناسب الأطراف المعترضة.

لعل من أعقد الإشكالات السياسية هو الصراع القائم بين إيران وروسيا وحزب الله من جانب والولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة من جانب آخر وما دامت تسويات هذا الصراع غائبة فإن النظام السياسي في العراق في قلق وتعثر، وذلك نابع من صعوبة أن يتمحور العراق بشكل تام مع أحد الفريقين لأسباب عديدة يدركها المتابع للمشهد العراقي واذا ما أضفنا الرغبة الاسرائيلية في عراق ضعيف ووجود أدوات لتنفيذ هذه الرغبة فإن المشكل الأمني سيحتاج لمزيد من الجهود والحكمة.

سيتقلص نفوذ داعش تدريجياً ولكن لن ينتهي ما لم تخرج قوى بديلة وبمسميات جديدة تنوب عنه في ارباك النظام قد لا تكون المجاميع الجديدة بنفس القوة والقدرة ولكنها مؤذية ومستنزفة للقوات العراقية، ستعاود بعض الخلايا اسلوب المفخخات والعبرات الناسفة في اوساط المدنيين. في تقديري الشخصي ان القوى التي حققت انجازات كبيرة في مواجهة داعش واعطت بذلك دماء زكية ستطالب بمكتسبات سياسية ربما لا يعطيها اياها البعض مما يسبب شرخاً في التحالف الوطني. التصعيد الاخير لادارة ترامب تجاه إيران ومناغمة السعودية له سيؤدي الى انقسام حاد داخل الحكومة بين من يرى الحياد الايجابي ومن يرى الاصطفاف الى جانب إيران لما قدمته من مساندة كبيرة في طرد داعش.

سيحاول اقليم كردستان الاستفادة المثلى من نتائج المعركة عبر الاحتفاظ بكركوك وبعض المناطق المتنازع عليها مما يؤدي الى احتدام الخلاف السياسي داخل وسط الحكومة وعدم وجود رأي مجمع عليه في التعامل مع هذه القضية. بالمجمل فإن القضاء على داعش لا ينقلنا الى ما نحلم به مباشرةً ولكنه نصر كبير دفع عنا كارثةً انسانية محققة. من حقنا ان نفخر ونحتفل به وعلينا مواجهة ظروف جديدة وادوات صراع جديدة تحتاج الى قيادات استثنائية لتجاوزها.

الأستاذ جواد العطار:

أكثر ما يتردد في أروقة الصالون السياسي مؤخرا ومراكز البحوث والدراسات؛ هو الحديث عن مرحلة ما بعد داعش والسؤال الذي يطرح نفسه: هل داعش ستنتهي بتحرير الموصل؟ ام ان داعش تعيش بيننا منذ فترة طويلة وقد تستمر حتى بعد تحرير الموصل بأشكال ومسميات مختلفة ان لم نتدارك الامر بدراسة وافية للمرحلة الماضية وتحديات المرحلة المقبلة؟؟.

وإذا كان تحرير الموصل قد أصبح تحصيل حاصل بهمة الغيارى من القوات الأمنية والحشد الشعبي البطل والبشمركة والعشائر، فان تحرير الارض لا يكفي للقضاء على داعش وجودا وفكرا بل يجب ان نحرر العقول ايضا من الفكر المنحرف وان نزيل ما خلفته داعش في المناطق المحررة كافة من عادات دخيلة (دينية واجتماعية) ما انزل الله بها من سلطان.

ان ما بعد داعش ليس تحليلا او مرحلة زمنية ماضية بل هو تحديات خطيرة داخلية وخارجية، دولية واقليمية مع جارة قريبة جغرافيا من الموصل تحلم بإمبراطورية عثمانية جديدة عبر اطلاقها عملية درع الفرات في سوريا والجهر علنا بادعاء حق؛ في رسم مستقبل المدينة. وجمهور كبير من النازحين الغاضبين على الاوضاع المزرية التي رافقت سقوط مدنهم ورحلة النزوح الطويلة التي ستعود بالضرر على استقرار المدينة بعد التحرير.

