لصوص الكترونيين وجرائم منظمة ابرز الاسباب التي انتجت فساد من نوع آخر يصدع الاقتصاد العالمي، وذلك عبر عمليات الخداع الالكتروني وتبيض الامول، التي ادت الى حدوث ازمات اقتصادية عديدة في المصارف والبورصات المالية العالمية، فقد تعرضت مصارف ومؤسسات إعلامية وشركات ألعاب لعمليات ابتزاز من جانب عصابات إلكترونية تهدد بتعطيل مواقعها على شبكة الانترنت ما لم يحولوا أموالا لها، ويتم ذلك بطرق غير مشروعة او غير قانونية بحسب خبراء امن المعلومات.
ففي الآونة الاخيرة تصاعدت علميات القرصنة الالكترونية وجرائم الاحتيال وغسيل الاموال، وهذا ينذر بخطر كبير على الاقتصاد العالمي كالبنوك والمؤسسات المالية العالمية، ومن ابرز المصارف العالمية التي شهدت هذا النوع من الجرائم بنك بنجلادش، حيث اخترق متسللون مجهولون أنظمة الكمبيوتر في بنك بنجلادش في أوائل شهر فبراير شباط في محاولة لسرقة 951 مليون دولار من حساب البنك المركزي لدى بنك نيويورك الاحتياطي الاتحادي الذي يستخدمه البنك المركزي لتسوية معاملات دولية، في واحدة من أكبر السرقات الإلكترونية في التاريخ.
على الصعيد نفسه حذرت سويفت وهي الشبكة المالية العالمية التي تستخدمها البنوك لتحويل مليارات الدولار يوميا عملاءها من أنها على علم "بعدد من حوادث الاحتيال الالكترونية في الآونة الأخيرة" حيث أرسل مهاجمون رسائل مزورة عبر نظامها.
فيما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إن الشرطة الصينية ألقت القبض على 21 شخصا للاشتباه في تورطهم في احتيال على الانترنت عبر برنامج إيزوباو الالكتروني المالي، من جهتها قالت الشرطة الأوروبية (يوروبول) إنها ألقت القبض على 49 شخصا يشتبه في انتمائهم لمنظمة للجريمة الالكترونية في اسبانيا وبولندا وايطاليا يشتبه في سرقتها الملايين من حسابات بنك أوروبي، على صعيد ذي صلة أقر روسي بارتكاب عدد قياسي من الجرائم الإلكترونية فيما قالت السلطات الأمريكية إنه أكبر مخطط للتسلل لأجهزة الكمبيوتر وصل للمحاكم في الولايات المتحدة ويشمل أكثر من 160 مليون بطاقة ائتمان وتسبب في خسائر تزيد على 300 مليون دولار.
وعليه بات الاحتيال الالكتروني يشكل جريمة دولية، وهو ما يؤكده المصرفيون والخبراء في مجال مكافحة هذه الجريمة، التي لها تأثير خطير جدا على مسارات الاقتصاد العالمي وعلى المؤسسات المالية نفسها، لذلك يجب اعتمد آليات رصد ذكية لتصدي وتقليص غسل المال ومحاربة ظاهرة غسيل الاموال من خلال محاربة تجارة المخدرات ولكن هذه الفكرة بدأت بالتغيير شياً فشيئا في ظل الانفتاح العالمي و ارتباط الاسواق الدولية بعضها ببعض فأصبحت أعمال التجارة بالاسلحة وتجارة القمار وتجارة الرقيق والدعارة تتم من خلال شبكة الانترنت وعبر الكمبيوتر و الياته الالكترونية فاصبحت الجريمة تتم و تنظم الكترونياً و بتحقيق ارباحاً طائلة الى جانب تجارة المخدرات , غير أن إقتصار هذه الظاهرة على العصابات ورجالات المافيا أمر فيه تهرب من الواقع خصوصاً إذا ما علمنا تورط دول و حكومات في مثل هذه العمليات.
