تظهر معادلة التنافس بين عمالقة التكنولوجيا وخاصة شركة آبل العالمية، معايير متغيرة على صعيد الابتكارات الجديدة وجذب المزيد من المستهلكين، تمثلت بما اطلقته مجموعة "آبل" الاميركية العملاقة في مجال المعلوماتية من نموذجين جديدين لهواتف محمولة من طرازي "آي فون 6 أس" و"آي فون 6 أس بلاس"، مع سعيها الى تطوير مجموعة متكاملة "للهواتف المحمولة الاكثر شعبية في العالم".
ومن المتوقع بشكل كبير ان تبقي أبل على حجم هواتفها مع تحديثها من خلال كاميرا أفضل وتقنية (فورس تاتش) أو (قوة اللمس) للتصفح التي تعتمد على التفاعل بأشكال مختلفة مع قوة ضغط المستخدم على الشاشة، ومن بين الخاصيات الاكثر تميزا في هذه الهواتف الجديدة، ادرجت "آبل" نظاما للصور الحية المتحركة (لايف فوتوز) يدمج الاصوات وسيتم استخدامه كنظام اساسي للصور الملتقطة عبر هذه الاجهزة، كما أنها بوحدات معالجة اقوى من تلك الموجودة في الاجيال السابقة لهواتف "آي فون" وتتميز بدقة اعلى للصور ونوع جديد من الالمنيوم على غطائها الخارجي الموجود بأربعة الوان هي الفضي والذهبي والرمادي والزهري، كذلك فإن الكاميرا الخاصة بهذين الطرازين الجديدن قادرة على التقاط صور ثابتة بدقة 12 ميغابيكسل وتسجيلات مصورة بدقة عرض 4ك (4 كيبي)، وهي دقة اعلى بكثير من تلك المستخدمة عادة اي 1080بي (دقة 4ك اوضح بأربع مرات).
أما من بين أهم النقاط التي من المتوقع ان يركز عليها الحدث الجديد (تلفزيون أبل) وهو جهاز شهد تحديثات بارزة قليلة منذ اطلاقه في 2007. ورغم ان أبل لم تبرم بعد اتفاقات لخدمتها التلفزيونية المنتظرة منذ وقت طويل إلا ان المحللين يقولون ان الشركة تتهيأ لتطوير الجهاز الذي في حجم قرص الهوكي.
ومن بين التحديثات المتوقعة ادخال متجر للتطبيقات وتقديم مظهر خارجي جديد للمستخدم يتيح للمستخدمين اصدار طلبات عبر خدمة المساعدة الرقمية (سيري) والبحث عن برامج محددة وأفلام بمختلف التطبيقات. ويمكن ان تناقش الشركة أيضا دور الجهاز باعتباره محورا للألعاب.
كما من المتوقع ان تعطي أبل اهتماما بمنتج الكمبيوتر اللوحي آيباد من خلال إطلاق جهاز أكبر حجما. ويقول محللون إن في ظل تراجع المبيعات حاولت أبل اعطاء دفعة لأجهزة آيباد في السوق وتطويره بشاشة أكبر وهو ما قد يلقى استحسان اصحاب بعض المهن الذين يسعون لاستبدال أجهزة الكمبيوتر المحمول (لاب توب) بأجهزة كمبيوتر لوحية.
على الصعيد نفسه أوضحت "آبل" أن هذه الهواتف الجديدة ستطرح للبيع اعتبارا من 25 ايلول/سبتمبر الجاري في حوالى عشرة بلدان بينها الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والصين، مع امكان تقديم الطلبيات المسبقة لشرائها بدءا من يوم السبت في 12 ايلول/سبتمبر، ويبلغ سعر المبيع في الولايات المتحدة 199 دولارا لهواتف "آي فون 6 أس" بسعة 16 غيغابايت و299 دولارا لهواتف "آي فون 6 بلاس" مع اشتراك هاتفي.
فقد باعت "آبل" اكثر من 13 مليون جهاز من هواتفها الجديدة "آي فون 6" و "آي فون 6 بلاس" في غضون ثلاثة ايام محطمة رقما قياسيا سجلته العام الماضي لدى طرح الاجهزة السابقة في السوق على ما اعلنت المجموعة الاميركية.
