البدانة داء متفشي في جميع دول العالم سواء كانت غنية ام فقيرة وبتصاعد كبير وخطير على الصحة العامة، لان له صلة بكثير من الامراض كالقلب والأوعية الدموية والسكري وبعض أنواع السرطان، كذلك تستهدف السمنة مختلفة الفئات العمرية ولا سيما الاطفال والشباب في الاونة الاخيرة، حيث تقاس معدلات البدانة لدى البالغين من خلال مؤشر كتلة الجسم الذي يحتسب عبر قسمة الوزن بالكيلوغرام على مربع الطول بالمتر. ويعتبر الوزن طبيعيا في حال كان المؤشر يتراوح بين 18,5 و25. أما في حال كان المؤشر بين 25 و35، فإن الشخص يكون من أصحاب الوزن الزائد. ويعتبر الشخص بدينا في حال كان مؤشر كتلة الجسم لديه يفوق 35.
ربما لا نُفشي سراً إذا قلنا إن شعوبَ العالم تزداد بدانةً باستمرارٍ على مر السنين، ففي كل بلد تقريباً، تزدادُ معدلات السمنة: في الدول الفقيرة والدول الغنية، ولدى الشباب وكبار السن، ومن السهولة بمكان تتبعُ أسبابِ زيادةِ السمنة وفهمها، فالمزيد من الناس ينتقلون إلى المدن، وفي المدن، هناك سهولةٌ أكبر في الحصول على الأطعمة الرخيصة غير الصحية.
كما أن الناس ليسوا بحاجة إلى التحرك كثيراً، وغالباً ما يقضون أياماً كاملة جالسين إلى المكاتب أو وراء أجهزة الكمبيوتر، حيث لا يحرقون ما يكفي من السعرات الحرارية التي يلتهمونها، كما باتت إمكانيةُ الحصولِ على الوجبات السريعة والمشروبات الغازية أكبر من أي وقتٍ مضى، وغَدَتْ أنماطُ حياتنا مَيَّالَةً أكثر وأكثر للجلوس، وفي العام 2016، يمكن توصيف نحو 40% من البالغين في العالم على أنهم بدناء، وفقاً لما نشره موقع gazettereview.
ففي أكثر من 100 بلد، يعاني أكثر من نصف السكان البالغين من فرط الوزن، ويموتُ الملايين من الناس سنوياً بسبب المشاكل المرتبطة بالسمنة، فحالاتُ مرض السكري، وأمراض القلب، وسواها من المشاكل، آخذةٌ في الارتفاع.
وشهدت إمداداتُ الغذاءِ العالمية زيادةً مُطَّرِدَة، الأمرُ الذي نَجَمَ عنه منافع ضخمة في جميع أنحاء العالم، وفي الوقت نفسه، لم تكن الدول قادرة حقاً على تغيير معدلات السمنة المقلقة.
ويعتقد الكثير من الأميركيين أنهم ربما يعيشون في أكثر بلدان العالم التي يعاني سكانها من البدانة. وفي حين أن هذا ليس صحيحاً، لكنهم أيضاً يحتلون مرتبة على قائمة العشر الأوائل،
فلا تزال ظاهرة البدانة تتفاقم في الولايات المتحدة حيث تطال 40 % من النساء و35 % من الرجال و17 % من الأطفال والمراهقين، اما تشيلي التي تعد نموذجا للنمو الاقتصادي في اميركا اللاتينية، كما أنها من اكبر مستهلكي المشروبات المحلاة والمثلجات والخبز، وخلال السنوات العشر الاخيرة، سجلت نسبة المصابين بمرض السكري زيادة كبيرة بلغت 80 %، لذا
تسعى تشيلي الى محاربة الوزن الزائد والبدانة لدى الاطفال عبر قانون حازم للغاية يدخل حيز التنفيذ الاثنين ويلحظ حظرا لمجموعة من المنتجات الغذائية الرائجة بقوة لدى صغار السن، ويعاني حاليا اكثر من 60 % من التشيليين (وثلث الاطفال دون سن السادسة) من الوزن الزائد، فيما يخص الدراسات حول البدانة أظهرت الأبحاث أن معدلات البدانة تراجعت في أوساط الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين وخمسة أعوام خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية، لكنها ازدادت في المقابل عند المراهقين، ولاحظ الباحثون أن المدخنين من الرجال هم أقل وزنا، غير أن التدخين لا يؤثر على الوزن عند النساء. وهم لفتوا إلى أن النساء اللواتي أجرين دراسات عليا هن أقل عرضة بكثير لزيادة الوزن.
