تعد هيئة الإذاعة البريطانية (البي بي سي) مثار حسد الشبكات العالمية الكبرى لأنها وضعت المعايير التي يتحكم إليها الآخرون في العمل الإذاعي والتلفزيوني، فتميزت الخدمة العالمية للهيئة بصعوبة تقليدها بسبب تفرد معايير الجودة فيها، وقد سعت منذ نشأتها والى الآن لتطوير خدماتها وكوادرها، والتزمت بان تكون خدمة عامة وتصل خدماتها في نقل الأخبار والمعلومات إلى مختلف أنحاء العالم عبر عدة وسائط تشمل الإنترنت والراديو والتلفزيون والتطبيقات في الهواتف المحمولة.
وتعد البي بي سي العربية أكبر وأقدم خدمة إذاعية تطلقها البي بي سي بلغة غير الإنجليزية، وواصلت تطورها حتى صارت في مقدمة المحطات الإعلامية في العالم، وفي بداية انطلاقها نالت ثقة المشاهدين في العالم العربي وباتوا يعدوها مصدرا موثوقا على الرغم من كثرة المحطات العربية، لكن بعد حين أصبح الجمهور العربي أكثر وعيا وإدراكا لما يدور حوله، واستطاع أن يفهم ويكشف مخططات البي بي سي في تزييف الحقائق وتفكيك الأمة العربية وتأجيج الصراع في الشارع العربي ونشر الطائفية، فابتعدت البي بي سي كثيرا عن أخلاقيات العمل الإعلامي وبالتالي فقدت مصداقيتها وحياديتها وموضوعيتها في نقل الأخبار والمعلومات.
وتواجه البي بي سي حالياً مشكلة تتصل بالاقتصاديات والتمويل الحكومي في المستقبل، إذ يتزايد القلق من احتمال خفض الدعم التقليدي التي كانت تحصل عليه من رسوم الترخيص لأنها تجذب اقل من 50% من الجمهور المحلي، ورغم إن البي بي سي تتمتع بدعم كبير من مؤيديها، فان آخرين يؤيدون بشدة فكرة إن عوامل مثل المحطات التجارية، الإعلان، المشاركة في السوق، وقياس معدلات الاستماع والمشاهدة يجب ان تحدد مستقبلها. حسب ما جاء في كتاب الإعلام الدولي لتوماس ماكفيل.
وفي هذا الشأن أشارت حكومة المحافظين المنتخبة حديثا في بريطانيا إلى أنها ستقلص خدمات ونفقات هيئة الإذاعة البريطانية في مستهل معركة حامية بشأن مستقبل أكبر هيئة عامة للبث الإذاعي والتلفزيوني في العالم، وستثير أي محاولة لتغيير أوضاع هيئة الإذاعة البريطانية التي يبلغ عمرها 92 عاما رد فعل عاصفا في بريطانيا حيث تتمتع بمكانة ثقافية مميزة نابعة من دورها في عرض كل شيء بدءا من حفلات الزفاف الملكية وانتهاء بالأحداث الرياضية والأخبار المحلية والمسلسلات الشهيرة.
فيما تعهدت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بالعمل مع المؤسسات الفنية والعلمية في بريطانيا من أجل "جعل بريطانيا أكبر قوة ثقافية في العالم"، وطرح المدير العام لبي بي سي توني هول خطط عمل الهيئة خلال العقد القادم، وقال إنها ستصبح منصة "مفتوحة لعصر الانترنت"، في حين عين وزير الثقافة البريطاني مجلسا من الخبراء لعمل مراجعة جذرية بشأن هيئة الإذاعة البريطانية، واختار جون ويتينجديل ثمانية خبراء للعمل بشكل وثيق مع الحكومة على تجديد ميثاق عمل الهيئة.
بالإضافة إلى إن البي بي سي تسعى إلى إنشاء خدمة لأريتيريا واثيوبيا تبث برامجها على الموجات المتوسطة والقصيرة، كما اقترحت الهيئة توسيع نشاطها في بلدان أخرى مثل روسيا وكوريا الشمالية، وتقول بي بي سي إن هذا يهدف إلى دعم تغطيتها "في المناطق التي تتراجع فيها الموضوعية في نقل الأخبار"، وقد رصدت (شبكة النبأ المعلوماتية) بعض الأخبار والدراسات نستعرض أبرزها في التقرير أدناه.