على صعيد مختلف أشارت منظمة "غريتفاير دوت اورغ" المناهضة للرقابة والمتخصصة في متابعة القيود المفروضة على قطاع الانترنت في الصين الى ان الهجوم الالكتروني مرده الى نسخة فاسدة من برمجية "اكس كود" التابعة لـ"آبل" والتي تسمح للمطورين بإنجاز برمجيات، واعتبرت المنظمة "أننا امام اوسع وأكبر انتشار لبرمجية خبيثة في تاريخ متجر +آب ستور+ التابع لـ+آبل+"، وهذا الوضع يمثل انتكاسة لـ"آبل" المعروفة بسياستها الصارمة والآمنة على صعيد نشر التطبيقات التي تمثل الصين ثاني اكبر اسواقها في العالم.
وانتظر عشاق آبل في أنحاء العالم أمام المتاجر قبل طرح المنتوج في الأسواق. وقالت آبل إن طلبات الشراء المسبقة تنبئ بأن مبيعات العام 2015 ستفوق أداء العام الماضي.
مبيعات قياسية ستفوق العام الماضي
في سياق متصل قالت شركة أبل إن مبيعات هاتفي آيفون الجديدين في طريقها للتفوق على 10 ملايين وحدة تم حجزها في عطلة الأسبوع التالي مباشرة للإعلان عن النسخ السابقة من سلسلة الهواتف مما رفع أسهم الشركة نحو اثنين بالمئة، ولم تعلن أبل رقما محددا لطلبات الشراء المسبق التي تلقتها. وتوقع محللون أن تبلغ نحو 4.5 مليون وحدة في الاربع وعشرين ساعة الأولى مقارنة مع أربعة ملايين خلال اليوم الأول في العام الماضي.
من جهته قال تيم كوك رئيس المجموعة في بيان "المبيعات الاولى لاجهزة +آي فون 6+ و +آي فون 6 بلاس+ كانت رائعة محطمة الرقم القياسي السابق"، وكانت آبل باعت العام الماضي اكثر من عشرة ملايين نسخة من اجهزة "آي فون 6" و"6 بلاس" في الايام الثلاثة التي تلت طرحها في المتاجر وهو رقم قياسي. بحسب فرانس برس.
وطرحت المجموعة الاميركية مطلع ايلول/سبتمبر نماذجها الجديدة الاقوى من الجيل السابق والمجهزة بتكنولوجيا جديدة على صعيد الشاشة والصورة، وقد جذبت هذه الوظائف الجديدة المستهلكين على ما اوضح كوك.
وحسنت الشاشة التي تعمل باللمس لتضم نظاما يتفاعل بطريقة مختلفة وفقا لقوة الضغط التي يمارسها المستخدم (3 دي تاتش)، وتضم هذه الاجهزة كاميرا جديدة من 12 ميغابيكسل يمكنها تصوير اشرطة فيديو عالية الوضوحية (4كاي) والتقاط صور تتحرك عند الضغط عليها، وستتوافر هذه الاجهزة في اكثر من 40 بلدا اعتبارا من التاسع من تشرين الاول/اكتوبر وفي اكثر من 130 بلدا بحلول نهاية العام الحالي.
وقد أعلن تيم كوك مدير شركة "آبل" عن ثلاث منتجات جديدة دفعة واحدة، وكان ذلك خلال مؤتمر في سان فرانسيسكو حظي بتغطية إعلامية واسعة كما في كل مرة تكشف فيها الشركة عن آخر ابتكاراتها.
الجهاز الأول هو "آيباد برو" (مهني) وهي لوحة ذات شاشة قطرها 12.9 إنش (32.77 سم) تسوق مع قلم ذكي. بهذا الابتكار الجديد، تأمل المجموعة الأمريكية تعزيز منافستها للشركات الأخرى. "آبل" تواجه تراجعا في مبيعات "الآيباد" الحالي، وهي تحاول إيجاد مصادر إنعاش جديدة لدفع عجلة النمو. ويقدر المحللون أن شاشة أكبر يمكن أن تساعد الشركة على إقناع بعض المهنيين بالتخلي عن أجهزة الكومبيوتر المحمولة لفائدة اللوحات.
وأعلن تيم كوك بعدها إطلاق "الآيفون6-أس" Iphone 6S و"الآيفون6-أس بلاس" Iphone 6S Plus وهما نسختان جديدتان للهاتف المحمول، مجهزتان بتكنولوجيا ثلاثية الأبعاد والتي تتيح تجاوبات مختلفة حسب درجة الضغظ عند لمس الشاشة.
