تعج الشبكة العنكبوتية، ومواقع التواصل الاجتماعي بأخبار ملفقة يقف خلفها أفراد ومؤسسات وأجهزة أمنية، وتهدف تلك الجهات بذلك في بعض الأحيان إلى التشويش وإحداث بلبلة لأغراض مختلفة، وقد شهدت السنوات الأخيرة استخدامات متعددة للتكنولوجيا الحديثة، لاسيما في إطار تزايد عمليات التنصت والقرصنة.
ففي الآونة الأخيرة تصاعدت الانتقادات التي طالت مواقع مثل فيسبوك وتويتر وغوغل حول انتشار أخبار وصفت بالكاذبة أسهمت بوصول دونالد ترامب إلى سدة الحكم في أمريكا كما يقول المعترضون.
على سبيل المثال فإن أكثر المقالات المؤيدة لترامب في فيسبوك والتي أعيد نشرها، كانت مقالات وهمية نشرها شابان من مقدونيا بهدف الربح المادي. هذا الأمر جعل مارك زوكربيرغ رئيس مجلس إدارة فيسبوك يصدر تصريحين، في أقل من أسبوع، أكد فيهما أن الموقع يعمل على إيجاد حل لموضوع الأخبار الكاذبة والمضللة، مستدركاً أن "هناك حدود لما يمكن القيام به".
فكيف تنتشر الاخبار الكاذبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟.
ففي الوقت الذي تتسلط فيه الأضواء على وسائل الإعلام مع اقتراب انتخابات الرئاسة الفرنسية أطلق موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي وجوجل وعدد من المؤسسات الإخبارية مبادرة ضد الأخبار الكاذبة في فرنسا، كما اكتسبت قضية الأخبار الكاذبة أهمية جديدة بعد تحذير وكالات مخابرات ألمانية وأمريكية من أن روسيا سعت للتأثير في الانتخابات والتأثير في الرأي العام، وعبر مسؤولو الحكومة الألمانية عن قلقهم من أن تؤثر الأخبار الكاذبة على الانتخابات البرلمانية المتوقعة في سبتمبر أيلول وتخوض ميركل المنافسة فيها للفوز بولاية رابعة.
وتصاعدت المخاوف من الأخبار الكاذبة مع اقتراب الانتخابات بعدما أشار رئيس وكالة المخابرات الداخلية الألمانية هانز جيورج ماسن إلى زيادة في الدعاية الروسية وحملات الأخبار الكاذبة بهدف زعزعة استقرار المجتمع الألماني.
بدوره كشف عملاق مواقع التواصل الاجتماعي الأمريكي فيس بوك عن مجموعة من التدابير التي اتخذها لتعزيز تعاونه مع وسائل الإعلام من أجل الحد من انتشار الأخبار الخاطئة وجعلها "شريكا أفضل" ومساعدة المستخدمين على أن يصبحوا "قراء مطلعين"، على صعيد مختلف دفع ظهور الأخبار الكاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية المختلفة دفع علماء في جامعة كامبريدج إلى السعي لتطوير "مصل" للوقاية منها.
وطورت دراسة أعدت في جامعة كامبريدج أدوات سيكولوجية كفيلة باستهداف المحتويات الزائفة، ويرى الباحثون أن تعريض القراء لجرعة مخففة من الأخبار الكاذبة يمكن أن يساعد المؤسسات على إلغاء الادعاءات الكاذبة.
يذكر ان اختراع الأخبار بهدف التضليل أو التسلية ليس جديدا، لكن مع وسائل التواصل الاجتماعي أصبح تروج بشكل يجعل تمييزها عن الأخبار الحقيقية صعبا، فهناك مئات المواقع التي تنشر الأخبار الزائفة، بينمها مواقع تقلد الصحافة الحقيقية وأخرى تديرها حكومات بهدف الدعاية، وبعضها تهدف للدعابة لكن خيطا رفيعا يفصلها عن الأخبار الحقيقية الزائفة ويصدقها الكثيرون.
مبادرة جديدة ضد الأخبار الكاذبة
في الوقت الذي تتسلط فيه الأضواء على وسائل الإعلام مع اقتراب انتخابات الرئاسة الفرنسية أطلق موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي وجوجل وعدد من المؤسسات الإخبارية مبادرة يوم الاثنين ضد الأخبار الكاذبة في فرنسا. بحسب رويترز.