إذن نحن بحاجة اليوم الى مشاركة جميع ابناء العراق جنبا الى جنب وبالتساوي في عملية تحرير وبناء الموصل، مثلما اننا بحاجة الى أمرين على درجة كبيرة من الأهمية، هما:

١- البحث في الدروس المستنبطة من السنين الماضية وبالشكل التالي:

• استنباط دروس ما قبل داعش والعمل على إزالتها حتى لا تتكرر حالة الانهيار التي رافقت دخول داعش للموصل؛ مستقبلا.

• استنباط الدروس من هزائم داعش في سرت بليبيا وحلب بسوريا.. وتوظيفها إيجابا في معركة الموصل والمعارك المقبلة.

٢- البحث في التحديات المهمة التي ستواجه صانع القرار في العراق بعد تحرير الموصل مباشرة وقراءتها بديلا عن مرحلة ما بعد داعش ، ويمكن ان نحدد العاجل منها ، وبالشكل التالي:

- ضمان اتفاق المحررين (وبالذات الحشد الشعبي والبشمركة والعشائر) وعدم اختلافهم او تقاتلهم لا سامح الله بعد التحرير.

- رسم العلاقة مع التحالف الدولي وأهمية عدم تدخل الولايات المتحدة بترتيب اوضاع المدينة بعد التحرير.

- اعادة النازحين الى الموصل وتكييف اوضاعهم لضمان ولاءهم للعراق دون غيره.

- إعمار المدينة وإعادة عجلة الحياة الطبيعية اليها.

- محاصرة التدخلات الاقليمية من محوري السعودية وتركيا، والأخيرة تمثل ثقلا سلبيا في معادلة الموصل بسبب أطماعها التاريخية وعلاقاتها الاستراتيجية مع اقليم كردستان الذي سمح بدخولها الى اراضي البلاد وإنشاء معسكر بعشيقة.

اخيرا ان الحرب لن تنتهي بتحرير الموصل فقط بل ان المعركة يجب ان تستمر بصفحاتها الاخرى الأمنية والإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والاهم من كل ذلك فرض سلطة القانون وإعادة هيبة الدولة التي ضاعت بدخول داعش وحكمه الذي استمر ثلاثين شهرا ومن المؤكد ان هذه الصفحات لن تطوى سريعا. وإذا كان داعش قد انكسرت شوكته على مدى السنتين الماضيتين فانه سينتهي ان شاء الله بتلاحمنا ووحدتنا وقدرة حكومتنا على مواجهة التحديات العاجلة.

الأستاذ سعيد ياسين:

إن الموضوع ملهم ومهم وتطرح تساؤلات كثيرة بلا أجوبة دقيقة وواضحة وتكاد تكون هلامية ولنحدد هل داعش نتيجة لفعل خارجي أو داخلي أو فعل خارجي نتيجة لمجريات داخلية أو فعل داخلي باستثمار خارجي أم بالعكس فعل خارجي باستثمار قوى سياسية واجتماعية داخلية ليكونوا ادة للفعل الخارجي...نحن بحاجة إلى تحليل البيئة السياسية والاجتماعية وإدارة الحكم الداخلية ما قبل داعش بعدها لتحديد محاور الحل من هم أبطال ما قبل داعش وما هي إمكانات ورجال قيادة نظرية الحل في حفظ وحدة الدولة ننتظر بدء الحوار تحياتي القلبية وتمنياتي لحوار مثمر.

الحقوقي حسن الطالقاني:

كيف لا يكون إرهاب جديد والبعث المجرم خارج العملية السياسية كيف لا يكون إرهاب جديد والأموال من شيوخ الفتنة بالخليج لا يقتنعون بالحكومات السابقة واللاحقة الموضوع يتصل بالطائفية والبعثية ودول اللا جوار لان البلد وصلت فيه الأمور ان يتعين قائمقام في الأردن فما هو حال الوزارة وغيرها هذا سببه السياسيين اللذين لم يكون لهم أب معروف. والعاقبة للمتقين.

