برزت على الساحة مؤخرًا ما يعرف باسم شبكات التواصل الاجتماعي اللامركزية (Decentralized social networks) التي من شأنها أن تعيد تشكيل هذه الصناعة في المستقبل القريب، فلا شك أن منصات التواصل الاجتماعي التقليدية باتت تواجه الكثير من الانتقادات، الأمر الذي أتاح فرصة أمام هذا النوع من الشبكات لجذب المزيد من المستخدمين...
بقلم: محمد الأشول
برزت على الساحة مؤخرًا ما يعرف باسم شبكات التواصل الاجتماعي اللامركزية (Decentralized social networks) التي من شأنها أن تعيد تشكيل هذه الصناعة في المستقبل القريب. فلا شك أن منصات التواصل الاجتماعي التقليدية باتت تواجه الكثير من الانتقادات، الأمر الذي أتاح فرصة أمام هذا النوع من الشبكات لجذب المزيد من المستخدمين.
تتمتع شبكات التواصل الاجتماعي اللامركزية بميزات لا تتواجد في شبكات التواصل الاجتماعي التقليدية، وهي أنه لا يمكن إزالة أو حذف أي منشور تم نشره على هذه المنصات إلا إذا أقدم الكاتب الأصلي على حذفه شخصيًا، فما هي شبكات التواصل الاجتماعي اللامركزية؟ وما مميزاتها؟ وعيوبها؟ وما أبرزها في وقتنا الحالي؟
ما هي الشبكات الاجتماعية؟
الشبكة الاجتماعية عبارة عن منصة أو خدمة تربط بين الأصدقاء والعائلات والمجتمعات، بغض النظر عن المسافة، مما يوفر فرصة للمراسلات في الوقت الحقيقي، كما تعمل على تسهيل تبادل المعلومات والأفكار، والتواصل وأشكال التعبير الأخرى. توفر الشبكات الاجتماعية الترفيه من خلال المحتوى عبر الإنترنت، بالإضافة إلى كونها أداة لتعزيز أداء الشركات مما يسمح لها بالوصول إلى جمهور أوسع وبناء حضور أقوى عبر الإنترنت. في القرن الحادي والعشرين، تعد الشبكات الاجتماعية فرصة كبيرة للمسوقين الذين يسعون إلى جذب العملاء وإشراكهم واكتسابهم.
ما هي شبكات التواصل الاجتماعي اللامركزية؟
الشبكات الاجتماعية اللامركزية هي شبكات يتم فيها تخزين بيانات المستخدم والمحتوى على تقنية بلوكشين، وخوادم مستقلة، بدلاً من الخوادم المركزية التي تسيطر عليها شركة واحدة.
ولا يوجد على هذه الشبكات سلطة مركزية تتحكم في المحتوى أو تتلاعب به. بالإضافة إلى ذلك، لا يجوز لأي طرف ثالث امتلاك بيانات المستخدم أو جمعها أو بيعها.
يأتي ذلك في حين يسيطر عدد قليل من الشركات مثل فيس بوك وإكس ويوتيوب، على جزء كبير من سوق وسائل التواصل الاجتماعي وبيانات المستخدمين. ونتيجة لذلك، يواجهون انتقادات متزايدة لسلطتهم ونفوذهم، وقدراتهم على فرض رقابة على المحتوى أو حظر أي حساب على المنصات، وهي الانتقادات التي باتت تصب في صالح شبكات التواصل الاجتماعي اللامركزية.
وعلى الرغم من الميزات التي توفرها الشبكات الاجتماعية التقليدية مثل فيس بوك، وإكس، يوتيوب، إلا أن مستخدموها يواجهون المزيد من التحديات المتعلقة بالخصوصية، على سبيل المثال، من المعروف على نطاق واسع أن الشبكات الاجتماعية المركزية تكسب المال عن طريق بيع بيانات المستهلك وهو ما يشكل مخاطر متزايدة مرتبطة بمشاركة المعلومات الشخصية والحساسة للمستخدمين على الشبكات الاجتماعية ويتطلب قدرًا أكبر من السرية والتحكم في بياناتهم.
ما أبرز شبكات التواصل الاجتماعي اللامركزية؟
هناك العديد من شبكات التواصل الاجتماعي اللامركزية، من بينها ماستدون (Mastodon)، ستيميت (Steemit) أونلي وان (Only1)، وبيكسيل فيد (PixelFed)، ومايندز (Minds).
ما مميزات شبكات التواصل الاجتماعي اللامركزية؟
الخصوصية والأمن: يتمتع مستخدم المنصات اللامركزية بنسبة أعلى من الأمن والخصوصية مقارنة مع النسبة التي توفرها المنصات التقليدية.
التحكم بالبيانات: يجد المستخدم نفسه متحكمًا ببياناته وبكيفية استخدامها عبر الإنترنت.
الإدارة اللامركزية: من المتوقع أن تستلم منظمة مستقلة لامركزية زمام الأمور وبالتالي تكون المعنية بنمو المصنة وتطورها.
فرص تحقيق الدخل: يستفيد صناع المحتوى من ميزة تحقيق الدخل التي توفرها المنصات اللامركزية عوضًا عن الاستناد فحسب إلى المنشورات والإعلانات التي يتم رعايتها من المستثمرين والتجار.
مقاومة الرقابة: لا يمكن إزالة أو حذف أي منشور تم نشره على هذه المنصات إلا إذا أقدم الكاتب الأصلي على حذفه شخصيًا.
ما عيوب شبكات التواصل الاجتماعي اللامركزية؟
مشكلات UX Web3: تعرف التطبيقات القائمة على البلوكشين بصعوبة استخدامها مما قد يؤدي إلى إعاقة التبني الجماعي لهذه المنصات وتثبيط المستخدمين.
المنافسة الشرسة: خلقت منصات التواصل الاجتماعي التقليدية كفايسبوك وتويتر موجة من المنافسة الشديدة وخاصة في ظل الاحتكار التكنولوجي التي تمارسه هذه المنصات في الساحة. وبالتالي، قد يصبح من الصعب جدًا جذب مستخدمين جدد إلى هذا النوع الجديد من المنصات.
قابلية التوسع: قد تكون رسوم معاملات البلوكشين باهظة الثمن، وعلى وجه الخصوص بلوكشين الإيثريوم، خلال فترات ازدحام الشبكة.
تقلبات السوق: قد تتصف هذه المنصات اللامركزية بطبيعتها المتقلبة وذلك لارتباطها الوثيق بالعملات المشفرة. وبالتالي، فإن أي تغيير أو هبوط في قيمة العملات المشفرة من شأنه أن يقلل من فرص تحقيق الدخل على هذه الشبكات اللامركزية.
مقاومة الرقابة: على الرغم من إدراج هذه النقطة ضمن حسنات المنصات اللامركزية إلا أنها سلاح ذو حدين. فالحرية إن فاقت عن حدها قد تحول ساحة التعبير إلى بئية حاضنة لخطاب الكراهية ومنشورات لا أخلاقية غير مضبوطة.
اضف تعليق