باتت مواقع التواصل الاجتماعي تشكل مرتعا خصبا لنشر العنف والكراهية عبر الانترنت من خلال ما ينشر فيها من تغريدات او منشورات او تعليقات تروج للارهاب وتثير نزعة عنصرية بين أبناء المجتمع الواحد بطابع مليء بالكراهية، وبالتالي أصبح تأثيرها الاجتماعي ذو عواقب وغيمة على المجتمعات كافة، بحيث أصبح بؤرة للتغرير بالشباب وغرز العنصرية والكراهية بواسطة براثن التطرف.
من ابرز المواقع الاجتماعية التي تحتضن العنف والارهاب تويتر وفسيبوك اللذان أصبحا الأداة التي تقود المجتمعات، وتكمن خطورة استخدام الإنترنت في أن العنصريين يستغلونها في تجنيد صغار السن والذين يعانون الوحدة، وذلك من خلال مواقع الدردشة التي تقبل عليها هاتان الفئتان، وتحول القواعد المعمول بها في الإنترنت دون تنفيذ رغبة البعض في إخضاع الشبكة للرقابة أو ملاحقة الناشرين فيها، كما تعارض جماعات الدفاع عن الحريات المدنية مثل تلك المحاولات حتى إغلاق المواقع التي تبث دعوات عنصرية ليس مجديا حيث ينتقل الناشرون بسهولة إلى موقع شركة بث أخرى أو ينشئوا هم مواقعهم الخاصة، وعلى الرغم من ان قواعد استخدام تويتر تحظر التهديدات العنيفة وتشجيع الارهاب، الا ان ايقاف كل لحسابات المحرض او المسيئة، وشن تويتر حملة شرسة لوقف المستخدمين من داعش وقالت الشركة في تدوينة في أغسطس آب إنها أغلقت 360 ألف حساب لترويجها أو تهديدها بأفعال عرفتها على أنها إرهابية منذ منتصف العام الماضي.
وعلى غرار تويتر، يعتمد فيسبوك ويوتيوب بشكل كبير على التقارير التي يرفعها المستخدمون حول المحتويات المسيئة، على ان تقوم الفرق التابعة لكل منهما بعد ذلك بتفحصها واتخاذ قرار حول ازالتها او اغلاق الحساب، واشار فيسبوك في السابق الى ان فرقه تستخدم ادوات تتيح لها تحديد حسابات مرتبطة بأخرى تشجع على الارهاب.
وشكلت سلسلة من أحداث العنف خلال الشهور الماضية تحديات عديدة لشركات وسائل التواصل الاجتماعي، وكان هذا الاتجاه مشابها لما حدث على تويتر بعد الهجمات التي هزت باريس العام الماضي وبروكسل العام الحالي. لكن موقع تويتر -الذي طالما طالب بحرية التعبير قبل أن يعدل لاحقا عن مواقفه- تحرك الأسبوع الماضي على نحو أسرع بكثير.
ولم تقدم تويتر أي معلومات عن تعليق حسابات لكنها قالت في بيان إنها تدين الإرهاب وتحظره على موقعها، وكثفت تويتر وفيسبوك وغيرهما من شركات الإنترنت جهودها خلال العامين الأخيرين لحذف أي دعاية تتسم بالعنف وتنتهك شروط الاستخدام.
لكن الشركتين ما زالتا تواجهان تحديات كبرى فيما يتعلق بكيفية التمييز بين تناقل الصور بغرض تمجيد هجمات أو الاحتفاء بها وتلك التي يتناقلها شهود وثقوا أحداثا، وأجرت شركات الإنترنت تحديثا دائما لشروط إتاحة الخدمة خلال العامين الأخيرين لإرساء قواعد أشد وضوحا -وفي حالات كثيرة أكثر صرامة- فيما يتعلق بالمحتوى المسموح به على مواقعها، ورضوخا لضغوط من جانب مشرعين أمريكيين وجماعات مناهضة للتطرف تحركت شركتا فيسبوك ويوتيوب في الآونة الأخيرة لتطبيق نظام آلي يحجب أو يحذف بسرعة تسجيلات تنظيم الدولة الإسلامية المصورة وأي محتوى مشابه.
