باتت ثورة المعلوماتية مرتعا خصبا لاحتدم السباق بين الشركات التكنولوجية العملاقة في مجال الذكاء الصناعي فتبارت لتطرح في الأسواق سكرتيرة رقمية تحمل كل منها ظلالا شخصية خاصة فالسكرتيرة الرقمية التي تقدمها شركة أبل اسمها سيري بينما تفخر مايكروسوفت بسكرتيرتها الرقمية كورتانا.
أما شركة فيسبوك فقد اختارت أن تقدم تصميما في هذا المجال من صناعات الذكاء الصناعي أطلقت عليه اسم إم ليكون بلا جنس وبلا شخصية أو صوت. واقتربت في ذلك من جوجل التي تقدم أيضا تصميما لا يحمل صفات شخصية.
وبالنسبة للمستخدم تعتبر السكرتيرة الرقمية بوابة لأدوات ذكاء صناعي هامة يقول مبتكروها إنها من المتوقع أن تؤثر على قرارات حيوية خاصة مثل التسوق وأنشطة قضاء الوقت، وكلما نجحت الشركات التكنولوجية الكبرى في دفع زبائنها الى الاعتماد أكثر على السكرتيرة الرقمية كلما جمعت بيانات قيمة عن عاداتهم في الانفاق ومجالات اهتمامهم وما يفضلونه. ويمكن لهذه المعلومات أن تكون لبنة لاعلانات رقمية مربحة وسببا لجعل المستخدم يدور في فلك هذه الشركات.
اما الوجه الابرز للصراع بين الشركات العلاقة هو الهاتف الذكي الذي قلب طرق العيش والعمل في المجتمع، لكن اليوم بعد أن أصابت التخمة أغلبية الأسواق الكبيرة لمبيعاته، يبدو أن قطاع التكنولوجيا يبحث جاهدا عن أداة ثورية تقوم مقامه.
وكما كانت الحال عندما تركت الحواسيب المكتبية المجال للهواتف الذكية، "يبدو أن القطاع يدخل في مرحلة جديدة توقف فيها نمو الأجهزة التقليدية ولا بد إذن من اعتماد مناهج تفكير مختلفة"، لكن لا يزال من الصعب اليوم استشراف ملامح "الجهاز الثوري الجديد" في مجال التكنولوجيا، حتى أنه من الصعب معرفة إذا كان جهاز من هذا القبيل سيبصر النور أصلا، والأمر مقلق في قطاع يعول منذ عدة سنوات على نمو مبيعات هواتفه الذكية والأكسسوارات المرتبطة بها، ما يدفع المجموعات الكبيرة، مثل "آبل" و"سامسونغ" إلى إعادة النظر في نماذج عملها.
فيما يرى مفهوم الجهاز الواحد الى زوال ففي ظل ازدهار الأكسسوارات التي توصف بالذكية بأشكال مختلفة لا تتماشى دوما فيما بينها، "يحافظ الهاتف الذكي على مكانته الخاصة في حياتنا، لكن لا بد من إدماجه في أجهزتنا المتبقية"، على حد قول رامون لاماس المحلل لدى "آي دي سي".
ويتوقع البعض أن تهيمن التكنولوجيا وتقنيات الذكاء الاجتماعي على كل نواحي الحياة، لدرجة أن الجهاز المستخدم بحد ذاته يفقد أهميته، في حين يرى آخرون إن الفجوة الرقمية تتسع بين دول العالم رغم تراجع أسعار خدمات تكنولوجيا المعلومات، وكانت اوروبا هي المنطقة الوحيدة في العالم التي تضيق الفجوة الرقمية بين دولها حيث أصبحت أكثر تجانسا من حيث تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تليها منطقة كومنولث الدول المستقلة في حين جاءت منطقة الدول العربية في المركز قبل الأخير الذي احتلته افريقيا.
ووجه آخر للصراع فبعد تحديث خدمة الرسائل الالكترونية، أعلنت مجموعة "ياهو!" الأميركية عن تحديث خدمة "فليكر" المنافسة ل"إينستاغرام" والتي تسمح للمستخدم بتخزين الصور وتشاطرها، وتضم خدمة "فليكر" أكثر من 70 مليون مستخدم قاموا حتى اليوم بتحميل أكثر من 8 ملايين صورة. أما "إينستاغرام" الذي اشترته شبكة "فيسبوك" مؤخرا فيضم، بحسب القيمين عليه، أكثر من مئة مليون مستخدم.
