q
هل سيكون العالم في الأشهر المقبلة أمام شراسة فيروس جديد/قديم، ويدخل غمار حرب صحية أخرى ضد وباء قاتل على غرار كفاحه السابق ضد كورونا؟ يبدو حتى الآن، وفق الخبراء، أن فيروس "نيباه" الذي ظهر مجددا في الهند منذ آب الأخير، تحت السيطرة، لكن الوباء الذي كان أول ظهور له في 1998، ليظهر من جديد...

هل سيكون العالم في الأشهر المقبلة أمام شراسة فيروس جديد/قديم، ويدخل غمار حرب صحية أخرى ضد وباء قاتل على غرار كفاحه السابق ضد كورونا؟ يبدو حتى الآن، وفق الخبراء، أن فيروس "نيباه" الذي ظهر مجددا في الهند منذ أغسطس/ آب الأخير، تحت السيطرة، لكن الوباء الذي كان أول ظهور له في 1998، ليظهر من جديد في مناسبات مختلفة، أكثر خطورة من كوفيد-19 بحكم أنه فيروس قاتل يهاجم الدماغ.

في وقت لا تزال فيه ظلال فيروس كورونا الذي أودى بحياة نحو 7 ملايين شخص وأثر على صحة أكثر من 765 مليون آخرين، تخيم على العالم، ليطل من بعيد شبح فيروس جديد/قديم، وتحديدا من الهند، اسمه "نيباه"، أجبر سلطات هذا البلد على اتخاذ إجراءات استعجالية لاحتواء انتشاره.

ويعود أصل اسمه إلى القرية التي اكتشف بها الفيروس لأول مرة في ماليزيا في 1999، حيث أصيب به مربو الخنازير بالمنطقة. وينتقل الفيروس مباشرة إلى الإنسان من الحيوان وخاصة الخفافيش الآكلة للفواكه أو من الخنازير عبر اللعاب أو البول، وأيضا من الإنسان إلى الإنسان عبر الاختلاط القريب أو عبر المواد الغذائية الملوثة.

وفي تفسيرها لهذا الوباء، توضح منظمة الصحة الدولية أنه: "مرض ناشئ حيواني المصدر، ينتشر في إقليمي جنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ، حيث تنتشر على نطاق واسع خفافيش الفاكهة من فصيلة الثعالب الطائرة، التي تمثل المضيف الطبيعي للفيروس".

خطورة الفيروس؟ وخطورة الفيروس تتجلى في شراسته بحكم أنه يمكن أن يقتل المصاب بنسبة تتراوح بين 40 حتى 75 بالمئة. وأدرجته منظمة الصحة الدولية ضمن قائمة الفيروسات التي تحتاج إلى المزيد من البحث العلمي بسبب إمكانية انتشاره بسرعة والتسبب في وباء عالمي على غرار فيروس كورونا.

وللفيروس رصيد في حصد الأرواح، ففي 1999، عام ظهوره، أدى إلى مقتل أكثر من 100 شخص في ماليزيا والقضاء على مليون خنزير لاحتواء الوباء، الذي انتقل وقتها إلى سنغافورة موديا بحياة 11 شخصا. وفي 2001، سجلت بنغلادش والهند أولى الإصابات بالفيروس. وكانت بنغلادش الأكثر تضررا من الفيروس الذي قتل فيها أكثر من 100 شخص. فيما قتل أكثر من 50 شخصا في الهند التي ضربها الوباء في 2018 أيضا.

ظهور جديد للفيروس وسقوط أولى المصابين، ومنذ أغسطس/آب عاد الفيروس للظهور بالهند وأدى حتى الآن إلى مقتل شخصين حسب الأرقام الرسمية، وكان مسؤول من وزارة الصحة في ولاية كيرالا جنوب الهند، قال إن شخصا بالغا وطفلا مصابان بالمرض لا يزالان في المستشفى، وخضع ما يزيد عن 130 شخصا لفحوصات الفيروس، فيما أعلنت السلطات مناطق عزل في سبع قرى في مدينة كوزيكود بالإضافة إلى إغلاق مدارس وبنوك وهيئات أخرى. وهذا هو رابع تفش لفيروس "نيباه" في كيرالا منذ 2018 التي توفي خلالها 21 من 23 مصابا.