ويتميز الجهازان أيضا بآلة تصوير جديدة ذات 12 ميغابيكسل تتيح تسجيل فيديوهات ذات جودة عالية الوضوح 4K. وجهاز "الآيفون" هو أهم وج علامة "آبل" ووفر لوحده قرابة ثلثي أرباح الشركة في الثلاثي الثاني من 2015.
وأخيرا، كشفت "آبل" نسخة جديدة من صندوق "تلفزيون آبل" متعدد الوسائط Apple TV. ويسمح الصندوق الجديد بدخول متجر تطبيقات "آبل" الافتراضي App Store ، إضافة إلى سطح بيني يمكن المستعملين البحث عن البرامج بواسطة مساعك سيري الصوتي Siri. وسيمكنهم كذلك "تلفزيون آبل" من فرز المحتويات على "آيتيونز" و"ناتفليكس" و"هولو" وموزعين آخرين، وفق العملاق الأمريكي.
أكبر جهاز آيباد وتلفزيون جديد
فقد كشف الرئيس التنفيذي لشركة آبل العملاقة تيم كوك عن نسخة جديدة من تلفزيون آبل (آبل تي.في) مزود بمتجر للتطبيقات وخاصية التحكم الصوتي عن بعد وجهاز لوحي (آيباد) أكبر حجما، ووصف كوك النسخة الجديدة من تلفزيون آبل بأنه مستقبل التلفزيون مستعرضا مدى سهولة استخدامه. ويبدأ سعر الجهاز من 149 دولارا.
وجاء الإعلان عن التلفزيون الجديد بعدما استعرض كوك جهاز آيباد أكبر حجما مزود بلوحة مفاتيح جديدة وقلم إلكتروني يستهدف العملاء من رجال الأعمال. وسيبدأ سعر الجهاز اللوحي الجديد من 799 دولارا. بحسب رويترز.
كما استعرض الرئيس التنفيذي نسختين جديدتين من هواتف آيفون مزودتين بواجهة تعمل بتقنية اللمس ثلاثية الأبعاد إلى جانب بعض التحديثات الأخرى، ورغم ذلك بددت أسهم شركة آبل مكاسبها المبكرة لتغلق منخفضة 2.2 بالمئة عند 110.15 دولار، بدأ كوك بالحديث عن ساعة آبل (آبل ووتش) قائلا إن نسبة رضا العملاء عن المنتج الجديد تبلغ 97 بالمئة. وذكر أن آبل تعمل مع شركة هيرميس الفرنسية لصناعة السلع الفاخرة على إنتاج مجموعة جديدة من الساعات وسيتم إلحاق تطبيق فيسبوك للتراسل الفوري (فيسبوك ماسنجر) بالجهاز.
بعد ذلك أزاح كوك الستار عن جهاز "آيباد برو" الجديد المزود بشاشة قياس 12.9 بوصة قائلا إن أداءه يماثل أداء جهاز الكمبيوتر الشخصي، وذكرت آبل أنها تشاركت مع سيسكو سيستمز وآي.بي.إم لتعزيز قدرات جهاز آيباد برو الذي قالت شركة التكنولوجيا العملاقة إن سرعته زادت لما يصل إلى 1.8 مرة كما أنه مزود ببطارية تعمل لعشر ساعات، لكن يبدو أن الآيباد الجديد لم ينل إعجاب الكثيرين من مستخدمي موقع تويتر الذين انتقدوا حجمه الكبير فضلا عن ثمن القلم الإلكتروني الذي يبلغ 99 دولارا.
وقال المحلل بوب اودونيل من شركة أبحاث تكنالسيز ريسيرش "الأمر يزداد صعوبة أكثر فأكثر بالنسبة لأبل في منافسة نفسها". واغلق سهم أبل على 112.31 دولار وارتفع 14 بالمئة على مدى العام الماضي رغم انخفاضه نحو 12 بالمئة خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وقال المحلل باتريك مورهيد من شركة مور إنسايتس آند ستراتيجي إن من حسن حظ أبل ان معظم المستهلكين الذين يشترون هواتف ذكية يقومون بذلك عبر عقود تسمح لهم باستبدال هواتفهم القديمة بالهواتف الأحدث بعد عامين مما يعني ان الشركة لا يزال أمامها فرصة لتحقيق مبيعات كبيرة، وقال "النقطة المحورية هنا ليست مقارنة الهاتف الجديد بهاتف آيفون 6 لكن مقارنته بهاتف آيفون 5 اس".
