بعد انتشار هذه التسمية (القفص الذهبي) للزواج المقدس الذي هو أساساً \"سكن وراحة\" كما جاء في قول الله عز وجل في كتابه الكريم، وهو الكمال وسبب إكمال نصف الدين كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله، وحصن وسعادة كما قال العلماء والمفكرون، وقد قامت (شبكة النبأ المعلوماتية) بجولة استطلاعية حول الحياة الزوجية، وهل أن الزواج هو القفص الذهبي فعلا؟!...
بينما يتلهف البعض كي يدخلوا الى الرباط المقدس، يسعى آخرون أن يتخلصوا من القفص الذهبي، وهنا ندرك تماماً ما يحدث في الداخل حيث جعل البعض يموت من شدة القهر ويتمنى أن يتخلص منه بأسرع ما يمكن، والبعض الآخر يتمنى أن يدخل فيه!.
بعد انتشار هذه التسمية (القفص الذهبي) للزواج المقدس الذي هو أساساً "سكن وراحة" كما جاء في قول الله عز وجل في كتابه الكريم، وهو الكمال وسبب إكمال نصف الدين كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله، وحصن وسعادة كما قال العلماء والمفكرون.
وقد قامت (شبكة النبأ المعلوماتية) بجولة استطلاعية حول الحياة الزوجية، وهل أن الزواج هو القفص الذهبي فعلا؟!.
الكاتبة ولاء الموسوى فالت: إن الحياة الزوجية احدى مسؤوليات الانسان التي جُعِلت بعاتقه وعليه أن يسعى ليحصن نفسه مما قد يقوده إلى المتاعب والمشكلات في حياته، فالزواج سُنَّة الحياة التي جعلها تعالى لأجل تكامل الحياة، وجعل الانسان يتحمل مسؤوليته ويفهم دوره الذي عليه أن يؤديه على أحسن وجه، والمشكلة التي تعاني منها مجتمعاتنا هي عدم فهم هذه الحياة وما يترتب عليها بالشكل الصحيح، وعدم تهيئة الاولاد لتحمل هذه المسؤولية وفهمها جيدا، فنرى كل منهما يحاول اثبات نفسه وفرض شخصيته على الآخر وكأنهم في نزاع، ومما يزيد المشاكل ايضا تدخل الآخرين بحياة الزوجين وحب التملك الذي يعيشه أهاليهم من ناحيتهم، ومصطلح القفص الذهبي لا اظن بأنه مناسب فإن الحياة كلها لو عاش بها الانسان في قفص يصنعه لنفسه أو يصنعه الآخرون له لا تكون حياته مريحة ولا يحصل على السكينة، فالقفص حادّ من حرية الفرد سواء كان ذهبيا أم فضيا أو غيره، فهل يرضى العصفور ان يعيش في قفص ولو صنع من أغلى الجواهر وهل يسعده ذلك، لذا نحتاج لوقفة وتفكير بأمور حياتنا التي نبنيها على فكر خاطئ وابتعاد عما أراده تعالى لخلقه.
هل يمكن لمن يسكن القفص يكون حرّاً؟
أما رضا محمد فقال: أحياناً نتقيد ويجب علينا مراعاة بعض الأمور، وأشعر بأن الزواج قيدني وأصبح كقفص ذهبي حيث كل شيء في أجمل ما يمكن ولكن لا أجد الراحة في البيت!.
وقالت حنان حازم:
الزواج هل هو قفص ذهبي؟ هنا كلمة "قفص" يختلف معناها ولا تعني بالضرورة تقييد الحرية او السجن! وإنما الحرية بمعناها الصحيح هي معرفة حدودك في محيط حياتك.. الزواج رابط مقدس يُراد به اكمال نصف الدين لاكمال النصف الآخر من الحياة، فعندما يرتبط شخصان مختلفان معًا لعيش حياة واحدة في "قفص واحد" ينبغي أن يتشاركا فيه بالسراء والضراء، وهنا يُقصد بالقفص على انه المحيط الذي يجمع الشريكين حيث يكون هناك بعض الحدود لحريتهما في ممارسة الحياة واتخاذ القرارات فيجب ان تكون مبنية على رضا وموافقة الطرفين.. والمفهوم الثاني "للقفص الذهبي" هو امتلاك الزوج لزوجه ونوع العلاقة الذهبية التي تجمعهما في كونها غير قابلة للتعدد إلا بما حلل الله تعالى.. ولا ينبغي الخروج عن اطارها وعدم احترامها ، وانها غير قابلة للانتهاء بسهولة فالدخول لذاك القفص الذهبي بإرادتك لا يشبه الخروج منه ، ويعود ذلك لما ترتب عليك اثناء المكوث فيه لأن الطير الذي تولد في القفص لا يرى الحرية في خارجه ..!