لكن هذا لم يمنع المتشددين الإسلاميين من الاحتفاء بالهجمات على الإنترنت بل وتحديث أساليبهم. واستخدم بعض مناصري الدولة الإسلامية وسوما على تويتر انتشرت عالميا للاحتفاء بهجمات نيس مثل (براي فور نيس) أو (صلوا من أجل نيس) و(نيس أتاك) أو (هجوم نيس) و(نيس) بحيث يمكن لعدد أكبر من المتابعين الاطلاع على منشوراتهم وذلك وفقا للقطات مصورة من مركز ويسنتال.
الى ذلك تريد الدول الأوروبية الاستفادة من التجربة الإسرائيلية في مجال تطوير وسائل أفضل لرصد المتشددين "الذين يعملون بشكل منفرد" من خلال أنشطتهم على الإنترنت، حسب ما أعلنه جيل دي كيرشوف، منسق الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب.
من جهتها تعتزم شركة "ياهو" وضع حد للكم الهائل من تعليقات السب والكراهية والعنصرية التي صارت تغزو شبكة الإنترنت من خلال إعداد نظام ذكاء اصطناعي جديد بإمكانه رصدها، وفق ما أعلن المصممون، مشيرين إلى أن النظام قادر على كشف نحو 90 بالمئة من هذه التعليقات، لذا من الضروري مكافحة العنصرية عبر الإنترنت، إذ يقترح الخبراء في هذا الشأن بأن يلجأ مناهضو العنصرية إلى الأسلوب الهجومي في تصديهم للدعوات العنصرية، مشيرين إلى أن الإنترنت أصبح وسيلة اتصال لحظي بين مختلف الجماعات البشرية في جميع أنحاء العالم يمكن أن يصبح وسيلة لنشر التقارب والتسامح لا للعنصرية والكراهية.
تويتر يوقف 235 الف حساب تروج للارهاب
اعلن موقع تويتر الاميركي للتواصل الاجتماعي وقف 250 الف حساب خلال الاشهر الستة الماضية كجزء من حربه ضد نشر كل ما يشجع الارهاب، وتضاف عملية وقف الحسابات هذه الى الارقام التي كانت ادارة تويتر اعلنتها للمرة الاولى في شباط/فبراير. وبذلك يرتفع اجمالي الحسابات المغلقة ذات المحتوى الارهابي منذ منتصف العام 2015 الى نحو 360 الفا.
وكان الموقع اعلن في شباط/فبراير استعداده تكثيف جهوده لتطبيق القواعد، مؤكدا انه لن يبقى صامتا ازاء دعوات الحكومات الى وقف الدعاية الجهادية على شبكة الانترنت، واكدت ادارة تويتر في رسالة نشرتها على مدونتها الرسمية ان "عمليات الوقف اليومي (لحسابات) تشهد ارتفاعا بنسبة 80 بالمئة مقارنة بالعام الماضي"، موضحة انها تقوم بعمليات توقيف قياسية لحسابات، بشكل فوري بعد اعتداءات ارهابية.
لكن ادارة تويتر اقرت بان العمل "لم ينته"، وشددت على ان "جهودنا تواصل تحقيق نتائج مهمة"، وتابعت انها عدلت الفترة الزمنية اللازمة لتوقيف الحسابات التي تتلقى شكاوى حولها، وكذلك الفترة التي تبقى فيها تلك الحسابات قابلة للعمل ما يقلل بشكل كبير عدد المتابعين الذي يمكن لتلك الحسابات ان تراكمها. بحسب فرانس برس.
واشارت الى احراز تقدم في جهودها لمنع اصحاب تلك الحسابات من اعادة فتح حساب جديد، وعلى غرار ما اعلنه في شباط/فبراير، اوضح تويتر انه زاد عدد الفرق المكلفة التحقق من مضامين محددة، كما باتت ادوات الرصد افضل ما سمح له بشكل اوتوماتيكي بالكشف عن اكثر من ثلث الحسابات التي تم وقفها، ومع ذلك، شدد تويتر على ان "لا اداة سحرية" لتحديد المحتوى الارهابي على شبكة الانترنت، وهو ما كان اكده عدد من كبار اللاعبين في قطاع الانترنت في السابق.