في حين كشفت دراسة حديثة أجريت على تلاميذ في كاليفورنيا أن فرص معاناة الأطفال من الوزن الزائد أو السمنة المفرطة قد تزيد بارتفاع معدلات البطالة في مجتمعاتهم، وليس لكل المصاعب الاقتصادية نفس التأثير إذ اكتشف الباحثون أنه بعد الأزمة الاقتصادية الأمريكية في 2007 نقصت أوزان أطفال في مناطق تم فيها الحجز على منازل، فيما يلي ادناه اهم الدراسات والاحصاءات حول داء البدانة في العالم.
مضاعفات البدانة المفرطة
كشفت دراسة جديدة أن المرضى الذين يعانون من البدانة المفرطة ويخضعون لجراحة تحويل مجرى الشريان التاجي معرضون بشكل أكبر لخطر المضاعفات لاسيما العدوى بعد فترة قصيرة من الخضوع للجراحة.
وقالت الطبيبة ماري فورهان كبيرة الباحثين في الدراسة وهي أستاذ مساعد في جامعة ألبرتا الكندية في بيان "استنادا إلى نتائج الدراسة يبدو أن التعامل مع خطر الإصابة بالعدوى قد يكون استراتيجية فعالة لتقليص مدة بقاء المرضى الذين يعانون من البدانة ويخضعون لجراحة تحويل مجرى الشريان التاجي"، وباستخدام قاعدة بيانات كندية فحص الباحثون حالات مجموعة متنوعة عرقيا تتضمن 7560 مريضا بعد الخضوع لجراحة تحويل مجري الشريان التاجي في إدمنتون بين أبريل نيسان 2003 و مارس آذار 2014. بحسب رويترز.
وكانت أوزان 20 بالمئة من المرضى طبيعية بينما كان 40.7 في المئة يعانون من زيادة في الوزن وكان 25.7 في المئة يعانون من المستوى الأول من البدانة و9.2 في المئة يعانون من المستوى الثاني من البدانة و4.4 في المئة يعانون من المستوى الثالث من البدانة، ولم تكن هناك أي اختلافات بين المجموعات في معدل الوفيات لكن المرضى الذين يعانون من البدانة في المستويين الثاني والثالث كانوا معرضين بشكل أكبر للإصابة بمضاعفات مقارنة بالمرضى أصحاب الوزن الطبيعي.
ووفقا للدراسة التي نشرت يوم الأول من يونيو حزيران في مطبوعة (أمريكان هارت أسوسيشن) فإن تحاليل المجموعات الفرعية أظهرت أن البدانة كانت عاملا مستقلا يساهم في خطر الإصابة بعدوى بعد العملية، كما أن المرضى الذين يعانون من المستوى الثالث من البدانة ظلوا في المستشفى لفترات أطول مقارنة بأصحاب الوزن الطبيعي.
تفاقم ظاهرة البدانة في الولايات المتحدة
لا تزال ظاهرة البدانة تتفاقم في الولايات المتحدة حيث تطال 40 % من النساء و35 % من الرجال و17 % من الأطفال والمراهقين، وأظهرت الأبحاث التي قامت بها مراكز مراقبة الأمراض والوقاية منها (سي دي سي) أن الجهود المبذولة لتشجيع الأميركيين على خسارة الوزن أو على الأقل عدم اكتسابه لم تأت بثمارها.