بريطانيا أكبر قوة ثقافية في العالم
من جهتها تعهدت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" بالعمل مع المؤسسات الفنية والعلمية في بريطانيا من أجل "جعل بريطانيا أكبر قوة ثقافية في العالم"، وطرح المدير العام لبي بي سي توني هول خطط عمل الهيئة خلال العقد القادم، وقال إن "بي بي سي" ستصبح منصة "مفتوحة لعصر الانترنت".
وتشمل الخطط خدمة "بي بي سي آي بلاير" للبث الإذاعي والتلفزيوني المباشر عبر الانترنت للأطفال، ونشر مجموعة من الصحفيين المحليين الذين سيتعاونون مع الصحف المحلية، وطرح لورد هول هذه الخطط قبيل تجديد وثيقة عمل بي بي سي عام 2016، وأكد لورد هول أن تلك الخطط لا تعني "بي بي سي متوسعة" محذرا في الوقت ذاته من أن خفض التمويل سيعني أنه "حتميا سيجري إغلاق أو تقليص بعض الخدمات"، لكنه لم يحدد هذه الخدمات التي قد يطالها الإغلاق أو التقليص.
وأوضح أن المبادرات الجديدة لبي بي سي ستشمل "خدمة للأفكار"، والتي قال هول إنها ستكون "منصة إلكترونية مفتوحة" تعرض مواد من المعارض والمتاحف والجامعات وكذلك مواد من إنتاج الهيئة نفسها، وأضاف: "هيئة بي بي سي الجديدة المنفتحة ستكون بمثابة مسؤول ينقل الأفضل من المؤسسات الثقافية البريطانية الكبرى والمفكرين البريطانيين إلى الجميع، تتمتع بريطانيا ببعض من أعظم القوى الثقافية في العالم، نريد أن ننضم إليهم ونعمل بجانبهم لجعل بريطانيا أكبر قوة ثقافية في العالم".
تشمل الخطط الجديدة لبي بي سي ما يلي: شبكة من المراسلين للقيام بتغطية صحفية محايدة بشأن المجالس والخدمات العامة والتي يمكن استخدامها على منصات بي بي سي وغيرها من وسائل الإعلام المحلية الأخرى -إنشاء مركز لصحافة البيانات بالتعاون مع إحدى الجامعات الرائدة، والذي سيسهم في نقل خبرة بي بي سي في صحافة البيانات للشبكات الإخبارية المحلية -خدمة بي بي سي آي بلاير للبث الإذاعي والتلفزيوني المباشر عبر الانترنت للأطفال فقط، وستشمل بالإضافة إلى البرامج التلفزيونية مدونات وبث صوت "بودكاست" وألعاب وأدوات تعليمية، -إطلاق خدمة تلفزيونية بالقمر الصناعي للمتحدثين بالروسية أو برامج رقمية مكثفة بالروسية على منصات مثل يوتيوب ونظيرتها الروسية "روتيوب"، -برنامج إخباري يومي لكوريا الشمالية يبث على الموجات الإذاعية القصيرة - تقديم الخدمة العربية في هيئة الاذاعة البريطانية للمزيد من المحتوى الخاص بالشرق الأوسط وشمال افريقيا - إنشاء خدمة إذاعية لاثيوبيا واريتيريا تبث على الموجات المتوسطة والقصيرة.
وتابع: "إننا متحمسون للغاية لهذه الخدمة الجديدة"، دراما "أكبر وأكثر جرأة" وبدأت الحكومة البريطانية في يوليو / تموز الماضي مشاورات بشأن ميثاق بي بي سي، والتي يحدد أهداف المؤسسة وكيفية إدارتها، وتعهدت بتوجيه "أسئلة صعبة" حول حجم الهيئة وأهدافها، وقال توني هول إنه يرغب في مساعدة "المنتجين والمخرجين والكتاب والفنانين على أن يكون لديهم الحرية الإبداعية لعمل أشياء يجدون من الصعب عملها في أماكن أخرى".
