q

تزامنا مع شهري محرم وصفر وتعلقه بالإمام الحسين (عليه السلام) انعقد الاجتماع العاشر لنادي اصدقاء الكتاب في جمعية المودة والازدهار النسوية والذي ناقش كتاب (الإمام الحسين "عليه السلام" وفروع الدين) لسماحة آية الله السيد مرتضى الحسيني الشيرازي (حفظه الله).

الكتاب يشكل حلقة في سلسلة من المباحث العامة حول العلاقة بين أصول الدين وفروعه، والغاية منه (المعرفة) و(العمل والاقتداء والتأسي) فان المأمول أن يشكل هذا الكتاب الى جوار الكتب الاخرى، حافزا أقوى للإهتمام الأكبر بالصلاة وبسائر فروع الدين وللتمسك الاقوى بالثقلين ووصاياهم وأوامرهم ونواهيهم (عليهم السلام).

فالإمام الحسين (عليه السلام) هو التجسيد المتكامل للصلاة، ففي زيارة الامام الحسين نقرأ (أشهد أنك اقمت الصلاة)، هذه العبارة تكشف عن العلاقة الجوهرية والتكاملية بين الامام الحسين (عليه السلام) وبين الصلاة، وذلك ان هذه العلاقة هي علاقة بين أسمى معنى مجرد وهو الصلاة وبين أسمى مظهر مجسد وهو الامام الحسين (عليه السلام).

وتنقسم الشهادة الى الشهادة العلمية وتحتوي على مراتب منها الشهادة التعبدية والعلمية والحضورية.

والقسم الثاني الشهادة للاقتداء والشهادة للشكر، وقد ضحى الامام الحسين (عليه السلام) بكل شيء لإقامة الصلاة فكان هو الذي أقام الصلاة بما للكلمة من معنى حقا وصدقا من الناحية الكمية والكيفية، وذلك انه حافظ على وجود الصلاة في المجتمع الاسلامي على مر التاريخ.

وان الامام الحسين اتخذ منهجا ومثالا على ذلك بتكريم المعلم، وحقيقة ان جائزة نوبل مستوحاة من فعل الامام الحسين (عليه السلام).

ومن مفاهيم الاخرى الامام الحسين (عليه السلام) وحدود الصلاة ومن حدود الصلاة الوضوء واداء الصلاة لوقتها والولاية.

ويتطرق سماحته الى السر في موقف النبي (صلى الله عليه واله وسلم) عندما كان يأتي الى بيت علي وفاطمة والحسنين لمدة تسعة أشهر وعند وقت كل صلاة، وفي ذلك دلالات منها الذهاب الى بيت أصحاب الكساء عبادة، والدلالة الثانية شدة الحب النبوي للبيت العلوي، والدلالة الثالثة جريمة ايذاء أهل البيت (عليهم السلام).

وكذلك الامام الحسين (عليه السلام) هو التجسيد الأسمى والأكمل للصلاة وهذا مكمل للدلالات للتي ذكرت ومنها العبودية النموذجية، والتفسير العلمي للمراد بأهل البيت وتكريس القداسة المطلقة لأهل البيت ودلالات صلاة الامام الحسين (عليه السلام) ألف ركعة يوميا.

اضافة الى شرح مبسط الى اسرار الامام الحسين (عليه السلام) والصلاة في ناشئة الليل مبينا الجانب الكيفي للصلاة في المدرسة الحسينية، والصلاة من أهم مفاتيح الكون وكيفية ان الصلاة هي عامل تطهير الارض ومعالجتها الامراض الخطيرة وإنها مصدر اشعاع كوني وغيرها.

ليأتي محور الصلاة عند مرقد الامام الحسين (عليه السلام) واشعاعاتها الملكوتية واسرارها الخفية فالصلاة عند الامام الحسين (عليه السلام) سبب استجابة الدعاء وأنها تعدل حجة وعمرة.

ليأتي الجواب على السؤال الذي يثار عند البعض بأن هل يعقل أن تعدل الصلاة عنده حجة؟ بأجوبة تشمل كل من القواعد والشواهد والأدلة مبينا كل منها بأطرها الخاصة، متطرقا الى الامام الحسين (عليه السلام) والصلاة في حرمه الشريف، ففي قوله تعالى (في بيوت أذن الله ان ترفع) عن طريق شاهد نقلي وشاهد عقلي.

وفلسفة الأجر العظيم لزيارة الامام الحسين (عليه السلام) وذلك لتكريس خط الانبياء وكي تتجسد المثل العليا في القدوة الأسمى ولأنه تكريم للرسول (صلى الله عليه واله وسلم).

ومبينا الامام الحسين (عليه السلام) ومعادلة الأمر بالمعروف، يقول الامام الحسين (عليه السلام): (اعتبروا ايها الناس بما وعظ الله أولياءه.....)، وعلى كافة الناس الاعتبار فـ(اعتبروا) أمر دال على الوجوب.

والابتعاد عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر أدى الى الفساد الكبير واستمرار الاحتلال الاسرائيلي على مستوى العالم الاسلامي.

وكذلك مقارنة بين الصلاة والامر بالمعروف في حياة الناس، فاذا لم يؤد شخص صلاة الفريضة، فسترى وجدانه يؤنبه، وتراه يعاتب نفسه، كما يعاتب أهله اذا علموا بذلك، ولكنه اذا مر يوم ولم يأمر بالمعروف ولم ينه عن المنكر فانه لا يكترث ولا يلومه احد بل لا يعتبره اصلا جزءا من واجباته، بينما الآيات الصريحة في هذا المجال: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم اولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر).

وكذلك العلاقة بين الامام الحسين (عليه السلام) والأمر بالمعروف، عن طريق محاور منها أيهما أهم الهداية أو الانقاذ؟

عن طريق اضاءات منها: مصباح الهدى في معرفة الاهم، وباب التزاحم وملاكات الأحكام، و(الأحب) بين مملكة العقل ومملكة القلب، والتعليم التفاعلي.

وختاما الامام الحسين (عليه السلام) واستراتيجية مواجهة الضلال، الذي يحتوي تبين لماذا الهداية اهم من الانقاذ؟ وذلك بسبب أنها تنقذ الحياة الأبدية ولأن الانحراف يمهد لقتل الألاف والفساد العقدي يمهد لقتل الالاف ومثالهم الخوارج والارهابين.

وأخيرا دعوة للتسلح بالفكر والحجة وذلك عبر كلام الامام الحسين (عليه السلام) اذ يقول: (تفتح عليه ما يمتنع به، ويفحمه ويكسره بحجج الله...)، وهي دعوة من الامام الى المؤمن لكي يتسلح بقوة المنطق في مقابل الناصبي.

جدير بالذكر ان جمعية المودة والازدهار النسوية تهدف إلى توعية وتحصين المرأة ثقافياً لمواجهة تحديات العصر والعمل على مواجهة المشاكل التي تواجهها وإعداد العلاقات التربوية الواعية التي تعنى بشؤون الأسرة وكذلك دعم ورعاية الطفولة بما يضمن خلق جيل جديد واعِ.

 وتسعى الجمعية لتحقيق أهدافها عبر اقامة المؤتمرات والندوات والدورات وإصدار الكراسات وإعداد البحوث والدراسات المختصة بقضايا المرأة والطفل.

اضف تعليق