لا يزال زالزال هواوي يحبس أنفاس العالم، ويثير تساؤلات عدة بشأن آفاق الصراع الاقتصادي والتكنولوجي، لاسيما بعد خطوة الحملة الامريكية البريطانية لمنع شركة هواوي من الهيمنة على خدمة الجيل الخامس للاتصالات حول العالم، محور حرب التكنولوجيا بين إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب والصين، الى جانب بريطانيا وفرنسا مؤخراً...
لا يزال زالزال هواوي يحبس أنفاس العالم، ويثير تساؤلات عدة بشأن آفاق الصراع الاقتصادي والتكنولوجي، لاسيما بعد خطوة الحملة الامريكية البريطانية لمنع شركة هواوي من الهيمنة على خدمة الجيل الخامس للاتصالات حول العالم، محور حرب التكنولوجيا بين إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب والصين، وسط تكهنات بشأن ردود بكين المحتملة على الضغوط الأميركية قد تسهم في إشعال حرب من نوع آخر، الى جانب الجبهة مع بريطانيا وفرنسا في الآونة الأخيرة.
وتتهم واشنطن هواوي بسرقة أسرار تجارية أميركية، محذرة من أن بكين قد تستخدم معدات الجيل الخامس للتجسس على الاتصالات العالمية، ورفضت هواوي بشدة الاتهامات فيما فرضت الولايات المتحدة عقوبات في مايو تمنع الشركة من الوصول إلى تصميمات أشباه الموصلات التي تم تطويرها باستخدام البرامج والتكنولوجيا الأميركية.
وأفاد الخبراء في هذا المجال بأن الأشهر المتبقية في عام 2020 ستكون بمثابة اختبار شديد للولايات المتحدة والصين، على غرار ما شكلته الأشهر الخمسة الأخيرة من عام 1941 بالنسبة للولايات المتحدة واليابان. وتساءل المقال عما إذا كانت بكين قد تختار تايوان حلا لمشكلة أشباه الموصلات.
وحسب هؤلاء الخبراء ان هدف امريكا هو "قتل هواوي"، مشيرا إلى أن الصين سمعت تلك الرسالة. وكان الرئيس التنفيذي للشركة رين تشنغ فاي قد أبلغ قيادة هواوي في فبراير الماضي بأن الأخيرة "دخلت حالة حرب".
وبعد أشهر من الجهود الدبلوماسية لثني الدول عن شراء بنيتها التحتية لخدمة 5G من هواوي، وجهت الإدارة الأميركية ما سماها أحد مسؤوليها "ضربة قاتلة" عندما قررت وزارة التجارة في 15 مايو منع الشركة من الوصول إلى تصميمات أشباه الموصلات التي تم تطويرها باستخدام البرامج والتكنولوجيا الأميركية.
يذكر انه منذ أكثر من عام استهدفت الإدارة الأمريكية شركات التكنولوجيا الراقية الصينية، وعلى رأسها شركة هواوي أكبر شركة تكنولوجية صينية، وغيرها من شركات التكنولوجيا بشكل أساسي من أجل عرقلة وإفشال التكنولوجيا الصينية من إحراز قصب التفوق عالميا.
والقيود الأخيرة التي فرضتها إدارة ترامب وفقا لما يطلق عليه قاعدة المنتج المباشر المصنع في الخارج لها انعكاسات على ظهور تقنية الجيل الخامس الصينية، التي تعد هواوي هي المنتج المهيمن عليها بما لا يقارن بأي شركة أخرى.
ارتكازا على هذه القاعدة يتم حرمان هواوي من الحصول على أي رقائق سيلكون يتم إنتاجها في أي مكان في العالم بالاستناد إلى المعرفة التكنولوجية الأمريكية، ويرى بعض المحللين أن هذه القيود تهدد بطل التكنولوجيا الصينية هواوي بالشلل.
ومنذ قامت وزارة التجارة الأمريكية في مايو الماضي بحظر بيع رقائق السيلكون ومقر شركة هواوي في حالة طوارئ، وترى وكالة "بلومبرج" للأنباء أن هذا الإجراء سدد ضربة إلى قلب جهاز أشباه الموصلات وإلى طموح هواوي في مجالات تمتد من الذكاء الاصطناعي إلى خدمات المحمول، وطبقا لبعض المصادر فمخزون شركة هواوي من بعض الرقائق الأساسية لمعدات الاتصالات سوف ينفذ في أوائل عام 2021.