وأوضح أن إنتاج أعمال درامية عالية الجودة سيكون أولوية، وأن بي بي سي ستنتج "مسلسلات أكبر وأكثر جرأة" ستتاح على خدمة آي بلاير بالكامل بهدف المنافسة مع خدمات أخرى مثل نتفليكس وأمازون برايم، وكانت "بي بي سي" والحكومة البريطانية اتفقتا مؤخرا على أن تتحمل المؤسسة تكلفة تراخيص البث التليفزيوني المجانية لكبار السن فوق 75 سنة، وتحملت الهيئة أيضا تكلفة خدمتها الدولية "وورلد سيرفس" العام الماضي في إطار الاتفاق الخاص بتراخيص البث الذي جرى التوصل إليه عام 2010، لكن من المتوقع أن تطلب بي بي سي تمويلا من الحكومة لتوسعة الخدمة الدولية.
البي بي سي على المحك
بينما أشارت حكومة المحافظين المنتخبة حديثا في بريطانيا الى أنها ستقلص خدمات ونفقات هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.ٍسي) في مستهل معركة حامية بشأن مستقبل أكبر هيئة عامة للبث الإذاعي والتلفزيوني في العالم، وستثير أي محاولة لتغيير أوضاع هيئة الإذاعة البريطانية التي يبلغ عمرها 92 عاما رد فعل عاصفا في بريطانيا حيث تتمتع بمكانة ثقافية مميزة نابعة من دورها في عرض كل شيء بدءا من حفلات الزفاف الملكية وانتهاء بالأحداث الرياضية والأخبار المحلية والمسلسلات الشهيرة. بحسب رويترز.
وقالت الحكومة في عرضها لمقترحات لأكبر تغييرات تشهدها (بي.بي.سي.) في عشر سنوات على الأقل إن تغير عادات المشاهدة يعني أن حجم المؤسسة ونطاقها وتمويلها بشكله الحالي ربما لم يعد مناسبا، وقال وزير الإعلام جون وتينجدال أمام البرلمان "في ظل وجود الكثير من الخيارات فيما يتعلق بما يمكن استهلاكه وكيف يمكن استهلاكه ينبغي على الأقل أن نتساءل عما اذا كان يجب أن تحاول (بي.بي.سي.) أن تكون كل شيء لكل الناس".
ويقول أنصار (بي.بي.سي.) إنها مؤسسة وطنية قيمة تعرض ثقافة بريطانيا في مختلف أنحاء العالم وفي الوقت نفسه تقدم الأخبار المحلية والدولية المهمة، لكن معارضيها مثل الحزب القومي الاسكتلندي وأقطاب في صناعة الاعلام وبعض الشخصيات في حكومة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون يقولون إن (بي.بي.سي.) هي مؤسسة متضخمة تخنق المنافسة التجارية وتغطيتها الإخبارية غير متوازنة.
وقالت المؤسسة في تعقيب على وثيقة مقترحات الحكومة "نعتقد أن وثيقة المشاورات هذه تبدو وكأنها تضع تصورا عن (بي.بي.سي.) أصغر حجما وأقل شعبية"، وتابعت "لن يكون هذا مفيدا لبريطانيا ولن تكون هذه (بي.بي.سي.) التي عرفتها الجماهير وأحبتها منذ أكثر من 90 عاما".
وتتبع هيئة الإذاعة البريطانية تسع قنوات تلفزيونية وعشر محطات إذاعية وموقع الكتروني شامل. ويبلغ إجمالي دخلها السنوي 4.8 مليار جنيه استرليني (7.5 مليار دولار) ويعمل بها نحو 19 ألف شخص، وهي تحصل على تمويلها حاليا من عوائد رسوم رخصة التلفزيون التي تسددها كل أسرة تملك جهاز تلفزيون وتبلغ قيمتها نحو 145.50 جنيه استرليني (226.92) الى جانب بعض الدخل التجاري.
الورقة الخضراء
في حين أصدرت الحكومة البريطانية "الورقة الخضراء" المثيرة للجدل حول مستقبل هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، ويأتي ذلك بعد قليل من خطاب وزير الثقافة البريطانية جون ويتينغديل في مجلس العموم والذي وضح فيه مضمون الورقة التي تطرح أسئلة بحاجة لبحث مجتمعي حول اهداف ومضمون ومستقبل الهيئة.
