q

بعد سنوات من الرعب والدمار انهارت دولة الخلافة التي اعلنها تنظيم داعش الارهابي الذي مني بخسائر كبيرة في العراق وسوريا، وقال التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ان نحو 80 الف مقاتل من التنظيم قتلوا منذ تأسيسه في أيلول/سبتمبر 2014، عدا عن الذين قتلوا في غارات الطيران الروسي وهجمات القوات السورية. هذه الهزائم المتتالية دفعت ايضا عددا كبيرا من مسلحيه الأجانب إلى الفرار نحو الحدود التركية وفق تقارير غربية، ما يشير إلى حجم الانهيار الكبير في صفوق التنظيم المتشدد. ويرى بعض المراقبين ان انهيار دولة الخلافة المزعومة التي اسسها داعش الارهابي، لا تعني نهاية بضرورة نهاية او تلاشي هذا التنظيم المتطرف الذي سيسعى الى تغير اساليبه القتالية، وبحسب تحليل سابق صادر عن مؤسسة "IHS" الاستشارية للفضاء والدفاع والأمن فان تنظيم داعش المتطرف سيفقد أراضيه المتبقية في العراق وسوريا، لكنه من المرجح أن يتحول إلى دولة "ظل وتمرد" تحت الأرض.

وقالت "IHS" إن داعش يواجه تحديات كبيرة أبرزها تقويض أمنه واستقراره خاصة في العراق، مضيفة "هذه العوامل ستسهم في عودة المقاتلين الأجانب إلى دولهم خاصة أولئك الذين يقطنون في الدول الغربية، وهو ما يزيد من خطر الإرهاب في القارة الأوروبية". وسافر أكثر من 5 آلاف مقاتل من دول أوروبا إلى العراق وسوريا من أجل القتال، قبل أن تلتحق بهم زوجاتهم وأطفالهم، وهو ما يؤكد أن عودتهم من مناطق النزاع سيشكل تحديا كبيرا على أمن بلدانهم الأصلية.

وتتوقع المؤسسة أن ينتهي داعش بالعراق وسوريا في غضون الأشهر المقبلة، وأضافت "منذ بداية عام 2017 الجاري، انخفضت أراضي داعش ، كما نزلت إيراداتها بنسبة 80 في المئة". وأشار التحليل، الذي شارك فيه مركز "جين" لمكافحة الإرهاب والتمرد، إلى أن فقدان داعش لأراضيها لن يشكل نهاية التنظيم كمنظمة مسلحة. وتابع "سينتقل التنظيم من حالة الظهور إلى حالة التمرد المسلح تحت الأرض وسيواصل شن هجمات ضد قوات الأمن في كل من العراق وسوريا".

وأضاف "التوترات الطائفية في جميع أنحاء العراق وإلى حد ما في سوريا، ستمكن التنظيم من مواصلة شن الهجمات في هذه الدول، كما أنها ستستمر في التركيز على تخطيط وتنفيذ هجمات في دول أخرى للحفاظ على أهميتها وتأثيرها على الصعيد العالمي". وختمت مؤسسة "IHS" ومركز "جين" تحليلهما بالقول إن تراجع تنظيم داعش سيخلق فراغا من شأنه أنه يعيد تنظيم "القاعدة" إلى الساحة، وهو ما قد يصنع علاقة جديدة بين داعش والقاعدة، ستؤثر لا محالة على الإرهاب الدولي.

خسائر جديدة

وفي هذا الشأن أصبحت دولة ”الخلافة“ التي أعلنها تنظيم داعش على وشك الهزيمة النهائية بعد سيطرة قوات الحكومة السورية على دير الزور آخر مدينة رئيسية تتبع التنظيم في سوريا بينما انتزعت القوات العراقية السيطرة على آخر بلدة مهمة لداعش على الجانب الآخر من الحدود. وقلصت خسائر التنظيم في العراق وسوريا الخلافة التي حكمت في ذروتها الملايين من الناس إلى بلدة حدودية سورية وقرية على ضفة نهر الفرات في العراق وبعض البقاع في الصحراء.

