هذا الشاب البطل الذي كان لم يصل عمره الثلاثين، في مقام القيادة في الجيش ويمثِّل جناح أساسي من أجنحة جيش أمير المؤمنين (ع) في حرب الجمل، ثم يكون بمكان الوالي على مصر وهي من أهم بلاد المسلمين عدداً وعُدَّة، وقوَّةً وشدَّةً، التي طمع فيها معاوية...
في 14 صفر الأحزان سنة 38 استشهد محمد والي مصر وأُحرقَ في جيفة حمار
مقدمة تاريخية
من أعظم كوارثنا في تاريخنا الإسلامي وصول صبيان النار الأموية إلى سدَّة الحكم، وتسنُّمهم كرسي السلطة في الدولة الإسلامية التي لم يوَّفروا جهداً في محاربتها طيلة ربع قرن من الزمن، ولكن لم تمضِ إلا سنوات قلائل حتى وصل أبناؤهم إلى السلطة والحكم، فكشَّروا أنيابهم من جديد وأعلنوها حرب إبادة للمسلمين، ودفن للإسلام وشعارهم: (لا والله إلا دفناً دفنا).
ففي (تاريخ بغداد): قال رسول الله (صلى الله عليه واله): (أُريت بني أمية في صورة القردة والخنازير يصعدون منبري، فشق عليّ ذلك فأُنزلت: (إنا أنزلناه في ليلة القدر) (تاريخ بغداد: ج9 ص45)
وقال الآلوسي في تفسيره: (رأى رسول الله (صلى الله عليه واله) بني أمية ينزون على منبره نزو القردة، فساءه ذلك فما استجمع ضاحكا حتى مات عليه الصلاة والسلام، وأنزل الله تعالى هذه الآية: (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس)، (الإسراء: 60، روح المعاني: ج15 ص107)
وقال رسول الله (صلى الله عليه واله): (شر قبائل العرب بنو أمية) (ينابيع المودة: ج2 ص76)
وعن ابن مسعود قال: (إن لكل دين آفة، وآفة هذا الدِّين بنو أمية). (كنـز العمال: ج14 ص87)
وفي (كنز العمال): سمعت علي بن أبي طالب (عليه السلام) على منبر الكوفة يقول: (ألا لعن الله الأفجرين من قريش، بني أمية وبني مغيرة) (كنـز العمال للمتقي الهندي: ج11 ص363 فتن بني أمية ح31753)
وقال القرطبي في تفسير قوله تعالى: (والشجرة الملعونة في القرآن) عن ابن عباس: هذه الشجرة بنو أمية، وقال الطبري عند ذكر هذه الآية: "ولا اختلاف بين أحد أنه أراد بها بني أمية. (تاريخ الطبري: ج8 ص185)
هذه الشجرة الجهنمية الزقزمية التي لعنها الله في القرآن الحكيم، وكذلك الرسول الكريم (ص)، ولكن هذه الأمة جعلتهم خلفاء باسم قريش، فقلبوا الدين رأساً على عقب، لأنهم ليسوا أهل دين ودينهم تجارتهم ودنانيرهم أولاً، ثم السلطة والحكم، بكل وسيلة وطريقة فالغاية تبرر الوسيلة تلك القاعدة التي كرسها لأول مرة فيها معاوية الطاغية بن هند الباغية.
معاوية يمهّد الطريق
يقول الإمام الراحل السيد محمد الشيرازي (قدس سره الشريف): "لقد سعى معاوية إلى تهيئة الأجواء للقيام بمحاربة أهل البيت (عليهم السلام) وكان ذلك من أسباب جريمة قتل الإمام الحسين (عليه السلام)، فلقد استفاد معاوية من فرصة توليه على الشام منذ أن نصبه عمر وهكذا في زمن عثمان وفي فترة تمرده على أمير المؤمنين علي(عليه السلام) في بسط ملكه على الناس، فكان يُظهر للناس بأنه هو الكل في الكل في الدولة الإسلامية، ولا يحق لأحد أن يعترض على أعماله، فكان مستبداً جائراً يواجه من يخالفه بأشد العقوبة.
