نحن على أعتاب مهمة جليلة، ألا وهي تربية جيل جديد لإصلاح بلدنا الذي أصبح يعاني من مشكلات لا حصر لها، فالتربية لا تختلف عن إنشاء البناء، فلكل بناء أساس، واذا كانت دعائم الأسس جيدة سينشأ البناء فريدا من نوعه وسوف يبهر العالم بأكمله!. ما معنى التربية؟.
التربية في اللغة :مأخوذة من ربّى ولده، والصبي يربه، رباه .. أي: أحسن القيام عليه حتى أدرك .فالتربية بمدلولها اللغوي تعني تعهد الطفل بالرعاية والتغذية المادية والمعنوية حتى يشب .ولقد اهتم الفلاسفة والعلماء بهذا المفهوم، وجهدوا في الكشف عن مضامينه العلمية وأوجدوا له عدداً من التفسيرات التي وإن اختلفت في شكلها، فهي متفقة في جوهرها .
تعريف أفلاطون
التربية هي: إعطاء الجسم والروح كل ما يمكن من الجمال، وكل ما يمكن من الكمال، وهذا يعتمد على الناحية الكمية من التربية، وذلك بمزاولة جميع الأنشطة العقلية والبدنية المؤدية لكمال الفرد .
ولكن تغير معنى التربية في زمننا الحالي حيث اصبحت التربية مهنة يتاجر بها البعض، وتُرِك الأطفال بين أيدي مهملة، ليتحولوا الى اناس عديمو الفائدة بإرادة ضعيفة، أو وحوش يهدمون ما يقف في طريقهم كما نلمس هذه الظاهرة بوضوح في مجتمعنا اليوم !.
إذاً أصيب القوم في أخلاقهم .. فانصب عليهم مأتما وعويلا
(شبكة النبأ المعلوماتية) حملت قضية (العنف المدرسي) الى مجموعة من طالبات المدارس لتأخذ آراءهن
عن هذه الظاهرة الشائكة فكانت ردودهن كالتالي :
كرهت المدرسة بسبب سلوك معلمتي !
الطالبة (آية محمد) عندما سألتها عن رأيها بالعنف المدرسي أجابت:
اكره العنف ضد الاطفال وخصوصا الاطفال الجدد لان (عنف المعلمات)، يسبب لهم كراهية للمدرسة وللعلم وهذا سبب رسوب الاطفال وعدم قراءتهم للدرس، عندما كنت في الصف الاول ضربتني معلمة الفنية لانني لم احضر دفتر الفنيه ومن ذلك الوقت كرهت المدرسة مع انني قبل ان يبدأ العام الدراسي كنت متشوقة جدا لها!.
طالبة اخرى (زينب محمد) تقول: عائلتي لم تعاملني يوما بهذا السوء، كيف تسمح المعلمة لنفسها ان تضربني؟ علما ان جميع من تعرفها تمدحها.
كنت جالسة في الصف كعادتي وانا لا احب الكلام كثيرا ولكن بقية البنات كنّ في حالة صراخ وفجأة دخلت المعلمة في الصف وضربتني (صفعة) فاجأتني من فعلها وبكيت لانني لن اعمل شيئا ولكن بحمد الله ادركت انها مخطئة واعتذرت مني ولكن رأيت العذاب.
يتعاملون مع الطلاب بقسوة !
كثيرا ما أرى مشاهد عنيفة تهز مشاعري وتسبب لي غثيان عندما تكون احدى البنات في مستوى دراسي غير جيدة تسحبها المعلمة من شعرها وتجرها امام البنات، وتضرب رأسها على السبورة آهذه معاملة لانسان؟ في عصر التقدم الحضاري !
انتم من سيدفع ضريبة القسوة هذه !
تقول ام احمد والدة احد الطلاب: أعاني من هذه الظاهرة رغم محبتي للعلم والمدرسة ولكن عجزت عن اقتناع ولدي لإكمال دراسته، لأنه يشكو من سوء المعاملة والضرب دائما كنت اقول للمعلمين والمعلمات (التعليم مهنة الأنبياء) كيف أثر نبينا (ص) في فترة زمنية قصيرة ذلك التأثير الكبير على الناس؟ أوليس السبب اخلاقه الرفيعة؟ (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) صدق الله العلي العظيم.
أطفالنا أمانة في رقبتكم
إذا كان رب البيت بالدف ضاربا..... فشيمة أهل البيت الرقص
اذا تربى الجيل الجديد على الضرب والعنف افأتم من سيدفع ضريبة القسوة هذه! لانه في الاخير سيصبح نائبا او دكتورا او معلما او ..ويخرج من قلبه ما زرعتم انتم!
ان المدرسة هي البيت الثاني!