يذكر أن خدمة "إينستاغرام" لم تعد متطابقة مع كل شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك بعد أن ألغت خدمة تشاطر الصور المنشورة على موقعها مع موقع "تويتر" رغبة منها في جذب عدد أكبر من المستخدمين نحو موقعها الالكتروني الخاص. وقد ردت خدمة "تويتر" الاثنين بإطلاق تطبيق للصور خاص به.
على صعيد مختلف نيوزيلندا بلد متقدم صغير المساحة لغته الرسمية هي الإنكليزية يلقى استحسان شركات التكنولوجيات المتطورة ويشكل مختبرا للتقنيات الجديدة ... والأهم هو أن سمعته لا تتأثر، في حال باءت التجارب بالفشل، وقد اختار موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" نيوزيلندا ليختبر سلسلة من منتجاته الجديدة، من قبيل البرنامج الذي يسمح للمستخدمين بتسليط الضوء على منشوراتهم في شريط الأخبار في مقابل دفع رسوم، من جهة أخرى أعلنت "مايكروسوفت" انها ستوقف نهائيا نظام تبادل الرسائل الالكترونية الفورية "ميسنجر" في الخامس عشر من آذار/مارس، ليحل محله نظام الاتصالات الهاتفية الإلكترونية "سكايب" الذي اشترته في العام 2011، الى ذلك وجدت الشركات المعلوماتية الروسية ملاذا لها في لاتفيا لتخزين معطياتها بواسطة تقنية "الحوسبة السحابية" التي تزدهر في هذا البلد الصغير حيث تشكل الفئة السكانية الناطقة بالروسية ثلث إجمالي السكان.
اي مستقبل للمعلوماتية بعد ثورة الهاتف الذكي؟
بحسب مجموعة "آي دي سي"، تراجعت المبيعات العالمية للهواتف الذكية بنسبة 0,2 % في الربع الأول من العام. وقد بلغ هذا التراجع 6 %، بحسب بيانات شركة أخرى هي "جونيبر ريسيرتش"، وبدأت سوق الهواتف الذكية تصاب بالتخمة، "فالمستهلكون راضون عن الأجهزة التي هي بين أيديهم حاليا" وهم غير مستعدين بالتالي لابدالها، على ما يكشف جون كوران المسؤول عن قسم الاتصالات والاعلام والتكنولوجيا في مجموعة "أكسنتور".
وقد أظهرت دراسة صادرة عن هذه المجموعة في كانون الثاني/يناير بالاستناد الى تقارير من 28 بلدا تلاشي الرغبة في شراء هواتف ذكية جديدة وأجهزة إلكترونية مكلفة، أما في ما يخص الأكسسوارات الموصولة التي لا تنفك سوقها عن التوسع، فلم يعرب سوى عدد قليل من المستهلكين عن اهتمامه بها، وذلك بسبب تحفظات بشأن سعرها وسلامة استخدمها واستصعابه، ويقول جون كوران "لدينا مروحة واسعة من الأجهزة والساعات الموصولة والآلات المخصصة للاستخدام المنزلي والطائرات من دون طيار ... لكنها لا تشهد اقبالا كثيفا لأن المستهلكين لم يكتشفوا بعد القيمة الإضافية التي قد تقدمها لهم".
ويذكر كوران بأن الهاتف الذكي لقي رواجا كبيرا لأنه قدم حلولا فعلية لمشاكل التواصل خلال التنقلات، وهو يلفت إلى أن "المستهلك يبحث عن وسائل تحل مشاكله الفعلية الملموسة. وهو يريد ابتكارات تسهل حياته يستمتع ويعجب بها".
ويتوقع بوب أودونيل من جهته بروز جهات قادرة على دمج الأجهزة والبرمجيات وتقنيات الواقع المعزز والذكاء الاصطناعي، وبناء على هذه الفرضية، قد يتعزز دور جهات، مثل "فيسبوك" أو "أمازون" أو قد تعود مجموعات أخرى إلى الواجهة فاتها قطار الأجهزة المحمولة، من قبيل "إنتل" و"مايكروسوفت".
