نخصّص بابا مستقلاً في تراجم علماء كربلاء ممّن استوطنوا هذه المدينة المقدّسة واتخذوها كموطن لهم ومنطلقاً لحركتهم العلمية للإطلاع على سيرتهم العطرة، والاقتداء بهم في نهجهم النيّر، ومعرفة مدى إخلاصهم وتضحياتهم من أجل المذهب وكيف أنهم قدموا الغالي والنفيس من أجل إعلاء راية التشيّع خفاقة...

شهدت مدينة كربلاء المقدّسة عبر العصور المختلفة حضور العديد من رجال العلم وأساطين المعرفة ممّن يُشار إليهم بالبنان ويشهد لهم بالقداسة والصلاح.

وممّا يؤسف له أنّ كثيراً من رجال العلم في حوزة كربلاء تجدهم من المغمورين فلا يمر ذكرهم إلا القليل حتى لدى رجال العلم وطلاب الحوزات.

ومن هنا وجدت من الجدير بنا أن نخصّص بابا مستقلاً في تراجم علماء كربلاء ممّن استوطنوا هذه المدينة المقدّسة واتخذوها كموطن لهم ومنطلقاً لحركتهم العلمية للإطلاع على سيرتهم العطرة، والاقتداء بهم في نهجهم النيّر، ومعرفة مدى إخلاصهم وتضحياتهم من أجل المذهب وكيف أنهم قدموا الغالي والنفيس من أجل إعلاء راية التشيّع خفاقة في كل أنحاء العالم.

وقبل أن نشرع بتراجم علماء كربلاء نشير إلى الضوابط التي اتبعناها في نسبة كل عالم إلى حوزة كربلاء وهي:

1- المولد: ففي كثير من التراجم تجد أنّهم يشيرون إلى محل الولادة وكونه قد وُلد في هذا البلد ونشأ في هذا البلد.

2- النسب: للنسب أيضاً مدخليّة كبيرة في تصنيف إنسان ما على بلد معيّن، فمثلاً عشائر كربلاء مشهورة ومعروفة وصرف كون الإنسان من تلك العشيرة كافي في تصنيفه على مدينة كربلاء، أو يكون العالم من أُسر كربلاء المعروفة.

3- الدراسة والتدريس: كثير من العلماء لاينتمون إلى كربلاء ولادة ولاعشيرة وإنّما تتلمذوا فيها على علمائها ونهلوا من معارفهم حتى عدّوا من علماء كربلاء، أو أنّهم درّسوا فيها وأفاضوا من علومهم على الطلبة بحيث عدّوا من علمائها.

4- الاستيطان: كثير أيضاً من العلماء استوطنوا مدينة كربلاء واتخذوها كموطن ومؤئل لهم مدّة من الزمن بحيث عدّوا من أهلها.

ولايخفى أنّ مثل هذه العوامل قد تجتمع معاً لدى شخصية ما فتراه قد وُلد في كربلاء وينتسب إلى عشائر كربلاء وتتلمذ على علمائها واستوطنها وتُوفّي فيها، وقد تفترق في بعض، فبعضهم هاجر إلى كربلاء، والبعض وُلد فيها، ومنهم من تتلمذ على علمائها.

تساؤل وإيضاح

قد يتساءل البعض قائلاً: ما المُراد بالعلماء في البحث؟

فهل المُراد منهم هم الفقهاء المجتهدون أو مطلق العلماء؟

فقد يُعترض علينا بأنّكم تُرجمتم علماء أبرار مقدّسين لم يأت التأريخ بأمثالهم كالسيّد بحر العلوم، والشيخ الأعظم الأنصاري، والشيخ النراقي، والشيخ ابن فهد الحلّي وآخرين من أهل العلم المتأخّرين ممّن لم يبلغوا من الكمال العلمي إلى مستوى هؤلاء الأعلام، فماهي ضابطتكم في ترجمة علماء كربلاء؟

وفي جوابهم نقول: إنّ العلم من الأمور التشكيكية فهو يصدق على أمثال هؤلاء الفحول من رجال العلم ممّن استوطنوا مدينة كربلاء المقدّسة وعلى آخرين هم أقل علماً وهذا لايخدش في ضابطة البحث وهي ترجمة أهل العلم في مدينة كربلاء، علماً أنّي جمعت ما عثرت عليه وأعلم أنّه قد غاب عنّي الكثير منهم، فإن لم أذكر شخصية ما أو أخللت في ترجمة بنقصان أو زيادة أو نسبة غير صحيحة فهو عن غفلة وسهو سائلاً المولى تعالى أن يأخذ بيدي إلى السداد وأن يكون هذا الجهد المتواضع مقبولاً لدى سيّدي ومولاي أبي عبدالله الحسين وأن ينظرني بنظرة رحيمة منه لألقى بها الباري تعالى قرير عين يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

حُميد بن زياد النينوائي: مؤسّس حوزة كربلاء

هو حُميد بن زياد بن حمّاد بن حماد بن زياد هوار الدهقان، أبو القاسم الدهقان الكوفي.