وأشارت السيدة سكينة الموسوي بأنه من الخطأ وصف الزواج بأنه قفص ذهبي لأن الزواج انطلاقة وتحليق وسير تكاملي في سلم الحياة، واذا كان الزواج يتوفر فيه عناصر النجاح، والسعادة، فلا يعتبر قفصا ذهبيا بل يمكن ان نعبر عنه (بالعش الذهبي، او المملكة الذهبية، او القصر الذهبي) ومصطلح القفص هو تعبير سلبي ووصف متشائم لا ينطبق إلا على الحياة الفاشله، ويكثر استعمال هذا المصطلح على زواج النساء المتحررات كالمطربات او الراقصات .... والنساء الشهيرات اللواتي يتزوجن بعد سنين من الفجور والتحرر من القيود الشرعية، والعرفية، وحيث نقرأ ونسمع من وسائل الاعلام في اخبار المشاهير تكتب: ان (فلانة من الشهيرات دخلت في القفص الذهبي)، بالطبع الزواج بالمفهوم الديني والاجتماعي يعتبر- بالنسبة للمرأة المتحللة- (قفص)، يمنعها من ممارسة حريتها السلبية كما يمنع السجن المجرم من مواصلة الأجرام !!!
ولكن الزواج في الوقت ذاته يعتبر للمرأة العفيفة والشريفة التي صانت نفسها من المحرمات انطلاقا وتحليقا نحو تحقيق الاحلام والرغبات الروحية والعاطفية والنفسية والدينية وتكوين الأسرة السعيدة والأمومة.....الخ. حينئذ يكون الزواج لحواء جنة تطير بين حدائقها.
لنبعد الكلمات السلبية عن حياتنا
وقد يقول قائل إننا نصف الزواج بـ (القفص الذهبي) من حيث ثقل المسؤولية والالتزامات التي تقيد حركة المرأة ونشاطاتها الاجتماعية والثقافية ساعتئذ نقول: هذا الوصف لیس وصفا صحيحا حيث كلما كان الانسان صاحب مسؤوليات اكبر كلما زاد ابداعا وتألقا وتحليقا في المجتمع ولو كان الزواج باعتبار المسؤوليات والالتزامات يعد قفصا! لوجب ان نصف المدارس والجامعات التي تحمل الطلاب عناء ومشقة طلب العلم بالاقفاص والسجون حيث فيها يتحمل الطالب مسؤولية الدراسة وعناء طلب العلم!. كلا بل نحن نصف طالب العلم بانه يحلق في سماء العلم والفضيله والملائكه تفرش اجنحتها له في كل خطوة يخطوها واذا كان الزواج من وجهة نظر البعض قفصا فما الفرق ان يكون القفص ذهبيا او فضيا او ان يكون ألمازا بل الزواج ينبغي ان يوصف بجناحين يطير بهما الزوجين ألا وهما (المودة والرحمة).
وأما المرشد الديني والمربي الفاضل الشيخ عبد الرضا معاش نهى عن استخدام هذا المصطلح وقال:
عبارة "القفص الذهبي" غير صحيحة وسلبية؛ لأنها تعطي لنا إيحاء بأن الزواج كالسجن؛ إذ لا فرق إن كان السجن من حديد أو ذهب... والأَوْلى منها هي عبارة "العش الذهبي"؛ إذ توحي لنا هذه العبارة بالحرية ونقطة الإقلاع للرقي معاً...
الكلمات لها تأثير كبير في حياة الإنسان حيث تجهز الأرضية المناسبة لقناعاتنا لذلك عندما يكون هناك كلمة سلبية لابد وان تجر المساوئ الى الحياة الجميلة وتقضي على الجمال شيئا فشيئا والذي يدخل الى هذه العلاقة المقدسة اذا يكون عنده مبدأ بأن الحياة الزوجية "قفص ذهبي "سوف يتعكر مزاجه مع كل صغيرة وكبيرة ويشعر بعدم الراحة ويدق جرس الانذار في كل مشكلة كي يندم على ما فعل، والذي يدخل الى هذه العلاقة المباركة وهو يعرف بأن الزواج سكن وراحة وانطلاق نحو العليا سوف يرتقي رغم المعاناة والظروف ويزيد العش الذهبي جمالاً فلنحذف الكلمات الخاطئة كي لا تخنقنا وتسود أيامنا الجميلة ....
أنت ماذا تفكر؟ أو بالأحرى ماذا تريد القفص الذهبي أو القصر الذهبي؟
فحياتك من صنع أفكارك!.
اضف تعليق