ان الشبكات الاجتماعية باتت احدى ابرز ادوات تشكيل الوعي في العصر الراهن، اذ يتعرض المتلقي للمعلومات والمعارف المنشورة عبرها، لتشكل المادة الخام الأولية التي تدخل عقله وتصنع افكاره وتغيره اهتماماته وسلوكه وليس عبر مؤسسات التنشئة الاجتماعية كما كان في السابق، لذلك يجب البحث عن حلول واقعية للمحتوى المزيف...
ربما لن يتذكر معظم مستخدمي الشبكات الاجتماعية كيف كانت الحياة قبلها منذ أكثر من عشر سنوات، فالمواقع التي بدأت شبكات اجتماعية صغيرة بين طلبة الجامعات، اتسعت لتشمل المليارات من المستخدمين يقضون أكثر من ثلث وقتهم على الشبكات في تصفحها.
من الامس القريب والحاضر الحالي، قامت العمالقة الرقمية بتخطي توقعات الجميع، وهذا يجعلنا ان نطرح اسئلة عديدة بهذا الشأن فما فعلته الشبكات الاجتماعية بعقولنا؟، وكيف نتخلص من إدمان هذا المواقع الجاذبة؟، وهل صممت لتشتيت انتباهنا وانقسام اهتماماتنا وتفتيت أفكارنا؟، وما هو مستقبلنا في ظل هذه الشبكات الساحرة للعقول، تكشف هذه الاسئلة مكنونات ما يخبئه الشبكات الاجتماعية التي تدفق علينا يومياً عددًا هائلة ًمن المعلومات التي نجبر على استقبالها أو حتى تلك المسلية التي نختار الحصول عليها.
الواقع الحالي يشير الى ان الشبكات الاجتماعية باتت احدى ابرز ادوات تشكيل الوعي في العصر الراهن، اذ يتعرض المتلقي للمعلومات والمعارف المنشورة عبرها، لتشكل المادة الخام الأولية التي تدخل عقله وتصنع افكاره وتغير اهتماماته وسلوكه وليس عبر مؤسسات التنشئة الاجتماعية كما كان في السابق، لذلك يجب البحث عن حلول واقعية للمحتوى المزيف المنشور عبر مواقع التواصل على وجه التحديد، حتى يتشكل وعي حقيقي، لأن ترك هذه المواقع وعدم توعية الأشخاص بخطورة ما يُنشر عليها يدفعنا إلى الهاوية لأن هناك من يستخدهما لاغراض خاصة تهدف غالبا للتشويش والفوضى وتحقيق مكاسب سياسية ومالية فضلا عن الامر الاخطر وهو تشكيل وعي زائف.
اذ يمكن لوسائل الترفيه أن تؤثر على أفكارنا ومستوى وعينا تجاه ما نقرأ او نسمع او نرى، لذلك نلجأ إليها لتجنب التوتر والضغط اليومي، وغالباً ما نسعى إلى الترفيه باعتباره عزاءًا مؤقتاً من المشاكل اليومية، سواء أكان ذلك في الأفلام، أو الكتب، أو التلفزيون، أو غيرها، على الرغم من أننا نستخدم وسائل الترفيه للاسترخاء، إلا أنه يجب ألا نسمح أبداً لمعاييرنا بالاسترخاء، في ذلك الوقت بالتحديد يجب أن نكون حذرين فيما نتركه في أذهاننا.
ان الشبكات الاجتماعية اصبحت في قمة تأثيرها تجاه المجتمع بكل تفاصيله، حيث تعتمد الجهات المستفيدة بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي عبر نشر أخبار غير دقيقة وإشاعات من شأنها إشعال الفتنة وزيادة العنف والانقسام في المجتمعات، في المقابل تواجه شركات الشبكات الاجتماعية كالفيسبوك مثلاً ضغوطا متزايدة من حكومات عالمية تهدد بفرض قوانين جديدة إذا لم تتحرك الشبكة الاجتماعية سريعا لحذف دعايا متطرفة ومحتويات أخرى غير قانونية، لذا أقرت شركة فيسبوك بأنها أصبحت ساحة معارك لحكومات تسعى لاستغلال الرأي العام في دول أخرى مشيرة إلى أنها ستتخذ إجراءات جديدة لمحاربة ما أطلقت عليها عمليات إعلام موجهة تتجاوز ظاهرة الأخبار الزائفة.
لذا الاهم ان نعرف كيف تتكون الأخبار الزائفة، يشير خبراء الاعلام والدعاية ان الاخبار الكاذبة تتشكل عبر اعتمادها على مصادر مزيفة او مجهولة، كما يمثل التلاعب بالعناوين التي تنشر في مواقع التواصل الاجتماعي من أبرز المصادر التي تعتمد عليها الأخبار الزائفة في الانتشار، خصوصا ان عددًا كبيراً من القراء لا يهتم بقراءة تفاصيل الخبر كاملاً ويكتفي فقط بالعنوان الرئيسي، وهنا يقعون في فخ التضليل والتزييف، بحيث يشكلون فكرتهم من خلال العنوان الذي يكون اتجاههم ووعيهم وفي الواقع هو أبعد ما يكون عن الحقيقة.
اضافة الى ذلك قد تكون الاخبار التي تبث الاشاعات حول المشاهير والقضايا السياسية او الجدلية في المجالات المختلفة، تهدف الى حصد اللايكات فقط، وتجميع أكبر نسبة من المشاهدات، لذا يعد الاعتماد على الصفحات والمصادر الرسمية والموثوقة دون غيرها أهم سلاح لمواجهة الاخبار الزائفة، إذ من خلالها يظهر جلياً صحة الخبر المتداول من عدمه، خصوصا وأن هذه المصادر تعزز الخبر بوثائق أو صور أو فيديوهات رسمية، وتضعك أمام الصورة كاملة، وهو ما يساعد في تشكيل وعي حقيقي مقابل الوعي الزائف.
اضف تعليق