وتفيد تقارير إعلامية أن الظهور الحقيقي لهذا النوع من الأوبئة لا يعود إلى بضعة سنوات فقط، وإنما هي موجودة منذ آلاف السنين خاصة لدى الحيوان، لكن تطور وسائل النقل الدولي في العقود الأخيرة، ساهم بشكل كبير في انتشارها عبر العالم.

ماذا نعرف عنه؟

ولتسليط المزيد من الضوء على المرض، أجرت فرانس24 مقابلة مع المختص في الطب المخبري والمناعة الدكتور عربي رياض درقاوي:

ما الذي يُعرف عن هذا الفيروس حتى الآن؟

هو فيروس حيواني في الأصل، لكن يمكن أن ينتقل إلى الإنسان. وهو موجود عند الخفافيش والخنازير أيضا والأشخاص الذين لهم احتكاك بهذه الحيوانات معرضون للإصابة. ويمكنه أن ينتقل من إنسان إلى آخر عن طريق الاختلاط مع المريض دون أخذ الاحتياطات اللازمة. وكمثال، كان هناك مشفى به مرضى بالفيروس، فأصيب أطباء وممرضون كانوا يعالجونهم وحتى زائرين.

ما هي أعراض الإصابة بهذا الفيروس؟

عند الإصابة بالفيروس، قد تظهر أعراض وقد لا تظهر أيضا. والأعراض تشبه تلك التي يشتكي منها المصاب بالأنفلونزا الموسمية. ترتفع درجة حرارة جسم المريض، يصاب بصداع في الرأس، آلام في العضلات والبلعوم، ومن ثم يمكن أن يسبب قصورا في التنفس وقد يتعرض المصاب لالتهاب في الدماغ والسحايا، ما يعرضه للغيبوبة التي قد تتطور إلى وفاة. وبالمجمل نسبة وفاة المصابين بالفيروس بين 40 و75 بالمئة.

هل هناك علاج لهذا الفيروس؟

للأسف ليس هناك علاج واضح، لكن إذا تمت رعاية المريض مبكرا وبشكل مكثف يمكن أن يشفى، وذلك بالتصدي لكل الحالات العرضية كتخفيض درجة حرارة المصاب، وإعطائه طعاما جيدا. وهذا الفيروس يحتضنه الجسم من 4 حتى 14 يوما وقد تصل المدة إلى 45 يوما في بعض الحالات قبل ظهور أولى الأعراض. وبذلك، التشخيص ليس سهلا، إلا إذا عرف الشخص أن مكان تواجده موبوء. ويعتمد الأطباء في تشخيصه الفحص المصلي أو "بي سي آر" الذي يبقى الأفضل بحكم أنه الأسرع.

كيف يمكن الحماية منه؟

تجنب الأمكنة التي يوجد بها الفيروس وعدم الاحتكاك بالمصابين. وبما أنه ينتقل عن طريق الطعام خاصة الفواكه التي تأكلها الخفافيش، يجب إذن غسلها جيدا قبل تناولها. الحذر من الأماكن التي يتم فيها تربية الخنازير، وإن كان هناك شك في طبيعة صحة هذه الحيوانات، يجب القضاء عليها للأسف. وفي المشفى يجب دائما غسل اليدين بعد لمس حاجيات المريض.

هل ينتقل هذا الفيروس يوما إلى دول عربية؟

هناك احتمال ضئيل أنه ينتقل إلى دول عربية بسبب البعد الجغرافي لهذه البلدان مع المناطق الموبوءة. لكن يمكن أن ينتقل المرض عن طريق شخص لا تظهر عليه أعراض. وحتى الآن، يبدو لي أنه لم يحصل ذلك. فالخطر ضئيل ولا يجب أن نعطي أهمية كبيرة لهذا الموضوع، لأنه من المفترض ألا يحصل انتقال للعدوى نحو هذه الدول. فكل البلدان التي أصابها الفيروس تتواجد في نفس المنطقة، ويتم عادة احتواء الفيروس قبل انتشاره.

