q

يحتاج جسم الانسان لبعض المواد المهمة لصنع الخلايا او فرز انزيمات معينة او لتعمل على توازن الدم، ومن أهم هذه المواد هي مادة الكولسترول فهي بمثابة الوقود والطاقة للجسم، لكن ارتفاع نسبة الكوليسترول خطير جداً ويجب المحافظة على توازنه من مسببات الكوليسترول إما زيادة الوزن أو أكل البيض وتناول الغذاء المشبع بالدهون والتدخين وشرب الخمور.

إن الكثير من الكوليسترول في الدم يمكن أن يؤدي لتكون مواد دهنية على جدران الأوعية الدموية، ويؤثر على تدفق الدم إلى القلب والمخ وبقية أجهزة الجسم، وبمرور الوقت يمكن للشرايين أن تتلف فيصاب الإنسان بآلام القلب، التي تدعى الذبحة الصدرية أو أزمة قلبية، وانخفضت معدلات الوفيات بسبب أمراض القلب، لكن بمعدلات أسرع بين كبار السن أكثر من صغار السن، ويبدو أن حالات انتشار المرض تتزايد، وتؤدي كل عشر سنوات من ارتفاع نسبة الكوليسترول إلى زيادة احتمال الاصابة بأمراض القلب بـ 39 في المئة، وتمثل امراض القلب والاوعية الدموية السبب الاول للوفيات في العالم مع 18 مليون وفاة سنويا بحسب منظمة الصحة العالمية.

كل عقد يحدث فيه ارتفاع متوسط في معدلات الكوليسترول في المرحلة العمرية بين 35 و55 عاما، يزيد من فرص الإصابة بأمراض القلب 40 في المئة، هذا ما حذرتبه دراسة طبية أمريكية من أن الارتفاع في نسبة الكوليسترول في فترة منتصف العمر، حتى لو كان طفيفا، يزيد بصورة واضحة من خطر الإصابة بأمراض القلب.

اما فيما يتعلق بالعلاجات خطا فريق باحثين الخطوة الأولى نحو علاج أمراض القلب باستخدام جسيمات مجهرية تعمل على إعادة فتح الشرايين المسدودة، وطور الباحثون نسخة صناعية من جزيء الكوليسترول المفيد المعروف باسم HDL الغني بالبروتين الشحمي الكثيف، والذي يستخدم في علاج أمراض القلب، في حين الكوليسترول المفيد، فيعمل على إزالة الكوليسترول الضار ونقله إلى الكبد حيث يتخلص منه الجسم.

وتعتمد طريقة العلاج الجديدة على إزالة الرواسب الموجودة على جدران الشرايين باستخدام جسيمات صناعية دقيق، يرى بعض المتخصصين إنه مازال يعول على العلاجات المستقبلية للكوليسترول الجيد، وهو يختبر ما إذا كان من الأفضل عمل كوليسترول صناعي في المعمل وحقنه مباشرة في حالات خطرة لمرضى القلب لتخفيف آثار انسداد الشرايين. مشيرا إلى أنه يدرس مع شركات فرنسية عدة طرق بهذا الشأن.

الى ذلك فإن تناول الأفوكادو وزيت الزيتون والسمك والمكسرات يزيد من مستويات الكوليسترول "الحميد"، وقد توصلت دراسة جديدة إلى أن بعض الأشخاص ممن لديهم مستويات عالية من الكوليسترول الذي يفترض أنه الحميد هم الفئة الأشد عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب.

وتحدث اضطرابات في مجرى الدم بين الكوليسترول "السيء" الذي يتخلص من المادة الدهنية في الشرايين والكوليسترول "الحميد" الذي يحملها في الدم، وعلى الرغم من أن الباحثين تشككوا في أهمية زيادة مستويات كوليسترول البروتين الدهني مرتفع الكثافة، فهم يصرون على أنه مازال يعد أداة جيدة للتنبؤ بخطر الإصابة بالأزمات القلبية.

الكوليستيرول الوراثي والازمات القلبية المبكرة

اظهرت دراسة نشرت في الولايات المتحدة ان تشخيص الاصابة بالكوليستيرول الوراثي على نطاق واسع قد يجنب وقوع 600 حالة إحتشاء في عضلة القلب عند الاشخاص دون سن الاربعين في انكلترا وويلز.

ففرط كوليستيرول الدم العائلي هو اضطراب جيني يمتاز بمستوى مرتفع من الكولستيرول السيء (ال دي ال) ويشكل السبب الوراثي الرئيسي للامراضي القلبية-الوعائية.

