مثلما ينفد شحن بطارية هاتفنا المحمول او ينفد وقود سيارتنا حين تسير لمسافات طويلة، الانسان هو الآخر تنفد طاقته ويحتاج الى الاستزادة بالطاقة الجسمانية والنفسية لتعود الى مواصلة الطريق مرة اخرى، وبدون الحصول على الطاقة فأن حالنا نحن البشر يؤول الى التوقف، شريحة الطلبة مخصوصين بهذا المقال...
مثلما ينفد شحن بطارية هاتفنا المحمول او ينفد وقود سيارتنا حين تسير لمسافات طويلة، الانسان هو الآخر تنفد طاقته ويحتاج الى الاستزادة بالطاقة الجسمانية والنفسية لتعود الى مواصلة الطريق مرة اخرى، وبدون الحصول على الطاقة فأن حالنا نحن البشر يؤول الى التوقف، شريحة الطلبة مخصوصين بهذا المقال عن ضرورة ان يستثمروا عطلهم للافادة منها في شحن انفسهم خلالها والعودة الى التعلم في العام القادم بنشاط واريحية.
اشارة مهمة
وجب الاشارة الى امر غاية في الاهمية وهو اننا حين ندعوا الطلبة الى ترك الدراسة في العطل فهو من اجل استعادة الطاقة المفقودة لكن يستثنى من ذلك طلبة المراحل الحاسمة ومنهم الطلبة المقبلين على الصف السادس الاعدادي فهم يسابقون الزمن من اجل الاستعداد الجيد للحصول على معدل عالي والدخول جامعات تضم رغباتهم، وهذا لن يتحقق ان لم يوصلوا العطلة بالدوام وبجهد حثيث.
من الاخطاء غير المحسوبة العواقب التي يرتكبها الوالدين بحقهم ابناءهم الطلبة هي انهم يقحمون ابنائهم في تعلم لايرغبون به او انهم ليسوا على استعداد له، فبعضهم يجبر ابنه على قراءة الكتب الخارجية بداعي زيادة الثقافة والمعرفة، وبعضهم يجبر اطفاله على متابعة كورس تعليمي معين، فعلى الرغم من ان في الامر فائدة غير انه يأتي بصورة الفرض وطبيعة الانسان ينفر مما يفرض عليه وان كان نافعاً.
يشدّد المختصون في علم النفس والتربية على ضرورة أن يسمح الأهل لأبنائهم بتنفس الصعداء خلال العطلة الصيفية، وهذا لا يعني أن يتركوهم يعيشون في فوضى، فتكون لهم حرية فعل ما يشاؤون مثل النوم في ساعات متأخرة والاستيقاظ في وقت متأخر من النهار، والجلوس قدر ما يرغبون إلى هواتفهم الذكية، أو مشاهدة التلفزيون، وإنما يمكن الأبناء الاستمتاع بأجواء الاسترخاء والراحة، في ظل نظام المنزل وقوانينه، على أن يجد لهم الأهل أشكالاً متعددة من النشاطات الترفيهية التعليمية تشجع الأبناء على تفعيل شعورهم واستعادتهم الطاقة النفسية.
كيف تتم اعادة الشحن النفسي؟
عبر عدة سلوكيات يمكن لاي طالب ان يستعيد شحنه النفسي والابتعاد عن جو الدوام لاشهر طويلة، من ابرز هذه السلوكيات السماح له بالاشتراك في الانشطة الترفيهية مثل الاشتراك في مخيم كشفي يضم طلبة اخرين من مناطق متعددة مما يتيح له فرص التعرف على اصدقاء جدد غير اؤلئك الذين اعتاد على رؤيتهم بشكل مستمر، فعلاقات الانسان السليمة تحميه من الكثير من الامراض والعلل النفسية شريطة ان يتم اختيارها بعناية.
ومن ابواب الشحن النفسي هي مشاركة الطالب في ايام العطل في انشطة ثقافية حسب هواياتهم وميولهم، فقد تجد من يهوى الرسم او الفن او النحت وغير ذلك من الهوايات، فيفضل انخراطهم في تجمعات تشجع مثل هذه الهويات لتطوير انفسهم اولاً ومن ثم تبتعد بهم عن الملل والروتين الذي يعيشونه في ايام الدراسة.
كما ان ممارسة الرياضة بالنسبة للطلبة في اوقات راحتهم في ايام العطل يمنحهم الراحة النفسية عبر طردهم للطاقة السلبية التي تكتنز في ابدانهم، فالانسان لديه الكثير من الطاقة الجسمانية وهو بحاجة الى استثمارها في مكانها وزمانها والا فقد تبقى حبيسة جسده وقد تعود عليه بالمضرة بدلاً من توظيفها في خدمة الجسد والنفس، فهذه الأنواع من النشاطات الترفيهية ستكسبهم مهارات جديدة مهمة تعزز المفاهيم المدرسية لديهم.
في الختام نشدد على ضرورة ان تكون العطل بالنسبة للطلبة محطة للراحة والاستجمام واستعادة الطاقة المفقودة، والابتعاد قدر الممكن عن اقحام الطالب في انشطة تشبه تلك التي يمارسها في ايام السنة الدراسية وهذا ما يعزز لديه عملية التعلم، والعكس سيأتي بنتائج عكسية غير مفيدة لان الطالب سيضطر الى التعامل مع التعلم عن طريق رد الفعل والعادة.
اضف تعليق