ويرى خبراء الاقتصاد الرقمي ويرى ساكس أن استهداف هواوي لم يكن أبدا بسبب مخاوف أمنية، فقد فشلت الولايات المتحدة في احتلال وضع بارز على مستوى شبكة اتصالات الجيل الخامس التي تقع على جانب كبير من الأهمية بالنسبة للاقتصاد الرقمي الجديد في الوقت الذي حصلت فيه هواوي على نصيب أكبر بكثير من الأسواق العالمية، وأن الولايات المتحدة اختلقت النظرية التي تشير إلى أن هواوي تشكل تهديدا عالميا، وأنها تضغط بقوة على حلفائها لقطع العلاقات مع هواوي.
امريكا وحظر الشركات التي تستخدم منتجات هواوي
قال مسؤول أمريكي إن إدارة ترامب تخطط لوضع اللمسات النهائية هذا الأسبوع على قواعد تنظيمية ستحظر على حكومة الولايات المتحدة شراء السلع أو الخدمات من أي شركة تستخدم منتجات خمس شركات صينية من بينها هواوي وهيكفيجن وداهوا.
ترتبط القواعد الجديدة بقانون سُن في 2019، وقد تكون لها تداعيات واسعة النطاق على الشركات التي تبيع السلع والخدمات إلى الحكومة الأمريكية إذ سيتعين عليها إثبات أنها لا تستخدم منتجات داهوا أو هيكفيجن، رغم أن الشركتين من أكبر باعة معدات المراقبة والكاميرات في أنحاء العالم.
يشمل ذلك أيضا معدات الاتصال اللاسلكي من هايتيرا كوميونيكشنز ومعدات الاتصالات والأجهزة المحمولة مثل الهواتف الذكية من هواوي تكنولوجيز وزد.تي.إي كورب، وأي شركة تستخدم معدات أو خدمات في عملياتها اليومية من تلك الشركات الخمس لن يكون بوسعها البيع إلى الحكومة الأمريكية ما لم تحصل على استثناء يخولها ذلك.
يأتي ذلك وسط توترات متصاعدة بين الولايات المتحدة والصين فيما يتعلق بالتعامل مع فيروس كورونا المستجد وخطوات الصين في المستعمرة البريطانية السابقة هونج كونج وحرب تجارة دارت لنحو عامين.
وقال روس فوت، القائم بأعمال مدير مكتب الإدارة والميزانية بالبيت الأبيض في بيان لرويترز، ”تواجه أمتنا خطرا عظيما من خصوم أجانب مثل الصين يحاولون اختراق أنظمتنا، ”إدارة ترامب تصون قوة حكومتنا في مواجهة شبكات خبيثة مثل هواوي عن طريق التطبيق الكامل لحظر التوريد الاتحادي“، ولم تعلق هواوي حتى الآن. ولم يتسن حتى الآن التواصل مع أي من الشركات الصينية الأربع الأخرى للحصول على تعقيب، ترسي الحكومة الأمريكية عقودا بأكثر من 500 مليار دولار سنويا، وفقا لمكتب المحاسبة الحكومي، وتدخل القواعد الجديدة حيز التنفيذ من 13 أغسطس آب.
وفي حين لم يكن قطاع التعاقدات الحكومية متيقنا من قبل حيال تنفيذ القواعد الجديدة ومدى تأثيرها على المقاولين، فقد أوضح البيت الأبيض أنه لا إرجاء لها وأن الحصول على استثناءات قد يكون صعبا، ولم يتضح بعد إن كان ذلك سيؤثر على العقود القائمة بالفعل، لكن أي عقود جديدة في المستقبل قد تشوبها تعقيدات.
فقد تسلمت أمازون.كوم 1500 كاميرا لقياس حرارة العاملين في أثناء جائحة فيروس كورونا من داهوا تكنولوجيز في ابريل نيسان، ووحدة الحوسبة السحابية لأمازون متعاقد كبير مع أجهزة المخابرات الأمريكية، وهي تخوض منافسة حادة مع مايكروسوفت على عقد تصل قيمته إلى عشرة مليارات دولار مع وزارة الدفاع الأمريكية، وقال المسؤول إن الإدارة ستلزم الهيئات بإجراء تحليل لمخاطر الأمن القومي قبل منح أي استثناءات، وهو أمر لم يشترطه الكونجرس صراحة في نص القانون الذي أقره.