وبما أن بلاد الشام كانت بعيدة عن مركز الدولة الإسلامية، ولم يكن للناس آنذاك المعرفة الكاملة بالأحكام الشرعية والآداب والسنن الإسلامية، لذا فإن كثيراً منهم كان يتقبل كل ما يسمعه من معاوية.. ولهذا السبب تمكَّن معاوية من إعداد جيش كبير من هؤلاء الناس الذي عمل عليهم مدة عشرين سنة ليُقاتل به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وأن يُشعل نار الفتنة في حرب صفين، فقد تمكن طيلة هذه الفترة الطويلة من أن يخدع الناس ويُبعدهم عن حقيقة أهل البيت (عليهم السلام) وعدالتهم وفضيلتهم وتقواهم وأخلاقهم الإسلامية.
وبعد شهادة أمير المؤمنين (عليه السلام)، استمر معاوية عشرين سنة أخرى في سيطرته على كرسي الخلافة الإسلامية، طبعاً الخلافة الصورية، والتي يمكن القول عنها بأنها (حكومة المراسم) والتي تعبَّر عنها النصوص التاريخية بـ(الملك العضوض)، وهذه كناية عن الوحشية والاستبداد التي تميزت بها سياسة حكام بني أمية. (موجز عن النهضة الحسينية السيد محمد الشيرازي: ص13 بتصرف)
المخطط المشؤوم
ومن أقبح ما أقدم عليه معاوية خلال فترة وجوده بالشام هو الأمر بلعن وسب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وأصحابه على منابر المسلمين!، مدعياً بأنهم ـ والعياذ بالله ـ من قطاع الطرق، والكذابين، وأن علياً (عليه السلام) واحداً من هؤلاء، وكان معاوية يرسل خطباء خاصين إلى النواحي والبلدات ليلعنوا أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ويفتروا عليه. (موجز عن النهضة الحسينية السيد محمد الشيرازي: ص14 بتصرف)
ومن أعظم ما قام به معاوية أنه حارب إمامه وسيِّده ومولاه – إن كان مسلماً - الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في وقعة صفين المشهورة، وقد قال رسول الله (صلى الله عليه واله): (إذا رأيتم معاوية وعمرو بن العاص مجتمعين ففرقوا بينهما، فإنهما لن يجتمعا على خير) (وقعة صفين: ص218)
كما قام معاوية أيضاً بقتل الإمام الحسن (عليه السلام) بالسم الذي دسه إليه عبر جعدة بنت الأشعث، فلما أتاه خبر وفاة الإمام الحسن (عليه السلام) أظهر معاوية فرحاً وسروراً حتى سجد وسجد مَنْ كان معه. (موجز عن النهضة الحسينية السيد محمد الشيرازي: ص13، عن الإمامة والسياسة: ج1 ص196)، وكذلك قتله الصحابي الجليل حجر بن عدي وأصحابه الأخيار. (البداية والنهاية: ج6 ص252)
كما قتل العديد من المؤمنين بالسم، وكان شعاره الخبيث حيث ينسب الجريمة إلى الله تعالى وجنوده، حيث يقول: (إن لله جنوداً من عسل)، وكان من أشهرهم مالك الأشتر النخعي الذي كاد يقطع عليه ظهره في صفين حيث وصل إلى فسطاطه وطعنه برمحه، وقال لأهل العراق: (اصبروا فواق ناقة فقط فقد لاح النصر)، ووضع معاوية رجله في الركاب يُريد الفرار لولا عمرو بن العاص ومكيدته برفع المصاحف.