الدكتورة حمدية الجاف:

لكي نعرف ونحلل ماذا بعد داعش يجب ان نعترف ما هي الظروف او البيئة السياسية والمجتمعية والجغرافية الذي كان العامل المساعد ادى الى ان اصبحت موصل والمحافظات الاخرى ُتحتل من قبل هذه العصابات الاجرامية وقبل ان نبحث في هذه العوامل يجب ان نكون جميعاً ان نتقبل الحقيقة ونعترف بالأخطاء التى ارتكبت والعمل على معالجة الاخطاء بالحلول الجذرية وعندها نستطيع ان نقول ان بعد القضاء الكلي على داعش سوف يكون البلد بأمن ولا يكون هناك مخاوف فعلى السياسيين وبمختلف انتماءاتهم ان يبتعدوا بشكل حقيقي وليس بالمهاترات الاعلامية والضحك على ذقون الناس البسطاء ان يبتعدوا عن مصالحهم الشخصية والفئوية والرقص على انغام المذهبية والطائفية والمناطقية والعرقية. التي في حقيقة الامر هي عباره عن وسائل لتحقيق مصالح شخصية لا حباً بالمذهب او القومية او ... او.

يجب على الكل ان يؤمنوا ان العراق ومصلحته هو الغاية الأسمى ومن ناحية اخرى يجب ان يعمل الجميع على تقوية القيم المجتمعية الجامعة على اساس المواطنة وتأسيس دولة العراق الجديد الذي يكون فيها القانون فوق الجميع القانون الذي يفرض الواجبات ويكفل حقوق والمساوات للجميع دون تميز.

لأننا نعرف ان البيئة الاجتماعية في بعض المناطق وصلت الى حد من الشعور بالمظلومية والاضطهاد والتهميش بغض النظر فيما اذا كانت صحيح موجوده هذه المظلومية اولا كلها ساعدت هؤلاء المجرمين من استغلالها في ان يكون في بادي الامر مرحب بهم في بعض هذه المناطق.

لذلك اذا استطعنا محو اثار الماضي القريب وهنا يجب ان نذكر ايضا ان يكون موارد اقتصادية للعراق يتساوى فيها جميع العراقيين من شماله الى جنوبيه دون تفرقه او تميز والاهم من هذا كله ان لانسمح بتكوين دويلات داخل العراق ويصبح بالعراق والواحد ١٨ دويلة.

يعني ان نجعل من كل محافظه دويلة ويتم التصارع داخل كل دويلة منها الصراع ايضا على المصالح والمناصب والامتيازات نعم يجب ان يكون اليقين عند الجميع ان العراق لايمكن ان يتجزء.

وان مصلحة الكل بوجود العراق الواحد الموحد واذا ما انهار هذا الكيان الشامخ الذي يمتد جذوره لألاف السنين لاسامح الله لا يوجد فئة رابحة او منتصرة الكل خسران اذا كان كل الذي ذكرته اعلا في وجدان وضمائر اهل العراق جميعا سياسيين ومثقفين والعموم من ابناء هذا الوطن الجريح سوف نستطيع ان نبني العراق الجديد بسواعدنا نحن. والاهم من هذا ان لا ينتظر اي فئة سياسية او دينية او قومية ان لاينتظر العون والمساعدة من دول اخرى وباختلاف التسميات ان تعمل على بناء العراق مثلما نريد لا بل يعمل كل دول في العراق ما يريده هو وبما يحقق مصالحه.

.................................

ملتقى النبأ للحوار مجتمع يسعى إلى تحفيز المناقشات بهدف توليد الأفكار من أجل دعم المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني وإسداء النصح لها من خلال عدة فعاليات يقوم بها الملتقى. للاتصال: 07811130084// [email protected]

اضف تعليق