وأضاف أن القواعد الجديدة لا تستهدف مجرد حظر استخدام الأجهزة الحكومية لمنتجات هواوي وشركات صينية أخرى، بل الحد من نفوذها، قائلا إنها تُخيّر الشركات بين العمل مع الحكومة الأمريكية أو مع الشركات الصينية، وهذه ليست المرة الأولى التي تعمل فيها واشنطن على فرض عزلة على الشركات الصينية.
ففي العام الماضي، وضعت واشنطن كلا من هواوي وهيكفيجن وشركات أخرى على قائمة اقتصادية سوداء، بما يحظر على تلك الشركات شراء المكونات من الشركات الأمريكية دون موافقة حكومة الولايات المتحدة، وفي 30 يونيو حزيران، أعلنت لجنة الاتصالات الاتحادية رسميا أن شركتي هواوي وزد.تي.إي تشكلان خطرا على الأمن القومي الأمريكي، وهو ما يحظر على الشركات الأمريكية استخدام صندوق حكومي حجمه 8.3 مليار دولار لشراء المعدات من الشركتين.
عقوبات أميركية على عدد من موظفي هواوي
أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو فرض عقوبات جديدة على شركة "هواوي"، كاشفا أنه سيزور المملكة المتحدة بعد حظر لندن استخدام تجهيزات عملاق الاتصالات الصيني في بناء شبكة الجيل الخامس في بريطانيا.
وقال بومبيو في مؤتمر صحافي إن وزارة الخارجية ستحظر منح التأشيرات لعدد من موظفي الشركات التكنولوجية الصينية على غرار هواوي "التي تقدّم دعما ماديا لأنظمة تنتهك حقوق الإنسان في العالم"، ورحّب بومبيو بقرار الحكومة البريطانية فك ارتباطها مع هواوي، معلنا أنه سيزور المملكة المتحدة والدنمارك الأسبوع المقبل.
وقال بومبيو "أنطلق الإثنين في جولة قصيرة إلى المملكة المتحدة والدنمارك، وأنا واثق أن الحزب الشيوعي الصيني وتهديده للشعوب الحرة حول العالم سيكون في أعلى سلّم الأولويات"، وتحضّ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المجتمع الدولي على تجنّب هواوي الرائدة في مجال شبكة اتصالات الجيل الخامس، واصفا الشركة بأنها ذراع للحكومة الصينية.
وكانت الحكومة البريطانية برئاسة بوريس جونسون قد قرّرت استبعاد الشركة الصينية من بناء شبكة الجيل الخامس على خلفية مخاوف من تعريض الأمن القومي البريطاني للخطر، وستحظر بريطانيا اعتبارا من 31 كانون الأول/ديسمبر 2020 شراء تجهيزات جديدة من هواوي، على ان يتم سحب تجهيزات الشركة الصينية المستخدمة حاليا بحلول العام 2027.
وكانت واشنطن قد اتخذت قرارا منتصف أيار/مايو بمنع هواوي من شراء أشباه النواقل "المنبثقة مباشرة" من الدراية الأميركية في البرمجيات والتكنولوجيا، وتخشى لندن لجوء الشركة إلى مكوّنات قطع غيار من شأنها أن تعرّض أمن شبكة الإنترنت للخطر، وأكد بومبيو أن قرار لندن ليس رضوخا للضغوط الأميركية، وقال "أنا مقتنع أنهم فعلوا ذلك لأن خبراء الأمن البريطانيين خلصوا إلى الاستنتاجات نفسها التي توصلنا إليها"، وتابع أن "المعلومات التي تعبر هذه الشبكات الصينية المصدر ستنتهي بالتأكيد في أيدي الحزب الشيوعي الصيني"، وتضاعف الإدارة الأميركية الضغوط على النظام الصيني منذ أن فرضت بكين قانون الأمن القومي المثير للجدل في هونغ كونغ، والذي تعتبر واشنطن وغالبية الدول الغربية أنه يقوّض الحريات الاستثنائية في هذه المستعمرة البريطانية السابقة.
فودافون وبي.تي تحتاجان 5 أعوام على الأقل لإزالة معدات هواوي
قالت شركتا فودافون وبي.تي إنهما في حاجة لما لا يقل عن خمسة أعوام لإزالة المعدات التي صنعتها هواوي الصينية من شبكتيهما في بريطانيا وذكرت فودافون أن تكلفة فعل ذلك ستكون في نطاق يقل عن عشرة مليارات جنيه استرليني.