وشملت الدراستان المنشورتان في مجلة "جورنال أوف ذي أميريكن ميديكل أسوسييشن" (جاما) معطيات مجمعة من 2638 رجلا و2817 امرأة، مع 47 عاما كمعدل للعمر عند الرجال و48 عاما عند النساء، أما الأطفال والمراهقون، فقد تراوحت أعمارهم بين عامين و17 عاما. وشملت العينة المدروسة 40780 شخصا من هذه الفئة العمرية، وبينت الأبحاث أن 38 % من البالغين و17 % من المراهقين يعانون من البدانة في الولايات المتحدة. بحسب فرانس برس.
وصرح الدكتور هوارد باوشنر رئيس تحرير مجلة "جاما" في تعليق أرفق بنتائج الدراستين أن "أغلبية الأبحاث الطبية ركزت على تطوير علاجات وعمليات جراحية ... لمكافحة البدانة. لكن هذه المقاربة لن تحل المشكلة"، وأضاف "لعل الأبحاث الجينية قد تساعدنا على فك لغز البدانة، غير أنها ستستغرق وقتا من دون شك ولا بد من اعتماد حلول سريعة"، واعتبر باوشنر أنه حان الوقت لاعتماد مقاربة مختلفة للتعامل مع هذه المشكلة، وذلك من خلال إعطاء الأولوية للتدابير الوقائية والتعاون مع قطاع صناعة الأغذية والمطاعم.
تغير الظروف الاقتصادية يؤثر على أوزان الأطفال
كشفت دراسة حديثة أجريت على تلاميذ في كاليفورنيا أن فرص معاناة الأطفال من الوزن الزائد أو السمنة المفرطة قد تزيد بارتفاع معدلات البطالة في مجتمعاتهم، وليس لكل المصاعب الاقتصادية نفس التأثير إذ اكتشف الباحثون أنه بعد الأزمة الاقتصادية الأمريكية في 2007 نقصت أوزان أطفال في مناطق تم فيها الحجز على منازل.
وقالت فانيسا أودو الباحثة في كلية جون هوبكنز بلومبرج للصحة العامة في بالتيمور التي قادت فريق البحث "نفكر في الغالب كيف تؤثر (موجات) الركود مباشرة في البالغين لكن فترات الانكماش الاقتصادي لها آثار على صحة الأطفال"، وقالت أودو لرويترز في رسالة بالبريد الالكتروني "الدراسة تشير إلى وجود آثار سلبية وأثار صحية محتملة طويلة المدى على الأطفال نتيجة صدمة اقتصادية مثل ما أحدثه الكساد الكبير". بحسب رويترز.
ودرس فريق الدراسة مؤشرات على تغيرات اقتصادية في كاليفورنيا في الفترة بين 2008 و2012 ومنها مستويات البطالة ومعدلات الحجز على منازل. واستعان الباحثون ببيانات تخص أطوال وأوزان 1.7 مليون تلميذ من وزارة التعليم في الولاية، وكان متوسط أعمار الأطفال الذين شملتهم الدراسة 13 عاما أكثر من نصفهم من أصول لاتينية، وقارن الباحثون المؤشرات الاقتصادية على مستوى المقاطعات والتغيرات في مؤشر كتلة الجسم لكل طفل. ويقيس المؤشر الوزن بالنسبة إلى الطول، وخلال فترة الدراسة خلص الباحثون إلى أن كل زيادة بنسبة واحد في المئة في البطالة داخل المجتمع تقابلها زيادة نسبتها 14 في المئة في مؤشر كتلة الجسم لدى الأطفال الذين شملتهم الدراسة.