وأكدت الحكومة البريطانية أنها ستوجه أسئلة صعبة حول مستقبل مؤسسة البي بي سي وطموحاتها في المستقبل في إطار استشاراتها التي ستحدد من خلالها مستقبل المؤسسة، وفي كلمته أمام أعضاء مجلس العموم البريطاني قال وزير الثقافة إنه ينبغي اتخاذ قرار حول مستقبل هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" وهل ينبغي عليها أن تسعى لتقديم كل شيء أم تركز جهودها في مجالات معينة لتقديم خدمة أفضل لمشاهديها.
وقال هناك 4 أسئلة رئيسية وهي، ما الهدف النهائي من البي بي سي ؟ ماذا ينبغي لها أن تقدم من خدمات ومضمون ؟ كيف ينبغي تمويلها ؟ كيف تتم إدارة الهيئة وتقنين عملها ؟
يرغب مدير عام بي بي سي برؤية نقاش شعبي حول مستقبل المؤسسة، وأكد ويتينغديل إنه يريد أن تزدهر البي بي سي أكثر لذلك دشن مشروع "الورقة الخضراء" لصياغة ميثاق جديد للمؤسسة وأهدافها، لكن البي بي سي من جانبها تقول إن "الورقة الخضراء" ستؤدى لتراجع شعبيتها وقوتها وتقليص خدماتها.
وعين ويتينغديل لجنة مؤلفة من ثمانية أشخاص للعمل على تجديد الميثاق الملكي لبي بي سي، الذي يضع نظام عمل المؤسسة، ومن بين أعضاء اللجنة داون آيري، المدير السابق للقناة الخامسة، وستيوارت بورفيز، أستاذ الصحافة ورئيس التحرير السابق لشبكة تليفزون "آي تي إن"، ودام كوليت باوي، الرئيسة السابقة لمؤسسة أوفكوم لتنظيم الاتصالات، ووجه ما يزيد على حوالي ثلاثين من الشخصيات البارزة في عالم الفن والترفيه خطابا لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون دعوه فيه إلى حماية بي بي سي من تقليص خدمتها.
ووقع دانيال كريغ ودام جودي دينيش، نجما أفلام جيمس بوند، و27 شخصية أخرى على خطاب مفتوح يدعون فيه إلى "بي بي سي قوية في قلب الحياة البريطانية"، وجاء في الخطاب :"تضاؤل بي بي سي معناه تضاؤل بريطانيا"، ويقول مارك إيستون محرر بي بي سي للشؤون الداخلية إن هذه المراجعة تنصب على موقع الهيئة في سوق الإعلام الدولي وذلك بعدما توسعت بشكل مذهل خلال الأعوام العشرين الماضية.
و يتساءل إيستون هل ينبغي أن تعود بي بي سي إلى هدفها الأصلي وهو كمقدم لخدمة عامة في الإعلام البريطاني؟، ويضيف يمكن لبي بي سي في مجال خدمات التلفزة أن تقدم برامج خفيفة ومسابقات لكن في مجال الإذاعة هل ينبغي لها أن تطلق إذاعات مثل راديو1 وراديو2 والتى يمكن للقطاع الخاص أن يقدم خدمات في نفس المضمون والجودة؟.
مستقبل البي بي سي
من جانبه عين وزير الثقافة البريطاني مجلسا من الخبراء لعمل مراجعة جذرية بشأن هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، واختار جون ويتينجديل ثمانية خبراء للعمل بشكل وثيق مع الحكومة على تجديد ميثاق عمل الهيئة، ومن بين المستشارين الأعضاء في المجلس دون إيري، الرئيسة السابق للقناة الخامسة، وديم كوليت بو، الرئيسة السابقة لمؤسسة أوفكوم لتنظيم الاتصالات.