وقال أندريا دونا رئيس شبكات فودافون في بريطانيا للجنة من المشرعين إن الشركة تحتاج ”لنطاق زمني معقول“ يصل إلى عدة أعوام لتطبيق المزيد من القيود على هواوي، مع حد أدنى لخطة انتقالية قدره خمسة أعوام.
وقال هوارد واتسون مدير عمليات التكنولوجيا في بي.تي إن الشركة تختبر بالفعل تحويل بعض مواقع الشبكات من هواوي إلى شركات أخرى، ومنحت بريطانيا في يناير كانون الثاني لهواوي دورا محدودا في شبكاتها المستقبلية من الجيل الخامس للاتصالات، لكن بعض الوزراء قالوا منذ ذلك الحين إن فرض عقوبات أمريكية قد يكون له أثر كبير على قدرتها على توفير قطع مهمة لمعدات الشبكة على نحو آمن، ونتيجة لذلك تراجع بريطانيا مجددا الدور الذي ينبغي لهواوي أن تلعبه في شبكات اتصالاتها، وقالت هواوي أمام نفس اللجنة إنه من المبكر جدا تقييم تأثير العقوبات على عملياتها مضيفة أنه لا ينبغي اتخاذ قرارات متسرعة.
ترامب معلقا على حظر بريطانيا لشركة هواوي: "فعلت ذلك بنفسي"
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه كان مسؤولا عن قرار رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بمنع شركة هواوي الصينية من العمل في شبكات الجيل الخامس للهاتف المحمول في بريطانيا اعتبارا من نهاية 2027.
وأمر جونسون بتفكيك معدات هواوي بالكامل من شبكات الجيل الخامس البريطانية بحلول نهاية 2027 مخاطرا بمواجهة غضب الصين عبر التلميح بأن أكبر شركة لصناعة معدات الاتصالات في العالم غير مرحب بها في الغرب.
وقال ترامب قبل الإشارة إلى حظر بريطانيا للشركة الصينية ”أقنعنا الكثير من الدول، فعلت معظم ذلك بنفسي، لا تستخدموا هواوي لأننا نعتقد أنها غير آمنة وتشكل خطرا أمنيا، إنها خطر أمني كبير“.
تخلي بريطانيا عن هواوي سيضر بالاستثمار
قالت الصين إن حظر رئيس الوزراء البريطاني مشاركة هواوي في شبكة الجيل الخامس أمر محبط وإن شركات صينية أخرى تابعت كيفية التخلي عن شركة الاتصالات العملاقة مما يضر بالاستثمار.
وقال السفير الصيني ليو شياو مينع لمركز الإصلاح الأوروبي ”الآن سأقول إنه (القرار) لم يكن مخيبا للآمال فحسب بل يدعو للإحباط“ مضيفا أن بريطانيا ”تخلت عن الشركة ببساطة“، وأضاف ”تتابع شركات صينية أخرى أسلوب التعامل مع هواوي عن كثب، وسيكون من الصعب على شركات أخرى أن تشعر بالثقة لزيادة الاستثمارات“.
هواوي أخفت نشاطها في إيران بعد تقرير نشرته رويترز
تكشف وثائق داخلية جديدة من شركة هواوي تكنولوجيز الصينية حصلت عليها رويترز أن الشركة سعت للتستر على علاقتها بشركة سبق أن حاولت بيع معدات كمبيوتر أمريكية محظورة لإيران وذلك بعد أن نشرت رويترز تقريرا في 2013 عن وجود روابط عميقة بين تلك الشركة والمديرة المالية لشركة معدات الاتصال الصينية العملاقة.
ومنذ مدة طويلة تصف هواوي الشركة، واسمها سكاي كوم تك المحدودة، بأنها شريك محلي منفصل في إيران. والآن تبين وثائق حصلت عليها رويترز أن الشركة الصينية العملاقة تسيطر سيطرة فعلية على سكاي كوم.
وهذه هي أول مرة ينشر فيها شيء عن هذه الوثائق التي تمثل جزءا من كنز اطلعت عليه رويترز من السجلات الداخلية الخاصة بنشاط هواوي وسكاي كوم المتعلق بإيران وتشمل مذكرات ورسائل واتفاقات تعاقدية، وتصف إحدى الوثائق كيف سارعت هواوي في أوائل عام 2013 إلى محاولة أن تنأى بنفسها عن سكاي كوم انطلاقا من قلقها بسبب العقوبات التجارية على طهران، وتبين الوثائق أن هواوي اتخذت لتحقيق تلك الغاية سلسلة من الخطوات بما في ذلك تغيير المديرين بشركة سكاي كوم وإغلاق مكتب سكاي كوم في طهران وإنشاء كيان آخر في إيران لتولي تنفيذ عقود بعشرات الملايين من الدولارات.