ومن دون علاج وقائي لدى الشباب الذين يحملون هذا التحول الجيني، يزداد لدى هؤلاء لاشخاص احتمال الاصابة بازمة قلبية عشر مرات مقارنة بافراد الفئة العمرية نفسها الذين لا يحملون هذا التغير الجيني على ما خلص معدو هذه الدراسة التي نشرت في الموقع الالكتروني للمجلة الطبية الاميركية "نيو انغلاند جورنال اوف مديسين.

ويحمل طفل من كل 270 طفلا هذا التحول الجيني المسبب للكوليستيرول الوراثي اي ضعف تقريبا ما كان عليه المعدل سابقا (واحد على كل 500 طفل) على ما اكد الباحثون في معهد ولسون للطب الوقائي في جامعة كوين ماري في لندن. بحسب فرانس برس.

ونظرا الى الطبيعة الوراثية لهذه المشكلة لا بد ان يكون احد الوالدين مصابا بها. واوضح الباحثون ان الامر يسمح تاليا بتشخيص الاصابة لدى جيلين في الوقت عينه، وقال الاستاذ الجامعي ديفيد والد من جامعة كوين ماري والمشرف الرئيسي على هذه الابحاث ان "هذه الدراسة تظهر منافع تشخيص الاصابة لدى الطفل والاهل على نطاق واسع وهي المقاربة الوحيدة التي توفر امكانية ان تشمل الفحوصات كل السكان وتحديد من يتعرض منهم لخطر مرتفع للاصابة بازمة قلبية في سن مبكرة"، وتقوم المرحلة المقبلة على دراسة السلطات الصحية البريطانية لامكانية توفير فحص التشخيص لكل الاطفال خلال حصولهم على لقاح بين عمر السنة والسنتين على ما اضاف.

واجريت الدراسة في 92 مركزا طبيا في انكلترا وويلز تم خلالها فحص 1059 طفلا لقياس مستوى الكوليستيرول في دمهم ومعرفة ما اذا كانوا يحملون هذا التحول الجيني، وعندما رصد التحول الجيني لدى طفل تم الاتصال بوالديه للخضوع لفحوصات ايضا، وفي اطار هذه الدراسة رصد هذا التحول الجيني على شخص من كل 125 شخصا كان يواجه احتمالا كبيرا للاصابة باحتشاء في عضلة القلب.

الأزمات القلبية والسكري في الأسرة

كشفت دراسة طبية هولندية عن أن الأطفال الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بالأزمات القلبية والنوع الثاني من داء السكري تزيد لديهم فرص ارتفاع نسب الكولسترول عن غيرهم من الأطفال، قالت نينا بيرينتزن الباحثة بالمعهد الوطني للصحة العامة والبيئة في بلتهوفن ومركز أوترخت الطبي الجامعي "احتشاء عضلة القلب بين أفراد الأسرة مرتبط بالكولسترول لدى الأطفال بينما يرتبط السكري في الأسرة بمحيط الخصر لدى الأطفال والكولسترول وإتش.بي.إيه.1سي (وهو قياس لمتوسط مستويات السكر في الدم). بحسب رويترز.

وقالت لرويترز في رسالة بالبريد الالكتروني "الشيء المهم هو أن التاريخ الطبي لدى كل أسرة على حدة مرتبط بمستويات مرتفعة من الكولسترول لدى الأطفال وهو ما يدل على أن التاريخ الطبي للمرضين قد يسهم في مخاطر إصابة بالسكري وأمراض القلب عبر مسارات مختلفة"، واستعان الباحثون ببيانات عن أكثر من 1300 طفل في هولندا وجميعهم يبلغون 12 عاما، وقدم الآباء بيانات عن تاريخهم وتاريخ آبائهم الطبي المرتبط بالأمراض القلبية ومنها الأزمات والسكتات الدماغية علاوة على النوع الثاني من السكري.

بعد النوبات القلبية‭..‬ الناس يمتثلون لأوامر الأطباء بشأن أدوية الكوليسترول

أشارت دراسة كبيرة إلى أن الناس قد يمتثلون بشكل أفضل لأوامر الأطباء بشأن أدوية الكوليسترول بعد النوبات القلبية الشديدة.

