بعد بيان المرجعية العليا حول الانتخابات وتوضيح بعض المسائل المتعلقة بهذا الشأن، والتحذير من السياسيين الذين كانوا سببا في دمار العراق وتراجعه إلى هذا المستوى، قد غير تفكير ورأي الكثير من الناخبين في هذه الانتخابات، وساعد هذا البيان في تشجيع الناس على المشاركة في الانتخابات للصالح العام وتغيير أوضاع البلاد نحو الأفضل...
يعاني الشعب العراقي بعض التخوّف من الانتخابات، ويرجع ذلك لتحديد مصيرهم لأربع سنوات مقبلة، ونرى بعض منهم يعيشون في خضم الدعايات الانتخابية والوعود التي يطلقها المرشحون هنا وهناك من اجل مصالحهم الشخصية، في حين يقوم البعض الآخر بالعزوف عن الانتخابات، لأنهم يرون في موقفهم هذا الحل الصحيح والابتعاد عن تحمل مسؤولية المرشحين، ولكن بعد بيان المرجعية العليا حول الانتخابات وتوضيح بعض المسائل المتعلقة بهذا الشأن، والتحذير من السياسيين الذين كانوا سببا في دمار العراق وتراجعه إلى هذا المستوى، قد غير تفكير ورأي الكثير من الناخبين في هذه الانتخابات، وساعد هذا البيان في تشجيع الناس على المشاركة في الانتخابات للصالح العام وتغيير أوضاع البلاد نحو الأفضل.
أهم التوصيات في بيان المرجعية
ترى المرجعية الرشيدة أن نظام الحكم السياسي والانتخابي افضل من النظام السابق، لتعدد المسؤولين وتوزيعهم بشكل المتساوي، وعلى الناخبين أن يقوموا بانتخاب من يرونه اصلح لمنفعة العراق وليس المنافع الشخصية، والعمل على القيام بالانتخابات بالشكل المطلوب وعدم التدخل الخارجي فيها، والابتعاد عن المرشحين المجربين سابقا وفشلوا في القيام بمهامهم، والعزوف عن الانتخابات من قبل الناخب سيؤدي إلى فوز المرشح غير الكفؤ.
ولأهمية الانتخابات في تحديد الجانب السياسي، وتنظيم الدولة، وتغيير البلاد، وما نشاهده من احداث قد تكون مصيريه في مستقبل العراق، لذا قامت (شبكة النبأ المعلوماتية) باستطلاع آراء المختصين واصحاب الشأن في هذا المجال، والمسؤولين ومن يهمه امر البلاد والعملية الانتخابية والمستقبل السياسي، وكان السؤال كالآتي:
- كيف تقرأ ما وراء السطور في بيان المرجعية؛ وهل سيؤثر ذلك على نتائج الانتخابات؟
التقينا الأستاذ (طالب الظاهر)، إعلامي وكاتب صحفي، فأجابنا قائلا:
إن لكل أمر وغاية نبيلة سبيل سليم يوصل الى النتائج الايجابية، التي فيها أولاً رضا الله تعالى، و ثانياً خير البلاد والعباد، ولا ريب فإن أقصر طرق العلاج، هي بإيجاد حلول منطقية وواقعية ممكنة للمشاكل الكثيرة والكبيرة التي تعصف بالبلد من سنوات، وطبعاً يكمن مثل هذا العلاج العملي، وهذه النتيجة المرضية، عبر المشاركة الواسعة في الانتخابات، ولا بديل آخر سوى الانتخابات، أي من خلال الاحتكام الى نتائج صناديق الاقتراع، بحسن الاختيار والتصرف وحكمته، وليس مجرد التعكز على افتراضات وهمية لا طائل من ورائها، وافتراض حلول غير منطقية، مقتضيات المصلحة العليا لا ريب إن الحرص على حاضر الوطن ومستقبله، يحتم على المخلصين من ابنائه محاولة صنع التغيير من خلال المشاركة الواسعة في انتخاب المرشحين الأكفاء، وتحديداً انتخاب منهم من ذوي الخبرة والنزاهة والإخلاص، وإن كان ومازال أمر المشاركة يقع ضمن الحرية الشخصية للمواطن، ولكي يعمل فوز الكفوئين والنزيهين على تغيير واقع الوطن والمواطنين نحو الأفضل، وليس كما في التجارب الانتخابية السابقة الفاشلة التي عملت على ترسيخ حالة الإحباط لدى المواطن، ومثلما هو دائما المرجعية الدينية العليا، ودورها الأبوي لجميع العراقيين، فهي دائما تقف على مسافة واحدة من جميع القوائم والمرشحين، وينبغي الحذر من استغلال مكانتها أو مكانة غيرها من العناوين المحترمة في الدعايات الانتخابية، لكيلا يخدع الناس مثلما خدعوا من قبل.
شروط نجاح الانتخابات
وأضاف الأستاذ (طالب الظاهر)، قائلا: لنجاح الانتخابات يتطلب العمل بالشروط التالية:
1ـ وجود قانون انتخابي عادل ونزيه، ينظم هذه الممارسة الشعبية الواسعة بشكل دوري، ليتم من خلاله اعتماد نظام واضح في حساب أصوات الناخبين على مرشحيهم، وليس فيه اجحاف وظلم في توزيعها؛ أي بمعنى أن لا تذهب أصوات الناخبين على المرشحين غير الفائزين في القائمة الى غير مستحقيها بالفعل.. سواء كان ذلك المرشح رئيساً للقائمة أو لبقية المرشحين فيها.