وقال فيسبوك إنه سيعمل مع عدد من المؤسسات الإخبارية الفرنسية البارزة بما في ذلك وكالة الصحافة الفرنسية وتلفزيون (بي.إف.إم) ومجلة لاكسبرس وصحيفة لو موند وغيرها لضمان عدم نشر أخبار كاذبة على صفحاتها، وقالت جوجل أيضا إنها جزء من هذه المبادرة التي أطلق عليها الشركاء اسم (كروس تشيك) أي "فحص وتدقيق".
وكانت شركة فيسبوك واجهت انتقادات بأنها لم تبذل جهودا كافية لمنع إعادة نشر معلومات كاذبة على صفحاتها خلال انتخابات الرئاسة الأمريكية العام الماضي. وردا على ذلك اتخذت الشركة إجراءات لمحاولة تدارك المشكلة.
وأطلق فيسبوك الشهر الماضي مبادرة ضد الأخبار الكاذبة في ألمانيا بعد أن أبدى مسؤولون حكوميون قلقا إزاء هذه الأخبار و"خطاب الكراهية" على الإنترنت والذي يمكن أن يؤثر على الانتخابات البرلمانية المقررة في سبتمبر أيلول وستسعى من خلالها المستشارة أنجيلا ميركل للفوز بفترة ولاية رابعة.
القضاء الألماني يجب أن يلاحق الأخبار الكاذبة على فيسبوك فورا
قال وزير العدل الألماني هيكو ماس في مقابلة نشرت إن القضاة الألمان وممثلي الادعاء بحاجة لملاحقة الأخبار الكاذبة التي تنشر على وسائل التواصل الاجتماعي مثل موقع فيسبوك فورا.
وينتمي ماس إلى الحزب الديمقراطي الاشتراكي الشريك في الائتلاف الحاكم بقيادة المستشارة أنجيلا ميركل وأوصى الموقع الإلكتروني الأمريكي مرارا باحترام قوانين مكافحة القذف في ألمانيا والتي تعتبر أكثر صرامة من نظيرتها في الولايات المتحدة. وقال لصحيفة بيلد ام زونتاج إن مبدأ حرية التعبير لا يعني التشهير.
وقال بعد أيام من دعوة مسؤولين كبار آخرين بالحكومة إلى قانون ضد "خطاب الكراهية" والأخبار الكاذبة على فيسبوك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي إن "حرية التعبير لا تكفل القذف والقيل والقال".
وأضاف "يجب على سلطات العدل مقاضاة ذلك حتى وإن كان على الإنترنت مشيرا إلى أن الجناة قد يواجهون حكما بالسجن لمدة تصل إلى خمس سنوات. وقال "يجب على أي شخص يحاول التلاعب في النقاش السياسي بالكذب إدراك (العواقب)."
وقال ماس للصحيفة "يجني فيسبوك أموالا طائلة من الأخبار الكاذبة. إن أي شركة تجني المليارات من الإنترنت يجب أن تتحلى أيضا بمسؤولية اجتماعية. يجب حذف التشويه الذي يخضع لملاحقة قضائية على الفور بمجرد الإبلاغ عنه. ويجب تسهيل الإبلاغ عن الأخبار الكاذبة."
فيس بوك يعزز تعاونه مع وسائل الإعلام لمحاربة المعلومات الخاطئة
أعلن عملاق مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك الأربعاء مجموعة تقنيات وأدوات جديدة تعزز تعاونها مع وسائل الإعلام كي تصبح "شريكا أفضل" وتساعد المستخدمين على أن يصبحوا "قراء مطلعين"، من أجل التصدي للمعلومات الخاطئة، فقد بات فيس بوك، رغما عنه، من أبرز وسائل نقل المعلومات الخاطئة، وهو كان قد أعلن في منتصف كانون الأول/ديسمبر عن سلسلة من التدابير للحد من انتشار هذا النوع من الأخبار.
وقد عاد فيدجي سيمو مدير المنتجات للحديث عن هذه التدابير في رسالة نشرت الأربعاء، فشبكة التواصل الاجتماعي تجرب على عدد محدود من المستخدمين وظيفة جديدة تسمح بالإشارة إلى أن المنشورات تتضمن معلومات خاطئة.
وقد كشف فيس بوك الأربعاء عن عدة مبادرات موجهة إلى وسائل الإعلام التي تعد موثوقة، وعلى الصعيد التقني، تعمل المجموعة خصوصا على تحسين تطبيق "إنستانت أرتيكل" الذي يتيح لوسائل الإعلام بنشر محتويات بنسق أكثر جاذبية.
ويعتزم فيس بوك أن يجرب في إطار هذا التطبيق اشتراكا مجانيا توفره بداية لمنشورات مجلة "بيلد" الألمانية، وستتيح الشبكة أيضا للمجموعات الإعلامية المتعاونة معها استخدام برمجيتها "كراود تانغل" بالمجان لتقييم مدى انتشار المقالات على مواقع التواصل الاجتماعي.