وكتب سوندار بيشاي مدير "غوغل" في رسالة نشرت مؤخرا على مدونته "عندما نتطلع إلى المستقبل، ندرك أن مفهوم الجهاز بحد ذاته سيصبح غائبا في المرحلة المقبلة"، مشيرا إلى أن "الكمبيوتر، بغض النظر عن شكله، سيتحول إلى معاون ذكي يعاونكم في مهامكم اليومية".
اتساع الفجوة الرقمية
قال الاتحاد الدولي للاتصالات في تقرير سنوي أصدره إن الفجوة الرقمية تتسع بين دول العالم رغم تراجع أسعار خدمات تكنولوجيا المعلومات وإن كوريا الجنوبية تتصدر دول العالم في تنمية هذا القطاع في حين جاءت قطر الأولى عربيا.
وقال ابراهيم الحداد المدير الاقليمي للمكتب العربي للاتحاد الدولي للاتصالات لدى اعلان التقرير في مؤتمر صحفي بالقاهرة يوم الخميس ان كل المؤشرات الرئيسية لاستعمال تكنولوجيا المعلومات على مستوى العالم ارتفعت باستثناء عدد خطوط الهاتف الثابت الذي يشهد تراجعا منذ عام 2005 ، واوضح تقرير "قياس مجتمع المعلومات" الصادر عن الاتحاد التابع للامم المتحدة انه بحلول نهاية عام 2011 ارتفع عدد المشتركين في الهاتف المحمول بأكثر من 600 مليون ليصل الى حوالي ستة مليارات مشترك على مستوى العالم اي بنسبة 86 مشتركا لكل 100 نسمة.
وقال الحداد ان أسعار خدمات تكنولوجيا المعلومات تراجعت بنسبة 30 في المئة من 2008 الى 2011 وكان أكبر الانخفاض في الدول المتقدمة، واعتمد التقرير على قياس مؤشرين أساسيين يتعلق الاول بتنمية تكنولوجيا المعلومات والاخر بسلة أسعار الخدمات في هذا القطاع، وحسب المؤشر الاول لم تتغير مراكز البلدان الخمسة الاولى على مستوى العالم عن عام 2010 اذ جاءت كوريا الجنوبية في الصدارة تليها الدنمرك ثم ايسلندا وفنلندا وهولندا. وكانت كوريا الجنوبية واليابان صاحبة المركز السابع الدولتين الوحيدتين من خارج اوروبا في قائمة العشرة الاوائل، وجاءت قطر صاحبة المركز الثلاثين عالميا في المركز الاول عربيا تليها البحرين ثم الامارات والسعودية وعمان ولبنان والاردن ومصر وتونس والمغرب.
وكان اكبر تحسن في مراكز الدول العربية من نصيب السعودية التي تقدمت ست درجات الى المركز 47 عالميا في حين تقدمت البحرين خمس درجات الى المركز الاربعين، وقال التقرير ان البلدان في المراتب الثلاثين الأولى عالميا هي بلدان عالية الدخل مما يؤكد الصلة القوية بين الدخل والترتيب في دليل تنمية تكنولوجيا المعلومات، واضاف "هناك فوارق كبيرة بين البلدان المتقدمة والبلدان النامية حيث تبلغ قيم دليل تنمية تكنولوجيا المعلومات وسطيا في البلدان المتقدمة ضعف ما تبلغه في البلدان النامية".
وفيما يتعلق بالاسعار قال التقرير انها انخفضت في كل مناطق العالم في الفترة من 2008 الى 2011 لكن ما زالت هناك فوارق كبيرة من حيث معقولية التكلفة، وما زالت الأسعار مرتفعة في افريقيا حيث بلغت قيمة مؤشر سلة الاسعار 31.4 لعام 2011 مقابل 8.8 في منطقة اسيا والمحيط الهادي و8.0 في الدول العربية و5.5 في الامريكتين في حين تدنت القيمة في كومنولث الدول المستقلة واوروبا الى 2.9 و1.5 على التوالي.