2ـ تكون المنافسة بين المرشحين من خلال جدوى ما يقدمون من برامج انتخابية مقترحة، أو من خلال واقعية ما يتم تقديمه من برامج تخدم القطاعات الاقتصادية والتعليمية والخدمية تحديداً.. والأهم أن تكون ممكنة التحقيق وفق أطر قانونية.
3ـ لا يعتمد البرنامج الانتخابي في دعايته الانتخابية على التأجيج العاطفي المغرض، والنفخ على النزعات القومية أو الطائفية لدى ناخبيهم، ومن ثم التعويل في الفوز على الخروج على الناس عبر القنوات الفضائية، ومحاولة اعتماد سياسة التسقيط للآخرين بإطلاق المهاترات، والاستقواء بالخارج.
4ـ يعمل القانون الانتخابي على منع التدخل الخارجي في أمر الانتخابات من خلال التمويل أو غيره.. وتكون هناك عقوبات شديدة للمخالف لهذا .. وليس كما لمسنا وكما هو دأب بعضهم بالتبجح والتصريح دون خوف أو خجل وبشكل معلن عن مصادر تمويله الخارجية.
5ـ العمل على توعية الناخبين بقيمة اصواتهم، ودورها المهم والمصيري في رسم حاضر البلد ومستقبله، من اجل أن لا يسترخوا قدرها من خلال بيعها بأثمان رخيصة لهذا أو ذاك من المرشحين أو اعطائها مقابل أشياء أقل ما يقال عنها تافهة، ولا أن يعطوها لبعض المرشحين وهم يتبعّون في ذلك أهواءهم وعواطفهم أو رعاية لمصالحهم الشخصية او استجابة للنزعات القبلية أو غيرها.
أما معايير انتخاب المرشحين فهي كما يلي:
1- الكفاءة والنزاهة.
2ـ الالتزام بالقيم والمبادئ.
3ـ الابتعاد عن الاجندات الاجنبية.
4ـ احترام سلطة القانون.
5ـ الاستعداد للتضحية في سبيل انقاذ الوطن وخدمة المواطنين.
6ـ القدرة على تنفيذ برنامج واقعي لحلّ الأزمات والمشاكل المتفاقمة
وتوجهنا بالسؤال إلى الدكتور (محمود عزو حمدو)، اختصاص في الفكر السياسي واكاديمي في كلية العلوم السياسية جامعة الموصل، فأجابنا قائلا:
للمرجعية دور في العملية السياسية عبر تدخلها في المراحل الحرجة، ولكن ليس عبر التدخل المباشر وانما عبر التلميح وايصال تلك الرسالة بالصفات وليس الاسماء، لان المرجعية الدينية لا يهمها اسماء من يحكم بل صفاته والتي تنسجم وتتناغم مع تطلعات المواطن العراقي، لذا ابعدت نفسها عن دعم اي مرشح أو كيان سياسي بعينه وفوضت المواطن العراقي باختيار من يراه مناسبا على اساس نزاهته وقدرته على تمثيل جمهور الناخبين، لذا فان القراءة الاولية لبيان المرجعية والتي توقع كثيرون أن تذكر اسماء بعينها أو عناوين كتل بعينها تحت رؤيتها التي سبقت البيان بأن المجرب لا يجرب،
واضاف الدكتور (محمود عزو)، قائلا: ثمة توقع لدى بعض الكتل السياسية بان استثمارها لأسماء وعناوين ساهمت المرجعية في حث المواطنين عليها لتحقيق مكاسب انتخابية، قد وضعت المرجعية حدا لذلك يضاف الى ذلك بان تحديد معايير للمواطن وترك حرية الاختيار، يعني بالدرجة الاساسية سعي المرجعية الدينية لبناء وعي للمواطن يكون هو سيد نفسه في اختياراته، وعدم القول ببيع الاصوات ستؤثر كثيرا على نتائج الانتخابات لان كثير من المرشحين سعوا الى شراء اصوات المواطنين من دون وازع او رادع.
وأجابنا الدكتور (خليل جودة الخفاجي)، اكاديمي في جامعة الكوفة، بالقول:
اعتقد أن بيان المرجعية الرشيدة واضح، أنها تقف بمسافة واحدة عن جميع الكيانات والمرشحين، ولا يوجد خط احمر مرشح، إلا انها نبهت بشروط الامانة النزاهة الكفاءة، وأن يكون خادم للشعب جميعا، وكذلك هناك نقاط واضحه لا اريد الخوض فيها، اما الشطر الثاني من السؤال فان النتيجة من اليوم الاول واضحه جميعا تصب في صالح العبادي وقائمته النصر وأن النتائج لن تغيرها مبادرة، ورأي المرجعية فهي ثابتة، لأن اغلب الناس تحركهم العلاقة والمادة والصداقة ولا يسأل عن البرنامج، وهذا الشعب لا يؤمن بفتوى المرجعية في هذا الجانب فقط.
وأخيرا التقينا الاستاذ (صالح عودة)، خبير في الشأن السياسي، فأجابنا بالقول:
إن قيام المرجعية العليا بصدور هذا البيان، لأسباب عديدة منها، توضيح للناخبين بالمسؤولين عن دمار العراق بشكل غير رسمي، وحثهم على الانتخابات لأن صوتهم سيذهب لهؤلاء الفاسدين، لو اختاروا العزوف عن الانتخابات، لذا علينا أن نعمل بكلام المرجعية بالشكل الذي يجعل من العراق بلد متطور بعيد كل العبد عن الفساد والحروب، لو اردنا نجاح العملية الانتخابية علينا أن نتكاتف فيما بيننا واختيار المرشح الأفضل للعراق، بعيد عن المحسوبية والقبيلة والمصالح الشخصية.
اضف تعليق