إذا، لا يمكن أن ينتشر عالميا كما حصل مع فيروس كورونا؟

احتمال ضعيف أن يحدث ذلك. كوفيد-19 انتشر بشكل واسع لأنه ينتقل بسرعة عن طريق الرذاذ والقطيرات التي من الممكن أن تنتشر من المريض في الهواء بعد السعال والعطس بينما فيروس "نيباه" ينتقل عن طريق التماس والاحتكاك واستهلاك الفواكه الملوثة. لكنه أخطر بكثير من فيروس كورونا.

هل يوجد لقاح ضد هذا الفيروس في الوقت الحالي؟

لا يوجد لقاح ضده حتى اليوم، لذلك تبذل منظمة الصحة العالمية جهودا بهذا الصدد، إذ أدرجته ضمن قائمة الأمراض التي توليها أهمية خاصة في البحث العلمي.

تهديد عالمي

عززت ولاية كيرالا الواقعة في جنوبي الهند تدابير الفحوص الطبية بغية رصد حالات التعامل عن قرب مع مصابين بفيروس "نيباه" في أعقاب وفاة شخصين مؤخرا بالمرض، وأُبلغ عن جميع حالات الإصابة في منطقة كوزيكود في شمالي ولاية كيرالا.

وشهد الشهر الجاري تسجيل حالة وفاة جراء الإصابة بالمرض، بينما كان قد أُبلغ عن حالة وفاة أخرى في 30 أغسطس/آب، وقررت السلطات إغلاق المدارس والمكاتب في المنطقة المتضررة من الولاية، في وقت يبذل المسؤولون قصارى الجهود للحد من انتشار المرض.

والسؤال ما هي خطورة الفيروس وما هي أعراضه؟ ما هو فيروس نيباه؟ عدوى فيروس نيباه تنتج عن الإصابة بـ "مرض مصدره الحيوان" وينتقل إلى البشر عن طريق حيوانات مثل الخنازير وخفافيش الفاكهة، بحسب منظمة الصحة العالمية.

كما يمكن أن ينتقل المرض عن طريق أطعمة ملوثة أو عن طريق التعامل مباشرة مع شخص مصاب، وتحدث حالات تفشي المرض سنويا تقريبا في مناطق في قارة آسيا، لاسيما في بنغلادش والهند.

ماذا تعرف عن فيروس نيباه القاتل الذي تنقله الخفافيش ويثير مخاوف العلماء من تفشي وباء جديد؟

فيروس نيباه: هلع على وسائل التواصل من "فيروس قاتل تنقله الخفافيش" فما قصته وحقيقته؟

وكان استهلاك الفواكه أو منتجات الفاكهة (مثل عصير نخيل البلح الخام) الملوثة ببول أو لعاب خفافيش الفاكهة المصابة مصدرا أكثر احتمالا للعدوى في السابق.

وأدرجت منظمة الصحة العالمية فيروس "نيباه" مع فيروسات "إيبولا" و"زيكا" و"كوفيد- 19" على قائمة الأمراض العديدة التي يجدر أن تحظى بأولوية في مجال البحوث العلمية نظراً لقدرتها على التسبب في حدوث وباء عالمي.

ويعد ذلك التفشي الرابع لفيروس نيباه خلال خمس سنوات في ولاية كيرالا، إذ سبق وأجريت اختبارات طبية للخفافيش في الولاية لرصد المرض.

ما هي أعراض المرض؟ تتفاوت حالات الإصابة بين البشر من حيث الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي بدون أعراض إلى عدوى الجهاز التنفسي الحادة (الخفيفة والشديدة) والتهاب المخ المميت (تورم الدماغ).

وتظهر غالبا أعراض على الأشخاص المصابين في البداية، من بينها الحمى والصداع وألم في العضلات والقيء والتهاب الحلق.