تشيلي تعتمد تشريعا حازما لمحاربة البدانة
تسعى تشيلي الى محاربة الوزن الزائد والبدانة لدى الاطفال عبر قانون حازم للغاية يدخل حيز التنفيذ ويلحظ حظرا لمجموعة من المنتجات الغذائية الرائجة بقوة لدى صغار السن، ويقول رئيس جمعية اخصائيي التغذية في تشيلي صمويل دوران لوكالة فرانس برس "نعيش في مجتمع مريض حقا، كان من الضروري اعتماد سياسات عامة قوية للغاية".
وتطلب اقرار القانون الذي يدخل الاثنين حيز التنفيذ، خمس سنوات تضاف اليها اربع سنوات للافساح في المجال امام مجموعات الصناعات الغذائية التي مارست ضغوطا قوية، للتأقلم، وتسعى السلطات التشيلية عبر هذا القانون الى احداث تغيير جذري في طريقة تدوين المعلومات الغذائية على المنتجات المباعة في المتاجر اذ ستظهر من خلالها الاطعمة الغنية بالدهون المشبعة والسكريات والصوديوم والسعرات الحرارية. ويكمن الهدف من هذا التشريع خصوصا في حماية الاطفال عبر منع بيع اغذية مضرة بصحتهم في المدارس، ويلحظ القانون الجديد خصوصا منع ارفاق الاغذية بألعاب كما الحال مع بيض "كيندر سوربرايز" ووجبات "هابي ميل" من سلسلة مطاعم "ماكدونالدز".
ويمكن لشبكة المطاعم الاميركية هذه تعديل قوائمها الغذائية الخاصة بالاطفال من خلال الاحجام عن تقديم العاب، الا ان شركة "فيريرو" الايطالية المنتجة لشوكولا "كيندر" من غير الوارد البتة تقديم بيض بالشوكولا فارغ من الداخل وبالتالي من شأن هذا التشريع الجديد اخراجها من السوق التشيلية، وأشارت الشركة الايطالية الى انها تحتفظ بحقها في الاحتكام للقضاء المحلي والدولي بحجة أن القانون "يضر بسمعة أحد اكثر منتجاتها شعبية"، وتواجه منتجات شركة "فيريرو" الايطالية التي اطلقت منتجها الشهير سنة 1972، حظر بيع في اسواق الولايات المتحدة بسبب تشريع صادر سنة 1938 يمنع الجمع بين منتج غذائي وأي مادة اخرى (كاللعبة في هذه الحالة)، كذلك يتعين على مصنعي الاغذية في تشيلي التكيف مع مندرجات القانون الجديد اذ يجب تبديل اغلفة ثمانية الاف منتج.
ونقدم فيما يلي قائمة بأكثر عشر بلدان في العالم تعاني شعوبها من البدانة في عام 2016.
10. الولايات المتحدة الأميركية– 31.8%
يَذيْعُ صيتُ الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم كونها إحدى أكثر الدول التي يعاني سكانها من البدانة، كما يُنظر إليها من قبل العديد من الدول باعتبارها دولة مترفة، وصورت بعض الأفلام الوثائقية، مثل "Supersize Me"، الإدمان الواضح في البلاد على الوجبات السريعة والاستخفاف بالأفكار الأساسية المتعلقة بالأكل ونمط المعيشة الصحيين، لذلك، ليس الأمر بهذا السوء، أن تحتل الولايات المتحدة المرتبة العاشرة، إذ إن أقل من ثلث السكان مصابون بالبدانة، ومع ذلك، فوجودها على هذه القائمة ملفت للنظر، لأن لديها مستوى معيشة أعلى من البلدان الأخرى على هذه القائمة. فهي أغنى وأقوى دولة في العالم، وبذلك ينبغي أن لا تكون متخلفة عن ركب بلدان مماثلة عندما يتعلق الأمر بصحة سكانها.