كذلك يعمل "فيس بوك" على تيسير استخدام خدمة "فيس بوك لايف" لنشر محتويات فيديو مباشرة، للصحافيين، و سيقدم حصصا مجانية على الإنترنت لمساعدة الصحافيين على نشر أعمالهم على فيس بوك وأنستغرام"، وتعتزم المنصة التي تضم 1,79 مليار مستخدم شهري، تكثيف اللقاءات مع مدراء التحرير في الأشهر المقبلة.
فيسبوك يكشف عن أدوات جديدة لكبح تداول الأخبار الزائفة
دافع مارك زوكربيرغ مؤسس فيسبوك عن الموقع، ضد اتهامه بنشر أخبار زائفة خلال الأشهر الماضية، أعلن موقع فيسبوك عن خصائص جديدة، للمساعدة في كبح تداول الأخبار الزائفة على أكبر موقع للتواصل الاجتماعي في العالم.
وستطرح خصائص للإبلاغ عن الأخبار الزائفة، جنبا إلى جنب مع تعديلات أخرى صممت لمكافحة انتشار المعلومات المضللة، وواجه موقع فيسبوك انتقادات واسعة الشهر الماضي، بعد شكاوى بعض المستخدمين من أن الأخبار الزائفة قد أثرت على حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وتتضمن الأدوات الجديدة القدرة على الإبلاغ عن الأخبار الزائفة، وكذلك تغيرات مستقبلية محتملة على الأنظمة الحسابية لفيسبوك.
وقالت شركة فيسبوك في إعلانها: "نحن نؤمن بإعطاء الناس فرصة للتعبير عن آرائهم، ولا يمكن أن نكون حكاما على الحقائق بأنفسنا، ولذلك نحن نتعامل مع تلك المشكلة بحرص".
وأضاف موقع التواصل الإجتماعي خيارا جديدا بعنوان "إنه خبر زائف" إلى خاصية الإبلاغ، والتي تستخدم حاليا لمكافحة المحتويات غير المرغوب فيها، أو أي محتويات أخرى "مزعجة".
كما يقدم الموقع أيضا وسما للأخبار "المتضاربة"، والتي يقول إنه سيحيلها إلى طرف ثالث من المنظمات المعنية بتدقيق الحقائق.
نشر الموقع صورا التقطت من الشاشة للخصائص الجديدة في خاصية الإبلاغ عن الأخبار الزائفة، ويجب أن يوقع مدققو الحقائق على مدونة مبادئ من أجل المشاركة في هذا البرنامج.
وحتى الآن وقعت 43 جهة على هذه المدونة، من بينهم منظمات إخبارية في عدة دول، وقال فيسبوك إن الأخبار التي سيكتشف أنها زائفة بعد تدقيق مدى حقيقتها سيتم وسمها برابط إلكتروني يشرح لماذا، وقد تظهر في أسفل قائمة الأخبار الاجتماعية للأشخاص، وستنبه الأخبار المتضاربة المستخدمين، قبل مشاركتهم أن الخبر قد يكون زائفا.
وأضافت شركة فيسبوك أنها تدرس وسائل أخرى مستقبلية محتملة، وستفحص إحدى هذه الأدوات ما إذا كان الأشخاص "أقل ميلا بدرجة كبيرة" إلى مشاركة منشور بعد قراءته. ويقول فيسبوك إنه سيحاول اكتشاف ما إذا كان الأشخاص، الذين قرأوا الخبر ثم لم يشاركوه مع أصدقائهم، قد ضُللوا بطريقة ما، كما قال فيسبوك إنه يبحث في إمكانية معاقبة المواقع الإلكترونية، التي تقلد الناشرين الرئيسيين، أو التي تضلل القراء بجعلهم يعتقدون أن تلك المواقع من المصادر الإخبارية الشهيرة.
بي إس ديتكتور أحدث برنامج لكشف الأخبار الكاذبة على الإنترنت
خبير التكنولوجيا دانيل سيراديسكي، طور برنامجا مساعدا باسم بس إس ديتكتور BS Detector، يكتشف المواقع المثيرة للشكوك ويميزها على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، في الوقت الذي تتزايد فيه الضغوط على المواقع الكبرى مثل غوغل وفيسبوك وتويتر، لبذل المزيد من الجهد للتصدي للأخبار الكاذبة والوهمية، قرر البعض التعامل مع هذه القضية بأنفسهم.