القوميون البيض يتمتعون "بحصانة نسبية" عند استخدام تويتر
أظهرت دراسة نشرت أن القوميين أصحاب البشرة البيضاء والذين يعرفون أنفسهم كمتعاطفين مع النازيين ويعيش أغلبهم في الولايات المتحدة يتمتعون "بحصانة نسبية" عند استخدامهم تويتر وعادة ما يكون لهم متابعون أكثر بكثير من الإسلاميين المتشددين.
وفحصت الدراسة التي أجراها برنامج البحث في التطرف في جامعة جورج واشنطن واطلعت عليها رويترز 18 حسابا على تويتر لقوميين بيض بارزين بما يشمل حساب الحزب النازي الأمريكي وخلصت الدراسة إلى أن تلك الحسابات شهدت تزايدا حادا في إجمالي المتابعين ليفوق 25 ألفا ارتفاعا من نحو 3500 في 2012. بحسب رويترز.
وتتناقض نتائج تلك الدراسة مع التأثير المتراجع لتنظيم الدولة الإسلامية على تويتر وسط حملة للتضييق استهدفت التنظيم المتشدد وفقا لما ذكره بحث أجراه الباحث جيه.إم.بيرجر في وقت سابق وللنتائج التي خلص إليها خبراء مكافحة التطرف ومسؤولون حكوميون، وقالت الدراسة "فاق القوميون البيض والنازيون الدولة الإسلامية من حيث عدد الأصدقاء والمتابعين للحسابات بهامش كبير".
وقال بيرجر في تقريره "القوميون البيض والنازيون يستخدمون الموقع بحصانة نسبية." وأوضح بيرجر أن مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر تواجه صعوبات إضافية في تطبيق معاييرها على جماعات القوميين البيض لأنهم أقل ترابطا من شبكات الدولة الإسلامية والتعامل مع حساباتهم يواجه تعقيدات أخرى متعلقة بحرية التعبير، ورفض متحدث باسم تويتر التعليق مسبقا على الدراسة قبل نشرها، ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من نتائج الدراسة.
رسائل الحقد تدفع كثيرين الى مغادرة خدمة "تويتر"
يعمد عدد متزايد من النجوم والصحافيين بسبب كم الشتائم والتهديدات، الى اغلاق حساباتهم عبر خدمتي "تويتر" او "إنستغرام" المتهمة بالتحول بسبب تغاضيها عن كل ذلك، الى "مسهل للحقد"، وكان اخر هؤلاء جاستن بيبر النجم العالمي الذي لديه 78 مليون متابع عبر "إنستغرام". فقد غادر شبكة التواصل الاجتماعي هذه بسبب الشتائم التي كيلت الى صديقته الجديدة، والاخطر من ذلك ان هؤلاء الاشخاص الذين يسمون "ترول" ويوجهون الشتائم فيما هويتهم مخفية، يكثرون علنا من دون اي خطوط حمر الاهانات العنصرية والتصريحات المميزة جنسيا والمعادية للمثليين وصولا الى تهديدات بالاغتصاب او القتل حتى. وتقفز هذا الظاهرة التي يمكن ان تطال اي شخص، الى الواجهة عندما يقرر نجم ان يغلق حسابه مرفقا ذلك بضجة كبيرة.
وسبق لليسلي جونز النجمة السوداء الوحيدة المشاركة في الجزء الاخير من فيلم "غوستباسترز" ان اغلقت حسابها عبر "تويتر" بعدما صدمت بتصريحات عنصرية ومعادية للنساء. وقالت باسف "تويتر انا ادرك حرية التعبير لكن يجب اعتماد قواعد معينة عندما ينتشر الامر بهذه الطريقة" مشيرة الى انها عاشت "جحيما". بحسب فرانس برس.
وقد كان لندائها صدى هذه المرة اذ ان رئيس مجلس ادارة "تويتر" اتصل بها وقد تم تعليق حسابات بعض المتطفلين هؤلاء. الا ان هذه الاجراءات ليس منتشرة كثيرا، في مطلع آب/اغسطس، غادرت الممثلة دايزي ريدلي بطلة اخر اجزاء "ستار وورز" خدمة "إنستغرام" بعدما استهدفها رواد انترنت من اليمين المتطرف اثر بثها رسالة ضد عنف الاسلحة النارية، اما الاسبوع الماضي فقد غادرت المغنية السوداء في فرقة "فيفث هارموني" نورماني كورديي التي تلقت رسائل عنصرية خدمة "تويتر" كذلك.
