q

للحوادث المرورية تأثيرات واضحة على حياة الناس، وقد تمتد هذه الآثار لتشمل المجالات الاقتصادية والاجتماعية، حيث نلاحظ زيادة مضطردة في حوادث الطرق الخارجية بين المدن، وحتى في الداخل تتضاعف حودث الاصطدام والدهس، في إشارة الى وجود خلل كبيرة في تنظيم عمليات المرور من قبل الجهات المسؤولة، إضافة الى خلل في سلوك مستخدمي هذه الطرق، فمع كل يوم جديد حوادث في الطرق، فيزداد سماعنا لأصوات سيارات الإسعاف وسيارات المرور والنجدة، مع تصاعد كبير في أعداد الجرحى والموتى، وتحطيم السيارات التي تعد من الممتلكات غالية الثمن، وهنا ستكمن آثار اقتصادية قد تؤدي إلى الضرر بعوائل المصابين ودخلهم، وخاصة أصحاب الدخل المحدود، مع دفع التعويضات التي تترتب على مرتكب الحادث، وهذه كلها تؤثر على المجتمع كله وليس فرداً بعينه.

بعض آثار الحوادث المرورية

هناك الكثير من الآثار الناتجة عن هذه الحوادث، منها ما يقتصر على الجانب المادي، من خلال دفع المبالغ المطلوبة من مرتكب الحادث، فإذا كان هو من قام به، بسبب تسرعه أو لأي سبب آخر، هذه يعني أنه سيحمّل عائلته أعباء كبيرة حيث تحدد مبالغ التعويض من خلال رجال المرور الموجودين بعد إجراء معاينة للحادث، وقد يُصاب صاحب الحادث بعاهة مستديمة، تؤدي إلى آثار اقتصادية واجتماعية وتضغط على دخل العائلة، ويمكن أن تلخص الآثار الاجتماعية التي تسببها الحوادث المرورية في ضعف القدرة على أداء العمل خصوصا بالنسبة للقائمين على تنظيم المرور، بالإضافة الى الأشخاص الذين يصابون في الحوادث المرورية بعد الإعاقة بعجز دائم.

وهناك أسباب غير مباشرة لحوادث المرور، منها انحراف الأبناء وتهربهم من الدراسة، وضعف تربيتهم بسبب غياب رب الأسرة أو كلا الوالدين، فتغيب بغيابهما الرقابة والرادع، وهذا يؤدي إلى إيذاء عائلة المصاب، وقد ينتج عن الحوادث المرورية صدمات، نفسية للمصابين، وهي لا تقتصر على مرتكب الحادث بل تمتد إلى مرافقيه، وأسرهم جميعاً وحتى من يشاهد الحادث، وقد تظهر أعراض هذه الاضطرابات بعد عدة أسابيع من الإصابة بالصدمة أو عدة شهور أو سنوات حسب ظروف كل حالة على حدة.

مقترحات للتقليل من الحوادث المرورية

هناك سبل ووسائل عديدة للتقليل من الحوادث المرورية، والوقاية منها، وهذه السبل تقع على عاتق المجتمع من جانب، وعلى الدولة (مديريات المرور) من جانب آخر، وفيما يخص الافراد والمجتمع، ينبغي التحلي بالمسؤولية واحترام الذات والآخرين، وإعطاء الطريق حقه، وهذا أمر يجب الاهتمام بغرسه في نفوس الأبناء منذ الصغر، والالتزام بقواعد وأولويات المرور، وعدم إهمال العطل الذي يصيب السيارة، لأنه قد يكون هو المسبب للحادث، وعند تعلم السياقة يجب أن تحتوي دورات التدريب على قواعد القيادة الجيدة والتركيز على الأخلاق حيث يكون السائق صاحب خلق رفيع وصبر، ويجب أن يتحمل الزحام في المدن الكبرى، وعليه أن يدرك خطورة استعمال زجاج السيارة غامق اللون (المخفي) حيث يؤدي الى عدم القدرة على رؤية الطريق، خاصة المرايا الجانبية والتفاعل بسرعة مناسبة مع المركبات المجاورة، أما فيما يخص الدولة، فمطلوب العناية بإنشاء الطرق وفق المعايير العالمية وتخطيطها، والاهتمام بصيانة وإصلاح الطرق بشكل مستمر، وأيضا زيادة وضع الكاميرات في الشوارع، ونشر رجال المرور بشكل أكبر لمحاسبة المخالفين، والاهتمام بالتدقيق فيما يخص معاهد تعليم القيادة والسياقة.

