كثر الحديث فيما مضى وفي هذه الأيام بشكل خاص عن مشروع جديد تقدمة الدولة إلى المواطنين وهو مشروع (الكيبل) الضوئي، والذي تقوم بتنفيذه دوائر حكومية معينة ووزارات متخصصة كوزارة الاتصالات، والكيبل الضوئي عبارة عن أسلاك رقيقة وطويلة تقوم بنقل الإشارة الضوئية لخدمة الإنترنيت إلى المستخدِم، ويسمى الكيبل الضوئي أيضا بالألياف البصرية، والهدف من هذا المشروع تقديم هذه الخدمة بشكل أفضل وبمبالغ مالية أقل.
ولعل التطور الهائل للإنترنت، كان محفزا لتحرك الدولة نحو استخدام شبكات الألياف الضوئية في نقل البيانات التي تعد محل تركيز التقنيات الحديثة، والعامل الأهم الذي يعمل عليه العاملون في قسم الحاسبة والمعلوماتية هو رفع سعة البث، والاتجاه نحو خدمات سريعة تواكب النقل السريع للبيانات.
مميزات (الكيبل) الضوئي وفوائده
تكون (كيبلات) الألياف الضوئية من حيث الحجم والوزن صغيرة لأنها مكونة من الزجاج، ولكن مرونتها تكون كبيرة، حيث تنقل الإشارات داخل كيبل الألياف الضوئية بسرعة عالية جداً فد تقترب من سرعة الضوء في الفراغ ، والسرعة داخل الكبل تكون اقل من سرعة الضوء في الفراغ بسبب طبيعة المادة الزجاجية المستخدمة في صناعة كيبل الألياف الضوئية، علماً إن هذه المادة الزجاجية تحوي الكثير من الشوائب، وسعة المعطيات المنقولة في كبل الألياف الضوئية تصل في الثانية الواحدة إلى (10Gbps)، وكذلك لا يعمل تضارب او تداخل في المعطيات بسبب عدم وجود سلوك كهربائي أي انه لا يتأثر بالفيض الكهرومغناطيسي، ومن فوائد الكيبل الضوئي قلة العمولة والمبالغ التي يشترك بها المواطنون، وستكون الخدمة بقوة أفضل من ذي قبل.
طريقة التعامل بالكيبل الضوئي
هناك تعامل ومجموعة عقود بين الدولة والشركات المتخصصة بالإنترنيت، وسيكون هناك تعامل مع أصحاب الأبراج لإعطاء خدمة الانترنيت للمواطنين، وهذا المشروع سيوفر تطورا كبيرا في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
ولأهمية موضوع الكيبل الضوئي في الكثير من ضرورات الحياة والشركات، وأنشطة الكثير من الدوائر الحكومية، قامت (شبكة النبأ المعلوماتية)، باستطلاع حول هذا الموضوع، وطرحنا تساؤلات موجهة للمواطنين وإلى من يهمه الأمر والمتخصصين في هذا الموضوع.
وكان السؤال الأول:
ماذا يعني تحويل الكيبل الضوئي من القطاع الخاص إلى القطاع العام؟
أجابنا الدكتور (سليم العلي)، دكتوراه في العلوم السياسية، بالقول:
اعتقد أن مشروع الكيبل الضوئي من المشاريع المهمة في البلد، حيث يدخل في إطار ربط العراق بدول الجوار، وكذلك على الصعيد الدولي إذ أن تحويل الكيبل الضوئي إلى القطاع العام يعني بالدرجة الأولى خضوعه إلى سلطة الدولة، وباشراف مباشر من قبل الوزارات والمؤسسات الحكومية المعنية، ولاسيما وزارة الاتصالات مما يوفر إمكانية تحكم ومراقبة المعلومات الواردة إلى داخل العراق، مع أمكانية أن يصبح العراق في المستقبل ممر ترانزيت إلى الدول الأخرى، إلى جانب تحسين الخدمة الى أضعاف ما هي علية الآن.
