q
الطلاب لم يُمنحوا الفرصة في التحقق من المعلومات ولذلك، فان الطلاب لم يتمكنوا من التعليم الحقيقي. هو اعتقد ان الطالب لكي يتعلم حقا يجب ان يأخذ المعلومات ويجعلها ملكا له. هو اعتقد ان المشرف يجب ان يكون في حوار مع الطالب، يسمح للطالب التحدث اولا...

تسعى فلسفة التعليم لإختبار أهداف وأشكال وطرق ومعنى التعليم. مصطلح فلسفة التعليم استُخدم لوصف التحليلات الفلسفية الأساسية لهذه الموضوعات وكذلك لوصف تحليلات لإتجاهات بيداغوجية معينة. وهكذا تتداخل فلسفة التعليم مع كل من حقل التعليم وحقل الفلسفة التطبيقية.

افلاطون (424-348 ق.م)

كانت فلسفة افلاطون التعليمية ترتكز على رؤية الجمهورية المثالية وحيث ان أفضل خدمة للفرد هي عبر الخضوع لمجتمع عادل. الذهن والجسم كانا يُنظر اليهما كوجودين منفصلين. في حوارات فيدو، عبّر افلاطون عن افكاره المتميزة حول طبيعة المعرفة والواقع والروح:

عندما يتحد الجسم مع الروح، فإن الطبيعة تأمر الروح لتحكم، والجسم ليطيع ويخدم. الآن أي من هذين الوظيفتين أقرب الى الإله؟ وأيهما أقرب الى الفناء؟ الا يبدو ان الاله هو الذي ينظّم ويحكم، والفاني هو الموضوع والخادم؟

على هذا الأساس، دعا افلاطون لإنتزاع الأطفال من امهاتهم وتربيتهم كقاصرين تحت رعاية الدولة، مع الاهتمام الكبير في تمييز الاطفال الملائمين لمختلف الطبقات، الطبقة الأعلى هي الأكثر تعليما، لكي يمكنهم العمل كحراس للمدينة ويعتنون بالأقل قدرة. التعليم سيكون كلي وشامل، يتضمن الحقائق، المهارات، التعليم البدني، والموسيقى والفن.

اعتقد افلاطون ان الموهبة تتوزع ليس على أساس وراثي وهي لهذا يجب ان توجد في الأطفال المولودين في أي طبقة اجتماعية. هو بنى على هذا بالإصرار على ان اولئك ذوي الموهبة الملائمة كان يجب تدريبهم من جانب الدولة لكي يكونوا مؤهلين لدور الطبقة الحاكمة. هذا اسّس ضرورة وجود نظام تعليم عام اختياري مبني على افتراض ان الأقلية المتعلمة من الناس كانت بمقتضى تعليمها (وتعليمها الفطري)، كافية للحوكمة السليمة.

كتابات افلاطون تحتوي على الأفكار التالية: التعليم الابتدائي يكون مقتصرا على طبقة الحراس حتى سن الـ 18 عاما يتبعه سنتان من التدريب العسكري الإلزامي ومن ثم التعليم العالي لاولئك المؤهلين. واذا كان التعليم الابتدائي جعل الروح مستجيبة للبيئة، فان التعليم العالي ساعد الروح للبحث عن الحقيقة التي تنيرها. كل من الاولاد والبنات يتلقون نفس النوع من التعليم. التعليم الابتدائي يتألف من الموسيقى والجمناستك، وهو صُمم لتدريب ومزج الصفات الرقيقة والقاسية في الفرد وخلق فرد متناغم.

في عمر العشرين، يجري الإختيار. أحسن التلاميذ سيأخذون كورس متقدم في الرياضيات والهندسة وعلم الفلك. الكورس الأول في برنامج التعليم العالي سوف يستمر لعشر سنوات، سيكون لأولئك الذين امتلكوا موهبة في العلوم. في عمر 30 عاما سيكون هناك اختيارا آخرا، اولئك المؤهلين سيدرسون الديالكتيك والميتافيزيقا والمنطق والفلسفة للسنوات الخمس القادمة. بعد القبول بوظائف في مستوى أدنى في الجيش لمدة 15 سنة، سيكون الرجل قد أكمل تعليمه النظري والعملي في سن الخمسين.