تقول (حنان شاكر عبود) مديره متوسطه الرتاج:
ان المدرسة هي البيت الثاني للطالبة والادارة هي الام الثانية لها، فوجب على الادارة هنا أن تاخذ دور الأم في التعامل الاخلاقي والتربوي السليم بعيدا عن الاساليب الحادة في طريقة الكلام.
ووجب على الادارة ان يكون لديها الكثير من الصبر والحلم والتضحية بالوقت، لاحتواء الطالبات، ان التربيه تحتاج منا الى الوقوف على كثير من الامور، فالواجب ان تتوفر في الادارة اولا لتصب على ملاك المدرسة وبالتالي على الطالبات، وان المدير الناجح هو من يستطيع ان يحقق الرفق واللين في التعامل مع الجميع، لكن بدون ضعف وبالمقابل ان تكون هناك شدة لكن دون عنف، فالشدة مطلوبة لوقف الكثير من الامور عند حدودها المعقولة.
هناك كلمات اشد جرحا من الضرب؛ هناك اساليب وتعليمات في النظام التربوي، يمكن استخدامها في الضبط المدرسي بعيدا عن الكلمات النابية وغير اللائقة والتي قد يكون لها وقع السيف الحاد في جرح النفس، ويمكن ان تكون اكثر من العنف بالضرب، المشكلة انه لا يوجد وعي وادراك لهذه المسائل عند الكثير من الادارات واعتقادهم ان التسلط وفرض السيطرة بالعنف قد يحقق النتائج المرجوة، دون الالتفات الى عظم الاثر الذي قد يمس الطلبة حيث الكثير من الطالبات يتركن المدرسة بسبب العنف المفرط، وجرح المشاعر التي تكون في اشد الحساسية في هذه المرحلة التي قد تعد في مرحلة المراهقة، وهي اخطر فتره في حياة الطالبة او الطالب، او قد يودي العنف الى ان تتمرد الفتاه فتكون اكثر عدوانيه واكثر ايذاء لاقرانها وللاداره والملاك.
وكثير من الامور السلبيه يمكن ان يسببها العنف بشكل او بآخر، حيث من المعروف ان الكثير من الاهالي يستخدمون العنف ومع اولادهم واشعارهم بالدونية.
لذا سيكون تصرفهم بالمدرسة غير سوي بسبب ضغوطات البيت، وعندما لاتكون هناك متابعة واعية من المدرسة ودراسة وافية لاسباب هذا السلوك الغير سوي ومواجهته من الوهلة الاولى بالعنف اللفظي، وتقليل الاعتبار امام الاخرين او حتى الضرب في بعض المدارس سيولد حاله الانهيار النفسي او الخلقي. وكثير من الحالات النفسية التي تجعل من الطالب او الطالبة مزعجة للجميع، مع اصابتها بفقدان الثقة وهي اصلا فاقدة الثقة بنفسها، وربما توصلها هذه الحالة الى حد الاجرام! فما هو الحل لهذه الظاهرة؟.
اجابت الأستاذة حنان :
* يجب ان يكون هناك توعيه وتوجيهات مستمرة تحذر فيها الادارة من استخدام العنف.
* أن يـخذ المرشد التربوي دوره الصحيح والكامل لمعالجة حالات الخلل التي تصدر من الطلاب وابعادهم عن التعرض للعقوبات من الادارة.
* ان تكون هناك جسور من المودة والائتلاف بين الطالب وادارته. لكي يطيع الاوامر لانه يحب ويحترم معلمه ومديره وليس بسبب الخوف.
من مخاطر العقاب
للضرب عواقب وخيمة وقد يؤدّي ذلك إلى انهيار نفسية الطفل وتحطيم مستقبله.. ومن مخاطر العقاب ما يلي:
- الهرب من مواجهة الحياة.
- فقدان تقديره الذاتي وتدني مستوى احترام الذات.
- عدم التعبير عن القدرات الكامنة.
- انعدام الاستقرار النفسي.
- عدم تحمّل المسؤولية.
- فقدان الثقة بالنفس والغير.
- توليد الكراهية في النفس وعدم قبول الآخر.
- استخدام العنف كوسيلة لتحقيق الهدف وحل المشاكل.
- الكآبة والقلق والخوف.
- الرفض والعصيان والعدائية.
- اهتزاز الشخصية.
- عدم النضج الانفعالي.
- الكره والعدوانية.
- عدم القدرة على مواجهة الأحداث والمواقف.
- الرهبة من اتخاذ القرار.
- الضرب المبرِح بآلات حادة وفي أماكن حساسة قد يؤدي أيضاً إلى أمراض عضوية كارتجاج الدماغ وتلف العضلات والأعصاب أو العمود الفقري والأوعية الدموية.
وختاما، إن أعظم درس في الإسلام هو الأخلاق، فإن لم تكن مسلما خلوقا!! فأي درس من الإسلام تعلمت؟.
اضف تعليق