ومن المعروف أن الميثاق الملكي الذي تعمل بمقتضاه بي بي سي ينتهي في نهاية عام 2016،
ودعت السيدة إيري من قبل إلى خفص ضريبة مشاهدة التليفزيون التي تحصلها بي بي سي، بالإضافة إلى فرض رسوم على الإستفادة من محتوى مواقع الهيئة على الانترنت.
قضية هامة، وقال ويتينجديل :"كل عضو في الفريق الاستشاري المستقل يقدم قدرات شخصية وتجربة وخبرة"، وتابع :"سيعمل أعضاء الفريق معا للإشراف على مراجعة الحكومة لميثاق بي بي سي الملكي، وأتطلع قدما للعمل معهم في هذه القضية الهامة"، من ناحية أخرى أشارت صحيفة، صنداى تايمز البريطانية، إلى أن الورقة الخضراء الحكومية المنتظر أن تنشر، الخميس المقبل، ستطرح أسئلة أساسية حول دور بي بي سي، وتشمل ما إذا كان ينبغي التوقف عن ملاحقة المشاهدين وتقديم المزيد من برامج الخدمة العامة.
وسوف تبحث الورقة الخضراء في اكتشاف خيارات لاستبدال ضريبة المشاهدة البالغة 145.50 استرليني سنويا، بالضرائب المنزلية أو نظام الاشتراك، وتتضمن الورقة مقترحات تتعلق أيضا بتقليص موقع بي بي سي، وطرح تساؤل حول وفاء المؤسسة بتعهداتها أن تكون أخبارها محايدة،
ودراسة ما إذا كان ينبغي إنتاج محتواها بشكل مستقل، والنظر في مستقبل بي بي سي وورلد وايد ( العالمية)، والتي تمثل الذراع التجارية لبي بي سي.
وقالت الصنداي تايمز إن الورقة تنظر أيضا في فكرة أن تحل هيئة أوفكوم لتنظيم الاتصالات محل مجلس أمناء بي بي سي ( بي بي سي ترست)، وكانت بي بي سي قد أعلنت بعد مفاوضات مع الحكومة، مطلع الشهر الحالي، أنها سوف تتحمل ضريبة مشاهدة التليفزيون المفروضة على كبار السن فوق 75 عاما وقيمتها 750 مليون استرليني سنويا، وكانت وزارة الخزانة البريطانية تدفع هذا المبلغ لبي بي سي نيابة عن كبار السن، وقال توني هول، المدير العام لبي بي سي :"هذا الاتفاق يمنح الشركة استقرارا ماديا وقدرة التخطيط من أجل المستقبل."
المدير العام لـ"بي بي سي" يدافع عن برامج المؤسسة
دافع توني هول المدير العام لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن برامج المؤسسة وسط ادعاءات بأنها حادت عن مبدأ خدمة الجمهور، وقال هول إن "بي بي سي" تضطلع بمهمة "تقديم المعلومات، والتعليم والترفيه"، وصدر التقرير السنوي لـ"بي بي سي" قبل صدور الوثيقة الحكومية المسماة "الورقة الخضراء" والتي ستحدد ملامح مستقبل المؤسسة بيومين.
وتفيد تقارير بأن الوثيقة سوف تتساءل إن كان على "بي بي سي" أن تعيد النظر في عدد البرامج الترفيهية التي تقدمها، وينتقد البعض برنامج " The Voice" الترفيهي ويقولون إن "بي بي سي" تهدف من خلاله إلى التنافس مع المحطات التجارية على جذب الجمهور.
وقال اللورد هول إنه يعتقد أن "بي بي سي" يجب أن تستمر في إنتاج برامج للجميع، فإن توقفت عن إنتاج برامج تقدم معلومات وتعلم وترفه الجمهور فلن تكون "بي بي سي" التي يعرفها الجمهور ويحبها، وأضاف أن غالبية الشعب سعيدة بالاستمرار في دفع رسم الخدمة التلفزيونية.
واتضح من استطلاع أجري من أجل استخدامه في التقرير السنوي أن 48 في المئة من السكان يؤيدون الاستمرار في تمويل "بي بي سي" من خلال رسوم التلفزيون بينما يرى 29 في المئة فقط أن على المؤسسة الاعتماد على الإعلانات التجارية و20 في المئة اقترحوا اعتماد نظام الاشتراك، وأفاد التقرير أن "بي بي سي" زاد إنفاقها على النجوم من مقدمي البرامج من 194 مليونا عام 2013/2014 إلى 208 ملايين عام 2014/2015، وتعهدت بي بي سي عام 2014 ألا يتجاوز إنفاقها على النجوم 16 في المئة من ميزانيتها.
