ثقافة وإعلام - ثقافية-اعلامية

الخروف الأسود

خلق الانسان بطبيعته الجدلية شديد الميول للصراع، هذا الامر ينتج الاختلاف في الرؤى والتوجهات منها ما يكون بمقصد الخير والوجه الاخر بمقصد الشر، هذا النوع الأخير ينتهج أساليب عديدة لتعميم الشر على الخير وهنا يعمل بمنطق الغاية تبرر الوسيلة، اذ يعمد الى تسقيط الاخر بكل الوسائل وخاصة غير المشروعة منها كالتضليل والشائعة والتشويه الفكري والحرب النفسية بأساليبها كافة.

ولأن للقدوة أثرا كبيرا في التغيير القيمي للافراد والمجتمع، كما للمقدس تأثيرا معنويا وايجابيا عليه، تقوم الجهات المنحرفة بمحاربة القدوة وانتهاك المقدس عبر تسقطيها اجتماعيا ودينيا، وبحسب المتخصصين بالحرب النفسية، يستخدم القائمون بالدعاية من أجل إصابة هدفه من أساليب الدعاية ما يراها أحسن وأسرع الطرق إلى تحقيق التأثير المطلوب على سلوك الفرد واستجابته، وقد تكون هذه الأساليب في حدّ ذاتها فاسدة أو طيّبة، وقد يكون الغرض منها شرًا أو إصلاحًا.

اما الأساليب المتبعة من قبل الجهات التي تسعى الى تسقيط القدوة والمقدس فهي تهدف للتشويه والتضليل وتضمر اهدافا خفية لها انعكاسات غاية في الخطورة تصل الى حد تهديد السلم الاجتماعي وتشويه سمعة الاسر والنساء والرجال وقد تؤدي الى القتل لذلك لابد ان يكون الانسان حريصا على ان يصون ويحفظ نفسه واسراره وسمعته حتى لا يسمح للاخرين ان يتصيدون زلاته وعثراته ولا يعطي ذريعة للاخرين ان يتصيدوا هذه الزلات والعثرات وينشرونها بين الاخرين.

من يثير الفتن ويهدف الى التسيقط والتدمير في المجتمع انه حتماً (كالخروف الأسود) وهو مصطلح يستخدم لوصف عضو غريب أو سيئ السمعة في مجموعة، لذا لمواجهة عبثية "الخروف الأسود" الساعي للتسقيط عبر الحرب النفسية المضللة والتخريب الفكري والقيمي الذي يمكن ان يضعه الطرف المقابل هدفاً لحربه النفسية، يمكن اتباع خطوات عديدة تبدأ اولاً بتحديد اشكاله ومن ثم قياس شدته واتجاهاته ووصف الأدوات المستخدمة لتنفيذه عن طريق الرصد والتحليل والمتابعة بأسلوب البحث العلمي وكالاتي:

* ان يركز القادة جهدهم لمساعدة لدفع المجتمع لأن يخطو الى الامام خطوات سريعة تنسجم والتطور الحضاري.

* ان تسعى الجهات والمراجع الدينية لتقديم الإسلام بروحه الاصيلة ديناً للود والتسامح والتعاون.

* تخصيص جهد أكبر في مجال نشر الوعي خارج المنطقة العربية والإسلامية لتحسين صورة المسلمين في الغرب.

* على البعض من المسلمين المقتدرين تغيير أساليب دعمهم المالي اخذين بنظرة الاعتبار معالم العصر الحالي وذلك بتخصيص قدر من تبرعاتهم لنشر الوعي الإسلامي وتعميم الثقافة.

* ان يخصص جهد أكثر في وسائل الاعلام والتربية المحلي لتعزيز القيم والمعايير والتقاليد العربية والإسلامية التي تساعد على تحصين الانسان المسلم في المنطقة من تأثيرات المد الأجنبي غير الملائم.

* ان تتخلص المجتمعات الإسلامية وقادتها من موضوع التعامل على الأساس الفعل ورد الفعل مع الاحداث والتوجهات المقابلة وفي مجال الحرب النفسية التي تتفوق به الدول الكبرى على سبيل المثال لا يبغي التعامل على أساس المنع والتحريم المباشر وبدلاً عنه ينبغي التركيز على البناء النفسي القوي لإفراد المجتمع.

* ختاماً علينا التأكيد ان التسقيط أسلوب غير خلاقي وغير حضاري يهدف الى تشويه الاخر ويتم عبر الحرب النفسية باتت سلاحاً فعالاً تلجأ اليه او تمارسه العديد من الدول والنظم السياسية في وقتنا الراهن بغية التأثير على المجتمعات المستهدفة صديقة كانت أم عدوة باتجاه إيجاد تقبل للأفكار وتكوين قناعات تؤمن مصالحها.

اضف تعليق