قال فيه الشيخ النجاشي (رحمه الله): كوفي سكن سورا، و انتقل إلى نينوى قرية على العلقمي إلى جنب الحائر على صاحبه السلام، كان ثقة، واقفاً، وجهاً فيهم، سمع الكتب (1).

وذكره الشيخ الطوسي (رحمه الله) في رجاله في من لم يروا عن الأئمّة (عليهم السلام) فقال: عالم جليل، واسع العلم، كثير التصانيف، قد ذكرنا طرفاً من كتبه في الفهرست (2).

وقال في الفهرست: حميد بن زياد، من أهل نينوى، قرية إلى جنب الحائر- على صاحبه السلام-ثقة، كثير التصانيف، روى الأصول أكثرها، له كتب كثيرة على عدد كتب الأصول (3).

وقال ابن شهر آشوب: حميد بن زياد: من أهل نينوى، ثقة، له أصل (4).

وذكره العلامة في القسم الأول من الخلاصة. وبعد إيراده لصدر عبارة النجاشي، وصدر عبارة الشيخ في الرجال قال: فالوجه عندي قبول روايته إذا خلت من المعارض (5).

سكن سُورى بلدة بالعراق من أرض بابل، من بلاد السريانيين، قريبة من الحلّة، وقد اضمحلت الآن، ثم انتقل إلى كربلاء واستقر بها.

مشايخ حميد بن زياد

نُقل أنّ (30%) من مشايخ حُميد بن زياد كانوا من الثقات الأجلاء، وحدود (60%) منهم لم يرد فيه توثيق، وحدود (10%) كانوا من الضُعفاء (6).

ومن أشهر مشايخ حميد بن زياد هم: إبراهيم بن سليمان بن حيّان النهمي، وأبو عمر الضرير، وأحمد بن الحسن البصري، وأحمد بن علي بن رباح، والحسن بن علي اللؤلؤي وغيرهم الكثير.

من رووا عن حميد

ذُكر في فهرست حُميد بن زياد أنّ حدود (50%) ممّن رووا عن حميد بن زياد كانوا من الثقات الأجلاء، وأن مايقارب (30%) منهم كانوا من المجهولين، وحدود (20%) من الضُعفاء (7).

ومن أشهر الذين رووا عن حميد بن زياد والذين حميد من مشايخهم هم:

1- الحسين بن علي بن سفيان البَزَوفَريّ: ذكره الشيخ في رجاله في من لم يرو عن الأئمة (عليهم السلام) وقال: يُكنّى أبا علي، ابن عم أبي عبدالله، روى عنه التلعكبري وسمع منه خمس وستين وثلاثمائة، وله منه إجازة، وكان يروي عن أبي علي الأشعري، أخبرنا عنه محمد بن محمد بن الحسن والحسين بن عبيدالله الغضائري (8).

4- علي بن حاتم القزوينيّ: قال النجاشي عنه: علي بن أبي سهل حاتم بن أبي حاتم القزويني، أبو الحسن، ثقة من أصحابنا في نفسه (9).

5- محمد بن أبي بكر همّام بن سُهيل الإسكافي: قال عنه النجاشي: شيخ أصحابنا ومتقدمهم، له منزلة عظيمة، كثير الحديث (10).

6- الشيخ الكليني: قال عنه النجاشي: محمد بن يعقوب بن إسحاق، أبو جعفر الكليني، وكان خاله علاّن الكليني الرازي شيخ أصحابنا في وقته بالري ووجههم، وكان أوثق الناس في الحديث وأثبتهم (11).

7- عبدالله بن أحمد بن أبي زيد الأنباري: قال عنه الشيخ في الفهرست: كان مقيما بواسط، وقيل: إنه كان من الناووسيّة (12).

8-أحمد بن محمد بن الحسن بن الجهم: أبو غالب الرازي: قال عنه النجاشي: وكان أبو غالب شيخ العصابة في زمنه ووجههم (13).

