هذه السلوكية المزعجة في الأغلب تظهر جلية عند الأطفال الصغار على اختلاف أجناسهم وتستمر معهم لسنوات طويلة، لكن منهم من يغادرها بفعل العلاج النفسي سواء من الأهل أو من المختص النفسي في بعض الحالات. وبعضهم تستمر معه حتى في مراحل عمرية متقدمة من عمره...

الإنسان تُفسِّره سلوكياته وما يصدر منه من أفعال، فقد يمكن تفسير حالة أحدهم عبر سلوكية صادرة منه تراها بعينك فتدفعك للتفحص وصولًا إلى مرحلة الاستنتاج والحكم. وتنقسم سلوكيات الإنسان بصورة عامة إلى سلوكيات طبيعية وأخرى غير طبيعية. ومن هذه السلوكيات غير الطبيعية هي سلوكية قضم الأظافر التي باتت تنتشر بين أطفالنا بصورة ملفتة للنظر. فما هي أسباب هذا الأمر؟ وكيف يمكن الحد منه ومعالجته؟

هذه السلوكية المزعجة في الأغلب تظهر جلية عند الأطفال الصغار على اختلاف أجناسهم وتستمر معهم لسنوات طويلة، لكن منهم من يغادرها بفعل العلاج النفسي سواء من الأهل أو من المختص النفسي في بعض الحالات. وبعضهم تستمر معه حتى في مراحل عمرية متقدمة من عمره، وهو ما يجعلها متلازمة معقدة ومؤذية وتسبب انتقادًا كبيرًا للإنسان، وهو ما يوجب البحث عن معالجات منطقية لها.

يفسر علم النفس قضم الأظافر على أنه حالة نفسية مرتبطة بضائقة عاطفية شديدة واكتئاب وقلق وغير ذلك من الأسباب النفسية التي تصل بالفرد إلى هذه السلوكية، والتي تُبعد الإنسان عن نقطة المنتصف في التوزيع الطبيعي.

والدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية الطبعة الخامسة (DSM-5) يُصنِّف قضم الأظافر على أنه اضطراب وسواسي قهري محدد واضطرابات ذات صلة مع تحديد السلوك المتكرر المرتكز على الجسد. وما يُنشر في هذا الدليل هو إعلان رسمي على أن الأمر يمثل مشكلة نفسية كبيرة يجب ألا يتم تجاهلها أو الاستخفاف بها، لأنها واحدة من أكثر السلوكيات سلبية ومقززة.

ما هي السلبيات؟

من الآثار السلبية التي تُنتجها هذه السلوكية للأطفال هي إمكانية إصابتهم ببعض الأمراض التي تنتقل عبر أظفارهم من الأرض أو من اللعب بالأرض أو من استخدام المرافق الصحية، بالإضافة إلى المنظر غير اللائق من انسلاخ الجلد وغيرها مما لا يُحبذ رؤيته من الناس، وغير ذلك من المواقف المحرجة والانتقاد الذي يواجهه الطفل الذي يقضم أظافره.

ما هي أسباب قضم الأظافر؟

لعدة أسباب يتجه الطفل لقضم أظفاره، من أهمها:

من أهم الأسباب لقضم الأظافر هي الأسباب النفسية والجسدية، إذ عادة ما نلاحظ ذلك في العائلات العدوانية، وهو سلوك يرتبط في كثير من الأحيان بحالات الصحة النفسية، بمعنى أن الأسر التي لا تمد أفرادها بالأمن النفسي فإن ذلك يجعل منهم متوترين وقلقين، وبالتالي يحاولون تفريغ طاقتهم السلبية بهذه الكيفية.

كما أن الملل والتقليد من قبل الأطفال هو ما يدفعهم لقضم الأظافر، حيث إن نشاطهم العالي مع عدم وجود فسحة لتفريغ الطاقة يجعل الطفل يقوم بذلك، علاوة على محاولة بعض الأطفال تقليد سلوك الكبار سواء أبويهم أو أجدادهم أو غيرهم ممن معهم في محيطهم الاجتماعي.

كيف نعالج هذه المشكلة؟

للحد من سلوكية قضم الأظافر المزعجة بالنسبة للطفل يجب القيام بالتالي:

أول ما يجب القيام به هو فهم الدوافع وراء هذا السلوك. وحين يُفهم ما وراء السلوك يكون العلاج أكثر فاعلية لأننا نكون قد استأصلنا المشكلة من أساسها وقلصنا فرص عودتها، على عكس العلاجات الشكلية التي تختفي بعد فترة قليلة.

الخطوة الثانية بعد معرفة ما وراء السلوك هي استخدام العلاج المعرفي السلوكي، حيث يساعد هذا العلاج الأفراد على تغيير أنماط السلوك غير المرغوب فيه، ويوفر هذا النوع من العلاج استراتيجيات فعالة لتقوية الذات وتحفيز الانتباه إلى السلوك غير الصحي الذي يكون بديلًا للأفكار غير السليمة والتي تكون نتائجها سلوكيات غير سليمة ولا صحية.

وبهذا العرض المختصر لواحد من أهم المشكلات التي تُعرض الأطفال وتُرهق ذويهم، وذكر الأسباب المحتملة مع العلاجات الفعالة، نكون قد أضأنا على أمر مُلح وضروري للكثير من العائلات العراقية التي تبحث عن حلول.

اضف تعليق