سويفت وحوادث الاحتيال الالكتروني
حذرت سويفت وهي الشبكة المالية العالمية التي تستخدمها البنوك لتحويل مليارات الدولار يوميا عملاءها من أنها على علم "بعدد من حوادث الاحتيال الالكترونية في الآونة الأخيرة" حيث أرسل مهاجمون رسائل مزورة عبر نظامها.
وجاء هذا الكشف بينما تحقق سلطات إنفاذ القانون في بنجلادش ودول أخرى في سرقة 81 مليون دولار من حساب للبنك المركزي البنغالي لدى بنك الاحتياطي الاتحادي في نيويورك. وأقرت سويفت بأن الخطة اشتملت على تغيير برنامج سويفت في أجهزة الكمبيوتر بالبنك المركزي البنغالي لإخفاء أدلة على تحويلات احتيالية.
والبيان الذي أصدرته سويفت هو أول اعتراف بأن الهجوم على البنك المركزي البنغالي لم يكن حادثا معزولا وإنما واحدا من بضعة مخططات إجرامية استهدفت الاستفادة من منصة التراسل العالمية التي تستخدمها نحو 11 ألف مؤسسة مالية، وحذرت الشبكة عملاءها في إخطار اطلعت عليه رويترز من "أنها على علم بعدد من حوادث الانترنت التي وقعت في الآونة الأخيرة ونجح فيها مطلعون خبيثون أو مهاجمون خارجيون في تقديم رسائل سويفت من مكاتب خلفية بمؤسسات مالية وأجهزة كمبيوتر شخصية أو محطات تشغيل متصلة بالواجهة المحلية لشبكة سويفت"، ولم يذكر التحذير -الذي أصدرته سويفت في إشعار سري أرسل من خلال شبكتها- أسماء أي ضحايا ولم يكشف عن قيمة أي خسائر من الهجمات التي لم يكشف عنها من قبل. وأكدت سويفت لرويترز صحة الإشعار، وسويفت -أو جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك- هي رابطة تعاونية مملوكة لثلاثة آلاف مؤسسة مالية.
الصين
ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إن الشرطة الصينية ألقت القبض على 21 شخصا للاشتباه في تورطهم في احتيال على الانترنت عبر برنامج إيزوباو الالكتروني المالي، وقالت شينخوا إن الاعتقالات مرتبطة باحتيال قيمته 50 مليار يوان (7.6 مليار دولار) تخص نحو 900 ألف مستثمر، ووصف تقرير الوكالة إيزوباو بانه مشروع احتيالي مشيرة إلى أن أكثر من 95 في المئة من مشروعات البرنامج زائفة، ومن أبرز الذين ألقي القبض عليهم دينج نينج رئيس مجلس إدارة مجموعة يوتشينج التي أطلقت برنامج إيزوباو في يوليو تموز 2014، ولم يتسن الوصول لمسؤولين في إيزوباو للتعليق، وأغلق موقع إيزوباو الالكتروني وبدا مكتب مجموعة يوتشينج في بكين مغلقا عندما زاره صحفيون من رويترز قبل تقرير شينخوا.
بنجلادش
قال مسؤول بارز بالبنك المركزي في بنجلادش إن المحافظ الجديد للبنك أرسل خطابات رسمية لبنك نيويورك الاحتياطي الاتحادي وإلى البنك المركزي وقادة مكافحة غسل الأموال في الفلبين يطلب منهم المساعدة في استعادة أموال مسروقة تبلغ قيمتها 81 مليون دولار، وتواترت هذه الأنباء في حين قال وزير المالية أبو المال عبد المحيط إن الحكومة تنتظر سماع توصيات لجنة تحقيقات لتقرير ما إذا كان يتعين على البنك المركزي رفع دعوى قضائية ضد الاحتياطي الاتحادي بعد وقوع واحدة من أكبر جرائم الإنترنت في التاريخ.