ووفقا لتقرير "بي بي سي" السنوي، يشاهد 97 في المئة من سكان المملكة المتحدة البالغين برامج المؤسسة، ويشاهد 73 في المئة قناة BBC1، وهي القناة الرئيسية التي تقدم تشكيلة من البرامج الإخبارية والعامة، بينما يشاهد 13.6 في المئة برامج BBC4 وهي برامج ثقافية، ودعا اللورد هول إلى إجراء نقاش شعبي حول مستقبل "بي بي سي" قبل تجديد الميثاق الملكي لتمويل المؤسسة.
شخصيات تطالب كامرون بحماية "بي بي سي"
من جانب اخر دعت 29 شخصية معروفة بينها الممثلان دانيال كريغ وجودي دينش والروائية ج. ك. رولينغ في رسالة مفتوحة لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون الى حماية هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) في مواجهة السياسة التقشفية التي تخضع لها، وكشف عن مضمون هذه الرسالة التي شارك في التوقيع عليها ايضا الممثل ستيفن فراي والطاهي المعروف جايمي اوليفر، عشية نشر الحكومة تقريرا بشأن استراتيجية تطوير "بي بي سي"، اكبر مجموعة للإعلام المرئي والمسموع في العالم. بحسب فرانس برس.
وكتبت الشخصيات الـ29 في هذه الرسالة التي نشرت الصحف البريطانية مقاطع منها "نوجه هذه الرسالة للتعبير علنا عن قلقنا ازاء كل ما من شأنه اضعاف +بي بي سي+ او تحويلها الى مؤسسة اعلامية خاسرة اقتصاديا تتم إدارتها حصرا بقواعد السوق"، وأضافت الشخصيات الـ29 في الرسالة "بي بي سي ضعيفة تعني بريطانيا ضعيفة، بي بي سي مؤسسة لها شأن كبير، كما الحال بالنسبة لكل المنظمات، لها سيئاتها لكنها ايضا قوة ابداعية مذهلة"، متعهدين بمواصلة التزامهم للترويج لـ"بي بي سي قوية".
وفي مطلع تموز/يوليو، أعلنت هيئة "بي بي سي" المنخرطة منذ العام 2010 في خطة واسعة النطاق لتوفير 800 مليون جنيه استرليني (1,248 مليار دولار)، الغاء اكثر من الف وظيفة اضافية لمواجهة تراجع الايرادات المتأتية من رسوم المشاهدة، وهو المصدر الرئيسي لتمويلها، وقد استغنت هيئة الإذاعة البريطانية خلال السنوات الاخيرة عن الاف الوظائف وباعت 40 % من العقارات التابعة لها وقلصت التكاليف الادارية المترتبة عليها وباعت بعض الحقوق المملوكة لها في بث الاحداث الرياضية بهدف توفير اكثر من 1,5 مليار جنبه استرليني سنويا (2,34 مليار دولار)، وأشارت الصحافة البريطانية إلى ان توصيات حكومة كامرون ستشمل خصوصا الدعوة الى تقليص برامج "بي بي سي" والحد من الانفاق في انشطة اخرى قد تشمل الموقع الالكتروني للهيئة.
مشاهير يدافعون عن البي بي سي
فيما دعا ما يزيد على حوالي ثلاثين من الشخصيات البارزة في عالم الفن والترفيه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى حماية بي بي سي من تقليص خدمتها، ووقع دانيال كريغ ودام جودي دينيش، نجما أفلام جيمس بوند، و27 شخصية أخرى على خطاب مفتوح يدعون فيه إلى "بي بي سي قوية في قلب الحياة البريطانية."