قال كبير الباحثين إيان كرونيش من المركز الطبي بجامعة كولومبيا في رسالة بالبريد الإلكتروني "نظريتنا هي أن الانتقال للمستشفى نتيجة نوبة قلبية يمثل لحظة تعلم أو نداء صحوة للمرضى لكي يبذلوا أقصى ما في وسعهم لمنع نوبة قلبية أخرى"، ودرس الباحثون أكثر من 175 ألف حالة لأشخاص أعمارهم 65 عاما أو أكبر أوصاهم أطباؤهم بتناول أدوية لخفض الكوليسترول، وقسم الباحثون المرضى إلى ثلاث مجموعات تضمنت الأولى 6600 شخص نقلوا للمستشفى بسبب إصابتهم بنوبات قلبية بين عامي 2007 و2011 بينما شملت المجموعة الثانية 11 ألف شخص نقلوا للمستشفى خلال الفترة ذاتها لإصابتهم بالالتهاب الرئوي وضمت المجموعة الثالثة 158 ألف شخص لم ينقلوا إلى مستشفيات على الإطلاق.

وكان ثلث المصابين بنوبات قلبية لا يمتثلون لتناول أدوية خفض الكوليسترول بنسبة عشرين في المئة. وبالمقارنة مع مرضى الالتهاب الرئوي غير الممتثلين للعلاج فإن نسبة تناول مرضى النوبات القلبية - الذين لم يكونوا يمتثلون للعلاج - لأدوية خفض الكوليسترول زادت بنسبة سبعين في المئة بعد مغادرتهم المستشفى. بحسب رويترز.

وبحثت الدراسة أيضا في أمر المرضى الذين كان سلوكهم مختلفا تماما بمعنى أنهم كانوا يتناولون أدوية خفض الكوليسترول بشكل مستمر قبل الذهاب للمستشفى بسبب النوبات القلبية أو الالتهاب الرئوي، وخلصت الدراسة إلى أنه بشكل عام فإن نحو ثلث هؤلاء المرضى بدأوا لا يمتثلون لتناول جرعات الأدوية بعد الخروج من المستشفى.

زيادة مستويات الكولسترول الجيد ليست الحل الانسب لمكافحة حالات احتشاء القلب

اظهرت نتائج تجربة سريرية واسعة النطاق أن زيادة معدل الكولسترول الجيد (اتش دي ال) لا يحمل اي اثر وقائي من النوبات القلبية، ما اثار ريبة اطباء في القلب، وركزت الدراسة على جزيء يحمل اسم "ايفاسيترابيب" لمختبرات "ايلي ليلي" من شأنه السماح بزيادة الكولسترول الجيد بنسبة 130 % مع تخفيض مستوى الكولسترول السيء (ال دي ال) بنسبة 37 %. غير أن هذا الدواء الذي تم تقديمه في مرحلة معينة كمنتج ثوري، لم يقلص البتة مخاطر الاصابة باحتشاء في عضلة القلب او بجلطات دماغية او بذبحات صدرية او عدد الوفيات الناجمة عن هذه المشكلات.

ولم تترجم الاثار الايجابية لهذا الجزيء على الكولسترول بأي تقليص للنوبات القلبية، وهو الهدف الرئيسي من التجربة السريرية، على ما ذكر الباحثون خلال تقديمهم النتائج المفصلة خلال المؤتمر السنوي للجمعية الاميركية لطب القلب في شيكاغو خلال اليومين الماضيين، وقال استاذ طب القلب في جامعة اديلايد الاسترالية ستيفن نيكولس وهو أحد المعدين الرئيسيين لهذه التجربة "نحن امام مفارقة: ففي حين يضاعف هذا الجزيء مستويات الكولسترول الجيد ويقلص بوضوح مستويات الكولسترول السيء، الا انه لا يحمل اي اثر عيادي"، وأضاف "شعرنا بالخيبة وفوجئنا ايضا ازاء هذه النتائج".

وقد جمعت هذه التجربة السريرية من المرحلة الثالثة اكثر من 12 الف مشارك ممن يواجهون مخاطر كبيرة على مستوى صحة القلب، وتم توقيفها في تشرين الاول/اكتوبر 2015، وأوضحت مختبرات "ايلي ليلي" هذا القرار بأن النتائج الأولية تدفع الى الاعتقاد بأن هذا الجزيء لم يسجل الاثار المرجوة في تقليص معدلات النوبات القلبية والوفيات الناجمة عن امراض القلب والاوعية الدموية. بحسب فرانس برس.