وذلك عندما قتل عمرو بن العاص محمد بن أبي بكر، وأحرقوه في جيفة حمار أرسل أمير المؤمنين (ع) مالك الأشتر والياً على مصر وأوصاه قالاً: (لا تأخذ على السماوة فإني أخاف عليكم معاوية وأصحابه ولكن الطريق الأعلى في البادية حتى تخرج إلى أيلة، ثم ساحل مع البحر حتى تأتيها) ففعل، فلما انتهى إلى أيلة وخرج منها صحبه نافع مولى عثمان بن عفان فخدمه وألطفه حتى أعجبه شأنه، فقال: ممَنْ أنتَ؟ قال: من أهل المدينة، قال: من أيهم؟ قال: مولى عمر بن الخطاب، قال: وأين تريد؟ قال: مصر، قال: وما حاجتك بها؟ قال: أريد أن أشبع من الخبز فإنا لا نشبع بالمدينة، فرقَّ له الأشتر، وقال له: إلزمني فإني سأجيبك بخبز.. وكان صائماً في يوم شديد الحر وأكل السمك فأكثر من شرب الماء، فعرض عليه شربة من عسل ليُخفف من أثر السمك، ثم جاء له شربة من عسل ودسَّ فيها السُّم الذي أعطاه إياه معاوية بن هند، فلم يبرح من مكانه حتى قضى نحبه شهيداً ولم يصل إلى مصر.
وفي رواية ابن المدائني قال معاوية لأهل الشام: "أيها الناس إن علياً قد وجَّه الأشتر إلى مصر فدعوا الله أن يكفيكم"، فكانوا يدعون عليه في دبر كل صلاة وأقبل الذي سقاه السم إلى معاوية فأخبره بهلاك الأشتر فقام معاوية خطيباً، فقال: "أما بعد فإنه كان لعلي بن أبي طالب يدان يمينان فقطعت إحداهما يوم صفين وهو عمار بن ياسر وقد قطعت الأخرى اليوم وهو مالك الأشتر". (بحار الأنوار المجلسي: ج ٣٣ ص ٥٥٥)
الشهيد القائد محمد بن أبي بكر
هذا الفتى الذي جاءته النجابة من أمه وأخواله، حيث كانت أمه أسماء بنت عميس الخثعمية التي تزوجت من جعفر بن أبي طالب (الطيار)، ثم تزوجها عبد الله بن أبي قحافة (أبو بكر)، فحملت بمحمد وولدته حين كان رسول الله (ص) في طريقه إلى حجة الوداع، بذي الحليفة أو بالشجرة، وبعد هلاك الرجل تزوجها أمير المؤمنين الإمام علي (ع) فتربَّى في أحضانه وبين أبنائه فكان كثيراً ما يُحبه، ويناديه (ولدي)، كما في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: "كان محمّد ربيبه وخرّيجه، وجارياً عنده مجرى أولاده، رضع الولاء والتشيّع مُذ زمن الصبا، فنشأ عليه، فلم يكن يعرف له أباً غير عليّ، ولا يعتقد لأحدٍ فضيلة غيره، حتى قال عليّ (عليه السلام) : (محمّد ابني من صلب أبي بكر)
وروى المجلسي في البحار: أن أبا بكر خرج في حياة رسول الله (صلی الله عليه وآله) في غزاة، فرأت أسماء بنت عميس، وهي تحته كأن أبا بكر متخضب بالحناء رأسه ولحيته وعليه ثياب بيض، فجاءت إلى عائشة، فأخبرتها، فبكت عائشة، وقالت: إن صدقت رؤياك فقد قُتل أبو بكر؛ إنّ خضابه الدم وإن ثيابه أكفانه، فدخل النبي (صلی الله عليه وآله) وهي كذلك، فقال: ما أبكاها؟ فذكروا الرؤيا، فقال (صلی الله عليه وآله): (ليس كما عبرت عائشة، ولكن يرجع أبو بكر صالحاً، فتحمل منه أسماء بغلام تسميه محمداً يجعله الله غيظاً على الكافرين، والمنافقين). (الثقفي في الغارات 1: 288، وبحار الأنوار المجلسي: ج ٣٣ ص ٥٦٣ وابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج 6، ص 89)
ويصفه ابن الأثير في أُسد الغابة في معرفة الصحابة فيقول: "تزوّج عليّ بأُمّه أسماء بنت عميس بعد وفاة أبي بكر، وكان أبو بكر تزوّجها بعد قتل جعفر بن أبي طالب، وكان ربيبه في حِجْره، وشهد مع عليّ الجمل، وكان على الرجّالة، وشهد معه صفّين، ثمّ ولّاه مصر فقتل بها".
