لماذا تجعلنا التكنلوجيا أقل انتاجية؟ طبقا لدراسة جديدة ووفقا لقانون ميتكالف القديم فقد اتضح ان التكنلوجيا هي حقا تقتل الانتاجية. فريق حلّل بيانات عن الكيفية التي ينفق بها الناس أوقاتهم اثناء العمل. بعد ان ربطوا هذا مع المخرجات المتحققة واجمالي عدد الموظفين، كانوا قادرين على رؤية...
لماذا تجعلنا التكنلوجيا أقل انتاجية؟ طبقا لدراسة جديدة ووفقا لقانون ميتكالف القديم(1)، فقد اتضح ان التكنلوجيا هي حقا تقتل الانتاجية. فريق من Bain & company حلّل بيانات عن الكيفية التي ينفق بها الناس أوقاتهم اثناء العمل. بعد ان ربطوا هذا مع المخرجات المتحققة واجمالي عدد الموظفين، كانوا قادرين على رؤية تأثير التكنلوجيا على العمل.
"يمكن ان تكون للتكنلوجيا منافع هائلة في ميدان العمل"، حسبما يذكر مايكل مانكينز، وهو احد الشركاء في شركة Bain & company، بمقال له في مجلة هارفرد بزنس رفيو. "ولكن من الإنصاف السؤال عما اذا كنا وصلنا الى نقطة تناقص المردود في بعض المجالات".
لماذا تجعلنا التكنلوجيا نتحرك ببطء؟
رائد التكنلوجيا (روبرت ميتكالف) تنبأ بان قيمة الشبكة تزداد مع مربع عدد المستعملين لها. غير ان، قانونه له سلبياته ايضا. كلما تقل التكاليف، يزداد عدد التفاعلات أضعافا مضاعفة. جميع هذه التفاعلات تأخذ وقتا. لنتصور الموقف قبل ثلاثين سنة. اذا كان المدير بعيدا عن مكتبه، فهو سيجد مذكرة تقول هناك مكالمة فائتة – ربما 1000 مكالمة فائتة في السنة. هذا أصبح لاحقا على شكل بريد صوتي voicemail – حوالي 4000 في السنة. حاليا ومع مجموعة واسعة من وسائل الاتصال (ايميل، سكايب، رسائل فورية، هاتف)، ارتفع هذا العدد الى 30 ألف اتصال.
الجانب المظلم لقانون ميتكالف
المدراء التنفيذيون اليوم يستلمون حاليا اكثر من 30 ألف اتصال خارجي كل سنة. هذا بدوره ينطبق على الاجتماعات. عقد الاجتماعات كان مهمة اكثر تعقيدا. الان، تقترح البيانات ان 15% من الوقت الكلي للشركة يُنفق في الاجتماعات. وهي نسبة تزداد كل سنة منذ عام 2008.
كل هذه المسائل تشير حقا الى ان التكنلوجيا هي استنزاف وهدر للإنتاجية بدلا من ان تكون مساعدا لها.
ماذا تقول البيانات؟
بحوث Bain & company تؤكد ذلك. بافتراض 47 ساعة عمل في الاسبوع، فان المشرف او المدير المتوسط يُتوقع ان تكون لديه أقل من 7 ساعات عمل متواصل اسبوعيا، حيث وجدت التحليلات ان متوسط الساعات المخصصة للاجتماعات هي 21 ساعة، و11 ساعة لإرسال وقراءة الايميلات والاجابة عليها. اخيرا، هناك جزء كبير آخر للوقت الضائع في كلا جانبي الاجتماعات وفي الايميلات الناتج عن تركيز الانتباه. كل هذا يساهم مجتمعا بخفض العمل المتواصل (بدون انقطاع او صرف انتباه) الى أقل من 7 ساعات اسبوعيا.
ان المهام اليومية ايضا تأخذ وقتا أطول. طبقا لدراسة حديثة، 60% من العمال كان عليهم استشارة على الأقل عشرة عمال آخرين يوميا فقط لكي يؤدوا أعمالهم بالشكل الصحيح. نفس الدراسة تقترح ايضا انه في الخمس سنوات الأخيرة، قفز وبشكل كبير مقدار الوقت المطلوب لإنجاز الأعمال. التعيين في الوظائف يحتاج الى عشرين يوم أطول مما كان عليه في عام 2010، بينما الوقت المطلوب لإنجاز مشروع IT للمكتب زاد بمقدار شهر في الفترة بين 2010 و 2015.
ماذا يجب ان نعمل؟
يقترح ماكنز خطوتين لنتأكد من نجاح التكنلوجيا في الأعمال وان لا تعمل ضدها.
1- يجب على المنظمات ان تنظر في ما اذا كانت التكنلوجيا توفر وقت الناس ام لا. اذا كانت فقط تقلل التكاليف، فلابد اذاً من النظر اليها بشك.
2- حسبما يرى مانكنز فان الشركات يجب عليها ان تنظر في السلوك الخاص بها بدلا من محاولة العلاج السهل للتكنلوجيا. "العديد من الاستثمارات في التكنلوجيا الجديدة هي في الاساس حلول للسلوكيات السيئة او الاجراءات المبسطة المتعلقة بتقاسم المعلومات".
هو يستنتج ان المزيد من الاعتبارات حول تأثير التكنلوجيا على مكان العمل وخاصة الانتاجية، سيكون لها تأثير ايجابي على الأعمال، ولكن ايضا ربما نرى رفضا للاستثمارات الجديدة في التكنلوجيا.
اضف تعليق