وفي المعدل، سجل لدى المرضى الذين تناولوا جزيء "ايفاسيترابيب" على مدى 18 شهرا تراجع في مستوى الكولسترول السيء بنسبة 37 % وزيادة بنسبة 130 % في الكولسترول الجيد مقارنة مع المرضى الذين تناولوا دواء وهميا. لكن لم يسجل اي فارق بين المجموعتين على صعيد نسب الاصابة باحتشاء في عضلة القلب او بجلطات دماغية او في معدل الوفيات.

الكوليسترول "المفيد" مازال بحاجة لمزيد من الدراسات

قال باحثان بارزان في أمراض القلب إن الطرق الجديدة للسيطرة على الكوليسترول، بما في ذلك الحقن المباشر لما يعرف بالكوليسترول "الجيد" في المرضى بحاجة لمزيد من الدراسة بعد فشل العلاجات الواعدة من شركات إلي ليلي وفايزر وروشيه هولدينج إي جي.

وكانت مؤسسة ليلي قد أوقفت في أكتوبر/ تشرين أول الماضي دراسة شملت 12 ألف مريض على عقارها الفموي التجريبي evacetrapib ، والذي أظهر في دراسات صغيرة سابقة قدرة على تقليل الكوليسترول السلبي LDL ومضاعفة معدلات الكوليسترول الجيد HDL.

ولكن تحسين معدلات الكوليسترول الجيد لم تمنع الأزمات القلبية والسكتات الدماغية، مما أزال آمالا بالتوصل لعلاجات لمرض القلب – برفع معدلات الكوليسترول الجيد وقف عمل بروتين يدعى CETP، وكانت روشيه قد تخلت عام 2012 عن عقارها الذي يوقف عمل بروتين CETP بعد فشله في مساعدة المرضى. وكذلك فايزر التي أوقفت عقارها عام 2006 بعد أن تم ربطه بحالات وفاة خلال تجربته.

ورغم ذلك، تواصل شركة ميرك آند كو تطوير عقارها في دراسة تشمل 30 ألف مريض، ومن المتوقع الانتهاء منها في العام المقبل، ويقول باحثان إن فشل المؤسسات الأخرى نذير شؤم بالنشبة لها، وقال دكتور ستيفان نيكولاس، نائب مدير معهد جنوب أستراليا للصحة والبحوث الطبية بأدليد بأستراليا:" إن عقار ميرك هو الرابع الذي يستهدف وقف عمل بروتين CETP، ولكن مع خيبة أمل وإخفاقات الشركات الأخرى يزداد التشاؤم." وكان دكتور نيكولاس كبير محققين في إخفاق عقار ليلي.

وقام الدكتور نيكولاس ودكتور ستيف نيسين، كبير أساتذة القلب في كليفلاند كلينيك، والذي شاركه قيادة التحقيق في إخفاق عقار evacetrapib ، بمراجعة بيانات العقار في الجلسات العلمية السنوية في الكلية الأمريكية لأمراض القلب بشيكاغو، وقال نيسين في لقاء:" إن هذا العقار خفض الكوليسترول السلبي 37 بالمئة ورفع الكوليسترول الجيد 130 بالمئة ولكن لم يكن له أي تأثير في منع الوفيات والأزمات القلبية".

استخدام الكوليسترول المفيد في علاج القلب

طور الباحثون نسخة صناعية من جزيء الكوليسترول المفيد المعروف باسم HDL الغني بالبروتين الشحمي الكثيف، والذي يستخدم في علاج أمراض القلب، ويقوم الجزيء المطور بمهمتين تؤدي كلتاهما إلى "تسليط الضوء" على الرواسب الصلبة المتراكمة على جدار الشريان ليتمكن المعالجون من رؤيتها من خلال المسح الضوئي، ما يعمل على إزالتها، وتسمى الرواسب التي تتراكم على جدار الشرايين تصلبا عصيديا، وتتكون من مواد دهنية، وكوليسترول، وكالسيوم، ومواد أخرى.

وبمرور الوقت، تتراكم الرواسب، مسببة ضيقا في الأوعية الدموية وتحد من تدفق الدم إلى عضلة القلب أو المخ، وهو ما قد يؤدي إلى أزمات قلبية وسكتات دماغية.

