إن الأفكار السلبية تعتبر جزءا من حياتنا، لكن يجب ألا ندعها تسيطر على تفكيرنا وتعكر مزاجنا، فنحن نقضي وقتا طويلا في التفكير بطريقة سلبية حول حياتنا ومستقبلنا أكثر مما ينبغي، مما يجعل مسألة تخليص أنفسنا من هذه السلبية بالغ الأهمية...
يقول الكاتب جيرالد سينكلير: " إن الأفكار السلبية تعتبر جزءا من حياتنا، لكن يجب ألا ندعها تسيطر على تفكيرنا وتعكر مزاجنا، فنحن نقضي وقتا طويلا في التفكير بطريقة سلبية حول حياتنا ومستقبلنا أكثر مما ينبغي، مما يجعل مسألة تخليص أنفسنا من هذه السلبية بالغ الأهمية"، هذه الاقتباسة تعني بالضرورة اننا جميعنا نفكر في موقف معين بطريقة سلبية نظراً لمعطيات الموقف السلبية، غير ان الاستمرار في السلبية يثير شكوك في كون الانسان طبيعين فغلبة السلبية على الانسان تعني بالضرورة انه الفرد نضطرب نفسياً.
حين يستحكم التفكير السلبي على الانسان يحوله من كتلة للطاقة العالية المنتجة في كافة مناحي الحياة وابوابها الى كتلة هامدة تموت ببطئ، فبدلاً من ان يتوسم الانسان خيراً في المستقبل ويعمل على توظيف امكانته ومهاراته في خدمة اهدافه الحياتية، تسيطر الافكار السلبية عليه وتحبطه مثل الكثير من الناس الذين تعرقل سير حياتهم وتفقدهم رغبتهم الحياة مما يجعلهم هامشيين لا مؤثرين وهذا ما جلعنا نبحث في كيفية تحول تفكير الانسان من السلبي الى ايجابي.
ما هو التفكير السلبي في علم النفس؟
يقول علم النفس ان الانسان لديه صوته داخلي ينتقد تصرفاته بقصد تقويمها لكن الصوت يكون احياناً مثيراً للقلق والخوف من المستقبل، كما انه يتألم من بعض احداث الماضي ويبني عليها تصوراته للحاضر ويينبهنا إلى عدم تكرار أخطائنا، حتى نحيا بأمان جسدياً ونفسياً، وبذا يفقد هذا الصوت النقدي وظيفته الإيجابية، وحينها ندخل في صراع عقلي تتولد عنه مشاعر القلق والتوتر والخوف، نتيجة فرط التفكير السلبي في الماضي، والخوف من المستقبل، الأمر الذي يضر بالجسد والعقل والروح.
كيف نحول افكارنا السلبية الى ايجابية؟
جملة من الاستراتيجيات يمكن لصاحب التفكير السلبي ان يتخاذها منهجاً له في الحياة، كي يتمكن من التغلب على التفكير السلبي والقلق الذي يقتحم عقله من حين لآخر ويؤثر على مجمل حياته وسلوكياتها المختلفة، ومن ابرز هذه الاستراتيجيات واكثرها فعالية في التغير هي:
اية سلوكية غير سليمة يراد تغيرها يجب ان يبدأ التغيير بالاعتراف بوجود المشكلة لكون الشعور بالمشكلة يولد الدافع لمعالجتها اما اذ لم يعتبر الامر مشكلة فهذه مشكلة اخرى تعقد عملية التغيير من هنا اول ما يجب القيان به لتغير الافكار هو اقناع المصاب بكون افكاره غير سليمة ويجب مغادرتها.
بعد الاعتراف لابد من تحديد مصدر الأفكار السلبية وتحديد كل الظروف التي تسببت في بروزها وبالتالي العمل على حلها من الجذور لكون قطع المصدر افضل من تجفيف المستنقع الذي سيمتلئ مرة اخرى، وبعدها ضرورة ان يبتعد الانسان عن مصارد السلبية في الحياة لكون سيتأثر من حيث لا يشعر.
ومن المستحسن جداً ان يحيط الانسان نفسه بالاشخاص الايجابيين لكون مجاورة الأشخاص الإيجابيين ومخالطتهم سيقدم له الدعم النفسي الكبير لان الطباع يمكن ان تكون معدية، ويجيدون عليك بالمشورة عندما تحتاجها وتطلبها، وهذا ما سيخفف توتره ويمنحه موقفاً أكثر عقلانية من الأحداث والأفكار من حوله وبذا هم ينقلونه من ضفة السلبية الى ضفت الايجابية.
ثم انت ياصديقي صاحب التفكير السلبي تخيل لو زميلك يعاني نفس المشكلة بدلاً عنك وكيف يمكن ان يسمم افكارك وانت تجلس بجانبه في دوامك وكيف تتعامل معه بلطف وتتحدث معه لمحاولة اقناعه لتغير بوصلته لما تسببه هذه الافكار من الم نفسي عليه وعلى المحيطين به، حاول ان تتحدث مع نفسك بذات الطريقة وبذات الكلام وبالتالي قد تغير من نفسك بنفسك.
كما ان بحث الانسان عن منفذ آخر للتعبير عن ألمه هو وسيلة فعاله لتحويل الافكار، وقد ينفع ممارسة هواية معينة في تبديد السلبية التي بداخلنا وهي طريقة افضل للتعبير عن الاستياء من الواقع بدلاً الرضوخ للافكار السلبية الشياطنية التي تهدم كيان الانسان وتحطم شخصيته، وبذا يمكن ان نبتعد عن السلبية الى حد بعيد.
اضف تعليق