ونجح خبير التكنولوجيا دانيل سيراديسكي، في تطوير برمجيات مساعدة باسم بس إس ديتكتور BS Detector، لكشف المواقع المثيرة للشكوك وتميزها على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، وظهر هذه البرمجيات في العديد من تحديثات الأخبار، مما دفع البعض للاعتقاد بأنه خاصية أضيفت لموقع فيسبوك.
ويستخدم بي إس ديتكتور قائمة من مصادر الأخبار الوهمية كمرجعية يعتمد عليها في تحديد نوعية الأخبار، ويمكن إضافة هذا البرنامج المساعد إلى متصفح الإنترنت مثل كروم وموزيلا، وعند رصده لقصة قد تكون مزيفة أو وهمية فإنها يميزها على الفور بوضع لافتة حمراء مكتوب عليها "هذة الصفحة مشكوك بها".
وقال مطوره التطبيق إنه أنشأ البرنامج "في حوالي ساعة"، ردا على "إدعاءات مارك زوكربيرغ المشكوك فيها بأن فيسبوك غير قادر على الوصول إلى حل جذري لانتشار الأخبار الوهمية على منصته".
وتم إدخال أكثر من 25 ألف مصدر إلى البرنامج منذ إطلاقه، وقال سيراديسكي لبي بي سي "قضيت أنا ومشاركون من مصادر مفتوحة ساعات إضافية كثيرة لتحسين طريقة عمله".
وكان موقع تيك كرانش، المتخصص في التكنولوجيا، قد نشر بالخطأ تقريرا ذكر فيه إن البرمجيات الجديدة عبارة عن خاصية استحدثها فيسبوك، مما دفع مطوره للخروج والكشف عن حقيقة برنامجه.
وكتب في تغريدة على تويتر "يبدو أنني سأضيف موقع تيك كرانش إلى قائمة المصادر المشكوك فيها على برنامج بي إس ديتكتور"، ومنذ هذا الوقت قرر فيسبوك منع أي شخص من الإشارة إلى موقع بي اس ديتكتور أو حتى مشاركته على الموقع.
وأضاف مطور البرنامج لبي بي سي "فيسبوك يقدم تحذيرا أمنيا الآن ولا يسمح لك بعمل هذا".
وأعلن فيسبوك إنه كان "يبحث في هذا الأمر"، ويعد البرنامج المساعد حاليا تأكيدا على صحة مفهوم بدلا من تقديم حل لهذه القضية، واشتكى بعض المستخدمين من أنه تسبب في إنهيار متصفحهم.
علماء يسعون لتطوير "مصل للوقاية من الأخبار الكاذبة"
دفع ظهور الأخبار الكاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية المختلفة دفع علماء في جامعة كامبريدج إلى السعي لتطوير "مصل" للوقاية منها، وطورت دراسة أعدت في جامعة كامبريدج أدوات سيكولوجية كفيلة باستهداف المحتويات الزائفة، ويرى الباحثون أن تعريض القراء لجرعة مخففة من الأخبار الكاذبة يمكن أن يساعد المؤسسات على إلغاء الادعاءات الكاذبة.
وكانت الأخبار المتعلقة بالانتخابات الأمريكية والوضع في سوريا من الأوضاع التي أثارت قلقا.
وقال برفيسور ساندر فان دير ليندن من جامعة كامبريدج "الأخبار الزائفة لزجة، وتنتشر وتنتقل كالفيروس. والفكرة هي أن نزود القراء بالقدرة الإدراكية التي تساعد على بناء المقاومة للمعلومات الزائفة، وحين يتعرض القارئ للأخبار الزائفة بعد ذلك سيستطيع التعرف عليها".
وقد أجريت الدراسة التي نشرت في مجلة "غلوبال تشالينجز" كتجربة مموهة، وشارك فيها أكثر من ألفي مواطن أمريكي.
وحصل المشاركون على ادعاءين حول التغير المناخي، وقال الباحثون إن تأثير الحقائق الراسخة لدى المشاركين قد ألغي بفعل الادعاءات الزائفة التي أرسلت إليهم.
وحين مزجت الحقائق بالأخبار الزائفة كان تأثير الأخبار الزائفة أقل، نشرت كثير من المواقع أخبارا زائفة عن تأييد البابا للرئيس دونالد ترامب، وعن إمداد منافسته هيلاري كلينتون تنظيم الدولة الإسلامية بأسلحة، وتداول هذه الأخبار الزائفة الملايين على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، الذي قام بإمداد مستخدميه بأدوات لتمييز الأخبار الزائفة.
اضف تعليق