ويمكن أن يتبع ذلك دوخة، نعاس، تغير في مستوى الوعي، وأعراض عصبية تشير إلى التهاب المخ الحاد، كما يعاني بعض الأشخاص، على الأرجح، من التهاب رئوي غير نمطي ومشاكل تنفسية حادة، من بينها ضيق التنفس الحاد، ويحدث التهاب في المخ ونوبات في حالات الإصابة الشديدة، تتطور إلى الغيبوبة خلال 24 إلى 48 ساعة.

ويُعتقد أن فترة حضانة الفيروس، (الفترة من الإصابة إلى ظهور الأعراض)، تتفاوت من 4 إلى 14 يوما. وعلى الرغم من ذلك أبلغ البعض عن فترة حضانة تصل إلى 45 يوما، ويفضي فيروس نيباه إلى وفاة ما يصل إلى 75 في المئة من المصابين به.

هل يوجد لقاح؟ لا يوجد لقاح أو علاج للمرض حتى الآن، ويقتصر العلاج على متابعة الأعراض وتقديم الرعاية اللازمة.

أدى أول تفشٍ لفيروس نيباه إلى وفاة ما يزيد على 100 شخص في ماليزيا، الأمر الذي دفع السلطات وقتها إلى إعدام مليون خنزير في مسعى لاحتواء تفشي الفيروس. وأُطلق على الفيروس اسم نيباه نسبة إلى القرية التي اكتشف فيها أول مرة في عام 1999.

كما انتشر المرض في سنغافورة وسُجلت 11 حالة إصابة فضلا عن حالة وفاة واحدة بين عمال المجازر ممن كانوا يتعاملون عن قرب مع خنازير مستوردة من ماليزيا.

وتحملت بنغلادش العبء الأكبر في السنوات الأخيرة، بعد أن توفي ما يزيد على 100 شخص متأثرين بفيروس نيباه منذ عام 2001.

ما حقيقة تفشي فيروس "نيباه" في الصين؟ وهل ينبغي أن نقلق منه؟ ويُكتشف المرض بصفة دورية في الهند، ويعد هذا التفشي الرابع في ولاية كيرالا منذ عام 2018. وكانت الولاية قد تمكنت من القضاء على حالات التفشي السابقة في غضون أسابيع عن طريق إجراء فحوص طبية واسعة النطاق وتدابير عزل صارمة لكل من تبين تعامله عن قرب مع مصابين.

وتقول منظمة الصحة العالمية إن المناطق الأخرى المعرضة لخطر الإصابة تضم كمبوديا وغانا وإندونيسيا ومدغشقر والفلبين وتايلاند، بعد رصد أدلة على وجود الفيروس في خفافيش تعيش في هذه الدول.

ما مدى خطورته؟

حذر عالم الفيروسات الروسي نيقولاي كريوتشكوف من خطر فيروس "نيباه" الذي سجل تفشيه في الهند، واحتمال أن يحدث جائحة جديدة في العالم. ويشير العالم في حديث لصحيفة "إزفيستيا"، إلى أن هذا قد حدث في حالة حصول تغيرات جينية في الفيروس.

ويقول: "هذا مرض فيروسي ومصدره الخفافيش، ويتفشى حاليا في الهند وبنغلاديش وبعض بلدان جنوب شرق آسيا. وتحصل في الفيروس طفرات. لذلك يعتقد العلماء أن هذا الفيروس (من الناحية النظرية) يمكن أن يسبب جائحة".

ووفقا له، لم تسجل حاليا سوى حالات للمرض وعددها ليس مرتفعا. لذلك للوقاية من المرض ينصح بعدم السفر إلى الدول التي سجلت فيها إصابات بهذا الفيروس.

ويقول: "بالطبع يجب غسل الفواكه والخضروات جيدا وكذلك غسل اليدين وارتداء الكمامات. لأنه لا يوجد حاليا لقاح مضاد لهذا الفيروس، ولا توجد أدوية مضادة للفيروس".