لكن حكومتي العراق وسوريا والداعمين الدوليين لهما يقولون إنهم قلقون من أنه سيظل بمقدور المقاتلين شن حرب عصابات عندما لا يكون لديهم أراض يدافعون عنها. وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي سيطرة قوات الحكومة على قضاء القائم وهي بلدة حدودية يبدأ منها القطاع العراقي من نهر الفرات. وبذلك لا يسيطر التنظيم حاليا سوى على قرية راوة بعدما كان يتحكم في ثلث مساحة العراق عام 2014.

وعلى الجانب السوري أعلن الجيش النصر في دير الزور وهي آخر مدينة رئيسية للتنظيم في صحراء سوريا الشرقية. وقال التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة والذي يقصف داعش ويدعم حلفاء على الأرض على جانبي الحدود، إنه لم يتبق للتنظيم سوى بضعة آلاف من المقاتلين يتمركزون بالأساس في البوكمال على الجانب الآخر من الحدود في سوريا.

وقال الكولونيل الأمريكي رايان ديلون المتحدث باسم التحالف ”نتوقع منهم الآن أن يحاولوا الفرار لكننا ندرك ذلك وسنفعل كل ما بوسعنا للقضاء على قادة داعش“. وأضاف ديلون ”مع استمرار المطاردة في تلك المناطق الصغيرة ... نراهم يفرون إلى الصحراء ويختبئون هناك في محاولة للتحول من جديد إلى جماعة متمردة إرهابية“. وتابع قوله ”لن تُهزم فكرة داعش والخلافة الافتراضية على المدى القريب. سيظل التهديد قائما“.

وبعد طرده هذا العام من معقليه الرئيسيين، الموصل في العراق والرقة في سوريا، تراجع تنظيم داعش إلى جيب صحراوي آخذ في الانكماش على جانبي حدود البلدين. وفي العراق يواجه التنظيم الجيش، المدعوم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وفصائل الحشد الشعبي. وفي سوريا يدعم التحالف ائتلافا من الفصائل الكردية والعربية في مناطق شمال وشرق نهر الفرات بينما تدعم إيران وروسيا حكومة الرئيس بشار الأسد. وينهي انتصار الحكومة السورية في دير الزور الواقعة على الضفة الغربية لنهر الفرات معركة استمرت شهرين للسيطرة على المدينة التي تعد مركز انتاج النفط في سوريا.

وحاصر التنظيم لسنوات جيبا حكوميا هناك حتى كسر الجيش الحصار في أوائل سبتمبر أيلول لتبدأ معركة لانتزاع المناطق الخاضعة للتنظيم في المدينة. وقال الإعلام الرسمي السوري نقلا عن مصدر عسكري ”وحدات من الجيش العربي السوري أنجزت بالتعاون مع القوات الرديفة والحليفة تحرير مدينة دير الزور بالكامل من براثن تنظيم داعش الإرهابي“.

وقال مصدر عسكري سوري إن الوحدات الهندسية في الجيش تمشط الشوارع والمباني في دير الزور وتقوم بإزالة الألغام والشراك الخداعية التي زرعها التنظيم في المنطقة. وأضاف المصدر أنه لا يعتقد أن التنظيم سيبدي مقاومة شرسة في المعركة الأخيرة في البوكمال مع استسلام كثير من مقاتليه في مناطق أخرى. وقال إن بعضهم سيقاتل حتى الموت لكن لن يكون بمقدورهم فعل شئ لأنهم محاصرون من كل الجهات دون إمدادات وفي ظل تدهور للمعنويات وبالتالي تكون جميع مواطن قوة التنظيم قد انتهت. وأوضح المصدر العسكري أن الهزيمة في البوكمال تعني عمليا أن داعش ستصبح منظمة ليس لها وجود بهيكل قيادة موحد وسوف تتحول إلى مجموعة من الأفراد المتفرقين دون مقر وأماكن للقيادة. بحسب رويترز.