وكم كان الإمام (عليه السلام) يُثني عليه ويذكره بخير في مناسبات مختلفة ويقول: (لقد كان إليّ حبيباً وكان لي ربيباً، فعند اللَّه نحتسبه ولداً ناصحاً وعاملاً كادحاً وسيفاً قاطعاً وركناً دافعاً).
بل كان يعتبره ولداً من أولاده أيضاً، فحين بلغه شهادته، حزن وتلهّف عليه وتأسّف، وتشوّق إليه، وأثنى عليه، حيث قال في تأبينه: (فعند الله نحتسبه ولداً ناصحاً، وعاملاً كادحاً، وسيفاً قاطعاً، وركناً دافعاً)، وروي أن أمير المؤمنين جزع وظهر عليه ذلك حين بلغه شهادة محمد بتلك الطريقة المفجعة فقيل له (عليه السلام): لقد جزعتَ على محمّد بن أبي بكر جزعاً شديداً يا أمير المؤمنين؟ قال: (وما يمنعني! إنّه كان لي ربيباً، وكان لبنيَّ أخاً، وكنتُ له والداً، أعدّه ولداً).
فمثل هذا الرجل الكبير، والقائد الخطير لماذا يتآمر عليه صعلوك مثل معاوية بن هند؟ كما وصفه رسول الله (ص) للتي شاورته في زواجها منه، والعجيب أنهم زادوا عليها (لا مال له)، إذ كيف يكون ابن أبي سفيان ولا مال له، ولكن رسول الله (ص) صغَّره، بوصفه (صعلوك)، ولم يستطيعوا أن يُنكروها فأضافوا إليها (لا مال له) وكأن كل فقير لا مال له يوصف بالصعلوك، وهذا لا يتوافق مع الشريعة المطهرة والسيرة المباركة لرسول الله (ص).
فهذا الشاب البطل الذي كان لم يصل عمره الثلاثين، في مقام القيادة في الجيش ويمثِّل جناح أساسي من أجنحة جيش أمير المؤمنين (ع) في حرب الجمل، ثم يكون بمكان الوالي على مصر وهي من أهم بلاد المسلمين عدداً وعُدَّة، وقوَّةً وشدَّةً، التي طمع فيها معاوية بن هند وأعطاها طُعمة لعمرو بن العاص، على أن يقف معه في حرب صفين، ولذا ما أن تتوقف الحرب بعد التحكيم حتى قصدها عمرو بن العاص في جيش كبير، لم يستطع أن يُقاومه محمد بن أبي بكر بسبب خيانة بعض أهل مصر من الأمويين، فألقوا القبض عليه وأخذوه أسيراً، ثم قتله معاوية بن حديج بحضور عمرو بن العاص ثم وضع جثته في جيفة حمار وأحرقه، وهذه الحادثة من متواترات التاريخ الإسلامي إلا أن صبيان النار الوهابية يُنكرونها لا أدري لماذا؟
فقد رَوَى الطَّبَرِيُّ فِي تَارِيخِهِ (4 / 79): "فَغَضِبَ مُعَاوِيَةُ (ابْنُ حديجٍ النَّاصِبِيُّ) فَقَدَّمَهُ فَقَتَلَهُ ثُمَّ أَلْقَاهُ فِي جِيفَةِ حِمَارٍ ثُمَّ أَحْرَقَهُ بِالنَّارِ فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ عَائِشَةَ جَزَعَتْ عَلَيْهِ جَزَعًا شَدِيدًا وَقَنَتَتْ عَلَيْهِ فِي دُبُرِ الصَّلَاةِ تَدْعُو عَلَى مُعَاوِيَةَ وَعَمْرٍو).