ولكي نلقي الضوء بشكل أكبر على هذا الموضوع، أجرت (شبكة النبأ المعلوماتية) استطلاعا، وطرحت بعض التساؤلات، على المسؤولين المختصين بتنظيم المرور وعامة الناس ومن يهمه الأمر، وطرحنا السؤال الأول كما يلي:

- ما هو الأثر المادي، والنفسي الذي يسببه الحادث المروري؟.

أجابنا الدكتور (نبيل العبيدي) أستاذ أكاديمي، قائلا:

من المعروف إن الحوادث المرورية، لها آثار كثيرة وتؤثر على الحالة النفسية والمادية، ومن هذه الآثار:

- الحالة النفسية التي تترتب على الاصطدام المباشر، من حيث حالة الرعب، وما يترتب عليه من اثار، اضافة الى الحالات التي يتعرض لها ذوو الحوادث كالإعاقة الدائمة او المؤقتة، وما تتسبب به من حالة نفسية للمصاب الوصمة الاجتماعية، اضافة الى الاضرار المادية المرافقة للحادث نتيجة الضرر، الذي يصيب الإنسان والسيارات مما يرهق كاهل الطرفين.

- على اعتبار أن المجتمع من طبيعته انه مجتمع قبلي او عشائري، ففي الغالب يترتب على الحوادث فصولات عشائرية، لغرض حل المشاكل التي تصاحب الحوادث.

- الذعر والخوف الذي يرافق الحوادث، له آثار كثيرة تسهم في تعقيد الواقع المرير.

كيف يمكن التقليل من الحوادث المرورية؟

من جهته قال الدكتور (علاء السيلاوي)، أكاديمي في كلية القانون جامعة النهرين:

أعتقد بأننا نحتاج الى خطوات تساعد على التقليل من الحوادث المرورية منها، أولا رفع نسبة الغرامات المرورية، وتبني قوانين جديدة، أكثر تفصيلا من القانون الحالي المقتضب، إضافة إلى ضرورة التنسيق بين دوائر المرور، وبين هندسة المرور في البلديات، علما أن أغلب الحوادث، يعود سببها الى التصميم الخاطئ في الطرق.

الأستاذ (عبد الله الزغيبي)، موظف في دائرة حكومية، له رأي آخر إذ أجابنا قائلا:

إن الحوادث المرورية، تزداد يوما بعد آخر، بسبب وجود ظاهرة سياقة الاشخاص من ذوي الأعمار الصغيرة والمراهقين، والشباب الذين ليس لديهم رخصة قيادة، وهذا يجب ضبطه وتنظيمه من رجال المرور، من خلال تطبيق قوانين بمنع هؤلاء من السياقة نهائيا، وفرض غرامات عليهم، وتقع على الوالدين مسؤولية كبيرة في هذا الجانب، وهناك طرق للحد من الحوادث وهي نشر تعليمات في احترام الطريق والسلوكيات الجيدة من خلال مديرية المرور، وأخيرا وضع طرق صالحة للسير، وعلامات مرور ورجال مرور لمحاسبة المخالفين.

ما هي الأسباب المادية والنفسية التي تؤدي إلى الحوادث المرورية؟

التقينا الدكتور (خليل الخفاجي)، أكاديمي في جامعة كربلاء المقدسة، فأجابنا بالقول:

هنالك عوامل كثيرة تؤدي الى الحوادث المرورية، لكن بالتأكيد الاثر النفسي والمادي أقواها واشدها، حيث أن الاثر أو العامل النفسي يجعل السائق في تفكير دائم وقد يشذ ذهنه عن الطريق، والتفكير في قضية مهمة تلهيه ويبقى في دوامة دائمة تجعله مضطربا دائما، وقلقا وفاقدا لأعصابه، ونتيجة لذلك قد تؤدي هذه الحوادث والتفكير المضطرب او ما يسمى بالقلق الى فوضى دائمة في الطرق، وهذا يجعل السائق في تفكير اكثر بالموضوع الذي في ذاكرته، سواء كان ماديا، او مشكلة عائلية، او قضية عشائرية، او شجار بين افراد العائلة، فكلها تؤدي الى تفكير اكثر من الحد المقرر، قد يلهيه عن متابعة الشارع ويعيش في قلق وبالذات الجانب المادي حيث لا يقل عن الجانب النفسي، فكلاهما مهمان لأي شخص، وقد يؤدي ذلك الى انفلات في تصرفاته فتصبح غير موزونة، على عكس الشخص السليم المترف، الذي يعيش سعيدا مستقرا في دنياه بدون مشاكل، لذا ننصح اي شخص في حالة وجود مشكلة لديه، أن لا يقود سيارته، لان ركابها أمانة في عنقه حتى لو كانت عائلته، وعند فقدان أعصابه، سيؤدي ذلك الى نتيجة لا يحمد عقباها.

اضف تعليق