وفي العراق، هنأ العبادي قواته على السيطرة على القائم ”في فترة قياسية“ وذلك بعد ساعات من إعلان القادة دخولهم المدينة. وكانت القوات العراقية سيطرت في وقت سابق على نقطة تفتيش حدودية على الطريق إلى البوكمال في سوريا. وقالت قيادة العمليات المشتركة العراقية إن راوة وهي قرية صغيرة على نهر الفرات هي المنطقة الوحيدة التي لا تزال تحت سيطرة التنظيم. ويشن العراق حملته الأخيرة لسحق دولة الخلافة التي أعلنتها داعش كما يشن هجوما عسكريا في الشمال على الأكراد الذين أجروا استفتاء على الاستقلال في سبتمبر أيلول.

حرب العصابات

الى جانب ذلك شهدت القوات السورية والعراقية التي تطبق على آخر معاقل تنظيم داعش في المنطقة الحدودية النائية بين البلدين ردا من جانب المتشددين سيمثل على الأرجح نهجهم في المستقبل. ففي حين كان مسلحو التنظيم يخوضون قتال اللحظات الأخيرة في الرقة معقلهم الرئيسي في سوريا وفي مدينة الحويجة بالعراق قبل خسارتهما.. استولى المتشددون على مدينة القريتين في سوريا وشنوا أكبر هجوم لهم في الرمادي بالعراق أواخر الشهر الماضي.

ويبدو أن هذا هو نوع حرب العصابات الذي تتوقع الدولتان تحول التنظيم له. وقال مصدر عسكري سوري إنه مع فقدان التنظيم لقدرته على القتال في الميدان من المتوقع أن يلجأ فلوله إلى هذا النوع من العمليات لكنه أشار إلى أن ذلك لن يستمر إلا لفترة من الوقت فحسب وليس للأبد.

ويقول محللون إن استمرار قدرة تنظيم داعش على شن هجمات في المناطق التي خسرتها سيعرقل جهود إعادة الاستقرار للمناطق التي ينحسر فيها القتال.

وفي العراق، حيث نشأ تنظيم داعش، هناك سوابق تشير إلى لجوء التنظيم لشبكات محلية تمكنه من النهوض من جديد عندما تسنح الفرصة. وحتى الآن لم يثبت التنظيم أنه يملك ذات القدرة في سوريا. فالانقسامات الطائفية التي يقتات التنظيم المتشدد عليها أقل وضوحا في سوريا كما أنه يواجه منافسة على الولاءات من جماعات متشددة أخرى قوية. وقال هشام الهاشمي الخبير في شؤون تنظيم داعش المقيم في بغداد والذي يقدم مشورة في هذا الشأن للحكومة العراقية إن ”داعش“ في الأساس منظمة عراقية وستتمكن من البقاء إلى حد ما في العراق لكن عناصرها في سوريا سوف تتلاشى بالانضمام لجماعات متشددة سلفية أخرى.

لكن التنظيم أثبت قدرة في الدولتين على استغلال الثغرات الناجمة عن إرهاق أعدائه، بفعل طول فترة الحرب، لشن هجمات مؤثرة مثلما حدث في القريتين بهدف نشر الفزع وشل قدرة القوات المنافسة على التحرك. كما أثبت أيضا قدرته على تنفيذ تفجيرات واغتيالات في مناطق تسيطر عليها الحكومة في العراق وسوريا وفي مناطق تسيطر عليها قوات كردية مدعومة من الولايات المتحدة أو جماعات متشددة منافسة مما يشير إلى قدرة التنظيم على بناء خلايا نائمة في تلك المناطق.

وقال متشدد من جماعة في المعارضة السورية المسلحة مناوئة لداعش إن التنظيم كسب تأييدا بين الشبان يكفي لمنحه قدرة على العودة من جديد. وأضاف ”أعتقد أن الممكن ظهور شيء جديد (في المستقبل) في ظل انتشار فكر التنظيم بشكل واسع بين الشبان“ في إشارة إلى آلة الدعاية الفعالة التي استخدمتها الدولة الإسلامية خلال السنوات الثلاث الماضية. وقال أحد السكان ويدعى أيمن الفياض إن هجوم القريتين بدأ عندما انتشر زهاء 250 متشددا مسلحين بالبنادق والصواريخ وقذائف الهاون حول المنطقة ”بسرعة مخيفة“.