وتجدر الإشارة إلى أن المرض تفشى في مدينة كوجيكودي في ولاية كيرالا الهندية. بحسب صحيفة وول ستريت جورنال.

وتنتقل عدوى المرض من الحيوان إلى الإنسان ومن شخص مصاب إلى الآخرين، وكذلك عن طريق الأطعمة الملوثة وعن طريق رذاذ التنفس. ويمكن أن لاتظهر أعراض الإصابة بالمرض، أو مع أعراض التهاب خفيف أو شديد في الجهاز التنفسي، أو التهاب الدماغ، وفي الحالة الأخيرة يمكن أن يؤدي إلى الغيبوبة والموت.

ما هي مناطق وجوده؟

عادت المخاوف بشأن تفشي فيروس "نيباه" النادر، وذلك بعدما أعلنت ولاية كيرالا الهندية إغلاق مدارس وشركات، وعزل عدة قرى، بعد تسجيل حالتي وفاة.

وأعلنت السلطات الصحية بولاية كيرالا جنوبي الهند، الثلاثاء، أن "شخصًا بالغا وطفلا نقلا إلى المستشفى، بعد إصابتهما بالفيروس، فيما خضع أكثر من 130 لفحوصات، للاشتباه في إصابتهم"، بحسب وكالة "رويترز".

وتوفي شخص نهاية الشهر الماضي، فيما توفي آخر في سبتمبر الجاري، بسبب الإصابة بالفيروس المميت، الذي يحدث تلفًا في المخ.

وأعلنت السلطات الهندية "العزل" في 7 قرى بمدينة كوزيكود، بالإضافة إلى إغلاق مدرسة وبنوك وهيئات أخرى.

ويعد التفشي الحالي هو الرابع للفيروس في ولاية كيرالا منذ 2018، وتوفي 21 شخصًا من بين 23 مصابًا خلال هذه الفترة.

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي تقريرا نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية تحذر فيه من ظهور وباء خطير يمكن أن يفتك بأعداد كبيرة جدا من البشر في حال انتشاره في العالم انطلاقا من الصين.

يمكن أن ينتقل المرض بواسطة الملامسة المباشرة للحيوانات المصابة بالعدوى، أو استهلاك المنتجات الغذائية الملوثة، أو من خلال المخالطة اللصيقة لشخص مصاب بعدوى المرض.

واتخذت "الفاشيات" السابقة نمطاً موسمياً، اندلعت بموجبه خلال فصلي الشتاء والربيع.

ارتبطت "الفاشيات" بعدة عوامل، مثل موسم تكاثر الخفافيش، وزيادة طرحها للفيروسات، وحلول موسم حصاد الفاكهة. وتتراوح نسبة الوفيات من مجموع حالات المرض، بين 40 و100 بالمئة.

تم الإبلاغ عن أول تفشٍ لمرض فيروس نيباه في بلدة سيليغوري عام 2001، تلاه تفش آخر في مقاطعة ناديا عام 2007.

وفي عام 2018، أُبلغ عن فاشية في مقاطعة كوزيكودي. وفي عام 2019، أُبلغ عن فاشية آخرى في مقاطعة كوتشي، اندلعت كلتاهما في ولاية كيرالا.

وكانت الخفافيش من فصيلة الثعالب الطائرة، هي المصدر المحتمل للفاشية المندلعة في ولاية كيرالا عام 2018.

ساهم الإنسان بانقراض آلاف الأنواع من الحيوانات التي منحته الغذاء وساعدته في الزراعة وحمته من تقلبات البيئة، بسبب التطور والتوسع العمراني والصناعي، وعادات الطعام، وأحيانا لمجرد المتعة.

وشهدت الهند اندلاع فاشيات من مرض فيروس نيباه، واحتوتها في الماضي وأثبتت قدرتها على الاضطلاع بأنشطة مكافحة الفاشيات، بما يشمل تحديد الحالات، وإجراء الفحوص المختبرية، ومعاجلة الحالات، وتتبع المخالطين، والإبلاغ عن المخاطر، بحسب منظمة الصحة العالمية.