حُميد بن زياد والواقفية

تعرّض العلامة المامقاني في (تنقيح الرجال) إلى نسبة الوقف إلى حُميد بن زياد وكيف وقع التنافي بين الشيخ الطوسي الذي لم يتعرّض إلى واقفيّة حُميد في كتابيه (الرجال والفهرست) ممّا يدل على كونه اثنا عشريا، وبين انفراد الشيخ النجاشي وتصريحه بكون حميد من الواقفة، قال العلامة المامقاني: ولا يخفى ما بين كلام الشيخ (رحمه الله) والنجاشي- من جهة عدم غمز في مذهبه-كونه إمامياً، ثقة، وصريح الشيخ النجاشي كونه واقفيا، ثقة (14).

والحقّ أنّ حميد كان من الواقفة لأمور:

1- أنّ الشيخ ليس في صدد التعرّض إلى مذهب حميد بن زياد، بخلاف الشيخ النجاشي في مقام بيان مذهبه.

2- عدم تعرّض الشيخ الطوسي لمذهب حميد بن زياد لا يعدو كونه ظاهراً في أنه ليس من الواقفة، ولكن كلام النجاشي نصّ في كونه من الواقفة.

2- عدم انفراد الشيخ النجاشي بواقفيّة حميد بن زياد بل صرّح به أيضاً أبو غالب الرازي في رسالته إلى حفيده (15).

مصنّفات حُميد بن زياد

كان حُميد بن زياد مُكثراً في التصنيف له العديد من المصنّفات بعدد الأصول الأربعمائة، وإلى ذلك يشير الطوسي في قوله: له كُتب كثيرة على عدد الأصول (16).

وقد عدّد الشيخ النجاشي مصنفات حميد بن زياد (17)، ومنها:

1- كتاب النوادر وهو كتاب كبير.

2- كتاب الخمس.

3- تأريخ الرجال.

4-كتاب الدلائل.

5- الجامع في أنواع الشرائع.

6- الدعاء: لأبي عبدالله محمد بن عباس بن عيسى الغاضري المفسّر الثقة.

7- كتاب الفرائض.

8- كتاب من خالف الحق وأهله.

9-كتاب فضل العلم والعلماء.

10- كتاب الثلاث والأربع.

11- كتاب من روى عن الصادق (عليه السلام).

12- الفهرست.

حُميد بن زياد في أسناد الأخبار

وقع حُميد بن زياد في أسناد كثير من روايات أهل البيت (عليهم السلام)، فإنّ عدد الأخبار التي تخلّلها حُميد يبلغ (516) مورداً، وذلك على نحوين:

الأول: بعنوان (حُميد بن زياد) وقد ورد في ذلك (448) مورداً.

الثاني: بعنوان (حُميد) وقد ورد في ذلك (38) مورداً (18).

ومن الذين أكثروا الرواية عن حُميد بن زياد هو الشيخ الكليني حيث روى عنه في (الكافي) ما يقارب (448) رواية، وقيل: (358) رواية (19)، ونقل الشيخ الطوسي في (التهذيب) عن حُميد (139) رواية، وفي (الاستبصار) (137) رواية، لكن الشيخ الصدوق لم يرو في (من لا يحضره الفقيه) عن حُميد سوى (3) روايات (20).

كما روى شيخ المُفسّرين أبي الحسن علي بن إبراهيم القمّي (رحمه الله) في تفسيره مباشرة عن حُميد بن زياد، وروى أيضاً عنه الشيخ أبوعبدالله الحسين بن علي البزوفري وهو من طبقة الشيخ الصدوق ومن رواة الشيعة، وهو أيضاً من أساتذة الشيخ المُفيد.

دفع توهّم

ذهب بعض المحقّقين إلى أنّ حُميد بن زياد كان من المُعمّرين لروايته بلا واسطة عن أمثال جابر بن يزيد الجعفي وأبي حمزة الثمالي ما يكشف عن كونه من المُعمّرين (21).

إلا أنّ التحقيق لا يساعد على ذلك، لأنّ حميد وإن كان يروي في فهرسته عن أصحاب الإمام الصادق (عليه السلام) بواسطة واحدة إلا أنّ رواية عنهم مرسلة.

أضف إلى ذلك أنّ حُميد تُوفّي سنة (310) ولذا يبعد جدا روايته عن أصحاب الإمام الباقر وابنه الصادق (عليهما السلام) مباشرة.