وأثار الهجوم قلقا بشكل خاص لأن الحكومة أعلنت تأمين القريتين قبل أشهر وساعدت سكانها على العودة لمنازلهم. وعندما اضطر المتشددون في نهاية المطاف للخروج بعد أسابيع من القتال حول مشارف القريتين انتقموا بذبح عشرات السكان. وقال الفياض ”كانوا متعطشين جدا للدماء ولم يرحموا أحدا“. وقال المصدر العسكري السوري إن الأمر استغرق ثلاثة أسابيع لاستعادة السيطرة على المدينة لأنها كانت مكتظة بالسكان فحاول الجيش تجنب سقوط ضحايا من المدنيين.

لكن الهجوم أظهر هشاشة وضع المدن والبلدات السورية في الصحراء، التي لا يمكن نشر القوات المسلحة فيها إلا بأعداد قليلة، أمام داعش وأظهر أن مثل تلك العمليات يمكنها أن تكبل قدرات القوات المعارضة للتنظيم. وقال صحفي سوري زار المدينة”يخشى الناس من عودة داعش... قتلوا أي شخص شارك في مسيرات موالية للحكومة. ألقيت الجثث في الشوارع وفي الآبار“.

وقال الفياض أيضا إن أشخاصا من داخل المدينة كانوا من بين المهاجمين بما يشير إلى أن داعش استغلت السنوات التي سيطرت فيها عليها لبناء شبكات دعم محلية وتشكيل خلايا نائمة من أجل شن هجمات بعد ذلك وهو أمر قد يتكرر في مناطق أخرى في سوريا. وقال الكولونيل ريان ديلون المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم ”سيواصلون البحث عن أماكن يمكنهم منها التخطيط والتمويل والعثور على موارد لشن هجماتهم“ وأشار إلى أن الدولة الإسلامية عادة ما استخدمت ”مناطق قليلة السكان“.

وقع الهجوم على الرمادي قبل أيام من هجوم القريتين. وشن المتشددون الهجوم على قوات الأمن العراقية بالاستعانة بانتحاريين فجروا سيارات ملغومة وبإطلاق قذائف الهاون ونيران الأسلحة الرشاشة لاقتحام المدينة التي خسرها التنظيم قبل عدة أشهر. ويبدو أن التحدي الأكبر في العراق وسوريا على حد سواء يتمثل في استيعاب العشائر العربية السنية وهو أمر ينذر، إن لم يتحقق، ببعث التنظيم المتشدد من جديد.

وعانى العراق من انقسام سني شيعي منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003 الذي تسبب في اندلاع حرب أهلية. وقد تواجه الحكومة السورية ذات المشكلة. فهي متحالفة مع قوتين شيعيتين أساسيتين في المنطقة وهما إيران وجماعة حزب الله اللبنانية كما ينتمي الرئيس بشار الأسد للطائفة العلوية الشيعية. وسيشكل الأمر أيضا تحديا لقوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة في شمال البلاد إذ تقودها جماعات كردية واجهت مشكلات في بعض الأحيان في إقناع العرب بأنها ستحمي مصالحهم.

وقال أندرو تابلر وهو زميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى ”الأمر يعتمد على مدى استيعاب من يحاربون مع الأسد وقوات سوريا الديمقراطية للعشائر (السنية) في مؤسسات الحكم“. وحتى في شمال غرب سوريا، الذي تسيطر عليه جماعات من المعارضة المسلحة وبينها جماعات متشددة، قد يتيح شظف العيش والاقتتال بين الجماعات في المعارضة مجالا لداعش لتحقيق مكاسب على الأرض.