ولم تعلن المنظمة في السابق عن إمكانية تحول المرض إلى وباء عالمي، أو نصحت بفرض أية قيود على حركة السفر أو التبادل التجاري في الهند، استناداً إلى المعلومات المتاحة.

ماذا يحدث في الهند؟

ووفق منظمة الصحة العالمية، يسبب مرض نيباه ارتفاعاً نسبياً في نسبة الوفيات من مجموع الحالات المصابة به، وهو مرض حيواني المصدر نشأ في إقليمي جنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادي، علماً بأن التفشي الأخير للمرض هو الخامس له في الهند.

وينتشر الفيروس حيث توجد على نطاق واسع خفافيش الفاكهة من فصيلة الثعالب الطائرة التي تمثل المضيف الطبيعي للفيروس. وقد اكتُشف المرض لأول مرة مع تفشيه في ماليزيا عام 1998. ويمكن أن ينتقل المرض بواسطة الملامسة المباشرة للحيوانات المصابة بالعدوى أو استهلاك المنتجات الغذائية الملوثة، أو من خلال المخالطة اللصيقة لشخص مصاب بعدوى المرض. وتفشى المرض سابقاً في نمط موسمي خلال فصلي الشتاء والربيع، وارتبط بعوامل عدة مثل موسم تكاثر الخفافيش وزيادة طرحها للفيروسات وحلول موسم حصاد الفاكهة. وتتراوح نسبة الوفيات من مجموع الحالات المصابة بالمرض بين 40 و100 في المائة.

لا لقاحات متاحة

مع أنه لا تُتاح لقاحات أو علاجات مرخّصة لمرض فيروس نيباه، فإنه تم تطوير أجسام مضادة تجريبية أحادية النسيلة لعلاج المرض في إطار استعمالها لدواع إنسانية، بحسب منظمة الصحة. وينبغي أن يركز التدبير العلاجي للحالات على تزويد المرضى بتدابير الرعاية الداعمة. ويُوصى بتوفير العناية الداعمة المركزة للمرضى المصابين بمضاعفات تنفسية وعصبية وخيمة.

انتقاله بين الحيوانات

وهناك أدلة على انتشار مرض فيروس نيباه بين أنواع عدة من الحيوانات الأليفة، ومنها الكلاب والقطط والماعز والأغنام والخيول. ويمكن الوقاية من مرض فيروس نيباه، بحسب منظمة الصحة العالمية، عن طريق تجنب التعرض للخفافيش والحيوانات المريضة في المناطق التي يتوطنها المرض، وتجنب استهلاك الفواكه المأكولة جزئياً من الخفافيش، وتجنب شرب نسغ نخيل التمر الخام. كما يمكن الوقاية من خطر الإصابة بعدوى المرض وانتقاله على الصعيد الدولي بواسطة الفواكه أو منتجات الفاكهة، مثل نسغ نخيل التمر الخام (وخلاصته وعصيره) الملوثة ببول أو لعاب خفافيش الفاكهة الحاملة للعدوى، عن طريق غسل الفاكهة جيداً وتقشيرها قبل استهلاكها.

توصيات منظمة الصحة العالمية

أمّا في أماكن الرعاية الصحية، فتوصي منظمة الصحة العالمية الموظفين بأن ينفذوا باستمرار التدابير المعيارية للوقاية من العدوى ومكافحتها عند رعاية المرضى للحيلولة دون انتشار عدوى المستشفيات. وتوصي عاملي الرعاية الصحية القائمين بمريض يُشتبه في إصابته بمرض فيروس نيباه، بأن يتصلوا فوراً بالخبراء المحليين والوطنيين للحصول على التوجيه والترتيب لإجراء فحوص مخبرية، وتوصي المنظمة بمراعاة ممارسات الدفن الآمن والكريم فيما يخص جميع الحالات المؤكدة وتلك المُشتبه فيها للإصابة بمرض فيروس نيباه.

اضف تعليق