موقف أخته من مقتله
تروي كتب التاريخ أن لهذه المرأة التي أسرها أمير المؤمنين (ع) في معركة الجمل، فكفَّلها أخوها محمد بن الخثعمية كما كانت تقول له، وهو (أبغض أهلها إليها) كما كان يقول لها، ولكن كانت تُحبه حباً شديداً ولا تستنكر عليه إلا ولاؤه لمير المؤمنين (ع) ومحبته الشديدة له، فلما بلغها مقتل أخاها جزعت عليه جزعاً شديداً، ولما أخبروها بأنهم أحرقوه حرَّمت على نفسها الشِّواء لأجل تلك المثلة النكراء لصبيان التكفير قديماً من اتباع بني أمية.
قَالَ الضَّحَّاكُ فِي الآحَادِ وَالمَثَانِيِّ (1 / 475): أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مُعَمَّرٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ القَاسِمِ قَالَ: قَدِمَ مُعَاوِيَةُ المُدِينَةَ فَاسْتَأْذَنَ عَلَى عَائِشَةَ فَأَذِنَتْ لَهُ وَحْدَهُ وَلَمْ يَدْخُلْ مَعَهُ أَحَدٌ، فَلَمَّا دَخَلَ قَالَتْ عَائِشَةُ: أَكُنْتَ تَأْمَنُ أَنْ أُقْعِدَ لَكَ رَجُلًا فَيَقْتُلَكَ كَمَا قَتَلْتَ أَخِي مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ؟ قَالَ: مَا كُنْتِ تَفْعَلِينَ ذَلِكَ. قَالَتْ: لِمَ؟ قَالَ: إِنِّي فِي بَيْتِ آمِنٍ. قَالَتْ: أَجَلٌ)
وَأَخْرَجَ الحَاكِمُ فِي المُسْتَدْرَكِ (4 / 353): عَنْ مَرْوَانَ بْنِ الحَكَمِ قَالَ: دَخَلْتُ مَعَ مُعَاوِيَةَ عَلَى أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَةَ، فَقَالَتْ: يَا مُعَاوِيَةُ قَتَلْتَ حِجْرًا وَأَصْحَابَهُ وَفَعَلْتَ الَّذِي فَعَلْتَ (وَتَقْصِدُ قَتْلَهُ أَخَاهَا وَحَرْقَهُ) مَا تَخْشَى أَنْ أُخَبِّئَ لَكَ رَجُلًا فَيَقْتُلَكَ؟ قَالَ: لَا، إِنِّي فِي بَيْتِ أَمَانٍ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) يَقُولُ: الإِيمَانُ قَيْدُ الفَتْكِ، لَا يَفْتِكُ مُؤْمِنٌ).
ويروي الشيخ المجلسي فيقول: "فلما بلغ ذلك عائشة جزعت عليه جزعاً شديداً وقنتت في دبر كل صلاة تدعو على معاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، ومعاوية بن حديج، وقبضت عيال محمد أخيها وولده إليها، فكان القاسم بن محمد في حجرها.
وعن محمد بن عبد الله بن شداد قال: حلفت عائشة [أن] لا تأكل شواءاً أبداً بعد قتل محمد فلم تأكل شواءاً حتى لحقت بالله وما عثرت قط إلا قالت: (تعس معاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، ومعاوية بن حديج). (بحار الأنوار المجلسي: ج ٣٣ ص ٥٦٢)
فالقارئ للتاريخ والباحث فيه يجد أن الفكر الداعشي، والوهابي التكفيري، وكل أعمال هذه القطعان الضالة الصهيووهابية المجرمة هي نابعة من دولة بني أمية ورجالها من النواصب الذين ما كان لهم همٌّ إلا ضرب الإسلام وقتل المسلمين لا سيما أهل البيت (ع) وأصحابهم الميامين، وما هذا الشاب القائد الكبير محمد بن أبي بكر إلا واحداً من أولئك الشهداء السعداء من أصحاب الإيمان والولاء لأهل بيت خير الأنبياء (ص) كما أمر الله في كتابه.
اضف تعليق