وأشار التقرير الى ان الدول النامية تمثل اسواق نمو رئيسية لايرادات الاتصالات لأنها تأثرت بدرجة اقل بالركود الاقتصادي العالمي في 2008 وتعافت منه بسرعة، واضاف ان الاستثمارات تراجعت منذ عام 2007 في مجال الاتصالات في البلدان المتقدمة وتزايدت في الدول النامية التي تتمتع بمعدلات اعلى في عوائد الاستثمار في الاتصالات، وقال "سجلت غانا ومصر والهند أعلى معدلات عوائد الاستثمار صاحبتها زيادة في تغلغل الخدمة المتنقلة الخلوية بنسبة 20 الى 30 في المئة ما بين عامي 2009 و2011".
"ياهو!" تعلن عن تحديث خدمة "فليكر" الخاصة بالصور
بعد تحديث خدمة الرسائل الالكترونية، أعلنت مجموعة "ياهو!"، الأميركية عن تحديث خدمة "فليكر" المنافسة ل"إينستاغرام" والتي تسمح للمستخدم بتخزين الصور وتشاطرها، ومن شأن عملية التحديث أن تسمح للمستخدم بالنفاذ إلى الصور بشكل أسرع وأسهل، خصوصا بفضل جدول تصفح جديد، وصممت "ياهو!" أيضا نسخة جديدة من تطبيق "فليكر" الخاص بهواتف "آي فون" تسمح للمستخدم بتعديل الصور وتشاطرها بواسطة هواتف "آي فون" من "آبل"، وأوضح نائب رئيس "فليكر"، بريت وين، قائلا "عند تصميم التطبيق، حرصنا على أن تكون الأولوية للتشاطر، إن من خلال الرسائل الالكترونية، مع مجموعة "فليكر"، أو من خلال شبكة التواصل الاجتماعي المفضلة لدى المستخدم. لقد عملنا بجهد مع شركائنا كي نضمن إمكانية نشر الصور على +تويتر+ و+فيسبوك+ و+تمبلر+".
نيوزيلندا تشكل مختبرا لمجموعات التكنولوجيات الجديدة
تقع الجزيرتان اللتان تؤلفان نيوزيلندا في قلب المحيط الهادئ، في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية. وسكان البلاد مولعون بالتقنيات الجديدة. وقال مالكوم فرايز المدير العام لمجموعة "فيوتشر سيتيز إنستيتوت" التي تتخذ في مدينة أوكلاند مقرا لها "نعتمد التقنيات الجديدة بسرعة، لا سيما إذ كانت تخفف من وطأة البعد"، وأضاف "نحن سوق صغيرة، أي أن تجربة التقنيات لا تكلف غاليا. ونحن بعيدون بما فيه الكفاية عن الأسواق الكبيرة، لكي لا تؤثر عليها هذه التجارب، في حال باءت بالفشل".
وقد أطلقت الصفحة الرئيسية الجديدة للمستخدم المعروفة بشريط الأحداث بداية في نيوزيلندا في العام 2011. وأوضح الموقع في تلك الفترة " ينبغي أن نكتسب معارفنا خارج الولايات المتحدة، نظرا إلى أننا مجموعة عالمية"، وأضاف أن "نيوزيلندا تشكل نقطة انطلاق جيدة، إذ أن اللغة المعتمدة هي الإنكليزية، ويمكننا بالتالي التواصل وإجراء التكييفات بسهولة"، واختار أيضا موقع التواصل المهني "لينكدان" بلاد الكيوي لاختبار وظيفة "اندورسمنت" التي تسمح للمستخدم بالإشارة إلى مهارات مستخدم آخر أو خبراته.
وكشف مالكوم فرايز أن البلاد بدأت تختبر التقنيات الجديدة منذ منتصف الثمانينيات، فهي كانت أول من اعتمد في العالم نظام الدفع الإلكتروني. كما أن مشغل الاتصالات "فودافون" أطلق في بداية الألفية الثانية أول خدمة عامة للإرسال الراديوي المحزم (جي بي آر إس) في هذا البلد الواقع في قلب المحيط الهادئ.
ومن شأن هذه العمليات التجريبية أن تساعد البلاد على تطوير قطاع التكنولوجيات المتقدمة، علما أنها تحتل مكانة ريادية في مجالي ألعاب الفيديو والمؤثرات الرقمية الخاصة، بحسب ما شرح مالكوم فرايز. وهي تساهم أيضا في توفير فرص عمل، ولفتت كاندس كينسر من مجموعة التكنولوجيا "إن زد آي تي سي" إلى أن "نسبة المهاجرين الذين يعيشون في أوكلاند تتخطى الخمسين في المئة، كما أن سكان البلاد يتقنون التكنولوجيات الجديدة بسرعة ويعرفون كيف يستخدمونها".