ومن الممكن أن يؤيد ما كشفت عنه تلك الوثائق قضية جنائية حظيت بدعاية إعلامية واسعة تلاحق فيها السلطات الأمريكية هواوي ومديرتها المالية منغ وان تشو وهي أيضا ابنة مؤسس هواوي، وتسعى الولايات المتحدة لتسلم منغ من كندا حيث ألقي القبض عليها في ديسمبر كانون الأول 2018. وفي الأسبوع الماضي سمح قاض كندي بمواصلة نظر القضية ورفض دفوع محامي الدفاع بأن الاتهامات الأمريكية الموجهة لمنغ لا تمثل جرائم في كندا.
وتقول قائمة الاتهام الأمريكية إن هواوي ومنغ شاركتا في خطة تقوم على الاحتيال للحصول على بضائع وتكنولوجيا أمريكية ممنوعة لنشاط هواوي في إيران عن طريق شركة سكاي كوم ونقل المال من إيران وذلك بالاحتيال على أحد البنوك الكبرى، وتصف قائمة الاتهام شركة سكاي كوم بأنها ”وحدة تابعة غير رسمية“ لشركة هواوي وليست شريكا محليا.
وتنفي هواوي ومنغ الاتهامات الجنائية التي تتضمن الاحتيال المصرفي واتهامات أخرى. وفي 2017 تم حل شركة سكاي كوم التي كانت مسجلة في هونج كونج. وقد وجهت إليها اتهامات أيضا. وتوضح بيانات إفصاح أن هواوي كانت في فترة من الفترات من المساهمين في سكاي كوم لكنها باعت حصتها منذ أكثر من عشر سنوات.
ويبدو أن الوثائق التي تم الحصول عليها مؤخرا تهدم ادعاءات هواوي بأن سكاي كوم كانت مجرد شريك أعمال. وتتيح تلك الوثائق إلقاء نظرة عن كثب على بعض ما جرى للشركتين من وقائع داخل إيران قبل سبع سنوات ومدى التداخل بينهما. وبعض هذه الوثائق مكتوب باللغة الانجليزية وبعضها بالصينية والبعض الآخر باللغة الفارسية.
وامتنعت هواوي عن التعليق في هذا التقرير، وقالت وزارة الخارجية الصينية إن الولايات المتحدة تضفي طابعا سياسيا على قضايا اقتصادية وتجارية وهو ما ليس في صالح الشركات الصينية أو الأمريكية، وأضافت الوزارة ”نحن نحث الولايات المتحدة على التوقف على الفور عن إعاقة الشركات الصينية بما فيها هواوي“. وأحالت الأسئلة المحددة فيما يتعلق بهذا التقرير على شركة هواوي.
هواوي ستعاني من فيروس كورونا
قال باحثون لدى كاونتربوينت يوم الخميس إن هواوي تكنولوجيز ستكون من بين الأكثر تضررا جراء انهيار مبيعات الهواتف الذكية الصينية في الربع الأول بسبب انتشار فيروس كورونا، وخفضوا تقديراتهم لأكبر سوق للهواتف في العالم.
وقالت كاونتربوينت التي مقرها هونج كونج، والتي تُستخدم توقعاتها بشكل واسع في قطاع الرقائق والهواتف المحمولة المزدهر في آسيا، في ملخص لأحدث تقرير لها إنها خفضت تقديراتها للمبيعات غير الإلكترونية للهواتف الذكية في الصين خلال التفشي بنسبة 50 بالمئة وللمبيعات في الربع الأول بوجه عام بنسبة 20 بالمئة.
ومن توقعات بنمو كامل في السوق العالمية، قالت إن تلك التخفيضات ستعني على الأرجح أن المبيعات عالميا ستكون مستقرة حاليا على أساس سنوي في 2020.
