إن الادعاءات المتعلقة بسلامة السجائر الإلكترونية وفعاليتها في الإقلاع عن التدخين لا أساس لها من الصحة في الأدلة العلمية، فالسجائر الإلكترونية تحتوي على النيكوتين، وهو عنصر ضار ويسبب الإدمان، ويؤثر على نمو الدماغ لدى الشباب، وهو ما يستدعي الشروع بحملة توعوية لتخليص الافراد من رصاصة النرجيلة الالكترونية القاتلة...

انبهر الشباب بالوافد الجديد الذي اقتحم الأوساط الشبابية المدخنة، تشاهد وانت تسير في الطرقات عشرات الشباب يحملون النرجيلة الالكترونية او ما يسمى بالــ(فيب)، انخدع عدد كبير منهم بالترويج لها على ان اقتنائها سيكون الممهدة للإقلاع عن التدخين، لكنهم وقعوا بحبال الإدمان الجديد الذي اخذ يطاردهم دون شعور.

وتعرف النرجيلة الالكترونية على انها البديل الناجح او البديل الذي دفعت به شركات انتاج السكائر الربحية، لتتمكن من الاستحواذ على رغبات الشباب، ويمكن وصفها بشكل ادق، عبارة عن جهاز الكتروني يعتمد في عمله على بطارية لتسخين الفتيلة وعلى تبخير محلول خاص يسمى بالعصير الالكتروني.

وينتج هذا العصير رائحة زكية استهوت شريحة من الشباب المستخدمين، عن طريق احتواءه على نكهات متعددة تختفي بسرعة كبيرة، لكنه يحمل نسبة من النيكوتين روج لها بانها تُناسب الأشخاص الذين يرغبون بالإقلاع عن التدخين، ولا يستطيعون من الوصول لهذه النتيجة المطلوبة.

وكي تقع عليها الأنظار وتستهويها النفوس صممت النرجيلة الالكترونية بأشكال وصور متعددة، ذات تصاميم جذابة تغري الفرد وتجعله يتنيها دون أي تردد، وبعد الاقتناء يتذوق المدخن بم دست في جوفها من مواد سامة تسهم في تعيل مزجه وإنعاش مشاعره، غير آبه بما تسببه من اضرار جسيمة على صحة الانسان.

من عوامل انتشار استخدام النرجيلة الالكترونية، انها لا تحتاج الى أماكن معينة لتدخينها، فيمكن ان ترافق المدخن اثناء المسير او السياقة، وأماكن العمل دون التقييد بطقوس معينة كما ي النرجيلة التقليدية التي لها اجوائها الخاصة ولا يمكنان يحملها معه حين التنقل من مكان الى آخر.

سهولة التنقل والاقتناء سهل على المستخدمين تجرع أنواع متعددة من السموم التي لا تقل خطرا وتأثيرا عن التبع وتدخين النرجيلة القديمة، اذ نجح المنتجين من التوغل في مجال تصنيع اللذة المميتة التي تذوب في صدور الشباب وتتغلغل الى ادق الأماكن في أجسادهم واكثرها خطرا ... الجهاز التنفسي.

ولا نريد هنا ان نعدد او نستعرض مضار النرجيلة الالكترونية لعدم سعة الوقت، ولكن فقط نريد ان نمر على الصور البائسة التي نراها عبر المنتجعات والمقاهي وعبر الطرق العامة، هذه الصور المبتذلة والتي كثيرا ما تؤلمنا وتملا نفوسنا نفورا وخاصة تلك التي يعطيك محتواها ما ترفضه القيم وما يرفضه الذوق العام.

ان انتشار الأراجيل بين الشباب والشابات بشكلها المقرف وكما نراها بأم اعيننا، يعطينا الدليل القاطع بان مثل هكذا ثقافة، ستؤدي بالنتيجة الى خلق هوة واسعة تفصل بين الشاب وتطلعه نحو المستقبل.

إشغال الشباب من اجل قضاء الوقت بهذه الطريقة وبصحبة النرجيلة الالكترونية، لا يمكن ان تكون ظاهرة عفوية الانتشار انما هي حالة تؤدي بالنتيجة الى احتمالات كثيرة لا تحمد عقباها ويبقى السؤال: من هو المسؤول المباشر عن انتشار هذه الظاهرة؟

عدم المتابعة القانونية أسهم وبشكل كبير بانتشار ظاهرة النرجيلة الالكترونية، هي كغيرها من السلع والخدمات التي غزت الاسواق العراقية رغم اضرارها المعروفة مسبقا، لانتمائها الى اسرة التدخين وما تسببه هذه المجموعة من اضرار بالغة بالإنسان وصحته. 

إن الادعاءات المتعلقة بسلامة السجائر الإلكترونية وفعاليتها في الإقلاع عن التدخين لا أساس لها من الصحة في الأدلة العلمية، فالسجائر الإلكترونية تحتوي على النيكوتين، وهو عنصر ضار ويسبب الإدمان، ويؤثر على نمو الدماغ لدى الشباب، وهو ما يستدعي الشروع بحملة توعوية لتخليص الافراد من رصاصة النرجيلة الالكترونية القاتلة. 

اضف تعليق