دور حُميد في نقل الأصول

لا يخفى أنّ لحُميد بن زياد دوراً كبيراً في نقل الكتب التي سُمّيت عند قدماء أصحابنا بالأصول، وقد أشار الشيخ الطوسي إلى ذلك بتعابير مختلفة وهي:

الأول: التعبير: بروى عنه حُميد أصولاً كثيرة، ففي ترجمة أحمد بن محمد بن سلمة الرصافي البغدادي، وأحمد بن محمد بن زيد الخُزاعي، وإبراهيم بن سليمان بن حيّان الرصافي البغدادي، والقاسم بن إسماعيل القرشي، ومحمد بن خالد الطيالسي، ومحمد بن الحسن بن خازم، وعبيدالله بن أحمد بن نهيك.

الثاني: التعبير بروى عنه حُميد كتباً كثيرة من الأصول، وعلى سبيل المثال في ترجمة علي بن أبي صالح قال الشيخ الطوسي في رجاله: علي بن بُزُرج: يُكنّى أبا الحسن، روى عنه حُميد كتباً كثيرة من الأصول.

الثالث: التعبير بروى عنه حُميد...وغير ذلك من الأصول، وكمثال على ذلك ذكر الشيخ الطوسي في رجاله في أحوال أحمد بن ميثم بن أبي نعيم الفضل بن دُكين، فقال: روى عنه حُميد بن زياد كتاب الملاحم وكتاب الدلالة وغير ذلك من الأصول (22).

هل كان حُميد مؤسّس حوزة كربلاء؟

ربما يتصور البعض بأن حُميد بن زياد هو من أسّس حوزة كربلاء وإليه يعود الفضل في الحركة العلمية التي شهدتها مدينة كربلاء عبر العصور المختلفة.

وقبل أن نحكم على هذا الرأي بالصحة أو الخطأ نشير إلى أمور:

1- لاشك أن حميد بن زياد من أوائل العلماء الذين استوطنوا مدينة كربلاء وله فضيلة السبق في هذا المجال.

2- أنّ حميد كما ذكرنا من كبار أهل العلم وله دور عظيم في حفظ تراث أهل البيت (عليهم السلام) ونقله للأجيال.

3- عادة العلماء لما يحلون في أي قطر يسعون في نشر العلوم وتربية العلماء وهذا ليس ببعيد على حميد بن زياد،، ولكن ليس لدينا دليل صريح ينصّ على ذلك، ولذا القول بأنّه مؤسّس الحوزة العلميّة في كربلاء وأن في عهده شهدت حوزة كربلاء حركة علمية عظيمة يبقى في نطاق الاحتمال والظن.

أضف إلى ذلك هناك شخصيّات علميّة كبيرة غير حُميد بن زياد كان لها امتياز السبق في سكنى كربلاء، ومنهم:

عثمان بن عيسى

هو أبو عمرو العامري، الكلابي، الروَاسي بالولاء، الكوفي روى عن: أبي إسحاق الجرجاني، وأبي أيّوب الخزّاز، وأبي بصير، وأبي حمزة الثمالي، وعمر بن أُذينة، وعبد اللَّه بن مسكان، وظريف بيّاع الأكفان، وإسحاق بن عمّار، وزرارة بن أعين، وسعيد الأعرج، وحريز بن عبد اللَّه، وإسماعيل بن جابر، وسماعة بن مهران وأكثر عنه، وعبد اللَّه بن سنان، ومسمع بن عبد الملك، وعلي بن أبي حمزة، وعلي بن سالم، وهارون بن خارجة الكوفي، وآخرين روى عنه: أبو عبد اللَّه بن خالد البرقي، وإبراهيم بن حميد، وإبراهيم بن هاشم، وجعفر الأحول، وإسماعيل بن مهران، وأحمد بن محمد بن عيسى، والحسين ابن سعيد، وموسى بن القاسم، ويعقوب بن يزيد، وعلي بن مهزيار، وسهل بن زياد، وسندي بن الربيع، وآخرون وكان من أصحاب الإمام أبي الحسن الكاظم (عليه السلام)، والمقرّبين لديه، ووكلائه الثقات.

سمع منه الحديث، وروى عنه، وكان في يده أموال كثيرة للإمام الكاظم (عليه السلام) ولمّا مات الإمام (عليه السلام)، وانتقل الأمر إلى ابنه الرضا (عليه السلام)، طلبها، فلم يدفعها إليه، فسخط عليه الرضا (عليه السلام)، ثم ندم عثمان ندماً شديداً، وتاب توبةً نصوحاً وبعث إليه بالمال، وانضمّ في عِداد أصحابه (عليه السلام)، فروى عنه، وعن الجواد أيضاً.