وقال توم كانغ مدير الأبحاث لدى أبحاث كاونتربوينت ”بوجه عام، نعتقد أن الفيروس سيتم احتوائه في مارس (آذار)، ”لكن، قد يستغرق الأمر شهرين آخرين لكى تعود الأنشطة الاقتصادية في الصين بالكامل إلى طبيعتها. نتوقع نموا سلبيا في الربعين الأول والثاني من 2020، في سوق الهواتف الذكية في الصين والعالم“.
وقالت فلورا تانغ المحللة لدى كاونتربوينت إن أوبو وفيفو ستتأثران أيضا إذ تعول الشركتان بقوة على قنوات البيع غير الإلكترونية. لكن التأثير على مبيعات شاومي ووان بلس وريلمي ستكون أقل حدة على الأرجح إذ أنها تركز بشكل أكبر على المبيعات الإلكترونية والبيع في الخارج، وبحسب تقديرات كاونتربوينت أيضا فإن مبيعات آيفون الذي تنتجه أبل قد تخسر ما يقرب من مليون وحدة بسبب قرارها إبقاء متاجرها التقليدية مغلقة حتى 15 فبراير شباط.
هاتف هواوي الجديد يفتقر إلى خدمات جوجل
تدشن هواوي ما قد يكون أقوى الهواتف الذكية الداعمة لاتصالات الجيل الخامس يوم الخميس، لكن مصير الهاتف المحمول في أوروبا سيتوقف على ما إذا كان العملاء سيشترون الجهاز الذي يفتقر إلى برمجيات وتطبيقات مدعومة من جوجل.
وستعرض شركة الاتصالات الصينية العملاقة هواتفها من طراز ميت 30 في ميونيخ بألمانيا، في أول كشف لها عن هاتف جديد كليا منذ استهدف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشركة التي مقرها شينتشن بحظر على التصدير في مايو أيار.
وقال باولو بيسكاتور محلل الاتصالات والإعلام ”التدشين سيحظى بأكبر قدر من المتابعة على الإطلاق، ”على الرغم من جميع المخاوف التي تحيط بهواوي، والتحديات التي تواجهها، تظل الشركة مقدامة ومستعدة لمواصلة المضي قدما“.
وحظرت واشنطن فعليا على الشركات الأمريكية توريد منتجات لهواوي في مايو أيار، بدعوى أن الشركة الصينية تمثل خطرا على الأمن القومي إذ قد تستخدم بكين معداتها للتجسس، وهو ما دأبت هواوي على نفيه.
وتتوقع ثاني أكبر شركة لصناعة الهواتف الذكية في العالم أن يكلفها الحظر الأمريكي عشرة مليارات دولار، واتسم تدشين هاتف هواوي الجديد بالضبابية بشأن ما إذا كان مشترو الهاتف الذي يعمل بنظام أندرويد سيتمكنون من استخدام التطبيقات التي تدعمها جوجل، الوحدة التابعة لعملاق وادي السيليكون ألفابت.
ويبرز التدشين في أوروبا مدى أهمية المستهلكين بالمنطقة البالغ عددهم 500 مليون لهواوي. وخسرت هواوي خمس نقاط مئوية من حصتها السوقية في أوروبا عقب الحظر الأمريكي، على الرغم من تهافت المشترين على شراء الهواتف التي تحمل علامتها التجارية داخل الصين، وقال مصدر مطلع إن هواتف ميت 30 ستعمل بنسخة مفتوحة المصدر من أندرويد وليس بالنسخة الحالية المرخصة من جوجل.
ولن تتمكن الهواتف الذكية من هذا الطراز من استخدام خدمات جوجل للهاتف المحمول لتشغيل متجر التطبيقات وتحميل تطبيقات مثل جي ميل أو يوتيوب أو الخرائط. وبدلا من ذلك، ستقدم هواوي واجهة خاصة بها ستسمح للمستخدمين باستخدام بعض تطبيقات جوجل.
ويقول المحللون إنه بدون تلك التطبيقات، فإن المستهلكين لن يرغبوا في اقتناء الهاتف، ما لم تتمكن هواوي من إيجاد سبيل لإقناعهم بأن خصائصها لا مثيل لها وأن البرمجيات البديلة مستقرة وسهلة الاستخدام، ومن المتوقع أن تعرض هواوي هواتف ميت 30 برو وميت 30 وميت 30 لايت، بما يتماشى مع استراتيجيتها التسويقية الحالية التي تستهدف المشترين بمختلف ميزانياتهم. وستطرح الهواتف بنسخ تدعم شبكات الجيل الرابع والجيل الخامس للهاتف المحمول.
اضف تعليق