ألمانيا تريد أن تأخذ فيسبوك زمام المبادرة في الحرب ضد الكراهية على الإنترنت
زار وزير الداخلية الألماني توماس دي مايتسيره مقر شركة فيسبوك في برلين وقال إنه ينبغي للشركة أن تكون أكثر نشاطا في إزالة المحتوى الممنوع من منتدى شبكتها الاجتماعية، وأضاف دي مايتسيره "يجب أن تزيل المحتوى العنصري أو الدعوات للعنف من صفحاتها بمبادرة منها حتى إذا لم تتلق شكوى، "ولفيسبوك موقع اقتصادي بالغ الأهمية ولديها مسؤولية اجتماعية مهمة للغاية شأنها شأن الشركات الكبيرة الأخرى"، وسبق أن انتقدت الحكومة الألمانية فيسبوك. ويشكو الزعماء السياسيون والهيئات التنظيمية من أن أكبر شبكة للتواصل الاجتماعي في العالم - والتي يصل عدد مستخدميها 1.6 مليار شهريا - بطيئة في الرد على خطاب الكراهية والرسائل المعادية للمهاجرين. بحسب رويترز.
وكان وزير العدل هايكو ماس أبلغ رويترز العام الماضي أن فيسبوك يتعين أن تلتزم بالقوانين الألمانية الأكثر صرامة التي تحظر المشاعر العنصرية حتى إذا كانت حرية التعبير تكفلها في الولايات المتحدة.
وقال دي مايتسيره إنه يدرك جهود فيسبوك لتطوير برمجيات يمكنها أن تحدد على نحو أفضل المحتوى المحظور وأشاد بجهودها لمحاربة المواد الإباحية عن الأطفال. وأضاف أنه حالفها الصواب من أن تحذر مستخدميها في شروطها وأحكامها من نشر المحتوى غير القانوني، وقال "لكن على الشركة ضمان الالتزام بهذه الشروط. الشركة ذات السمعة الحسنة في مجال الابتكار سيتعين عليها اكتساب سمعة حسنة في هذا المجال (عدم نشر المحتوى غير القانوني)"،
وأبلغت إيفا ماريا كيرشسيابر رئيسة السياسة العامة لفيسبوك في ألمانيا الصحفيين خلال زيارة دي مايتسيره أن المناقشات بين الزعماء السياسيين والشركات في وسائل التواصل الاجتماعي ستتواصل، وقالت "نرى أنفسنا جزءا من المجتمع الألماني وجزءا من الاقتصاد الألماني. ونعرف أن لدينا مسؤولية كبيرة ونريد أن نفي بهذه المسؤولية. نأخذ هذه القضية مأخذ الجد في واقع الأمر"، وقال مارك والاس وهو سفير أمريكي سابق في الأمم المتحدة ويرأس الآن مشروع مكافحة التطرف في نيويورك وهو جماعة غير هادفة للربح تحتفظ بقاعدة بيانات للمعلومات بشأن الجماعات المتطرفة إن فيسبوك رائدة في قطاع التواصل الاجتماعي في مكافحة التطرف لكن يلزمها المزيد من العمل.
ويتم المشروع اختبارا لأدوات برمجية جديدة ستحدد صورا وتسجيلات مصورة جديدة نشرها تنظيم الدولة الإسلامية وجماعات متطرفة أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي وستزيلها على الفور من نشرها مثلما فعلت مع الصور الإباحية للأطفال.
وكان مارك زوكربرج الرئيس التنفيذي لفيسبوك زار برلين في وقت سابق هذا العام للرد على الانتقادات. وقالت إنه تعلم من تجربة فيسبوك في ألمانيا أن المهاجرين مجموعة من الأشخاص الذين هم بحاجة أيضا للحماية من خطاب الكراهية على الإنترنت.
تحرك سريع لتويتر وفيسبوك لحذف أي محتوى يحتفي بهجوم نيس
ذكرت جماعات تراقب المحتوى المنشور على الإنترنت إن موقع تويتر تحرك سريعا لحذف محتويات نشرها متطرفون إسلاميون وتمجد من الهجوم الدامي الذي شهدته مدينة نيس الفرنسية في خطوة نادرة لموقع يصارع عادة من أجل حرية النشر.