وكان متسللون مجهولون قد اخترقوا أنظمة الكمبيوتر لبنك بنجلادش المركزي في أوائل فبراير شباط وحاولوا سرقة 951 مليون دولار من حساباته لدى بنك نيويورك الاحتياطي الاتحادي وهو مبلغ يستخدم في التسويات الدولية، وتم وقف بعض التحويلات لكن تم تحويل 81 مليون دولار لحسابات في الفلبين مملوكة لشركات تدير نوادي للقمار. بحسب رويترز.
وقال مسؤول البنك المركزي لرويترز إن فضل كبير الذي تولى منصب محافظ البنك المركزي قبل أسبوع طلب من رئيس بنك نيويورك الاحتياطي الاتحادي وبنك الفلبين المركزي وهيئة مكافحة غسل الأموال مساعدة بنجلادش في استعادة المال المسروق.
أوروبا
قالت الشرطة الأوروبية (يوروبول) إنها ألقت القبض على 49 شخصا يشتبه في انتمائهم لمنظمة للجريمة الالكترونية في اسبانيا وبولندا وايطاليا يشتبه في سرقتها الملايين من حسابات بنك أوروبي، وقالت الوكالة الشرطية الأوروبية -التي تتخذ من لاهاي مقرا- في بيان إن الشرطة داهمت 58 موقعا في إطار التحقيق باستخدام "حيل" لنقل أموال من حسابات بنكية عبر أوروبا، وجاء في البيان "التحقيقات المتوازية كشفت احتيالا دوليا باجمالي ستة ملايين يورو تم جمعها خلال وقت قصير جدا"، ونقل المشتبه بهم -وأغلبهم من نيجيريا والكاميرون- الأرباح غير المشروعة خارج الاتحاد الأوروبي عبر شبكة معقدة من غسل الأموال.
الامارات ونيجيريا
اعلنت وزارة الداخلية الامارتية ان الشرطة ضبطت عصابة مؤلفة من ثلاثة قراصنة انترنت نيجيريين استهدفوا حسابات مصرفية في الولايات المتحدة، وقال الوزارة في بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية انه تم اعتقال الثلاثة بعد معلومات وردت اليها من السلطات الامنية في ولاية كاليفورنيا بشأن رصدهم "نشاطا الكترونيا اجراميا لقراصنة يتخذون من الامارات مقرا لهم"، واستهدفت العصابة افرادا ومؤسسات في الولايات المتحدة عبر قرصنة حساباتهم وبريدهم الإلكتروني وسرقة وثائق ومعلومات خاصة باصحابها. بحسب فرانس برس.
عندما داهمت الشرطة مخبأهم في امارة عجمان، وجدت في حوزتهم اجهزة الكترونية واوراقا لحوالات مالية وبرامج الاختراق وحسابات مصرفية وقوائم بحسابات الكترونية وصلت لاكثر من خمسة ملايين كانت تستهدفها العصابة، بحسب البيان، واضاف البيان ان الرأس المدبر للعصابة يبلغ من العمر 24 عاما، فيما الآخران يبلغان 26 عاما، وجميعهم دخلوا البلاد بتأشيرة سياحية، ويعاقب القانون الاماراتي على جرائم تقنية المعلومات بالسجن المؤقت والغرامة التي لا تقل عن 250 الف درهم (حوالى 69 الف دولار) ولا تتجاوز مليونا و500 الف درهم (حوالى 408 الاف دولار) كل من دخل من دون تصريح الى موقع الكتروني او نظام معلومات الكتروني، وتكون العقوبة السجن مدة لا تقل عن خمس سنوات وغرامة لا تقل عن 500 الف درهم (حوالى 136 الف دولار) ولا تتجاوز مليوني درهم (حوالى 544 الف دولار) اذا تعرضت هذه البيانات او المعلومات للالغاء او الحذف او الاتلاف او النشر.
روسيا وأمريكا
أقر روسي بارتكاب عدد قياسي من الجرائم الإلكترونية فيما قالت السلطات الأمريكية إنه أكبر مخطط للتسلل لأجهزة الكمبيوتر وصل للمحاكم في الولايات المتحدة ويشمل أكثر من 160 مليون بطاقة ائتمان وتسبب في خسائر تزيد على 300 مليون دولار.