وبطبيعة الحال، ثمة مشاكل أخرى تعانيها أميركا بالمقارنة مع الدول الغربية المشابهة، مثل محو الأمية، والمساواة، والأمن، والأخبار الجيدة بالنسبة للولايات المتحدة، هي أن عدد الناس الذين يعانون من فرط الوزن قد انخفض في الآونة الأخيرة، أما الأخبار السيئة فهي أن النسبة المئوية للناس الذين يعانون من السمنة آخذة في الازدياد.
9. المكسيك - 32.8٪
تحتل المكسيك المرتبة التاسعة على هذه القائمة لأكثر شعوب العالم بدانة، بمعدل سمنة يعاني منه نحو ثلث سكانها، وكما هو الحال في الولايات المتحدة، تعد النسبة المئوية للأشخاص الذين يعانون من فرط الوزن والسمنة في البلاد قضية خطيرة على الصحة الوطنية، وما أسهم في ارتفاع معدل السمنة في المكسيك بشكل رئيسي هو تقديم الأطعمة المعالجة والدهنية والسكرية السائدة في الدول الغربية لعامة السكان في الآونة الأخيرة.
فحتى ثمانينات القرن الماضي، كان النظام الغذائي النموذجي في المكسيك يتكون بمعظمه من المنتجات الطازجة والمكونات الطبيعية، ويقال إن المكسيك هي أكبر مستهلك للكوكاكولا في العالم، ومن الواضح أن سكانها يشربون كميات هائلة من المشروبات الغازية، وكرد فعل على ذلك، أعلنت الحكومة مؤخراً فرض ضريبة على المشروبات الغازية، وأضافت ضريبة قدرها حوالي بيزو واحد على سعر كل مشروب غازي، الأمر الذي يهدف إلى كبح معدل شرب المكسيكيين للمشروبات غير الصحية، وما يزال من السابق لأوانه تحديد ما إذا كان لضريبة المشروبات الغازية في المكسيك تأثير إيجابي على الصحة في البلاد.
8. قطر - 33.1٪
عندما يكون بلدٌ ما قادراً على أن يصبح غنياً بسرعة اعتماداً على موارده الطبيعية، فثمة طريقتان يمكن أن تؤثرا على الصحة العامة؛ إحداهما هي تحسن الحالة الصحية في البلد، حيث يصبح الطعام أكثر توافراً وأعلى جودة، جنباً إلى جنب مع تحسن معايير الصحة والسلامة، وفي حالة قطر، لسوء الحظ، ترافقت الزيادة الكبيرة في ثروات البلاد مع تراجع الحالة الصحية، فقطر هي أغنى دولة في العالم من حيث دخل الفرد فيها. ويقال إنها الدولة العربية الأكثر تقدماً، ولها تأثير كبير على السياسة العالمية مقارنة بصغر حجمها وعدد سكانها.
ومع ذلك، يقول البعض إن نصف سكان قطر على الأرجح يعانون من السمنة، وأنهم يواجهون أزمة في ارتفاع معدلات مرض السكري لدى الأطفال، وقد انتشرت سلاسل مطاعم الوجبات السريعة الغربية في كل مكان في قطر، كما أدى التحديث والنمو السريع في البلاد لنمط حياة أكثر استقراراً وأقل نشاطاً، وتضافرت هذه العوامل وسواها لتضع قطر على هذه القائمة لأكثر شعوب العالم بدانة.
7. جنوب أفريقيا - 33.5٪
تعد جنوب أفريقيا الأولى بين عدد قليل من الدول الأفريقية التي تظهر على هذه القائمة، وتعاني العديد من البلدان الأفريقية حالات قصوى من الفقر ونقص التغذية، الناجمة عن عدم كفاية الإمدادات الغذائية، وانعدام المساواة، وسوء أنظمة توزيع الغذاء.
ومع ذلك، فإن السمنة آخذة بالازدياد في العديد من البلدان التي تعاني من معدلات جوع عالية.