ارسطو (384-322 ق.م)

اعتبر ارسطو طبيعة الانسان، العادات والعقل قوى متساوية في الأهمية يجب تنميتهما في التعليم. فمثلا، هو اعتبر التكرار أداة هامة لتطوير العادات الجيدة. المعلم كان عليه قيادة التلميذ منهجيا، وهذا يختلف عن سقراط في تأكيده على استجواب مستمعيه لكي يجلب افكارهم الخاصة (مع ان المقارنة ربما غير صحيحة لأن سقراط كان يتعامل مع البالغين).

وضع ارسطو اهتماما كبيرا في التوازن بين المظاهر النظرية والتطبيقية للموضوعات المتعلمة. الموضوعات، كما يذكر بوضوح هي هامة بما فيها القراءة والكتابة والرياضيات والموسيقى والادب والتاريخ. من بين اهم المهام التعليمية لدى ارسطو هي انتاج مواطنين جيدين وفضلاء للمدينة. كل منْ تأملوا في فن حكم الناس كانوا مقتنعين ان مصير الامبراطورية يعتمد على تعليم الشباب.

مونتين montaigne(1533-1592)

كانت أفكار الفيلسوف الفرنسي مونتين في تعليم الاطفال متعارضة مع الممارسات التعليمية في أيامه. هو وجد خللا في كل من موضوعات التعليم وطريقة تعليمها للطلاب. الكثير من التعليم الذي عاصره مونتين ركز على قراءة الكلاسيك والتعليم من خلال الكتب. مونتين رفض فكرة التعليم الصارم بواسطة الكتب. هو اعتقد انه من الضروري تعليم الاطفال بطرق مختلفة. هو ايضا رفض الطريقة التي تُعرض بها المعلومات للطلاب. كانت تُعرض بطريقة شجعت التلاميذ على اعتبار المعلومات التي تعلّموها كحقائق مطلقة.

الطلاب لم يُمنحوا الفرصة في التحقق من المعلومات ولذلك، فان الطلاب لم يتمكنوا من التعليم الحقيقي. هو اعتقد ان الطالب لكي يتعلم حقا يجب ان يأخذ المعلومات ويجعلها ملكا له. هو اعتقد ان المشرف يجب ان يكون في حوار مع الطالب، يسمح للطالب التحدث اولا. المشرف ايضا يجب ان يسمح بالنقاشات. هذه الحوارات قُصد بها خلق بيئة يتمكن فيها الطلاب من تعليم أنفسهم. هم سيكوون قادرين على إدراك أخطائهم وعمل التصحيحات لها عند الضرورة. التعليم الفردي كان مكملا لنظريته في تعليم الطفل. هو جادل بان الطالب يدمج المعلومات التي يعرفها سلفا مع ما تعلّمه ليشكّل منظورا متفردا حول آخر المعلومات المكتسبة. التجربة ايضا كانت عنصرا هاما في التعليم حسب مونتين. المشرف يحتاج لتعليم الطلاب تجربة فكرية بدلا من تذكّر المعلومات التي تتم عادة في تعليم الكتب. لم يتم الاحتفاظ بأي أهمية ولا قدرات سيتم تعليمها. هو اعتقد ان التعليم من خلال التجربة كان متفوقا على التعليم من خلال الكتب. بعض افكار مونتين في التعليم جرى دمجها في التعليم الحديث.

جون لوك (1632-1704)

في (بعض الأفكار المتعلقة بالتعليم) عرض لوك خطة في كيفية تعليم الذهن لكي نزيد قوته ونشاطه:

"مهمة التعليم ليس ان نجعل الطلاب مثاليين في أي من العلوم، وانما لكي نفتح وتنظّم عقولهم لكي نجعلهم قادرين على تطبيق اي من تلك العلوم". "اذا اعتاد الناس ولوقت طويل فقط على نوع واحد او طريقة واحدة من التفكير، فان عقولهم ستصبح قاسية، ومن الصعب ان تتحول الى طريقة اخرى. ولهذا السبب حين تعطيهم هذه الحرية، هم سينظرون لكل انواع المعرفة، ويطبقون فهمهم على تنوع واسع من المعرفة. انا لا افترض مختلف مخزونات المعرفة، وانما التنوع وحرية التفكير كزيادة في قوة ونشاط الذهن، وليس كزيادة في حجم المعلومات".