وتوجهنا بالسؤال نفسه إلى الأستاذ (مصطفى العكابي)، كاتب وإعلامي، فأجابنا قائلا:
الكيبل الضوئي من المشاريع التي أرادها الشعب، وفكرت به الدولة بوقت كافي لترتيب ادارته والعمل على تنظيمه بشكل افضل مما هو علية في القطاع الخاص، وأن هذا المشروع قد يحتوي على مجموعة من الفوائد للعراق، من خلال تقليل الاشتراك الذي يؤخذ من المشترك، وأيضا حل مشكلة ضعف الإنترنيت، وسيؤدي هذا المشروع إلى تطور العراق اقتصاديا وسياسيا لأن تحويل خدمة الإنترنيت من قطاع خاص إلى عام يعني أن الدولة أفضل من ذي قبل لسيطرتها على المرافق المهمة، وكلنا نعلم أن خدمة الإنترنيت ضرورية جدا في حياتنا، وعند اكمال مشروع الكيبل الضوئي، سيتمكن اغلب المواطنين مت ذوي الدخل المحدود وحتى ضعيفي الدخل من الاشتراك، ويجب على الدولة بعد هذا المشروع الهام أن تسعى لتحويل نشاطاتها الإدارية والوظيفية في كل المجالات إلى استخدام الاتصالات الإكترونية لسرعة العمل والتطور والقدرة على الخروج من الأزمات.
وأجابنا الدكتور (مهدي سهر الجبوري)، دكتور اقتصاد ووكيل وزارة الزراعة، بقوله:
إن مشروع الكيبل الضوئي تنفذه شركتي يرثلنك وسمفوني، وفي ضوء ما سيتحقق من المشروع فإن العراق سيكون بلد ترانزيت دولي، وسيساهم بتنمية القطاع الاقتصادي العام والخاص، كما يؤدي دورا متميزا في حفظ الأمن القومي العراقي والعالمي.
والتقينا الأستاذ (حسين مراد الشعيبي)، موظف حكومي، فأجابنا قائلا:
يمكننا من تغيير العراق إلى أفضل ما يمكن واللحاق بالدول المتحضرة والمتطورة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، ويحصل هذا التغير بمساعدة الدولة والموظفين والمواطنين الذين يعملون في العراق إذ عليهم العمل بيد واحدة، ان مشروع الكيبل الضوئي هو وجه آخر للتغير، وعلى الدولة تنظيم المشروع بشكل بعيد عن الفساد الإداري والمالي، وكذلك يوجد دور للمواطنين في التخلص من الفساد والتعامل مع هذا المشروع بشكل متطور ومحاولة دعمه من قبلهم، وهذا المشروع سيوفر مبالغ إلى أصحاب الاشتراك، وأيضا سيتمكن الجميع من الاشتراك، لذا أنا مع هذا المشروع لتغيير حالنا من أبسط الأمور إلى أفضلها، والصعود إلى سلم التطور والتغيير نحو المجتمع المتكامل.
ماذا سيحصل لأصحاب الأبراج بعد مشروع الكيبل الضوئي؟
طرحنا هذا السؤال على الأستاذ (صفاء حسين عبد الله)، صاحب مكتب للإنترنيت، فأجابنا بالقول:
إن كثرة الشائعات عن مشروع الكيبل الضوئي جعلت من هذا المشروع حقيقة، حيث سيؤدي إلى تقليل نسب العمولة التي نأخذها من المشتركين، ولكن هذا المشروع سيحصل من خلال التعامل بين الدوائر الحكومية المختصة وبين أصحاب الأبراج الالكترونية، وستكون قوة الإنترنيت بشكل متساوي تقريبا في العراق، صحيح أن المشروع سيؤثر علينا كثيرا، لكن سيعمل على تغيير كبير في العراق خصوصا في المجال الاقتصادي والاجتماعي، ونحن العراقيين نحتاج إلى تغيير حتى وأن كان هناك تأثير بسيط على الفرد لأجل مصلحة المجتمع، وأن مرفق خدمة الإنترنيت بحاجة إلى وضع قوانين من قبل السلطة التشريعية، وأيضا مراقبة الجهات المتخصصة من قبل مفوضية النزاهة ودوائرها مع أهمية استخدام الوسائل المتطورة الحديثة، لكي يكون المشروع مكتملا ومؤمّنا من حيث العمل والنزاهة.
اضف تعليق