وبالإضافة إلى هجوم القريتين تمكنت مجموعة من مسلحي التنظيم من السيطرة على جيب في منطقة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة قرب حماة في الأسابيع الماضية وحاربت مجموعة متشددة منافسة لها من أجل السيطرة على عدة قرى. واستخدم التنظيم تفجيرات واغتيالات لاستهداف مدن تسيطر عليها الحكومة في الغرب وأخرى تسيطر عليها قوات كردية في الشمال الشرقي وجماعات متشددة من المعارضة في الشمال الغربي. بحسب رويترز.

كما شن التنظيم هجوما في جيب معزول يسيطر عليه في مخيم اليرموك جنوبي دمشق واستولى على مقر جماعة منافسة تنتمي للمعارضة المسلحة. وقال المتشدد الذي ينتمي لإحدى جماعات المعارضة المسلحة إنه يعتقد أن داعش قد تكرر الاستراتيجية التي استخدمتها جماعات متشددة في العراق خلال العقد الماضي وهي الاختباء عند التعرض للهجوم ثم العودة بطريقة أكثر فتكا. وأضاف ”في فترة الضعف تلك.. تعتمد داعش على الإيديولوجية التي نشرتها... يبدو أن ذات التجربة تتكرر. يمكنهم تنفيذ تفجيرات.. وشن حرب عصابات“.

تحدي امني

على صعيد متصل اعتبر مركز صوفان الاستشاري للشؤون الامنية في تقرير له، ان عودة ما لا يقل عن 5600 عنصر من تنظيم داعش من العراق وسوريا، الى دولهم سيشكل "تحديا امنيا هائلا" لهذه الدول. وجاء في تقرير هذا المركز الذي يتخذ من نيويورك مقرا له "حتى الان عاد ما لا يقل عن 5600 مواطن او مقيم من 33 دولة الى بلدانهم (...) ما يشكل تحديا هائلا للأمن ولعمل اجهزة الامن".

وبعد ان كان تنظيم داعش يسيطر على مناطق في سوريا والعراق تعادل مساحة ايطاليا عام 2014، فقد اليوم نحو 85 بالمئة منها امام القوات المدعومة من الولايات المتحدة ومن روسيا. واشار التقرير الى انه من بين "اكثر من 40 الف اجنبي قدموا من 110 دولة للانضمام الى لداعش قبل وبعد اعلان الخلافة في حزيران/يونيو 2014 (...) لا بد من ان يبقى البعض منهم متمسكين بشكل من اشكال الجهاد العنيف الذي يدعو اليه تنظيما داعش والقاعدة". واضاف انه "من الواضح ايضا، ان من يريد مواصلة القتال (منهم) سيجد طريقه للقيام بذلك".

ونقل التقرير عن "شبكة التوعية الراديكالية" قولها في التقرير ان ما لا يقل عن 30 بالمئة من قرابة خمسة الاف مواطن من دول الاتحاد الاوربي الذين ذهبوا الى العراق وسوريا، عادوا الى بلدانهم. ووفقا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين فان 10 % من تسعة الاف جهادي قدموا من روسيا وجمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق، عادوا الى بلدانهم.

ويفيد التقرير ان روسيا ارسلت اكبر عدد من الجهاديين الى سوريا والعراق (3417) تليها العربية السعودية (3244) ثم الاردن (3000) وتونس (2962) وفرنسا (1910). كما سلط التقرير الضوء على مشاكل النساء والاطفال الذين انضموا الى التنظيم. ويشير كذلك الى ان سياسة الحكومات مع الجهاديين العائدين الى ديارهم هي السجن بشكل عام، الامر "الذي لا يؤدي سوى الى ارجاء المشكلة"، او العمل على اعادة تأهيلهم ودمجهم "ما سيكون صعب التنفيذ". بحسب فرانس برس.

ويخلص التقرير الى القول بلهجة متشائمة ان "مشاكل الهوية وانعدام الثقة بالمؤسسات الحكومية التي استفاد منها تنظيم داعش لن تتلاشى قريبا". واضاف "وبالتالي من غير المتوقع ان تتلاشى قريبا ظاهرة المقاتلين، وانضمامهم الى ما بقي من تنظيم داعش او الى مجموعات اخرى مشابهة قد تظهر لاحقا".

اضف تعليق