وقالت شانتا دار، رئيسة فريق الباحثين الذي يعمل على تطوير العلاج الجديد في جامعة جورجيا، إن "أبحاثا أخرى توصلت إلى أنه حال عزل مكونات الكوليسترول المفيد (HDL) من الدم المتبرع به، واستنشاؤه، وحقنه في شرايين الحيوانات، يظهر الأثر العلاجي لذلك على الحيوانات، وعلى الرغم من ذلك، فإنه من الممكن أن يرفض الجسم دم المتبرع بسبب بعض الخصائص المناعية."

وأضافت "من الممكن أن نطور جسيمات صناعية دقيقة يمكنها القيام بنفس الدور الذي يلعبه الكوليسترول المفيد (HDL). وفي الوقت نفسه، نستهدف التوصل إلى طريقة لوضع تلك الجسيمات في الشرايين"، وتحتوي تلك الجسيمات على أكسيد الحديد الذي يلعب دور "عامل تباين" يساعد الرنين المغناطيسي على القيام بالمسوح المطلوبة.

وتسمح تلك العملية بتوفير ضوء يكشف أماكن التصلب العصيدي أو الرواسب المتراكمة على جدار الشرايين، وحتى الآن يمر البحث بمراحله التجريبية على الخلايا، لكن الباحثون يستهدفون الانتقال إلى المرحلة السريرية خلال عامين، وعُرضت نتائج البحث في الاجتماع الوطني الخامس والعشرين للجمعية الأمريكية للكيمياء في سان دييغو بولاية كاليفورنيا الأمريكية.

الارتفاع الطفيف للكوليسترول في منتصف العمر خطر على القلب

وجدت دراسة طبية أن كل عقد يحدث فيه ارتفاع متوسط في معدلات الكوليسترول في المرحلة العمرية بين 35 و55 عاما، يزيد من فرص الإصابة بأمراض القلب 40 في المئة، وقال الباحثون في معهد ديوك كلينيكال ريسيرتش، الذين أجروا الدراسة على حوالي 1500 شخص، إن إجراء فحوص طبية لقياس نسبة الكوليسترول يعد أمرا هاما، وأكدوا أنه يجب الحذر مما أسموه "سنوات الدهون".

لكن آن ماري نافار-بوجان، الباحثة الرئيسية في الفريق الذي اجرى الدراسة التي نشرت في دورية "الدورة الدموية"، قالت إنه قد لا يحتاج كل شخص لديه ارتفاع متوسط أو معتدل في الكوليسترول إلى عقاقير، لكنه قد يجد أن من المفيد أن يغير النظام الغذائي ويمارس المزيد من التمارين الرياضية، وأوضحت أن ما نقدمه لأوعيتنا الدموية في فترات العشرينات والثلاثينات وحتى الأربعينات من العمر، يشكل الأساس للأمراض التي قد تصيبنا فما بعد، ولو انتظرنا حتى الخمسينات والستينات للتفكير في الوقاية من أمراض القلب فإننا نكون قد فقدنا بالفعل فرصة هامة.

ووفقا للدراسة فإن الباحثين الأمريكيين تتبعوا أكثر من 1478 شخصا بالغا، غير مصابين بأمراض القلب وتم إدراجهم في فحوص طبية تشابه تلك التي يخضع لها مرضى القلب.

وفي سن 55 عاما، كان حوالي 40 في المئة من المشاركين في الدراسة قد تعرضوا لارتفاع الكوليسترول طوال 10 سنوات على الأقل.

وخلال الخمسة عشر عاما التالية فإن خطر إصابة هؤلاء بأمراض القلب بلغ 16.5 في المئة، وهو أعلى بأربع مرات تقريبا مقارنة بهؤلاء الذين لم تظهر لديهم علامات ارتفاع الكوليسترول في مرحلة عمرية سابقة، والتي بلغت نسبة الخطر لديهم 4.4 في المئة فقط.

وقالت دواريان مادوك من مؤسسة القلب البريطانية :"نعرف حاليا أن الكثير من الكوليسترول في دمائك عامل خطير في الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية"، وأشارت الدراسة أنه حتى الارتفاع الطفيف في معدل الكوليسترول لدى البالغين الأصحاء في المرحلة العمرية من 35 وحتى 55 عاما، يكون له تأثير على صحة القلب على المدى الطويل.

وأضافت إنه ليس من المبكر أبدا التفكير في صحة قلبك، "وتناول الأطعمة الصحية والمداومة على الأنشطة البدنية التي تساعد في تحسين معدل الكوليسترول"، ولمن هم فوق سن الأربعين يجب الخضوع للفحص الطبي وكذلك قياس معدلات الكوليسترول.

اضف تعليق