الإنترنت الغامر هو مصطلح يصف مستوى جديدًا من التفاعل والانغماس في بيئة الإنترنت. بدلاً من مشاهدة المحتوى على شاشات مسطحة، يمكن للمستخدمين تجربة ومشاركة عوالم افتراضية ومعززة تحاكي الواقع أو تخلق واقعًا جديدًا. وسيلجأ المستخدمون إلى تقنيات مثل الواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR) للوصول إلى هذه التجارب...
الإنترنت الغامر هو مصطلح يصف مستوى جديدًا من التفاعل والانغماس في بيئة الإنترنت. بدلاً من مشاهدة المحتوى على شاشات مسطحة، يمكن للمستخدمين تجربة ومشاركة عوالم افتراضية ومعززة تحاكي الواقع أو تخلق واقعًا جديدًا. وسيلجأ المستخدمون إلى تقنيات مثل الواقع المعزز (AR) والواقع الافتراضي (VR) للوصول إلى هذه التجارب.
إن تجربة الإنترنت الغامر، سيكون لها الكثير والكثير من الفوائد في مختلف جوانب حياتنا، إذ أنها ستزيد من كفاءتنا وإبداعنا ومتعتنا، ولكي نفهم كيف ستبدو، يمكننا أن نلقي نظرة على بعض التقنيات والاتجاهات التي ستشكل الإنترنت الغامر في 2024.
ذكاء اصطناعي توليدي
هذه التقنية هي واحدة من أبرز ابتكارات عام 2023، ولن تخف حماسة حولها في 2024. فهي تسمح بإنشاء محتوى رقمي جديد بشكل آلي، بدءًا من الصور والفيديوهات إلى الأصوات والكلام. وهذه التقنية لها تطبيقات عديدة في مجال الإنترنت الغامر، خصوصًا في إنشاء عوالم افتراضية وافراد افتراضيين.
مارك زوكربيرغ، مؤسس فيسبوك، قال إن هذه التقنية ستساعد في تقليل زمن عمل المصممين لإنشاء بيئات ثلاثية الأبعاد. وهناك استخدام آخر هو إنشاء شخصيات افتراضية تتحدث وتتصرف كالبشر، سواء كانوا في صورة المساعد الذكي أو الشخصيات الترفيهية. فقد شهدنا بالفعل بعض الأمثلة على هذه التقنية في ألعاب الفيديو الحالية، حيث تظهر شخصيات واقعية تتحدث إلينا بصوت واضح ومعبر.
تقنيات متعددة الحواس
ليس كافيًا أن نشاهد ونسمع العوالم الرقمية عبر شاشات وسماعات الرأس، بل يجب أن نشعر بها أيضًا. تعمل التقنيات متعددة الحواس على تحسين تجارب الإنترنت الغامر بإضافة عناصر تفاعلية أخرى، مثل اللمس والشم. فمثلاً، يمكن للقفازات اللمسية أن توفر ردود فعل تحاكي الملمس للأشياء التي نلمسها في العوالم الافتراضية. ويمكن لأجهزة أخرى، مثل الأقنعة أو البخاخات، أن تطلق روائح مختلفة لإثارة حاسة الشم. وهناك أيضًا مشاريع لإنشاء بدلات كاملة للجسم تغطي جميع حواسنا وتجعلنا نشعر بأننا جزء من العالم الرقمي. سوف نرى المزيد من هذه التقنيات في عام 2024، حيث ستصبح أكثر انتشارًا وتطورًا.
الواقع المختلط يدمج VR و AR في تجارب جديدة
VR وAR هما تقنيتان رائدتان في مجال الإنترنت الغامر، لكنهما ليستا متباينتان. بل يمكن دمجهما في تجارب جديدة تسمى بالواقع المختلط. في هذه التجارب، يمكن للمستخدمين التبديل بسلاسة بين عوالم افتراضية كاملة وعوالم حقيقية محسنة بعناصر رقمية. فبإمكانهم حضور حفل موسيقي حقيقي وفي نفس الوقت رؤية جمهور افتراضي يشاركهم التجربة عبر VR. أو يستطيعون زيارة مدينة قديمة، وفي نفس الوقت رؤية كيف كان شكلها في الماضي عبر AR. هذه التجارب ستفتح آفاقًا جديدة للإبداع والتعلم والترفيه.
أجهزة أكثر تقدمًا وتنوعًا وخفة للإنترنت الغامر
لم يعد الواقع الافتراضي والواقع المعزز مجرد أحلام خيالية، بل أصبحت حقيقة ملموسة بفضل التطور المستمر في صناعة الأجهزة. في عام 2023، شهدنا إطلاق أجهزة جديدة محسنة ومتنوعة من شركتي ميتا وأبل، تستهدف فئات مختلفة من المستخدمين. وفي عام 2024، سنرى المزيد من الابتكارات في هذا المجال، حيث ستصبح الأجهزة أكثر قوة ودقة وراحة. فبعضها، مثل نظارات أبل، سيقدم تجارب فريدة من نوعها، بينما آخرى مثل ميتا كوست برو (Meta Quest Pro)، بما سيحسن من جودة التجارب الحالية. وسيهتم آخرون بتقليل حجم ووزن سماعات الرأس، لجعلها أكثر ملاءمة للاستخدام اليومي.
التعليم والتدريب في الإنترنت الغامر
إلى جانب الألعاب والترفيه، فإن أحد أهم استخدامات تقنية الواقع الافتراضي والواقع المعزز هو في مجال التعليم والتدريب. فقد أظهرت دراسة أجرتها شركة PWC في عام 2022 أن المتعلمين في الواقع الافتراضي يستطيعون اكتساب المعرفة بشكل أسرع وأكثر ثقة من المتعلمين في الفصول التقليدية. كما أنهم يستطيعون تطبيق مهاراتهم في الواقع بشكل أفضل. تستخدم الشركات الكبرى تقنية الواقع الافتراضي والواقع المعزز لإنشاء برامج تدريبية غامرة لموظفيها، تغطي مجالات مختلفة مثل الصحة والسلامة والإدارة. وفي عام 2024، سنشهد انتشار هذه التقنية في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أيضًا، بفضل توافر منصات سهلة الاستخدام لإنشاء محتوى تعليمي غامر.
اضف تعليق