q

م.د. احمد محمد علي جابر العوادي/جامعة بغداد-مركز الدراسات الأستراتيجية والدولية

 

بالرغم مما عاناه العراق من تحديات سياسية واجتماعية وثقافية كبيرة بعد العام 2003، الا أن التحدي الذي يشهده العراق اليوم وخاصة بعد احداث سقوط الموصل واحتلال ثلث الأراضي العراقية قد فتح الباب على مصراعيه ليكشف عن ازمة بنيوية حقيقية تعاني منها الدولة العراقية ومستقبلها واصبح ملحا على صناع القرار في العراق ان يضعوا خططاً واقعية تضع معالجات اساسية لهذه الأزمات، وتأتي في مقدمة أخطر هذه التحديات هي التحديات المجتمعية.

فالفشل الكبير الذي شهدته مشاريع وبرامج السلم الأهلي في العراق بعد التغيير سواء الذي تبنته الحكومات العراقية المتعاقبة بالدرجة الأساسية أو المساعي التي قام بها رجال الدين والفئات المجتمعية او ماقامت به المنظمات الدولية كالأمم المتحدة كبرامج المصالحة الوطنية وتحقيق العدالة الانتقالية والأستفادة من تجارب البلدان التي مرت بعملية تحول ديمقراطي كجنوب افريقيا او البلدان، التي تعرضت لاحتلال وانهيار مؤسساتها كألمانيا واليابان وعدم القدرة من الإفادة من هذه التجارب، جعل من عملية بناء السلم الأهلي في العراق صعبة ولعل الاحتقان الطائفي مابين أعوام 2005-2007 دالة واضحة على هذه الصعوبة.

لذلك فان البحث يقوم على فرضية مفادها ان عملية السلم الاهلي في العراق يعاني من تحديات كبيرة وهذه تحديات أسهمت بصورة مباشرة في عدم استقرار المجتمع العراقي وبالرغم من مشاريع السلم الأهلي التي طبقتها جهات مختلفة الحكومية منها وغير حكومية إلان ان تطبيق السلم الاهلي يعاني من تعثر كبير، تؤدي هذه التحديات الى تهديد بناء الدولة ووحدتها.

وعلية سيتناول بحثنا ثلاثة مباحث:

يتناول الاول منه مفهوم السلم الأهلي وطبيعته فيما يتناول المبحث الثاني تحديات السلم الاهلي في العراق تهجير قسري وعنف واحتقان طائفي وانعدام وجود ضمانات تحافظ على امن الانسان وكرامته، فضلا عن حالة الفساد المستشري في مؤسسات الدولة العراقية، أما الازمة الأخرى التي بدأت بالتنامي بصورة كبيرة ألا وهي ظاهرة الإرهاب وتأثيرها السلبي على السلم الأهلي.

اما المبحث الثالث فستناول فيه مستقبل السلم الأهلي في العراق والانفتاح على الآخر المختلف والبحث عن المشتركات لتحقيق التعايش مع وجود قناعات راسخة من قبل النخب السياسية والدينية بضرورة قيام السلم الاهلي كحل واقعي لتحقيق استقرار مجتمعي في العراق.

* ملخص بحث مقدم الى مؤتمر الاعتدال في الدين والسياسة الذي يعقد بمدينة كربلاء المقدسة في 22-23/3/2017، والذي ينظم من قبل مركز الدراسات الاستراتيجية-جامعة كربلاء، ومؤسسة النبأ للثقافة والاعلام، ومركز الفرات للتنمية للدراسات الاستراتيجية

اضف تعليق


التعليقات

حسين محمد عباس
العراق
تكرما / هل يمكنني الحصول على البحث كاملا للأطلاع والاستفادة2018-03-29