وجاء في الخطاب :"تضاؤل بي بي سي معناه تضاؤل بريطانيا"، وجاء الخطاب قبل أن تعلن الحكومة وثيقة مقترحات مسماة بـ "الورقة الخضراء" من المتوقع تدعو إلى تقليص برامج بي بي سي، كما وقع جيه كيه راولينغ وستيفين فراي والكاتب السينمائي ريتشارد كورتيس على الخطاب الذي يعبر عن "اهتمامهم بعدم تطبيق أي تقليص لبي بي سي أو تحويلها إلى قناة محدودة النشاط".
وأضاف الخطاب :"بي بي سي مؤسسة مرموقة جدا، ومثلها مثل كل المؤسسات، لديها أخطاء لكنها قوة خلاّقة نحو الأفضل"، وقال الخطاب :"الاقتصاد البريطاني الخلاق يحقق نموا ويتمتع بنجاح غير مسبوق. وبي بي سي في قلب ذلك كنموذج عالمي لصناعاتنا الإبداعية. بي بي سي تتمتع بمصداقية وحب الجمهور البريطاني وهي موضع حسد في الخارج".
ويعتقد أن موقعين آخرين من بينهم كلير بالدينغ وكريس إيفانس وغاري لينكير وغراهام نورتون من بين أكثر مذيعي البي بي سي أجرا، ونشرت تفاصيل رواتب المشاهير ضمن تقرير بي بي سي السنوي الذي أفاد بأن "بي بي سي" زاد إنفاقها على النجوم من مقدمي البرامج من 194 مليونا عام 2013/2014 إلى 208 ملايين عام 2014/2015، وكان من بين الموقعين سير ديفيد أتينبورو وميلفين براغ و دي جيه نيك غريمشاو و ليني هنري وكلوديا وينكلمان.
غاري لينكر وكلير بالدينغ وقعا أيضا على الخطاب، ومن المتوقع أن يحدد وزير الثقافة جون ويتنغديل مجموعة من الإصلاحات المقترحة في وثيقة "الورقة الخضراء"، من بينها إلغاء برامج شهيرة مثل "The Voice" وفرض ضريبة منزلية بدلا من ضريبة مشاهدة التليفزيون التي تحصلها بي بي سي.
وعين الوزير لجنة مؤلفة من ثمانية أشخاص للعمل على تجديد الميثاق الملكي لبي بي سي، الذي يضع نظام عمل المؤسسة، ومن بين أعضاء اللجنة داون آيري، المدير السابق للقناة الخامسة، وستيوارت بورفيز، أستاذ الصحافة ورئيس التحرير السابق لشبكة تليفزون "آي تي إن"، ودام كوليت باوي، الرئيسة السابقة لمؤسسة أوفكوم لتنظيم الاتصالات.
جدل في مجلس اللوردات، وانتقد اللورد فاولر، من حزب المحافظين الحاكم، اللجنة وحذر مجلس اللوردات من أن بي بي سي تتعرض "لهجوم غير مسبوق"، وقال :"أريد أن أنبه أولئك الذي يدعمون بي بي سي من أننا نواجه شيئا أشبه بمعركة"، وأضاف :"أوراق اللعب محددة ومكدسة ضدنا، تقدمت المجموعة الاستشارية لوزير الخارجية بمجموعة المصالح الخاصة والآراء التي تعود إلى الماضي".
وخلال حديثه في نفس المناقشة، وصف اللورد بيرت، الرئيس السابق لمجلس أمناء بي بي سي، اللجنة الاستشارية للحكومة بـ "فريق من حفاري القبور المساعدين" الذي يساعدون وزير الثقافة على "دفن بي بي سي التي نحبها"، وردت البارونة نيفيل-رولف، المتحدثة الحكومة باسم وزارة الثقافة والإعلام والرياضة، بقولها "لم يقترح أحد بشكل جدي إلغاء بي بي سي."
لكنها حذرت قائلة إن "إحدى نقاط الخلاف الخاصة" تتمثل في "إلى أي مدى تتمكن بي بي سي من الوفاء بالتزاماتها بشأن الحيادية، وأفضل السبل التي ينبغي أن تحقق ذلك وتنظمه"، وقالت :"مع اقترابنا من نهاية الميثاق الحالي، أتيحت لنا، من خلال استعراض الميثاق، فرصة التفكير في كامل أنشطة بي بي سي ونطاقها المناسب وكيف تؤدي الدور المنوط بها".