وقالت جماعة (مشروع التصدي للتطرف) وهي جماعة خاصة ترصد المحتوى المتطرف على الإنترنت وتبلغ عنه إن 50 حسابا على الأقل على تويتر تشيد بالهجمات استخدمت وسم (نيس) بالعربية. وأضافت أن حسابات كثيرة ظهرت بعد الهجوم مباشرة وتناقلت صورا تشيد بهذا العمل الدامي. بحسب رويترز.
وقالت جماعة (مشروع التصدي للتطرف) في بيان "تحرك موقع تويتر بسرعة لم نشهدها من قبل لحذف التغريدات المؤيدة للهجوم خلال دقائق... كانت هذه المرة الأولى التي يتحرك فيها تويتر بكفاءة هكذا"، وقال أيضا الحاخام أبراهام كوبر رئيس مشروع (الإرهاب الرقمي والكراهية) التابع لمركز سايمون ويسنتال إن شركة تويتر تحركت بسرعة غير معتادة.
الأوروبيون يريدون الاستفادة من تجربة إسرائيل لرصد المتطرفين على الإنترنت
قال جيل دي كيرشوف، منسق الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب، الثلاثاء في تصريح لوكالة رويترز إن الدول الأوروبية تحاول تطوير وسائل أفضل لرصد المتشددين "الذين يعملون بشكل منفرد" مسبقا، من خلال أنشطتهم على الإنترنت، وتتطلع إلى أساليب اتبعتها إسرائيل، وأدت عملية الدهس بشاحنة في فرنسا الأسبوع الماضي وهجوم بفأس على متن قطار بألمانيا أمس الإثنين إلى زيادة المخاوف الأوروبية من هجمات يشنها مهاجمون تطرفوا من تلقاء أنفسهم وليس لهم اتصالات تذكر أو ليس لهم اتصالات على الإطلاق بجماعات متشددة كان يمكن أن تقوم وكالات المخابرات بالتقاطها.
وأضاف كيرشوف على هامش مؤتمر للمخابرات في تل أبيب "كيف يمكن أن تلتقط بعض المؤشرات لشخص ليس له صلة بأي منظمة بل يكون استلهم الأفكار فقط وبدأ في التعبير عن ولاء من نوع ما؟ لا أعلم. إنه تحد"، وأضاف أنه طلب من شركات الإنترنت مراقبة محتوى برامجها بحثا عن المواد التي قد يكون المتشددون قد طلبوا إزالتها.
وقال إن هذه الشركات أجابت بأن هذه المعلومات أضخم من أن تتم غربلتها ووضعها في سياق معين، على عكس المواد الإباحية التي تستغل الأطفال والتي توجد آليات تلقائية لاكتشافها، وأضاف "لذلك ربما تكون هناك حاجة لتدخل بشري. ومن ثم لا يمكنكم أن تتركوا الأجهزة فقط تفعل ذلك"، وأردف قائلا أنه يأمل "أن نجد قريبا وسائل للعمل بشكل آلي على نحو أكبر" في غربلة شبكات التواصل الإجتماعي، وعن زيارته لإسرائيل قال "وهذا هو سبب وجودي هنا، نعرف أن إسرائيل طورت قدرات كثيرة في الإنترنت".
مخاوف من تسلل الرقابة مع منع باكستان المتطرفين من موجات الأثير
عندما قاد الإسلامي الباكستاني المتشدد حافظ سعيد المطلوب في الولايات المتحدة والهند موكبا من أتباعه لمسافة كيلومتر ونصف في مسيرة احتجاجية مناهضة للهند إلى العاصمة إسلام آباد هذا الأسبوع لم تذع قنوات التلفزيون المحلية شيئا عن هذا الموضوع.
وغابت كذلك عن موجات الأثير في وقت سابق هذا العام لقطات لنحو 100 ألف متشدد شاركوا في جنازة ممتاز قادري - وهو قاتل نفذ فيه حكم الإعدام - أشادوا فيها به ووصفوه بأنه بطل لقتله حاكما دافع عن إصلاح قوانين التجديف الصارمة في باكستان.