ويبدو الأمر غير معقول، ولكن يُعتقد أن عدد الأشخاص الذين يعانون من السمنة في البلدان النامية قد تضاعف ثلاث مرات أو أربع مرات في العقود القليلة المنصرمة، وهذا ناجم بالتأكيد عن الطعام غير الصحي إلى حد كبير، الذي يسبب فرط الوزن للناس، ولكن لا يغذيهم على نحو ملائم، كما أنه نتيجة لانعدام المساواة والفساد المجحفين، وفي جنوب أفريقيا، يعتقد البعض أن ما يقارب نصف إجمالي الوفيات في البلاد سببه النوبات والجلطات القلبية، التي عادةً ما يمكن أن تُعزى إلى فرط الوزن والسمنة.
6. الإمارات العربية المتحدة - 33.7٪
تتشارك الإمارات العربية المتحدة الكثير من الأسباب والآثار المترتبة على السمنة مع دبي، وحلت الثروة النفطية على البلاد بسرعة كبيرة جداً، ورافقها نظام غذائي على النمط الغربي الذي يعتمد على الوجبات السريعة التي لم يعتد عليها السكان.
وفي الولايات المتحدة، تعد معدلات السمنة لدى الرجال أعلى من معدلاتها لدى النساء، أما في الإمارات العربية المتحدة، فالعكس هو الصحيح، حيث تزيد نسبة السمنة لدى الإناث بنحو 6% عن الذكور في البلاد، كما يشير بعض الناس إلى أسباب تاريخية للسمنة في دول مثل الإمارات العربية المتحدة.
فتاريخياً، يمكن أن يُنظر إلى البدانة كعلامة على الثروة أو السلطة في العالم العربي، وربما تكون مثل هذه الأفكار ما تزال سائدة في بعض المجتمعات، مع وجود معلومات خاطئة عن المخاطر الصحية للحفاظ على جسم يتسم بالسمنة المفرطة.
5. الأردن - 34.3٪
ثمة أوجه شبه بين الأردن والإمارات العربية المتحدة عندما يتعلق الأمر بمشكلة السمنة، فعلى سبيل المثال، السمنة أكثر شيوعاً لدى النساء منها لدى الرجال، والفرق واضح بصورة خاصة في الأردن، حيث يبلغ معدل السمنة لدى النساء ضعفه لدى الرجال، وتم الربط بين سن الزواج والسمنة في هذا البلد، إذ يترافق مع الزواج نمط الحياة المقيد، والبطالة، وأسلوب حياة يُفضي إلى زيادة الوزن، فضلاً عن الزواج المبكر، ورأت منظمة الصحة العالمية في التدخين والثروة عوامل أخرى تساهم في ارتفاع معدل السمنة في الأردن وتضعه في مصاف الدول ذات الشعوب الأكثر بدانة.
4. مصر - 34.6٪
مثل العديد من البلدان في هذه القائمة عن أكثر شعوب العالم بدانة، فإن سبب المشاكل في مصر يعود جزئياً على الأقل إلى سرعة عجلة التصنيع، ففي مصر، تبلغ نسبة البدناء في المدن ضعف نسبتهم في الأرياف. وتعد وفرة الوجبات السريعة الرخيصة غير المغذية، جنباً إلى جنب مع نمط حياة أقل نشاطاً، مزيجاً خطيراً. وكانت النتائج محزنة، لا سيما في مصر، فمصر لديها أعلى معدلات مرض السكري في العالم، والمراهقون في البلاد يشربون كميات هائلة من المشروبات الغازية، الأمر الذي يجعل شعبها الأكثر بدانة في أفريقيا.