وقال مدعون اتحاديون إن فلاديمير درينكمان (34 عاما) أقر بأنه تآمر للتسلل بشكل غير مشروع وتآمر لارتكاب عمليات احتيال عبر الإنترنت أمام كبير قضاة المحكمة الجزئية جيروم سيماندل في كامدن بولاية نيوجيرزي. بحسب رويترز.
واتهم درينكمان بالعمل مع أربعة متهمين آخرين منذ 2003 لتثبيت برامج مصممة لفحص البيانات وسرقتها من شبكات كمبيوتر لشركات مالية ومتاجر تجزئة، وقال المدعون إن المتهمين استغلوا عددا من أجهزة الكمبيوتر لبيع البيانات التي قاموا بتجميعها.
بريطانيا
أعلنت شركة فودافون العملاقة للاتصالات أن 1827 عميلا من عملائها في بريطانيا معرضون للاحتيال بعد حصول لصوص على بياناتهم الشخصية، واستخدم اللصوص بيانات عملاء حصلوا عليها من "مصدر غير معروف" لدخول حسابات شخصية بين يومي الأربعاء والخميس، بحسب فودافون، وأوضحت الشركة أن اللصوص حصلوا بشكل مبدئي على أسماء العملاء، الذين تعرضت حساباتهم الشخصية للانتهاك، وكذلك أرقام هواتفهم المحمولة وبعض بياناتهم البنكية، وبحسب فودافون، لا يمكن استخدام هذه البيانات في الوصول إلى الحسابات البنكية لأصحابها، لكن يمكن استخدامها في محاولة الاحتيال على العملاء.
وبالرغم من هذا، أصرت فودافون على أن نظامها لم يتعرض للاختراق، وأن البروتوكلات الأمنية الخاصة بها "فعالة بصفة رئيسية"، وأغلقت فودافون الحسابات التي تم دخولها وأخطرت البنوك المعنية بالأمر، حسبما صرح متحدث باسم الشركة، ويأتي هذا بعد تعرض شركة "توك توك" في بريطانيا لهجوم الكتروني قد يكون أسفر عن كشف بيانات شخصية وبنكية لعملاء.
عصابة إلكترونية تبتز مؤسسات مالية وإعلامية
الى ذلك تقول شركة أكاماي الإليكترونية إنها رصدت خلال الأشهر العشرة الأخيرة قرابة 141 هجوما على عملائها نفذته العصابة التي تُعرف بـ"DD4BC"، وتهدد العصابة بإغراق خوادم الشركة ببيانات ما لم تدفع 50 عملة بيتكوين، التي تقدر بقرابة 12255 دولار، وعملة بيتكوين هي عبارة عن عملة افتراضية، وتفضلها العصابة لصعوبة تعقبها.
وأوضحت أكاماي - في تقرير صادر عنها - أن هذه العصابة تنشط منذ سبتمبر/أيلول 2014، لكنها كثفت مؤخرا هجماتها لتركز على الشركات التي تعتمد على شبكات الانترنت، وقال ستيوارت شولي، مدير قسم الأمن في أكاماي: "ركزت الهجمات الأخيرة بالأساس على قطاع الخدمات المالية، وشملت تكتيكات واستراتيجيات جديدة تهدف إلى مضايقة وابتزاز الضحايا".
وتقول أكاماي إن "DD4BC" لديها شبكة ضخمة من أجهزة الكومبيوتر تستخدمها في هجماتها وتمكنها من إغراق المواقع الإليكترونية ببيانات تعطلها.
وتترواح الأموال التي طلبتها العصابة بين 25 و50 عملة بيتكوين، وتتجاوز القيمة الحالية لـ25 عملة بيتكوين ستة آلاف من الدولارات، ولا تستبعد أكاماي أن يكون الكثير من الشركات قد دفع أموالا لتجنب تعطيل مواقعها الإلكترونية، وتقول أكاماي إنه من الممكن صد هجمات العصابة من خلال فحص البيانات، ورصد تلك الواردة من نظم إلكترونية تابعة لها.
اضف تعليق