وكانت مجموعة "غوغل" قد أعلنت في نهاية الاسبوع الماضي عن إطلاق عملية تجريبية لبالونات كبيرة قابلة للنفخ ترسل إلى طبقة علوية من الغلاف الجوي معروفة بستراتوسفير وتزود بالانترنت المناطق التي يصعب النفاذ إليها. وسمح حوالى ثلاثين بالونا أطلقت في إطار هذه التجربة المنفذة في منطقة كانتبري (شرق نيوزيلندا) بتوفير شبكة انترنت، وتعتزم المجموعة الاميركية توسيع نطاق هذه التجربة ليشمل بلدانا أخرى، مثل جنوب إفريقيا وأستراليا وأوروغواي وتشيلي.
"مايكروسوفت" ستستبدل نظام "ميسنجر" ب "سكايب"
وجهت "مايكروسوفت" رسالة إلكترونية إلى مستخدمي "ميسنجر" تدعوهم فيها إلى الانتقال إلى نظام "سكايب" قبل ذلك التاريخ مع استخدام المعلومات عينها المتوافرة في حسابهم، وكتبت "مايكروسوفت" في هذه الرسالة "سيتسنى لكم تبادل رسائل فورية والدردشة عبر الفيديو، تماما كما كانت الحال في السابق. ويمكنكم أيضا اعتماد وسائل جديدة لتفعيل +سكايب+ على هاتفكم وجهازكم اللوحي".
وكان العملاق الأميركي قد أعرب في تشرين الثاني/نوفمبر عن نيته توقيف خدمة "ميسنجر" لإدماجها في "سكايب" في العام 2013. وكشفت الشركة أن هذه الخدمة ستتوقف في البلدان جمعيها، ما عدا الصين، وكان هذا الانتقال قد بدأ تدريجا في نهاية العام 2012، مع إطلاق النسخة الجديدة من "سكايب" التي تسمح للمستخدمين بالنفاذ إلى حسابهم التابع ل "مايكروسوفت".
لاتفيا ملاذ الشركات المعلوماتية الروسية
شرح خبير في المعلوماتية من لاتفيا فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس أن الروس "يسعون إلى حماية معطياتهم من أي تدخل من الحكومة او من الخارج ... وأفضل طريقة للقيام بذلك هي تخزين هذه المعطيات الأولية او نسخة منها على الأقل خارج روسيا"، وتخشى الشركات في ورسيا عمليات التفتيش التي تقوم بها الشرطة وتقرر بموجبها مصادرة معداتها المعلوماتية.
وتسمح تقنية الحوسبة السحابية للمستخدم بحفظ معطياته وتطبيقاته المعلوماتية في خواديم بعيدة (مثل السحاب) واللجوء إليها عبر الانترنت بدلا من تخزينها في محركات صلبة تكون معه، ويمكن للشركات بالتالي أن تخفض تكاليف الاستثمار في المعدات واللوازميات، لكن ينبغي عليها بداية تقبل فكرة تغيير موقع معطياتها، وقد بذلت الشركات اللاتفية المتخصصة في الحوسبة السحابية جهودا كبيرة لاستقطاب الزبائن الروس وإقناعهم بأن معطياتهم ستكون بأمان في هذا البلد التابع للاتحاد الأوروبي.
وأظهرت دراسة أجرتها مجموعة "فاست ماركت ريسيترتش" منذ فترة وجيزة أنه من المتوقع أن ينمو قطاع التكنولوجيات في روسيا بمعدل 11% في العام 2013 ليبلغ 18,7 مليار يورو، ولا تزال الحوسبة السحابية تشكل جزءا ضئيلا من هذا القطاع (حوالى 91,4 مليون يورو)، لكنها تنمو بمعدل يتراوح بين 40 و60% في السنة، وفق مجموعة الأبحاث "آي دي سي"، فقد ارتفع رقم أعمال شركة الخدمات المعلوماتية "دي إي إيه سي" التي تتخذ في لاتفيا مقرا لها بمعدل 46% العام الماضي، مع أكثر من 500 مشروع في روسيا وأوكرانيا وبيلاروسيا، وتؤكد هذه الشركة على موقعها الإلكتروني أنه "في وسع الزبائن الروس تنويع المخاطر الإدارية والمعلوماتية وتخفيض النفقات المعلوماتية بنسبة 40%" بفضل اللجوء إلى مراكز الخواديم التابعة لها.