3. بيليز (أميركا الوسطى) - 34.9٪
من المثير للقلق دائماً رؤية بلد يتسلق بسرعة قائمة أكثر شعوب العالم بدانة مثل هذا البلد، وفي حين أن مشكلة السمنة في دول مثل مصر كانت مثار نقاشٍ على نطاق واسع جداً وتوثيقٍ ناهز بضعة عقود، فإنه لم يكن يعتقد أن لدولة بيليز مشكلة مع السمنة حتى وقت قريب، وإذا لم تكن تعرف بيليز، فهي دولة في أميركا الوسطى، إلى جنوب المكسيك، ولغتها الرسمية هي اللغة الإنكليزية وهي الدولة الوحيدة في أميركا الوسطى التي تندرج في هذه القائمة، بيد أن هذا لا يعني عدم وجود مشكلة سمنة في المنطقة، فقد سبق واستعرضنا المكسيك، كما أن شعبي فنزويلا وترينيداد وتوباغو يعانيان من مشاكل سمنة خطيرة، كما أن معدلات السمنة آخذةٌ في الارتفاع جنوباً، في دول أميركا الجنوبية الأكثر ثراء، مثل تشيلي والأرجنتين.
2. المملكة العربية السعودية - 35.2٪
السعودية هي دولة أخرى شهدت ارتفاعاً فظيعاً في وضعها بين أكثر دول العالم التي تعاني شعوبها من السمنة، فقبل أقل من عقد من الزمن، كشفت دراسة وضعتها مجلة فوربس أن المملكة العربية السعودية بالكاد تلامس المرتبة الثلاثين في قائمة الشعوب الأكثر سمنة، واليوم، تحتل ثاني أسوأ مرتبة متعلقة بمشكلة السمنة في العالم.
ويُعتقد أن أكثر من ثلث النساء في المملكة العربية السعودية يعانين من مشاكل أو مضاعفات صحية ناجمة مباشرة عن مشاكل زيادة الوزن، وتزعم بعض الدراسات، أن مشكلة السمنة في المملكة العربية السعودية قد تكون أسوأ بكثير من الرقم المذكور هنا، مع أرقام منشورة تبلغ نسبة 70٪، وكحالة العديد من البلدان في هذه القائمة، فإن معدل السكري آخذ في الارتفاع بسرعة، وفي المملكة العربية السعودية، فإن المشاكل المرتبطة بالسمنة ليست مدرجة في خطط التأمين الصحي، وهذا يعني أن الناس في المملكة يدفعون مبالغ كبيرة من المال نتيجة مشاكل وأمراض يعانون منها نتيجة السمنة.
1. الكويت - 42.8٪
تربعت الكويت على عرش الشعوب الأكثر بدانة في العالم في السنوات الأخيرة، وعادة ما يُعتقد أن حبهم للوجبات السريعة قد أدى إلى الارتفاع الخطير في معدلات السمنة، ويعد 13٪ من الناس في العالم بأسره مصابون بالسمنة. فيما تزيد نسبة الذين يعانون من السمنة في الكويت عن ثلاثة أضعاف هذا الرقم، ويحدد فرط الوزن إذا كان مؤشر كتلة الجسم يبلغ 25 أو أكثر، وتحدد السمنة إذا كان مؤشر كتلة الجسم يبلغ 30 أو أكثر.
وقد أدى ارتفاع معدل استهلاك الوجبات السريعة في الكويت لإدخال فكرة أميركية أخرى، هي تدبيس المعدة. ويعتقد أن الكويت تسجل أعلى معدلات تدبيس معدة في العالم، ويتم إجراء حوالي خمسة آلاف عملية تدبيس معدة في سنة معينة في بلد يبلغ عدد سكانه حوالي ثلاثة ملايين ونصف المليون نسمة، ومثل البلدان الأخرى في هذه القائمة، فإن زيادة الازدهار الناجمة عن النفط، وتدفق الأغذية الأميركية، والأفكار الثقافية المختلفة حول الوزن والأكل، أدت جميعها إلى معدلات عالية جداً من فرط الوزن والسمنة لدى الشعب الكويتي.
اضف تعليق