رأى في منامه أنّه يموت بالحائر، ويدُفن هناك، فرفض الكوفة ومنزله وخرج إلى الحائر وابناه معه، فقال: لا أبرح منه حتى يمضي اللَّه عزّ وجلّ مقاديره، وأقام يعبد ربّه عزّ وجلّ حتى مات في حدود سنة مئتين، ودُفن فيه، ورجع ابناه إلى الكوفة، عدّه الكشّي في قولٍ من أصحاب الإجماع. صنّف كتباً عديدة منها: المياه، القضايا والأَحكام، الوصايا، والصلاة، يرويها عنه: أحمد بن محمد بن عيسى ووقع في أسناد سبعمائة وخمسة وأربعين مورداً من روايات أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) (23).

عباس بن عيسى الغاضري

أبو محمد، قال عنه النجاشي: عباس بن عيسى الغاضري: كوفي، أبو محمد، قالوا: كان يسكن في بني غاضرة، أخبرنا أحمد بن عبدالواحد، قال: حدّثنا علي بن حبشي ابن قوني، قال: حدّثنا حُميد بن زياد، قال: محمد بن عباس بن عيسى، عن أبيه، بكتابه (24).

وقال الشيخ: عباس بن عيسى، له كتاب أخبرنا به جماعة، عن أبي المفضّل، عن حميد، عن أحمد بن ميثم، عنه (25).

محمد بن عباس الغاضري

هو محمد بن عباس بن عيسى الغاضري، أبو عبد اللَّه، وقيل: أبو جعفر، كان يسكن بني غاضرة فيما قيل، وهو من مفسّري الشيعة.

وُلد في ونشأ في (الغاضريّة)، وروى عن أبيه، والحسن بن علي بن أبي حمزة، وعبد اللَّه بن جبلة، وصنّف كتباً، منها: الفرائض، الدعاء، الملاحم، التفسير، الجنّة والنار، وزيارة أبي عبد اللَّه (عليهم السلام).

وقال الشيخ الطوسي: روى عنه حُميد كتباً كثيرة من الأُصول (26).

وقد تعرّض إليه السيّد الصدر في (تأسيس الشيعة) في طبقة مفسّري الشيعة، فقال: ومنهم: أبو عبدالله الغاضري، كان يسكن بني غاضرة وهو محمد بن العباس بن عيسى، له كتب منها كتاب التفسير ذكره النجاشي أيضاً وهو في طبقة سعد بن عبدالله القمّي من علماء الماية الثالثة (27).

وهناك دعوى أنّ تسمية الغاضريين بهذا الاسم نسبة للغاضريّة قُرب الفرات أطراف كربلاء وإلى ذلك يشير العلاّمة المامقاني قائلاً: ثم لا يخفى عليك أنّه قد نزل بنو غاضرة هؤلاء موضعاً على الفرات من سواد الكوفة قُرب كربلاء المشرّفة، فسمّي الغاضريّة بهم، والنسبة إليه و إليهم غاضري(28).

...............................................
(1) رجال النجاشي: 132.
(2) رجال الطوسي: 421.
(3) الفهرست: 60.
(4) معالم العلماء: 43. (5) خلاصة الأقوال: 59.
(6) فهارس الشيعة: 1/444.
(7) فهارس الشيعة: 1/455.
(8) رجال الطوسي: 410.
(9) رجال النجاشي: 263.
(10) رجال النجاشي: 379.
(11) رجال النجاشي: 377.
(12) الفهرست: 279.
(13) رجال النجاشي: 83.
(14) تنقيح المقال: 24/325.
(15) رسالة أبي غالب الرازي إلى ابن ابنه في ذكر آل أعين: 150.
(16) الفهرست: 60.
(17) رجال النجاشي: 132.
(18) موسوعة طبقات الفقهاء: 4/189.
(19) الكليني والكافي: 174.
(20) موسوعة طبقات الفقهاء: 4/189.
(21) الذريعة: 2/148.
(22) فهارس الشيعة: 1/21-22.
(23) رجال النجاشي ج1 ص300.
(24) رجال النجاشي ج1 ص281.
(25) رجال الطوسي: 441.
(26) رجال الطوسي: 430.
(27) تأسيس الشيعة ص331.
(28) تنقيح المقال: 23/262.

اضف تعليق