سجال بين الشركات الكبرى على السكرتيرة الرقمية
قال اليكس ليبرون المدير التنفيذي بفيسبوك الذي يشرف على الفريق المشغل لإم لرويترز في مقابلة "نريد لإم ان يكون قادرا على القيام بأي شيء.. صفحة بيضاء لنرى كيف سيستخدمها الناس"، ويقول مات مكلوين المدير الاداري لمجموعة مادرونا فينتشر ان الرهانات عالية بالنسبة للشركات التكنولوجية لان السكرتيرة الرقمية يمكن ان توجه المستخدم الى منتجات شركتها وشركائها وتبعده في الوقت نفسه عن الشركات المنافسة.
فعلى سبيل المثال تستخدم السكرتيرة الرقمية لجوجل جهاز البحث الخاص بالشركة اذا طلب منها المستخدم معلومات ولا تستخدم ياهو او بينج مشغل البحث لمايكروسوفت، وقال مكلوين "سكرتيرتي الموثوق بها يمكن ان تكون وكيلا لي في كل التعاملات والأنشطة"، وجاء في بحث لاستاذ ستانفورد الراحل كليفورد ناس خبير العلاقة بين الكمبيوتر والبشر أن المستخدم قد يميل أكثر الى ما يشبه الانسان وان كان سيصاب بالاحباط اذا أخفق النظام في ذلك وهو ما يزيد المخاطرة التي تقدم عليها الشركات التي تحاول تقديم أنظمة بها محتوى انساني. فما قد يعجب مستخدم ما قد يضايق مستخدما آخر وهو المأزق الذي تفادته فيسبوك وجوجل، لكن فريق سيري رأى أن الشخصنة لا غنى عنها كما يقول جاري مورجنثالر وهو مستثمر في سيري الشركة الناشئة التي ابتكرت السكرتيرة الرقمية التي حملت اسمها واشترتها أبل فيما بعد، ويقول "اذا حاكيت البشر فقد قطعت نصف الطريق بالفعل في اسلوب تواصل انساني"، لم تتغير شخصية سيري كثيرا بعد ان اشترت أبل الشركة الناشئة عام 2010 وان بدأت -كما يقول آدم شاير المشارك في تأسيس سيري- السكرتيرة الرقمية لا تجيب على طلبات المستخدم برسالة نصية بل بصوتها بناء على رغبة الراحل ستيف جوبز المشارك في تأسيس أبل، ويقول شاير "كان على حق في طلبه. لأن الناس ترتبط بالصوت".
ويقول جوناثان فوستر المدير التحريري لكورتانا في مايكروسوفت ان الشركة حرصت على اجراء مقابلات مع اناس حقيقيين امتهنوا مهنة السكرتيرة الشخصية وهي تطور سكرتيرتها الرقمية، الصوت الذي تتحدث به مهني لكن لها ميول في أحيان. فهي تحب كل ما له علاقة بالخيال العلمي والرياضيات وعرضها التلفزيوني المفضل هو (ستار تريك)، ويقول هنري ليبرمان العالم الزائر في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا الذي درس التواصل بين الانسان والكمبيوتر ان الاهتمام بالتفاصيل أمر بالغ الأهمية لان الناس يدققون كثيرا حين يتعلق الأمر بالذكاء الصناعي.
لذلك تتنافس الشركات على أفضل الطرق لتحقيق تواصل حقيقي بين المستخدم وسكرتيرته الرقمية. وتشن كل من سيري وكورتانا حملة اغواء خاصة بها وتسارع كل منهما الى اطلاق النكات أو سرد القصص اذا طلب منها ذلك لتضمن ان يعود اليها المستخدم مرة اخرى، اذا سألت كورتانا عن مشروبها المفضل ستطلب على الفور كأسا من المارتيني اما غريمتها سيري من أبل فستقول في خفة اذا سألتها عما تريد ان تشرب "أحب أن أنهل من المعرفة".
اضف تعليق