مدير بي بي سي يقول إنه من الصعب دعم مقترحات لوقف برامج تحظى بشعبية وقدم لورد توني هول، مدير عام بي بي سي، دفاعه الخاص عن المؤسسة وقال "بي بي سي التي لا تقدم معلومات وتعلم وترفه الجمهور لن تكون بي بي سي التي يعرفها الجمهور ويحبها."
واستشهد لورد هول ببعض المسلسلات الدرامية كـ "وولف هول" و "ذا ميسينج" و "بولدارك" كأمثلة على نجاح بي بي سي خلال الـ 12 شهرا الماضية، وقال إنه سيكون "من الصعب دعم" مقترحات لوقفها عن إنتاج برامج ترفيهية تحظى بشعبية"، وعبر وزير الثقافة في حكومة الظل العمالية المعارضة كريس براينت عن نفس الشعور قائلا إن "الخيط الذهبي" الذي يمر في (نسيج) بي بي سي هو خيط "يقدم شيئا للجميع".
خدمة جديدة موجهة لكوريا الشمالية وروسيا
من جانبها قالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) أكبر هيئة عامة للبث في العالم إنها تعتزم إطلاق خدمة بث جديدة على الموجات القصيرة موجهة لكوريا الشمالية لأول مرة وأن تبدأ تلفزيونا رقميا جديدا في روسيا لمواجهة "العجز الديمقراطي". بحسب رويترز.
واقترحت أيضا خدمة أخبار إذاعية جديدة موجهة لكل من إريتريا وإثيوبيا، وقالت الهيئة إنها تعتزم ضخ استثمارات كبيرة في الخدمة العالمية التي تقدمها في إطار اقتراحات للعقد القادم، وتواجه الهيئة ضغوطا سياسية متزايدة لتبرير حجمها في العصر الرقمي وتواجه الهيئة تخفيضات شديدة في ميزانيتها
وقال توني هول المدير العام لهيئة الإذاعة البريطانية "هذه خدمة نريد تقويتها وتوسيعها، "رؤيتي الشخصية القوية هي أن هذا واحد من المجالات التي يمكن لأن يكون صوت هذا البلد أقوى - خصوصا في الشرق الأوسط والهند وروسيا والدول التي كانت تشكل الاتحاد السوفيتي السابق".
وفي إطار هذه الخطط ستسعى بي.بي.سي إلى توسيع تواجدها الرقمي في روسيا وستدرس جدوى إصدار قناة تلفزيونية على القمر الصناعي الروسي، وتعتزم كذلك تقديم خدمة إخبارية يومية لكوريا الشمالية المعزول مواطنيها إلى حد كبير عن أخبار العالم الخارجي.
بي بي سي تسعى لانشاء خدمة اذاعية لإريتريا وإثيوبيا
الى ذلك تسعى هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي إلى إنشاء خدمة لأريتيريا واثيوبيا تبث برامجها على الموجات المتوسطة والقصيرة، كما اقترحت الهيئة توسيع نشاطها في بلدان أخرى مثل روسيا وكوريا الشمالية، وتقول بي بي سي إن هذا يهدف إلى دعم تغطيتها "في المناطق التي تتراجع فيها الموضوعية في نقل الأخبار".
كما اقترح المدير العام للهيئة توني هول زيادة الخدمات على الانترنت لنيجيريا وهي أحد أكبر المناطق التي تبث اليها الهيئة في أفريقيا، وتأتي تلك الاقتراحات ضمن خطة بي بي سي حول مستقبلها التي ستناقشها مع الحكومة العام المقبل، ولابد من موافقة الحكومة على تلك الخطط قبل أن تشرع الهيئة في تنفيذها.
وتشير المقترحات إلى طموح الهيئة إلى أن تكون قادرة على توفير نفقاتها بشكل تجاري، وإلى أن تتمكن الهيئة من تحقيق دخل خارجي يماثل ما تحصل عليه من أموال عامة، وقد يشمل ذلك ادخال الاعلانات والاشتراكات وصفقات الشراكة والتمويل مع حكومات أخرى.
اضف تعليق