وتمثل هاتان الواقعتان أوضح مثالين على تغير السلوك التحريري بدافع من بند لا يجري التطرق إليه كثيرا في خطة العمل الوطني وهي استراتيجية لمكافحة الإرهاب تمنع فعليا وسائل الإعلام المسموع والمرئي من تغطية أنشطة الإسلاميين المتشددين.
لكن في بلد تشهد فيه وسائل الإعلام الإذاعي والتلفزيوني حديثة العهد نموا سريعا يخشى منتقدون باكستانيون من أن تتوسع تلك القواعد التي تستهدف محاربة التشدد لتشمل قيودا أوسع على انتقاد الحكومة أو الجيش القوي وهو ما من شأنه أن يقوض ديمقراطية هشة، وقال الصحفي التلفزيوني الباكستاني رازا رومي وهو حاليا باحث مقيم في كلية إيثاكا بالولايات المتحدة "إبراز المتشددين أمر غير مرغوب فيه لكن التعتيم لا يخدم المصلحة العامة، "من المهم بالنسبة للمسؤولية العامة أن تبث المعلومات المحررة بدقة عن المتشددين كي يتسنى للجمهور تقييم كفاءة العمليات الحكومية ضد الإرهاب".
وأعلنت باكستان عن خطة العمل الوطني التي تضم 20 نقطة بعدما هاجم مسلحو طالبان مدرسة يديرها الجيش في مدينة بيشاور في شمال غرب باكستان في ديسمبر كانون الأول عام 2014 فقتلوا 134 طفلا و19 بالغا.
وتشمل التوجهات الرئيسية للخطة مداهمات موسعة لمكافحة الإرهاب ومحاكم عسكرية سرية واستئناف تنفيذ أحكام الإعدام شنقا، لكنها تحتوي كذلك على بنود تمنع "تمجيد الإرهاب والتنظيمات الإرهابية من خلال وسائل الإعلام المطبوعة والالكترونية" وتدعو إلى اتخاذ "إجراءات ضد إساءة استخدام الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي للترويج للإرهاب."
"ياهو" تطور نظاما جديدا للحد من التعليقات المسيئة والعنصرية على الإنترنت
طورت شركة "ياهو" نظام ذكاء اصطناعي جديد للكشف عن التعليقات المسيئة والتي تحمل عبارات كراهية وعنصرية، ما يعتبر تطورا كبيرا في مجال الإنترنت.
ووفقا لتقرير الفريق، هذا الذكاء الاصطناعي الجديد يتجاوز عدة أنظمة أخرى مماثلة إلى حد كبير. وأوضح المصممون "إن الكشف عن تعليقات مؤذية ضروري جدا، لكن التقدم كان بطيئا في هذا المجال، وهذا النوع من المضايقات يمكن أن يكون له تأثير عميق على تجربة المستخدم داخل المجتمع الافتراضي".
ولتطوير قاعدة البيانات، استخدم النظام مزيجا من البرمجة الآلية وتقنيات الكشف لتحديد الكلمات الجارحة والمسيئة، ومسح التعليقات على موقع أخبار ياهو وياهو المالية، وترتكز الأنظمة القديمة الكاشفة للشتائم على كلمات مفتاحية، إلا أن ذلك يسمح للمهاجمين بتجنب استخدامها وابتكار مصطلحات جديدة، عدا أن هذه الأنظمة المستخدمة حاليا لا تحلل بفعالية السخرية وسياق التعليق.
ويذهب نظام " ياهو" إلى أبعد من ذلك، فهو يلتقط التعليقات الطويلة والكلمات المستخدمة والتنقيط والروابط والكلمات المكتوبة بالبنط الكبير. كما يمكن لهذا النظام الذكي تبين الأشخاص الجديرين بالثقة، من خلال تعابير الأدب والاحترام المستخدمة. كما أنه بإمكانه تحديد من لديهم ميول عنيفة ويغلفون كلامهم البذيء بجمل جميلة، وبالتالي، فإن هذا النظام الجديد يحمل قائمة سوداء من الكلمات المسيئة والشتائم ما يسمح له بتطوير فعالية الأنظمة القديمة لـ"ياهو" بنسبة كبيرة.
اضف تعليق