لماذا سحبت "آبل" التطبيقات من متجر "آب ستور؟
فيما اعلنت مجموعة "آبل" الاميركية العملاقة في مجال المعلوماتية انها "سحبت" تطبيقات من متجرها الافتراضي "آب ستور" بعد اصابة المئات من البرامج الموجودة فيه ببرمجيات خبيثة خصوصا في الصين، وأكدت وسائل الاعلام الصينية أن هذا الضرر لحق بأكثر من 350 تطبيقا بينها شبكة "ويتشات" الاجتماعية الرائجة (500 مليون مستخدم في الصين) ونظام حجز سيارات الاجرة ديدي كوايدي. بحسب فرانس برس.
من ناحيتها اعلنت مجموعة "تنسنت" المصنعة لتطبيق التحادث "ويتشات" في بيان عن رصد "ثغرة امنية سببها برمجية خبيثة في الفترة الاخيرة وهي تطال فقط مستخدمي النسخة 6.2.5 من +ويتشات+ على نظام تشغيل +آي او اس+". ولفتت الى ان المشكلة حلت.
وأكدت المجموعة "عدم حصول اي سرقة لأموال او تسريب لمعلومات خاصة بالمستخدمين"، وذكرت شركة "بالو التو نتووركس" الاميركية المتخصصة في امن المعلوماتية أن الهجوم الالكتروني طال حوالى ثلاثين تطبيقا، على ما افادت صحيفة "وول ستريت جورنال"، وبعد اصابة هذه التطبيقات بالبرمجية الخبيثة المسماة "اكس كود غوست"، يمكنها على سبيل المثال نقل معلومات خاصة بأجهزة المستخدمين او تنظيم هجمات الكترونية لسرقة كلمات سر، وأعلنت شركات اخرى تعرضها لبرمجيات خبيثة بينها مجموعة "نت ايز" الالكترونية ومشغل الاتصالات عبر الهواتف المحمولة "تشاينا يونيكوم".
أبل تعتزم اتخاذ خطوات لصد الهجمات على متجر تطبيقاتها في المستقبل
الى ذلك قال مسؤول تنفيذي كبير في أبل إن الشركة ستيسر تحميل مطوري البرامج الصينيين لأدواتها المستخدمة في بناء تطبيقات للهواتف المحمولة وذلك في إطار سعيها لمنع تعرض متجرها للتطبيقات (آب ستور) لمزيد من الهجمات.
وفي أعقاب أول اختراق واسع لمنصتها لنشر برنامج تشغيل أجهزة آيفون وآيباد قال فيل شيلر رئيس التسويق في أبل لموقع (سينا دوت كوم) الاخباري الصيني إن الشركة ستتيح التحميل المحلي في الصين لبرنامجها لتطوير التطبيقات.
وأدلى شيلر بهذه التصريحات بعد أن أكدت أبل يوم الأحد ان متجر (آب ستور) تعرض لأول اختراق واسع النطاق. ونجح متسللون مجهولون في اختراق برامج قانونية من خلال إقناع مطوري البرامج بتحميل نسخة معيبة من أداة البرمجة. وتعد هذه أول مرة يتحدث مسؤول تنفيذي بشأن جهود تأمين متجر (آب ستور) منذ اكتشاف الهجوم.
وقال مطورو برامج صينيون لرويترز إنهم لجأوا إلى تحميل أداة البرمجة المعيبة من أطراف أخرى غير رسمية بسبب بطء سرعة التحميل من خوادم الإنترنت الرسمية لشركة أبل والموجودة بالخارج.
وقال إن الشركة لا تعلم بوقوع أي حالة استخدمت فيها التطبيقات المعيبة لنقل بيانات العملاء، وأعلنت الشركة إنها تتحرك لتطهير متجر (آب ستور) بعد أن أبلغت عدة شركات للأمن الالكتروني اكتشافها برنامجا خبيثا اطلق عليه اسم (اكس كود جوست) تم ادماجه في مئات أو ربما الاف التطبيقات القانونية.
اضف تعليق