لوك عبّر عن عقيدته بأن، الذهن هو "خزانة فارغة"، بالقول" انا اعتقد ان جميع الناس الذين قابلتهم، تسعة أعشار من عشرة هم كما هم، خيّرين او شرّيرين، مفيدين ام غير مفيدين، بمقتضى تعليمهم".

روسو (1712-1778)

مع ان روسو كان يحترم فلسفة افلاطون، لكنه رفضها باعتبارها غير عملية بسبب الحالة الفاسدة للمجتمع. روسو ايضا له نظرية مختلفة حول تطور الانسان، حيث ان افلاطون اعتقد بأن الناس وُلدوا مع مهارات ملائمة لمختلف الطبقات (مع انه لم يعتبر هذه المهارات موروثة)، روسو اعتقد ان هناك عملية تطورية واحدة مشتركة لكل الناس. هذه كانت عملية جوهرية، طبيعية، فيها الفضول هو التجسيد السلوكي الاساسي. هذا يختلف عن "الصفحة البيضاء" tabula rasa لجون لوك لأن هناك عملية نشطة تُشتق من طبيعة الطفل والتي تقوده ليتعلم ويتكيف مع ما يحيط به. هو قال مرة ان الطفل يجب ان ينمو بدون تدخّل البالغين ويجب ان يُراقب لكي يعاني من ممارسة النتائج الطبيعية لسلوكه الشخصي. فهو عندما يواجه نتائج أفعاله، سينصح نفسه.

عمانوئيل كانط (1724-1804)

اعتقد ان التعليم يختلف عن التدريب في ان الأول يستلزم التفكير بينما الثاني لا يتطلب ذلك. بالاضافة الى تعليم العقل، فان الأهمية الكبرى بالنسبة له هي تطوير الشخصية وتعليم المبادئ الاخلاقية. كان كانط داعما لفكرة التعليم العام والتعليم بواسطة العمل.

البرجماتية : جون ديوي (1859-1952)

في (الديمقراطية والتعليم: مدخل لفلسفة التعليم) يعلن ديوي ان التعليم، بمعناه الأوسع هو الوسائل "للاستمرارية الاجتماعية للحياة" بالنظر "للحقائق الاساسية لولادة وموت كل واحد من الأعضاء المكونين للجماعة الاجتماعية". التعليم لذلك هو ضرورة لكي "تستمر حياة الجماعة". كان ديوي مؤيدا للتقدمية التربوية وكان مناصرا قويا لإصلاح التعليم، مشيرا الى ان الاتجاه التقليدي للتعليم في المعرفة الصارمة والسلطوية والمسبقة كان يتعلق جدا بتسليم المعرفة وليس بفهم التجارب الحقيقية للطلاب.

الرؤية الوجودية

الوجودي يرى العالم كذاتية شخصية للمرء، حيث ان الخيرية، الحقيقة والواقع يُعرّفون انفراديا. الحقيقة هي عالم الوجود، الحقيقة يتم اختيارها ذاتيا، والخيرية هي مسألة حرية. موضوع الدراسة في صف الوجودي يجب ان يكون مسألة اختيار شخصي. المعلمون ينظرون الى الفرد كوجود ضمن سياق اجتماعي فيه يجب ان يواجه المتعلم رؤى الآخرين لكي يوضح افكاره. تطور الشخصية يؤكد على المسؤولية الفردية في القرارات. الأجوبة الواقعية تأتي من داخل الفرد وليس من سلطة خارجية. اختبار الحياة من خلال تفكير أصيل يستلزم ان يكون الطلاب في تجربة تعلّم حقيقية. الوجوديون يرفضون التفكير في الطلاب كأشياء يجب قياسها وتتبّعها وتوحيدها.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق