السرطان داء مميت واسع الانتشار في جميع أنحاء العالم، والمعروف عن هذا المرض صعوبة علاجه، لذا يواصل العلماء دراستهم وابحاثهم لإيجاد العلاجات والعقاقير الفعالة ضد الاورام السرطانية بمختلف انواعها، وتشير احدث الدراسات والابحاث الطبية الى ايجاد انواع فعالة لمعالجة هذا المرض المستعصي ولمحاربته والوقاية منه، فكما يبدو ان حلم جميع الأطباء بات حقيقة، ألا وهو الاعتماد على مناعة الجسم لمحاربة الأورام السرطانية، بدل العلاج الكيماوي المرهق للمريض. العلاج المناعي بدأ في تحقيق نتائج مدهشة، ولكن الاستجابة له تختلف باختلاف المرضى ونوع السرطان.
حيث تتسابق كبرى شركات الدواء لاطلاق ما يمكن أن يصبح أكثر العلاجات فاعلية للوكيميا وأنواع سرطان الدم الأخرى والمعضلة التي تواجه تلك الشركات هو كيف تجعل هذا العلاج متاحا على نطاق واسع وأن تكون تكلفته متناسبة مع ما يحققه من فائدة.
فيما يحاول العلماء المتخصصون استخدام تقنية جديدة من خلال كرات دهنية لحمل الأدوية السامة إلى داخل الورم ويحاول هؤلاء العلماء استغلال القدرة على النقل، التي تتمتع بها هذه الكرات الدهنية، بجعلها تنقل الأدوية السامة إلى الورم.
فيما يعتقد علماء آخرون انهم توصلوا الى كشف سر المناعة التي تتمتع بها الفيلة ضد مرض السرطان الذي نادرا ما تصاب به مقارنة بالانسان، رغم ان اجسامها مؤلفة من اعداد اكبر بكثير من الخلايا، من جهة أخرى يعد سرطان البروستاتا من أكثر أمراض السرطان التي تحدث وفيات بين الرجال، وقد أثبت أول عقار يستهدف الطفرات الجينية في سرطان البروستاتا فعاليته في تجربة مهمة قام بها علماء محترفون.
في حين بات من الممكن الشفاء من سرطان الدم بالاستعانة بخلايا مناعية تخليقية، وأعد العلاج بالخلايا المهندسة وراثيا علماء بالمستشفى وكلية لندن الجامعية وشركة سيليستس الفرنسية العاملة في مجال التكنولوجيا الحيوية التي تمول الآن جميع التجارب الاكلينيكية لهذا العلاج والتي تستكمل العام المقبل، وتعمل هذه الخلايا من خلال اضافة جينات جديدة لخلايا تائية مناعية سليمة تم التبرع بها والتي تقضي على سرطان الدم، وخلال هذه التقنية تضاف جينات متخصصة معدلة وراثيا إلى الخلايا التائية المناعية لتحول دون ان تقتل جراء تعاطي العقاقير القوية المتخصصة لعلاج سرطان الدم ثم يعاد برمجتها لمكافحة الخلايا السرطانية.
وعلى الرغم من ان مرض السرطان يشكل شبحا مخيفا لكثير من الناس لأنه يهدد حياة الإنسان باستمرار وعلى نحو كبير، الا ان الدارسات الحديثة في مكافحة هذا المرض قد تقدم علاجات جديدة تنعش آمال مرضى السرطان في القضاء عليه.
فيما يلي ابرز الدراسات والتقارير رصدتها شبكة النبأ المعلوماتية حول علاج مرض السرطان حول العالم.
تنافس شركات الدواء الكبرى على كار تي
في سياق متصل يعرف العلاج الجديد باسم خلايا (كار تي) ويقوم على استخراج خلايا تي أو التائية من الجهاز المناعي للمريض وادخال تعديل عليها لشحذ قدرتها على رصد وقتل الخلايا السرطانية ثم حقنها في المريض مرة أخرى. وفي مرحلة مبكرة من التجارب الاكلينيكية تمكن العلاج من القضاء على أي أثر للوكيميا والليمفوما فيما تراوح بين 40 و90 في المئة من المرضى الذين لم يكن أمامهم أي خيارت أخرى. بحسب رويترز.
ويتوقع خبراء الصناعة أن يصل علاج خلايا كار تي الى الاسواق عام 2017 وأن يصل ثمنه الى 450 ألف دولار اذا جاءت النتائج جيدة في تجارب أوسع نطاقا. هذه التكلفة هي لعلاج يؤخذ مرة واحدة وبعدها تختفي آثار السرطان ولا يحتاج المريض الى العلاج مرة أخرى، ويقول الدكتور جيمس فيريرا رئيس قسم أبحاث سرطان الدم بمستشفى ماونت سيناي بنيويورك "علاجات خلايا كار تي واحدة من أعظم ما تحقق من تقدم في علاج السرطان منذ عشرات السنين" ويعتقد انها يمكن ان تصبح من العلاجات الاساسية التي تقدم في اطار الرعاية الصحية لنحو عشرة الاف مريض أمريكي استنفدوا كل خيارات العلاج الاخرى المتاحة.
وقال "مع مرضى لم يستجيبوا لاكثر العلاجات التي لدينا فعالية ومنها زرع النخاع الشوكي اختفت اللوكيميا تماما فيما يبدو"، لكن عملية الإنتاج تستغرق اسبوعين بالنسبة لكل مريض وهو ما يشكل تحديا يتمثل في توفير علاجات فردية بحتة لعدد كبير من المرضى، وتتوقع وول ستريت ان تسعى شركة نوفارتيس للمستحضرات الدوائية -التي تتخذ من سويسرا مقرا لها وتملك بالفعل مصنعا في نيوجيرزي لإنتاج الخلايا التائية لتجاربها الاكلينيكية - لاستصدار تصريح لاول علاج بخلايا كار تي العام القادم وان تسبق بذلك الشركات المنافسة بأشهر، وقال عثمان عزام رئيس قسم علاجات الخلايا والعلاج الجيني في نوفارتيس "واثقون من قدرتنا على الوصول الى علاج الاف المرضى سنويا بمنشأة عالمية حق"، وأضاف عزام ان هذا سيكون كافيا لتغطية الطلب التجاري لبضع سنوات بعد الموافقة الرسمية على العلاج وانه يمكن بناء مصنع ثان اذا كان هناك حاجة لذلك. وذكر ان العلاج الذي توفره شركته اسمه سي.تي.ال.019، وتعتزم نوفارتيس ان تطلب العام المقبل من الجهات المختصة الموافقة على استخدام سي.تي.ال019 لعلاج اللوكيميا الليمفاوية (ايه.ال.ال) وهو سرطان ينجم عن انتشار خارج نطاق السيطرة لخلايا دم بيضاء غير مكتملة النمو وهو مرض يؤدي الى الوفاة خلال عام من اكتشافه، ويشخص نحو6000 أمريكي بالمرض سنويا 60 في المئة منهم أقل من 20 عاما.
العلاج بقذائف ميكروسكوبية
فيما صمم العلماء "قذائف" ميكروسكوبية، يمكنها تفجير حمولتها القاتلة للخلايا السرطانية داخل الأورام، ويعرض فريق البحث نتائج دراسته في مؤتمر، ينظمه الأسبوع القادم المعهد الوطني لأبحاث السرطان في المملكة المتحدة، ويخطط العلماء لاستخدام فقاعات صغيرة من الدهون داخل حويصلات لنقل مواد في أنحاء الجسم، تطلق أدوية سامة حينما ترتفع درجة حرارتها، ويهدف العلماء إلى أن تتجنب هذه "القذائف" إحداث آثار جانبية، عن طريق ضمان أن تستهدف الأدوية الورم أو الأورام فقط وليس شيئا آخر، وقال خبراء إن هذه التقنية، التي أثبتت نجاعة في التجارب على الحيوانات، تمثل "ذروة نتائج استخدام النانو تكنولوجي (تكنولوجيا غاية في الصغر والدقة) في المجال الطبي". بحسب البي بي سي.
وقال البروفيسور "كوستاس كوستاريلوس" من جامعة مانشستر لبي بي سي إن "الصعوبة هي كيف تطلق هذه الأدوية (أدوية السرطان) حينما تصل إلى هدفها؟"، وأضاف قائلا إن "التحدي أمامنا هو محاولة تطوير حويصلات، تكون مستقرة تماما في ظل درجة حرارة الجسم العادية 37 درجة، ولا تسرب أي جزيئات لأدوية السرطان، وفجأة تطلق هذه الأدوية عند درجة حرارة 42 مئوية".
اصلاح الحمض النووي
على الصعيد ذاته يعمل الباحثون في مجال السرطان بهمة على فهم أبعاد الاكتشافات التي حصلت على جائزة نوبل للكيمياء لعام 2015 التي منحت لثلاثة علماء اكتشفوا كيفية قيام الخلايا باصلاح التلف الذي يلحق بالحمض النووي لدى انقسام الخلية.
حين تفشل آلية اصلاح الحمض النووي (دي.ان.اي) يصبح الإنسان عرضة للاصابة بالسرطان. ويصدق هذا تماما مع الاشخاص الذين تتلف لديهم آلية الاصلاح التي اكتشفها بول مودريك الباحث بمعهد هاوارد هيوز الطبي وكلية الطب بجامعة ديوك الامريكية، وفاز كل من الامريكي مودريك والسويدي توماس لندال والتركي عزيز سنكار بجائزة نوبل للكيمياء عن ابحاثهم الخاصة بآليات اصلاح الحمض النووي ووضع خريطة لكيفية قيام الخلايا باصلاح هذا التلف حتى لا تظهر هذه الاخطاء في المعلومات الوراثية. بحسب رويترز.
وأثبتت الأبحاث اللاحقة التي قام بها الدكتور بيرت فوجيلستاين من مركز كيميل للسرطان التابع لجامعة جونز هوبكينز وريتشارد كولودنر الذي كان في ذلك الوقت في كلية الطب بجامعة هارفارد ويعمل حاليا بجامعة كاليفورنيا في سان دييجو أن فشل آلية الاصلاح هي السبب الرئيسي للنوع الشائع الوراثي لسرطان القولون والمستقيم الذي يصيب 15 في المئة من مرضى سرطان القولون، هذا التلف قد يساعد الآن على تحديد المرضى الذين يمكن أن يستفيدوا من العلاجات القائمة على تنشيط الجهاز المناعي وهو ما يعد بطرح عقاقير جديدة تجند الجهاز المناعي لمحاربة السرطان.
وأظهرت دراسة صغيرة نشرت في دورية نيو انجلاند الطبية في وقت سابق من العام ان 92 في المئة من مرضى الحالات المتقدمة لسرطان القولون والمستقيم الذين لديهم تلف في الية الاصلاح استجابوا للدواء الذي تطرحه شركة ميرك آند كو باسم كيترودا القائم على تنشيط الجهاز المناعي مقارنة بنحو 16 في المئة فقط من المرضي الذين لا يعانون من هذا التلف.
ويقول فوجيلستاين إن هذه الاكتشافات يمكن أن تطبق أيضا على مرضى أنواع اخرى من السرطان لديهم تلف في آلية اصلاح الحمض النووي، وقال في حديث هاتفي "تلف الية الاصلاح لا يوجد فقط لدى مرضى سرطان القولون والمستقيم الوراثي بل لدى نحو اثنين في المئة من اجمالي مرضى السرطان"، ويقول إن تلف هذه الآلية هو علامة واضحة لمدى استجابة المرضى لعقاقير مثل كيترودا لان المرضى الذين يعانون من هذا التلف لديهم أورام تتكاثر مع التحورات أكثر من المرضى الذين لديهم جينات اصلاح تؤدي وظيفتها.
ويعتقد الباحثون في هوبكينز أنه نظرا لان جهاز المناعة مدرب على التعرف على الغزاة الدخلاء فيمكن للعلاجات التي تعزز الجهاز المناعي مثل عقار كيترودا أو عقار اوبديفو الذي تنتجه بريستول مايرز سكويب ان تعمل بكفاءة أكبر للتصدي للاورام التي تنطوي على تحورات، وحتى الآن رغم قوة هذه الاكتشافات الا انها لا تزال مبدئية ويقول فوجيلستاين انه اذا طبقت نفس هذه الاستراتيجية على أنواع السرطان الأخرى "فقد توفر علاجا مفيدا للغاية لواحد من بين كل خمسين مريض بالسرطان على مستوى العالم".
دراسة الفيل لمعالجة الانسان
على صعيد مختلف، يعتقد علماء انهم توصلوا الى كشف سر المناعة التي تتمتع بها الفيلة ضد مرض السرطان الذي نادرا ما تصاب به مقارنة بالانسان، رغم ان اجسامها مؤلفة من اعداد اكبر بكثير من الخلايا، وفي سبيل فهم آلية المناعة هذه التي تجعل الفيلة عصية على مرض السرطان، حلل الباحثون مجين عدد من الفيلة الافريقية، واكتشفوا وجود ما لا يقل عن اربعين نسخة من الجينات التي تنتج بروتينات يطلق عليها العلماء اسم بي 53، وهي معروفة بخاصياتها القوية في مقاومة السرطان، وللمقارنة، فان المجين البشري لا يحتوي سوى على نسختين من هذه الجينات، بحسب دراسة نشرها الباحثون في مجلة حوليات الجمعية الطبية الاميركية الخميس.
ودرس هؤلاء العلماء، وهم باحثون في معهد هونستمان لابحاث السرطان وجامعة يوتا ومركز رينغلينغ للحفاظ على الفيلة، سر هذه المقاومة لمرض السرطان لدى الفيلة، من خلال استخراج خلايا من الكرويات البيضاء لهذه الحيوانات، وتعريضها لمواد تتلف الحمض الريبي النووي بحيث تسبب المرض الخبيث، وتبين للباحثين ان الخلايا المصابة "تقتل نفسها"، وذلك بفضل البروتين بي 53.
وقال جوشوا شيفمان المتخصص في امراض السرطان لدى الحيوانات في معهد هونتسمان واحد المشرفين على الدراسة "ان تدمير الخلايا التي تضرر فيها الحمض الريبي النووي يمنع تحولها الى خلايا سرطانية، وهذا الامر فعال جدا في الوقاية من السرطان اكثر من السعي الى وقف تناسخ الخلايا المصابة وغير القادرة على اصلاح نفسها"، وقارن الباحثون ردات الفعل المضادة للسرطان في خلايا المناعة لدى الفيلة بتلك لدى البشر.
ولاحظوا ان الخلايا المصابة لدى الفيلة تدمر نفسها بوتيرة توزاي ضعف الوتيرة لدى الخلايا البشرية لدى الاشخاص المعافين، وخمسة اضعاف لدى المصابين بمتلازمة لي فرومني، وتعزز نتائج هذه الدراسة فرضية ان الاجسام الاكثر انتاجا لبروتين بي 53 تتمتع بحماية اكبر ضد مرض السرطان، بحسب العلماء الذين يعتقدون انهم توصلوا الى حل لغز ظل غامضا لوقت طويل حول كون الفيلة اقوى على مقاومة الاورام الخبيثة.
ويتخطى عدد الخلايا في اجسام الفيلة ذاك المسجل عند الإنسان بمئة مرة تقريبا، لذا، من حيث المبدأ، ينبغي ان تواجه هذه الحيوانات خطرا أكبر بمئة مرة للإصابة بالسرطان. ولم يكن العلماء يفهمون الانتشار المحدود جدا لهذا المرض عند هذه الحيوانات التي قد تعيش بين 50 و 70 عاما، وبالاستناد إلى قاعدة بيانات واسعة، تبين أن حالات النفوق من جراء السرطان لا تتخطى 5 % عند هذه الحيوانات، في مقابل 11 إلى 25 % من الوفيات عند البشر، ويقول شيفمان إن "الطبيعة وفرت سبلا للفيلة تسمح لها بتجنب مرض السرطان وينبغي لنا الآن أن نستنتج كيف تواجه الفيلة هذه المشكلة لتكييف الآليات بحيث نتفادى الإصابات بالسرطان عند الإنسان"، وهناك أنواع أخرى من الحيوانات قادرة على مكافحة السرطان، مثل فأر الخلد العاري الذي يعيش لمدة أطول من الأنواع الأخرى من الفئران والجرذان والحوت المقوس الرأس الذي قد يتخطى عمره المئتي عام، ويأمل الباحثون الاستفادة من نتائج هذه الدراسة لتطوير علاجات جديدة لمكافحة السرطان، وقال إيريك بتسون المسؤول عن الفيلة في حديقة حيوانات يوتا الذي شارك في هذه الدراسة "إذا كانت الفلية تقدم لنا المفتاح لفك بعض الألغاز المحيطة بالسرطان، لا بد إذن من تكثيف الجهود لإنقاذها وحمايتها من الانقراض والصيد غير الشرعي".
الطفرات الجينية لعلاج البروستاتا
شملت دراسة جديدة جرت بمعهد أبحاث السرطان في لندن، 49 شخصا يعانون من أورام سرطانية غير قابلة للعلاج، وحقق العقار، الذي يُعرف باسم "olaparib"، مستوى منخفضا من النجاح بشكل عام، لكنه ساعد على إبطاء نمو الورم لدى 88 في المئة من المرضى الذين لديهم طفرات حامض نووي معين، ووصفت جمعية أبحاث السرطان البريطانية نتائج الدراسة بأنها مثيرة، ويقول محرر بي بي سي للشؤون الصحية إن مستقبل علاج السرطان يركز على علاجه من خلال طفرات الحامض النووي بدلا من المكان الذي يظهر فيه الورم السرطاني، ويستخدم بالفعل عقار "herceptin" الذي يهدف إلى علاج سرطان الصدر مع مرضى لديهم طفرات معنية، وبالمثل، يستهدف "olaparib" طفرات تؤثر على الحامض النووي.
وقال جواكين ماتيو، وهو أحد الباحثين الذين شاركوا في الدراسة، إن نتائجها "مبشرة جدا".
وتظهر نتائج التجربة، التي نشرت في دورية "New England Journal of Medicine"، أن العقار حقق نجاحا في 14 من 16 رجلا لديهم هذه الطفرات، وحقق المرضى نتائج إيجابية بعد حصولهم على العقار على مدار ما بين ستة أشهر وقرابة عام ونصف، ويعد سرطان البروستاتا من أكثر أمراض السرطان التي تحدث وفيات بين الرجال.
الاستعانة بخلايا مناعية تخليقية
تماثلت للشفاء رضيعة كان الأطباء يعتقدون انها تحتضر جراء سرطان الدم في حالة كانت ميئوس من شفائها وذلك في أول مرة يستخدم فيها علاج بالخلايا المناعية التخليقية التي تنتجها شركة سيليستس المتخصصة في هذا المجال.
كانت الرضيعة ليلى وعمرها عام واحد قد استنفدت جميع الخيارات العلاجية الأخرى عندما اعطاها الاطباء بمستشفى جريت اورموند ستريت البريطانية الخلايا التجريبية المعدلة جينيا من خلال الحقن في الوريد بجرعة قدرها ملليمتر واحد، وقال الأطباء في بيان صحفي في لندن بشأن حالتها إنه بعد شهرين من هذا العلاج شفيت الرضيعة تماما من الأورام وخرجت من المستشفى إلى منزلها، وقال بول فايز استاذ ورئيس قسم زراعة نخاع العظام بالمستشفى الذي أشرف على الفريق الطبي المعالج لليلى "كانت حالة السرطان لديها شرسة للغاية لدرجة ان استجابتها للعلاج كانت معجزة"، وأضاف "نظرا لانها المرة الأولى التي يعطى فيها هذا العلاج فاننا لا نعرف عنه كل شيء يتعلق بتوقيت الشفاء وكيفيته". بحسب رويترز.
وشكك بعض العلماء في نهج شركة سيليستس بسبب مشكلات محتملة لدى المرضى تتعلق برفض الخلايا الغريبة لكن الشركة الفرنسية -التي تتعاون مع شركتي فايزر ونوفارتس- ترى ان تقنيتها أسرع وأرخص من تخليق العلاجات الجينية، وقال وسيم قاسم استاذ العلاج الجيني والخلوي بكلية لندن الجامعية وخبير المناعة لدى مستشفى جريت اورموند ستريت الذي عمل ضمن الفريق العلاجي للرضيعة إنه اذا تكرر الشفاء بالاستعانة بنفس التقنية لدى مرضى آخرين فان هذا العلاج سيمثل "خطوة هائلة للأمام في علاج سرطان الدم وأنواع السرطان الأخرى".
لقاح يحسن فرص النجاة لمرضى سرطان المخ
الى ذلك أظهرت بيانات تجربة في المرحلة الوسطى أن لقاح سرطان المخ التجريبي الذي تنتجه شركة سيلديكس ثيرابويتيكس اذا أعطي للمريض إلى جانب العلاجات التقليدية يحسن من فرص النجاة لدى المرضى الذين يعود المرض لمهاجمتهم. بحسب رويترز.
ويشحذ اللقاح النظام المناعي للجسم حتى يحارب الورم الأرومي الدبقي متعدد الأشكال (جي.بي.إم) وأظهرت بيانات التجربة ان 25 في المئة من المرضى الذين عولجوا بلقاح (رينتيجا) الذي تنتجه سيلديكس بالاضافة إلى عقار (أفاستين) من إنتاج روش هولدينج ظلوا أحياء عامين مقارنة بعدم وجود أي ناجين بين مجموعة من المرضى عولجت بأفاسين وحده، وقدمت نتائج التجربة الوسطى التي شملت 73 مريضا خلال الاجتماع السنوي لجمعية أورام المخ، وقال الدكتور ديفيد ريردون مدير معهد دانا-فاربر كانسر لأورام المخ الذي أشرف على الدراسة في بيان "مزايا طول فترة البقاء على قيد الحياة غير مسبوقة"، ومنحت الادارة الامريكية للأغذية والأدوية لقاح رينتيجا لقب علاج رائد العام الماضي وهو يستهدف تحور جيني يحدث بين نحو 30 في المئة من أورام (جي.بي.إم)، وقالت شركة سيلديكس إن مرضى هذا النوع من الورم المتكرر عادة لا يعيشون أكثر من تسعة أشهر بعد اصابتهم بالمرض.
اضف تعليق